المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنفلونزا الطيور


غزير الشوق
19-12-2006, 09:18 PM
ما هي أنفلونزا الطيور وكيف يمكن للناس الوقاية منها؟
طبقاً لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة فإن أنفلونزا الطيور أو الأنفلونزا الطيرية هي مرض معدٍ عند الطيور تسببه سلالة الفصيلة (أ) لفيروس الأنفلونزا. ويمكن أن ينتشر هذا المرض الذي اكتشف أولاً في إيطاليا قبل أكثر من مائة عام في جميع أرجاء العالم. ويُعتقد أن جميع الطيور عرضة للإصابة بهذه العدوى، إلا أن بعض الأنواع أكثر مقاومة للإصابة بها من غيرها. وتظهر على الطيور المصابة أعراض متباينة تتراوح بين الإعياء الطفيف والمرض الشديد العدوى، سريع الفتك الذي يسبب وباءً خطيراً. وتعرف الحالة الثانية بأنها "الحالة المُمرِضة للغاية من أنفلونزا الطيور". ويتصف هذا النوع بقدرته على الإصابة المفاجئة وإحداث إعياء شديد ومن ثم التسبب في الموت بسرعة، وقد يصل معدل حدوث الوفاة إلى 100%.

وتعتبر الطيور المائية المهاجرة – وبخاصة البط البري - المنبع الطبيعي لفيروسات أنفلونزا الطيور، وهي كذلك الأكثر مقاومة للإصابة بها. وتُعتبر الدواجن المنزلية بما فيها الدجاج والديوك الروميّ شديدة الحساسية للأنفلونزا الوبائية سريعة الفتك. وقد ثبت أن الاتصال المباشر أو غير المباشر بين أسراب الدواجن المنزلية مع الطيور المائية المهاجرة غالباً ما يؤدي إلى الإصابة الوبائية بهذا المرض. وكذلك لعبت أسواق الطيور الحية دوراً مهماً في انتشار هذا الوباء.

ما الذي يُمكن أن تفعله البلدان التي يُكتشف فيها المرض لكبح انتشاره؟
من الإجراءات المتبعة للسيطرة على هذا المرض وضع المزارع المصابة قيد الحجر الصحي وإعدام الأسراب المصابة أو المشكوك في تعرضها للإصابة، وذلك بهدف منع انتقال المرض إلى المزارع الأخرى وبالتالي جملة الطيور الداجنة بالبلد. وبغض النظر عن كونها شديدة العدوى، فإن فيروسات أنفلونزا الطيور سريعة الانتقال من مزرعة إلى أخرى من خلال الوسائل الآلية مثل المعدات، أو المركبات، أو الأعلاف، أو الأقفاص، أو الملابس الملوثة. وتستطيع هذه الفيروسات المُمرضة للغاية البقاء في البيئة التي تتواجد فيها لفترات طويلة، وخاصة في درجات الحرارة المنخفضة. وعلى كلٍ فإن توفير التدابير الصحية الصارمة في المزارع من شأنه أن يؤمِّن بعضاً من سبل الوقاية.

ولكن في ظل غياب تدابير مكافحة فورية، مدعومة بأنظمة رقابة جيدة، يمكن أن يظل الوباء متفشياً لسنوات. فعلى سبيل المثال، بدأ وباء أنفلونزا الطيور الذي ظهر في المكسيك عام 1992 بسبب الفيروس H5N2 بسلالة ضعيفة من هذا الفيروس ولكنه تحور إلى نوعية شديدة الفتك ولم تتم السيطرة عليه حتى عام 1995.

كيف يُمكن أن يُصاب الناس بالعدوى؟
ليس من المعتاد أن تصيب فيروسات أنفلونزا الطيور أنواعاً غير الطيور والخنازير. وقد سُجلت أول حالة إصابة بفيروس أنفلونزا الطيور بين البشر في هونغ كونغ عام 1997 عندما تسبب فيروس من سلالة H5N1 في إصابة ثمانية عشر شخصاً بمرض حاد بالجهاز التنفسي، توفي ستة منهم على أثره. وتزامن حدوث هذه الإصابة بين البشر مع انتشار وباء أنفلونزا الطيور المٌمرض للغاية بين أسراب الدواجن في هونغ كونغ، الذي سببته سلالة هذا الفيروس نفسه.

وبالتحقيق المكثف في واقعة التفشي هذه، ثبت أن الاتصال المباشر مع الطيور الحية المصابة كان مصدر الإصابة بهذا المرض بين البشر. وقد أكدت الدراسات على المستوى الجينيّ أيضاً أن هذا الفيروس قد انتقل مباشرة من الطيور إلى الإنسان. وقد حدثت حالات محدودة من انتقال للعدوى إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية ولكن الإصابة لم تكن شديدة.

وأدى التخلص السريع من جميع أسراب الطيور الداجنة في هونغ كونغ في غضون ثلاثة أيام، والتي قدر عددها بنحو مليون ونصف مليون طائر، إلى تقليص فرصة أي انتقال مباشر آخر لهذا الفيروس إلى البشر، وبالتالي تجنب تحوله إلى درجة الجائحة.

وقد دقت هذه الواقعة ناقوس الخطر لدى الهيئات الصحية العامة حيث إنها كانت الدليل على أول انتقال مباشر لفيروس أنفلونزا الطيور للإنسان ونتج عنه حالة مرضية شديدة مع ارتفاع معدلات الوفاة. وقد دوى ناقوس الخطر مرة أخرى في فبراير/ شباط 2003 عندما ظهرت أنفلونزا الطيور التي يسببها فيروس H5N1 في هونغ كونغ مسببة حالتي إصابة وحالة وفاة في أسرة كانت قد سافرت حديثاً إلى جنوب الصين. وقد توفي طفل آخر في هذه الأسرة أثناء تلك الزيارة ولكن سبب الوفاة غير معروف.

لماذا يُعتبر فيروس أنفلونزا الطيورH5N1 خطيراً للغاية؟
يعتبر فيروس H5N1 هو الفيروس الأكثر إزعاجاً من بين سلالات فيروس أنفلونزا الطيور التي يبلغ عددها 15 سلالة، ذلك لأنه الأسرع في التحول كما أن له تاريخاً في جذب جينات من فيروسات تصيب أنواعاً أخرى من الحيوانات. وقد ثبتت قدرته على إصابة الإنسان بحالة مرضية شديدة من خلال حالتين مسجلتين حتى الآن. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الدراسات المعملية أن هناك سلالات منفصلة من هذا الفيروس ذات قدرة إمراضية عالية، حيث تستطيع أن تصيب الإنسان بحالة مرضية شديدة. وتُخرج الطيور التي تنجو من الإصابة لمدة عشرة أيام على الأقل، هذا الفيروس من خلال الإفرازات والذرق، مما يؤدي إلى انتشار هذا الفيروس بطريقة أسرع في أسواق الدواجن الحية، فضلاً عن إمكانية انتشاره عن طريق الطيور المهاجرة.

ولذا، فقد صار وباء أنفلونزا الطيور المُمرض للغاية بفعل فيروس H5N1 الذي بدأ في منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2003 في جمهورية كوريا، والذي تجري ملاحظته الآن في عدد من بلدان آسيوية أخرى، مصدر قلق للصحة العامة بوجه خاص. وقد أثبتت أنواع فيروس H5N1 المختلفة أنها قادرة على إصابة الإنسان إصابة مباشرة في عام 1997، وتكرر ذلك في فييتنام في يناير/كانون الثاني عام 2004. ويؤدي انتشار العدوى بين الطيور إلى زيادة فرصة العدوى المباشرة عند الإنسان أيضاً. وإذا زادت حالات الإصابة بين البشر مع مرور الوقت، تزداد أيضاً احتمالية كون الإنسان بوتقة مزج" بين أنفلونزا البشر وأنفلونزا الطيور، ينشأ عنها تباعاً نُميْط جديد يحمل جينات بشرية كافية لنقل العدوى من إنسان إلى آخر بسهولة. وإذا ما حدث ذلك فسيكون مؤشراً على بدء انتشار جائحة جديدة للأنفلونزا.

هل يُمكن تجنب الإصابة بأنفلونزا الطيور؟
طبقاً لأنماط الانتشار التاريخية فإن جائحة الأنفلونزا أمر متوقع حدوثه بمعدل ثلاث إلى أربع مرات في المتوسط كل 100 عام عندما تظهر نُميطات جديدة من فيروس الأنفلونزا وتنتقل بسرعة من شخص لآخر. لكن من الصعب التنبؤ بتوقيت حدوث جائحة الأنفلونزا. ففي القرن العشرين حدث أن انتشرت جائحة الأنفلونزا في عامي 1918 و1919 وتسببت في وفاة ما يقرب من 40 إلى 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ثم تبع ذلك حدوث وباء عامي 1957 و1958 متبوعاً بآخر عامي 1968 و1969.

وقد اتفق الخبراء على أن حدوث جائحة أنفلونزا أخرى أمر لا مناص منه ولعله صار وشيكاً. ويتفق أيضاً معظم خبراء الأنفلونزا على أن التخلص العاجل من أسراب الطيور الداجنة بالكامل في هونغ كونغ عام 1997 قد يكون سبباً في تجنب حدوث مثل هذه الجائحة.

وهناك العديد من التدابير التي يمكن أن تساعد في تحجيم المخاطر الصحية العامة على مستوى العالم والتي يمكن أن تنشأ عن انتشار واسع لمرض أنفلونزا الطيور المُمرضة للغاية التي يسببها فيروس H5N1 بين الطيور. وتتمثل الأولوية المُلِّحة في منع أي انتشار آخر لهذه الأوبئة بين أسراب الطيور الداجنة. ومن خلال هذه الإستراتيجية نقلل من فرص تعرض الإنسان للفيروس. كذلك فإن تطعيم الأشخاص الذين يتعرضون بدرجة أكبر للدواجن المصابة، باستخدام اللقاحات المتوفرة والفعالة ضد سلالات فيروس الأنفلونزا المنتشرة حالياً بين البشر، من شأنه أن يقلل احتمالية حدوث الإصابة بسلالات أنفلونزا البشر والطيور في الوقت نفسه، وبالتالي يقلل خطر تبادل الجينات. كما ينبغي حماية العمال الذين يقومون بإعدام أسراب الدواجن المصابة وذلك بتوفير الملابس والتجهيزات الواقية من الإصابة بالعدوى. ولابد أن يتناول هؤلاء العمال أيضاً عقاقير مضادة للفيروسات كتدبير وقائي.

وبينما تستطيع منظمة الصحة العالمية وأعضاء شبكتها العالمية المعنية بمكافحة الأنفلونزا، بالإضافة إلى هيئات دولية أخرى، المساعدة في كثير من هذه الأنشطة، فإن نجاح احتواء هذا الخطر على الصحة العامة يعتمد أيضاً على قدرات مؤسسات مكافحة الأوبئة والمختبرات في تلك البلدان المتأثرة، فضلاً عن كفاية أنظمة الرقابة الموجودة بها بالفعل.

ومع أن كل هذه الجهود يمكن أن تقلل من احتمالية ظهور جائحة أنفلونزا إلا أن السؤال عما إذا كان من الممكن تجنب حدوث جائحة أنفلونزا أخرى يبقى سؤالاً بدون إجابة أكيدة.

ما الأعراض التي تعرف منها أنك مُصاب بأنفلونزا الطيور؟
أثناء تفشي هذا الفيروس في هونغ كونغ عام 1997، ظهر على المرضى أعراض الحمى والتهاب الحلق والسعال وفي أغلب الحالات الشديدة كان ذلك مصحوباً بأزمة حادة في الجهاز التنفسي تشبه الالتهاب الرئوي الفيروسي. وفي السابق، تأثر بهذا المرض الأصحاء من البالغين والأطفال وكذلك بعض الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة.
ومنذ ذلك الحين صارت اختبارات تشخيص جميع سلالات فيروسات أنفلونزا البشر والطيور سريعة ويُمكن التعويل عليها. فكثير من المختبرات التابعة للشبكة الدولية التابعة لمنظمة الصحة العالمية والمعنية بمكافحة الأنفلونزا لديها المرافق الضرورية ذات درجة الأمان العالية وبها الكواشف التشخيصية لإجراء هذه الاختبارات كما أنها تضم خبرات لا بأس بها. كما تتوفر إمكانية عمل هذه الاختبارات في المنازل بصورة سريعة ولكنها لا تتمتع بالدقة التي تتوفر في التحاليل المعملية التي أصبحت ضرورة في الوقت الحالي من أجل فهم آخر الحالات فهما كاملاً لتحديد إذا ما كانت العدوى التي تنتشر بين البشر تأتي مباشرة من الطيور أم هي من شخص لآخر.

وقد أثبتت العقاقير المضادة للفيروسات، والتي يمكن استخدام بعضها كعلاج وكوقاية، كفاءتها إكلينيكياً ضد سلالات (أ) من فيروس الأنفلونزا عند الأطفال والبالغين الذين لا يعانون أية أمراض غير الأنفلونزا، ولكنها مع ذلك لها حدود. كما أن بعض هذه العقاقير باهظ الثمن فضلاً عن محدودية الإمدادات.

وتعتبر الخبرة في إنتاج اللقاحات المضادة للأنفلونزا معقولة وبخاصة أن تركيبة اللقاح تتغير كل عام لمواكبة التغيرات في الفيروس المنتشر بفعل الانزياح المستضديّ (antigenic drift). وبوجه عام يلزم على الأقل أربعة أشهر لإنتاج اللقاح الجديد بكميات مناسبة تكفي لتوفير الوقاية من النُميط الفيروسي الجديد.
العودة لأعلى الصفحة

® رحــــال ®
22-12-2006, 10:43 AM
يعطيك العاااااااااااااااااااافية غزير الشوق على هذه المشاااااااركة

بنتظاااااااااااااااااار جديدك المميز

شيخ الشباب
31-03-2007, 01:56 PM
مشكور مشكور مشكور مشكور مشكور