عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-2010, 10:11 PM   #31
شرقاوية عنيدة
 
الصورة الرمزية شرقاوية عنيدة
 
تاريخ التسجيل: 25-06-2007
الدولة: الاحساء
المشاركات: 610
معدل تقييم المستوى: 19
شرقاوية عنيدة is on a distinguished road
افتراضي رد : اللعبة الثقافية"شعراء واشعار"

طبعا هناك من يستمع لكلامك أميرتي دعينا لانطيل بالكلام ولنبحر مع هذا الشاعر العظيم
كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب شاعر مخضرم لانه عاش عصرين مختلفين هما عصر الجاهليه وعصر صدر الإسلام. عالي الطبقة، كان ممن اشتهر في الجاهلية ولما ظهر الإسلام هجا النبي صلى الله عليه وسلم، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم، دمه فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وخلع عليه بردته. وهو من أعرق الناس في الشعر: أبوه زهير بن أبي سلمى، وأخوه بجير وابنه عقبة وحفيده العوّام كلهم شعراء. وقد كَثُر مخمّسو لاميته ومشطّروها وترجمت إلى غير العربية.
تلقن كعب الشعر عن أبيه مثله مثل أخيه بجير، وكان زهير يحفظهم الشعر ومنه شعره ويقولون عن كعب أنه كان يخرج به أبوه إلى الصحراء فيلقي عليه بيتاً أو شطراً ويطلب أن يجيزه تمريناُ ودرّبه، كما أن كعباً كان في عصر ما قبل الإسلام شاعراً معروفاً أكثر من الحطيئة. حاول زهير أن ينظم الشعر منذ حداثته فردعه أبوه، مخافة أن يتسفّل ويأتي بالضعيف فيشوّه مجد الأسرة، وما زال يهذّب لسانه ويجهّز شاعريته برواية الشعر حتى استقام له النظم.
استفاد كعب من تعاليم دينه ولذلك فإن إنتاجه بعد إسلامه كان مشبعا بتعاليم المدرسة الإسلامية فحين يقول كعب:
لو كنت اعجب من شيء لأعجبني سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها والنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أمل لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر
فالتعاليم الإسلامية في هذا الشعر واضحة كل الوضوح وهي تشعرنا كيف يسلم كعب بقضاء الله وقدره، كما تشعرنا بمدى تغلغل الإسلام في روح كعب ونفسه، والذي استطاع أن يقضي فيها على نزعاتها الجاهلية ويحول نقمتها على الحياة إلى أمل، بعطاء الله وفرج قريب من رحمته الواسعة.
وهكذا نرى كعبا في كل أشعاره الحكيمة يستمد زادها من الإسلام حيث يوكل أمره إلى الله الذي وحده يتكفل بالعباد، ويمن عليهم بالرزق والنعمة والأفضال، يقول كعب:
أعلم أني متى ما يأتني قدري فليس يحسبه شح ولا شفق
بينا الفتى معجب بالعيش مغتبط إذ الفتى للمنايا مسكم غلق
والمرء والمال ينمي ثم يذهبه مر الدهور ويفنيه فينسحق
فلا تخافي علينا الفقر وانتظري فضل الذي بالغنى من عنده نثق
إن يفن ما عندنا فالله يرزقنا ومن سوانا ولسنا نحن نرتزققراءة مختصرة عن أشهر آثاره
لكعب ديوان غير مطبوع، ليس فيه، إذا استثنينا قصيدة (بانت سعاد) إلا المقطوعات القصيرة التي نُظمت في الأغراض المعروفة من مديح وغزل وهجاء ورثاء وما إلى ذلك. أما أجود شعر له بالاتفاق فهو قصيدته (بانت سعاد) التي تدعى أيضاً (البردة) والتي تعد من المشوبات، وهي لامية من البحر البسيط لا تتجاوز 58 بيتاً وقد صار لتلك القصيدة شهرة واسعة، وتناولها العلماء بالشرح والتفسير، كما تناولها الشعراء فشطّروها وخمّسوها وعارضوها. أما أقسام القصيدة، فهي تقسم إلى ثلاثة أقسام:
  • توطئه غزلية على عادة الشعراء الأقدمين (من البيت 1 إلى 12).
  • وصف الناقة التي تبلغ بالشاعر إلى المحبوبة (من البيت 13 إلى 33).
  • اعتذار ومدح للنبي محمد والمهاجرين (من البيت 34 إلى 58).




شرقاوية عنيدة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس