جاسم الصحيح
جاسم بن محمد بن أحمد الصحيح:
شاعر سعودي من الأحساء، ولد بمدينة الجفر عام 1384هـ ، يعمل بوظيفة مهندس ميكانيكي في شركة أرامكو السعودية للنفط، بدأ الصحيح في الظهور على الساحة الأحسائية عبر الاحتفالات الدينية والإجتماعية ونشرت قصائده في العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية، شارك في المسابقات الشعرية وحصل على العديد من الجوائز، منها:
- جائزة أفضل قصيدة من نادي أبها الأدبي مرتين على مستوى المملكة.
- جائزة نادي المدينة المنورة مرتين.
- جائزة عجمان للشعر ثلاث مرات.
- جائزة مؤسسة البابطين لعام 1419هـ عن أفضل قصيدة على مستوى العالم العربي.
- جائزة الشارقة لمدة ثلاث سنوات على التوالي.
- جائزة عجمان للإبداع الشعري للمرة الرابعة على التوالي عام 1422هـ
- المركز الثالث في مسابقة أمير الشعراء 1428هـ؛ علماً بأن التصويت كان 50% للجنة التحيكم و 50% للجمهور.
- المركز الاول في الدورة السابعة والعشرون لجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم بإمارة عجمان بدولة الإمارت العربية المتحدةعام 1431.
الشاعر جاسم الصحيح هو عضو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنوان وعضو النادي الادبي بالمنطقة الشرقية.
في مقال له بعنوان" الاسطورة الهجرية جاسم الصحيح : من الجفر الى أمير الشعراء" يقول
الاستاذ الشاعر علي النحوي عن جاسم الصحيح:
ساحة " العنيزان " في قرية الجفر داخل ما يسمى بـ " الديرة " من هذه القرية كانت قديماً محطاً لمهرجانات الأعياد والمناسبات الوطنية والأفراح كانت تدق بها " العرضة " والرقصات الشعبية المشفوعة بالقصائد والأهازيج والمواويل، وفي حلق المدخل الغربي لهذا الميدان يقع بيت الحاج محمد أحمد الصحيح والد الشاعر العربي الكبير جاسم الصحيح، ثم إن هذا البيت يأتي مباشرة بعد ما يسمى بـ " الدروازة " وهي البوابة الرئيسة للسور الذي كان يحيط بقرية الجفر قديماً، أنا شخصياً لم أرَ بوابة الجفر القديمة وإن كنت شاهدت جزءاً من السور ومن القلعة الجنوبية الغربية التي لا تزال بعض آثرها قائمة إلى الآن، ثم أدركت " الدكات " التي يجتمع عليها الآباء في الصباح والمساء ويتبادلون الأحاديث والسير الشعبية، ثم إن بيت الصحيح يقع بالقرب من بئر القرية ومسجدها الجامع ومدرستها القديمة وسوقها الشهير.. مما لا شك فيه إن كل هذه الأماكن بطقوسها المختلفة كان لها أثر في نفس الصحيح الطفل ففي الساحة يتسرب اللحن إلى قلب جاسم ومن الدروازة تعبر السيرة والشعر الشعبي ومن البئر تلاحقه ملامح النساء اللاتي يردن البئر ومن المسجد يعطره عبق القرآن وصوت التهجد في رمضان وغيره ومن السوق تقتحتحمه الزركشات والنمنمات التي تطرز بعض المعروضات وربما يغريه عطر النساء.. ليس هذا فحسب فقد كان جاسم الصحيح مرافقاً لقرّاء القرية ومثقفيها القدامى، وحينما نقول مثقفين فنعني بهم أولئك الذين كانوا يتقنون شيئاً من النحو العربي ويحفظون بعض السير الشعبية كسيرة الزير سالم وعنترة وقصائد متفرقة من الشعر العربي والشعر النبطي، كان جاسم الطفل يلاحق قرّاء السيرة الحسينية من دار لأخرى ربما لأنه يتزود منهم بشيء من التاريخ الممزوج بكثير من الدموع وقليل من الأساطير، ثم كان يرافق قرّاء الختمة في شهر رمضان الكريم حيث ينهي المقريء كل ليلة جزءاً من القرآن الكريم برفقة بعض الصبية الذين يساعدونه أحياناً في القراءة، وربما كان جاسم ورفقاؤه يحرصون على الليالي الأخيرة التي يقرأ فيها دعاء ختم القرآن وما يسمى بـ " التثويبة " وهي قراءة السور القصار وترديد عبارات الحمد والثناء لله تعالى بشكل جماعي لايخلو من الترنم، كان جاسم يحرص على صحبة هؤلاء وتقتنص ذاكرته منهم الكثير، ثم يأتي دور القاريء الحسيني الذي كان يتلو السيرة الحسينية المشفوعة بقصائد الرثاء الحسيني والقصص التي لاتخلو من المبالغات والأساطير، كما يأتي دور طقوس العزاء الحسيني بصورته القديمة التي ترافقها بعض أدوات الموسيقى الحربية البدائية. جاسم الصحيح ابن الرجل الفلاح الأصيل المشحون باللطف الذي عرفته القرية بالهدوء والابتسامة التي لا تفارق محياه، وابن المرأة الحكيمة التي كانت تردد كثيراً من الحكم والأمثال في أحاديثها لتصب في مسمع جاسم الطفل، ابن المرأة التي كانت تتنقل بين مجالس القرية لتستمع للقراءة الحسينية، وكان جاسم الطفل يتشبث بأطراف عباءتها، ربما ليستمع وليسرق بعض قسمات النساء !! جاسم في بدايته القلقة ـ حسبما أظن ـ كان يطمح لشيء كبير، لذا كان يتنقل من هواية لأخرى، ومن اهتمام لآخر، وحينما يتوجه لشيء يعطيه كل جهده ويتفانى في اتقانه، ويحرص على التفوق على أقرانه، وسرعان ما يغادره إلى شيء آخر، في صباه كان يتسابق مع زملائه في حفظ المفردات الانجليزية وكانوا يسمونه " القاموس " لقدرته الفائقة في الحفظ، كما بدأ بحفظ القصائد الشعبية وكان يقرؤها كاملة لافتاً أنظار الناس إليه، ثم يأتي دور الشعر الفصيح ليحفظ المتنبي والكميت وابن أبي الحديد وغيرهم، وفي شركة النفط السعودية " أرامكو" التي عمل بها ولم يكد عمره يتجاوز الخامسة عشرة لفت أنظار معلميه ومدربيه حيث ذكاؤه وفطنته، كان يحزن كثيراً حينما لا يحرز الدرجة كاملة في المواد التي يدرسها.. ومن هذه الشركة انطلق ناحية أمريكا في بعثة دراسية، ولم ينسَ الصحيح حينها أن يأخذ برفقته مجموعة من الشعراء كالمتنبي وأبي نواس وأبي تمام وغيرهم، هناك بدأ جاسم كتابة أولى محاولاته الشعرية مستفيداً من بعض توجيهات المهتمين بالشعر في الولاية التي كان يدرس بها.
كما يقول احمد هدهد:
عن الصحيح: وجاسم الصحيح من المملكة العربية السعودية. ويطيب لي الحديث في هذه العجالة عن صديقي الشاعر الكبير محمد جاسم الصحيح، هذا الشاعر الذي احسست وانا اقرأ له للمرة الاولى بنفس الاحساس الذي غمرني عند قراءة الشاعر صلاح عبدالصبور لأول مرة، احساس الحب والاعجاب بهذا العطاء الشعري المتدفق والخلاق، والمختلف عن السائد الشعري لمعناه ومبناه، بشكله ومضامينه، وبروحه الفنية المتدفقة. انه عالم يأسرك بروعة الفجاءة، ونشوة الدهشة الدائمة. صدر لشاعرنا الكبير ثلاثة دواوين شعرية هي: ظلي خليفتي عليكم ورقصة عرفانية وحمائم تكنس العتمة وديوان آخر صدر اثناء اجازتي بالقاهرة لم اقرأه بعد، ولقد قرأت الدواوين عدة مرات، فشاعرية جاسم الصحيح أكبر من ان تحوط بها في مرة او مرتين، وليس امامك الا التوغل في شعره إلى آخر ما تستطيع لكي تكتشف بنفسك جواهر ونفائس هذا الشعر، ولن تتوحد مع عالمه الشعري الا اذا اعطيت له من المحبة والمودة قدراً أكبر مما يمنحه الآخرون.جاسم الصحيح، شاعر عربي يمتد نسبه إلى العرق الاول من فحول شعراء العربية، شرب حتى الثمالة من تراثه العربية، فاتخذه إطاراً ترتد اليه اشاراته والماعاته. شاعر لا ترى في شعره اثراً لأي شاعر اجنبي، مثل ت. اس. اليوت اوبودليراوريلكه.
جاسم الصحيح شاعر كبير رأيناه فجأة ينتصب بيننا كجبل شامخ أو كطائر خرافي يرتاد آفاقاً شعرية لم يقترب منها شاعر بعد.. انه شاعر صنع لنفسه خيمة من الشعر ثابتة الاركان، أوتادها تمددت في اعماق لغتنا العربية حتى صافحت جذورها، وانتقت خير ثمارها، فقدم لنا باقات شعرية رائعة من أجمل زهورها وأطيبها شذى. انه شاعر يملك ناصية اللغة، بحار ماهر يغوص ويغوص فيعود بأجمل الآلئ والاصداف، فلا يستأثر بها لنفسه، انما يجود بها على عشاق شعره الكثيرين.تألقت شاعرية جاسم الصحيح حين طالعنا قصيدته الرائعة (عنترة في الاسر) التي فازت بجائزة البابطين التي يطمح لها كل شاعر اصيل، تلك القصيدة التي مطلعها: سيف طريح شاحب اللمعان، منكسر الصليل ومطهم ذبلت على شدقيه رائحة الصهيل هذه القصيدة التي اسقط رموزها على حالنا العربي الراهن، فأبدع واجاد. ومن أجمل قصائده أيضاً في ديوانه "رقصة عرفانية" قصيدة بوح الكروان. إن الشاعر في هذه القصيدة كروان محاصر بصحراء الصمت لم يذق طعم العشق، ولم يغسله المطر، فيرتجف نشوة وحباً، مات الكروان في داخله، فشعر بالغربة وبالضيق، والآن يتجه إلى فاتنته بعد أن فاض به الكيل أو البوح، لكي تفك له هذه المحاصرة، ويحلم معها بالاتساع والامتداد للكون، ثم يرسم الشاعر لفاتنته خيوطاً وعشقاً لا يوفيه احتضان كما يقول. وفي حلمه مع فاتنته يحلم فيبدأ منه مهرجان الحب الذي يستيقظ كل شيء في الكون على رائحته، وما أجمل تعبير الشاعر (لا يقبر في الورد الا العطر الجبان).وتستيقظ روحه أيضاً فتصعد إلى قمة الوجد، ويعبر الكروان صوت الموت، فيغني ما شاء له الغناء، ويمتد حلمه إلى حورية الدفء الي تحوطه بالحنان. حورية هي لؤلؤة اللطف التي تشع سحراً وحباً.ثم يأتي ذلك الخوف من المجهول الذي يرتادنا في لحظة السعادة، انه كالطعنة المفاجئة تستقر داخل الجسد، فلا تسيل دماً، وانما تذبح لحظة السعادة فتتحول إلى الوهم، وتصبح ذكرى تصنع من الاوراق كفناً لها. هذه هي روح الشاعر جاسم الصحيح، روح تشعر دائماً بالحيرة والغربة والشك.وهناك ثلاث قصائد أخرى متتالية هي الثور نداء نزوة بيروتية. انها قصائد تكاد تحترق بالصراع الدائر داخل ذات الشاعر، صراع في الجسد، ورغم أن هذه القصائد تعج بكلمات اللذة والرغبة حيث تتفجر صخرة الطيش ويسيل النزق والشبق، ويجد الشاعر نفسه خارج دائرة الوعي حيث التباس المدارات المطلق، ورغم أن هذه القصائد تكاد تنطلق بوثنية الجسد، الا انها تخفي وراءها روح صوفي سليب البدن. هذه هي شاعرية جاسم الصحيح، شاعرية تنطق بالتفرد، وتشي بارتياده آفاقاً شعرية لم يرتدها شاعر من قبل، فهل يطول بنا الانتظار.
دواوينه
- رقصة عرفانية
- أولومبياد الجسد
- ظلي خليفتي عليكم
- أعشاش الملائكة (خميرة الغضب سابقا)
- حمائم تكنس العتمة
- عناق الشموع والدموع
- ما وراء حنجرة المغني
- نحيب الأبجدية
شعر من اشعاره عن الاحساء:.
أحساء يانسج الأساطير التي .. منها غزلت عباءتي وردائي
أهواك ما أنتصبت نخيلك هيبة .. تجتاح بالتمر الأبي دمائي
أهوى رمالك للطهارة نبعة .. منها استقيت طهارتي ونقائي
فتباركت هذي الرمال تبارك ,, اللفح الكريم بهذه الرمضاء..
<<هذا الشعر عندي على الخزف..
اختيار موفق شرقاوية