عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2006, 04:49 PM   #1
أناهيد
 
الصورة الرمزية أناهيد
 
تاريخ التسجيل: 20-09-2006
الدولة: الاحساء
المشاركات: 207
معدل تقييم المستوى: 19
أناهيد is on a distinguished road
افتراضي حديث من الروح للروح


حزن يعتلي روحي

لا أرى في الكتابة إلا تفريجا " لحزن " قد اعتلى الروح ..
وكثيرا ما رأيت نفسي في صحراء شاسعة وبي ما بي من " حزن"..
فأرى الكتابة عندها سراب اتبعه .. فيبعد .. اتبعه .. ويبعد ..
وأظل اتبعه .. واتبعه .. حتى أدركه ..
عندها أحاول أن امسك بأول نبضه من مداد قلمي لعل ما بي من " حزن" ينجلي مع استرسالي في الكتابة ..
وها أنا هنا وقد اعتلى روحي " حزن" وكلي أمل في تفريجه بالكتابة هنا ..


ما أنا إلا " رمال " تجمعت من شتات رمالا قد بعثرتها الرياح ..
ثم عادت وجمعتها وألقت بها في هذا المكان ..
" رمال " قد تكونت ذراتها من معايشة التجارب ..
وسقوطها بين رحى تجارب طحنتها وسلمتها للرياح ..
لتبعثرها وتعيد جمع ذراتها من بعد شتات ..



فليعذر _ القارئ / القارئة _ هنا فلسفتي فما هي إلا فلسفة روح تحاول أن
تجتمع بعد ذاك الشتات ..
سأجعل السطر السابق يسلم كلماتي للسطر التالي وانتقل بحضرتكم " للحزن "
الذي اعتلى روحي ..
قد أكون أضجرت أسماعكم " بتكرار كلمة / حزن " ولكن هنا العيب ليس في
فقر كلمات قلمي وخلو قاموسه من المعاني ..
بل هي حقيقة ولا سبيل إلا أن أقولها :
" حزن يعتلي روحي "



سأقول هنا قول شاعر :
لا أسأل الناس عمّا في ضمائرهم .......... ما في ضميري لهم من ذاك يكفيني
فأنا لا يهمني ما يحمل الناس .. .. ويكفيني ما تحمله " أناهيد" في ضميرها
.. روحها .. قلبها .. من أمل في إضاءة أرواحهم ..
وهنا سألملم بواقي فلسفتي لأخلصكم من حواري الباعث على الفجاجة وما
كانت فجاجتي إلا لعلمي أن ذاك هو الموصل لنضج الفكرة بعد هذا الحوار ..


هنا عهدا من "أناهيد " أن تدع الفلسفة وتسترسل لبلوغ الفكرة ...
ما " الحزن " الذي أضجرت أسماعكم به مرارا إلا ما تسرب إلى مسامعي
من خلال معايشتي للناس ..
هناك من يشكي من تعب الصيام في الحر والعمل ..
وهناك من يدعي أن سبب ما به من عصبيه وتوتر إلا لجوعه وعطشه ..
وهناك من يحاول أن يتفهم سبب وجوب الصوم وفرضه .. .. !!!!!!! ؟؟
وهناك من انشغل بأمور قد دنست روحانية هذا الشهر .. .. ..
حتى يكاد من يسمع حواراتهم يظن أنهم غير محتاجين لرضا ربهم ..
وكأن الله هو المحتاج لهم .. !!!
لا أراهم بتذمرهم وشكواهم إلا كأنهم بعبادتهم يتمننون على خالقهم .. ..
فأين نحن من صحابة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وهم خير العباد واتقاهم ..
أين نحن من صبرهم وتسابقهم واجتهادهم في العبادة ونيل رضا الرحمن ... ...
يقول شاعر :
كن كالصحابة في زهدٍ وفي ورع ......... القوم هم مالهم في الناس أشباه
عبّــــاد ليـــــل ٍ إذا جنّ الظلام بهم ............. كم عابد ٍ دمعه في الخدّ أجراه !!

فيا من تتذمرون وتشتكون وتلبسون أعمالكم لباس المن ..
ألا تعلمون أنكم من به العلة .. من بكم الداء .. .. !!
وان الدواء لن تتمكنون من الحصول عليه إلا ببذل العطاء دون منه ودون شكاه ..
فسبحان الله كيف تذهب بكم عقولكم إلى هكذا مذهب ... ... !! ؟
فنحن من بنا العلة ونحن من نسعى إلى معرفة الداء للوصول إلى انفع دواء ..
وما العبادات إلا الطريق الموصل لذاك الدواء .. ..
والصوم .. .. .. من أعظم العبادات .. !
* ألا يكفي انه كفاره لما بين رمضان ورمضان .. ..
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ،
ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ، إن اجتنبت الكبائر "

* ألا يكفي أن الصيام جنة من النار .. ..
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " الصيام جنه من النار ، كجنة أحدكم من القتال "

* ألا يكفي أن في الجنة باب لا يدخل منه إلا الصائمون ... ...
كما اخبرنا صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة باب يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون
يوم القيامة ، لا يدخل منه احد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ، فيقومون لا يدخل منه احد
غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ، فلم يدخل منه احد "

* وأيضا تأملوا معي ما قيل عن هذا الشهر ... ...
* بعض حكم الصوم تتلخص في انه تقوى لله عز وجل , وامتثال لأوامره تعالى وقهر
للهوى وانتصار على النفس وتهيئة للمسلم في مواقف التضحية وضبط للجوارح
وكبح للشهوات وصحة للجسم ومكفر للسيئات وشعور بجوع الآخرين وحاجة المحتاجين ...
** الصوم طريق لتقوى الله عز وجل , والصائم من أقرب الناس إلى مولاه جلت قدرته,
جاع بطن الصائم فصفى قلبه , وظمئت كبد الصائم فدمعت عينه فهو مدرسة لتربية النفس
وتزكية القلب وغض البصر وحفظ الجوارح ...


وبعد هذا كله أتريدون أن لا يعتلي الحزن روحي .. .. .. !!؟
أتريدون أن أرى إخوة وأخوات لي قد قصروا ولا يعتلي الحزن روحي .. .. .. !!؟
أتريدون أن أرى ما أرى من تسارع الناس إلى أمور دخيلة على هذا الشهر لا اعلم كيف ..
ومن الذي تجرأ ودنس رمضان بها .. .. .. !!؟
ولا يعتلي الحزن روحي .. .. !!؟
إذا ما أنا فيه من حزن وهم حقيقة ولا سبيل إلا أن أقول :
" حزن يعتلي روحي "


وتذكروا يا كرام هذه المقولة :
التسويف سمّ الأعمال ، وعدو الكمال
فاعقدوا العزم .. وسارعوا من الآن لاغتنام ثواني وساعات وأيام هذا الشهر فلا تعلمون
هل ستستقبلونه من جديد أم لا .. .. .. !!!



قيل ..
إذا ذهب العاتب ؛ فليس ودُّ .... .... ويبقى الودّ ما بقي العتاب
فأنا هنا أعاتب روحي قبل أرواحكم .. وأخاطب عقلي قبل عقولكم .. واستعطف قلبي ..
قبل قلوبكم .. لعلنا نكون ممن يدخلون من ذاك الباب يوم القيامة ... ...





نبضه ...
قالوا عن قلب المؤمن :
قلب يزهر كالمصباح ، ويضيء كالشمس ، ويلمع كالفجر ،
فيه نور الحق وهّاج ، وبرق الآيات ولاج ..


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




__________________
أناهيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس