[مسفر ناصر]

أختي المدربة ( بدايات مدربة)
أبدعت في فكرة أن القطعنة الأسرية تؤول إلى القطعنة المجتمعية .
نعم القطعنة تبدأ من الأسرة .....يتعرض الطفل لموجات وصنوف من التعاملات يفهم من خلالها أن أقرب طريق إلى القلوب هو ( الشور شورك يايبه).
كم نمارس مع أبنائنا أبشع السلوكيات ونحن لاندري ؟
كم نطمس معالمهم بحجة أننا أعلم منهم بما ينفعهم ؟
كم نزاحمهم في مساحات طفولتهم ( إن تركنا لهم مساحة ) ؟
كم نتباهى أمام الآخرين أن أبناءنا ماشاء الله عليهم لا يخالفوننا في شيء ؟
كم ندعمهم بنصائح تفيض ب ( لاتكن رأسا فإن الرأس كثير الأذى ) فأطاعونا فأصبحوا أذنابا ؟
كم جهزناهم غاية الجاهزية للتبعية والتذلل والخضوع ؟
نعم أختي الأسرة المبدعة هي تلك التي تمنح أبناءها مساحات من التعبير وطرح الرأي والتدرب على تقديم وجهات النظر بأسلوب لطيف راق مع الاحتفاظ للوالدين بعظيم الحب والتقدير والإجلال ......لن أنسى ذلك الشيخ الجليل إبراهيم الحصين وفقه الله رئيس المحاكم في الأحساء سابقا وهويستمع لأحد أبنائه يناقش أحد الزوار في مسألة ما احتد فيها النقاش وهو يتابع الطرفين في الحوار ويبتسم وكنت أتابع حوارهما .... العجيب أنني حضرت لقاءات له مع أبنائه فوجدته أقل الحضور كلاما وغالب وقته يستمع لحوار أبنائه بينهم البعض أو مع الزوار......
المحزن في موضوع القطيع مانشاهده في محاضننا التربوية حيث تجد الكثير وقد تشكل بما يريد المدير أو المشرف أو مدير الإدارة .
حدثني أحدهم يقول ( اجتماعنا مع مدير المنظمة أو الإدارة رجوع للاستعباد بشكل مخيف وذلك عندما يعجز المسئول عن اقناع القلة القليلة ممن لايتصفون بالقطعنة يلجأ إلى التصويت فينبري القطيع يصوتون لرأي القائد ....)
ما أصعب أن يسلب الإنسان التعبير عن رأيه تجاه أمر !!!!!
ما أصعب أن يجرد الإنسان من رأيه بل ويطلب منه أن يعتنق غيره ّّ!!!!!!!
للفائدة : أول من يضجر من القطيع هو ذلك القائد ....خاصة عندما لاتوجد قضية ....
ياسادة : ليس لحرية الجسد قيمة إذا لم يكن الرأي حرا
ياسادة : القطيع ليست مشكلته في تبعيته لغيره ومسخه من كل معنى جميل فقط ....الأمر أخطر من ذلك بكثير
...القطعنة تجعل من صاحبها شخصا محطما هزيلا موجوعا مهدم الزوايا والأركان متشبعا بكل ألوان الكراهية والحقد ليس لماسخه فقط بل يمتد إلى كل المعاني الجميلة سواء كان إنسانا أو غيره .
لذلك يجد هؤلاء القطيع في المجالس الخاصة بهم وكذا في الانترنت مجالا رحبا لسب وذم الآخرين والتطاول عليهم بعبارات القبح والبشاعة ...يتلفع خلف شاشة يمطر من خلالها الناس بألفاظ لا تليق الا بمن تربى في أحضان القطعنة .....ما أبشع حياة الظلام وما أقساها !!!!
باختصار يا أحبتي ..القطعنة عودة بشعة لسوق النخاسة....والعجيب أن القطيع لايطلب لنفسه ثمنا ...وكان الأولى به وقد باع اختياره ورأيه وإرادته أن يطلب لها ثمنا.......والله أن العيش مع نقص في الطعام والشراب أكرم من شبع وري وصاحبها يساق إلى مايريد سائقه ..........
وباختصار أيضا القطعنة هي القبح المنقطع النظير.

تقبلوا تحياتي