عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-2009, 11:20 AM   #1
الاكليل
 
تاريخ التسجيل: 18-10-2008
الدولة: حفرالباطن
المشاركات: 115
معدل تقييم المستوى: 17
الاكليل is on a distinguished road
افتراضي علاج الهموم والغموم

علاج الهموم والغموم

إن المؤمن لا تخلو حياته من الهموم والأحزان التي تكدر عليه عيشته وتنغص عليه لذته، ومع ما في ذلك من تكفير للسيئات ورفعة للدرجات فإن فيها فوائد أخرى.
من أهمها: أنها تدفع المؤمن للجوء إلى الله والانكسار بين يديه والتضرع إليه، فيحصل بذلك للقلب من الراحة والطمأنينة واستشعار القرب من الله عز وجل ما لا يمكن وصفه.
وأيضا فإن هذه المنغصات تجعل المؤمن يعرف حقارة الدنيا فيزهد فيها، ولا يركن إليها، ويقبل على الآخرة على بصيرة؛ لأنها خير وأبقى، إذ لا هم فيها ولا حزن .

وهذه بعض الأسباب التي تدفع بها الهموم والغموم والأحزان والمصائب لمن أحسن استعمالها:

1- الإيمان والعمل الصالح, قال تعالى: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[النحل:97].
وهذا وعد من الله لمن آمن وعمل صالحاً أن الله يحييه حياة سعيدة.

2- فرح المسلم بما يحصل له من الأجر العظيم والثواب الجزيل؛ جزاء صبره واحتسابه على ما يصيبه من هموم الدنيا ومصائبها.
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) .

3- معرفة حقيقة الدنيا وأنها فانية متاعها قليل، وما فيها من لذة فهي مقدرة لا تصفوا لأحد، إن أضحكت قليلاً أبكت طويلاً، وإن أسرت يسيراً أحزنت كثيراً قال تعالى: ((وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ))[آل عمران:140] فيوم لك ويوم عليك.
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ).

4- هموم الدنيا وغمومها تشتت النفس وتفرق شملها، فإذا جعل العبد الآخرة همه جمع الله له شمله وقويت عزيمته.

5- الدعاء, فإنه علاج نافع لدفع الهم والغم قال تعالى: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ))[البقرة:186].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من الهم والحزن روى البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك ّقال : كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل فكنت أسمعه كثيراً يقول ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ).



6- التوكل على الله, قال تعالى: ((وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ))[الطلاق:3] أي: كافيه من كل شيء من أمر الدنيا والآخرة.
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي: ومتى اعتمد القلب على الله وتوكل عليه ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالات السيئة ووثق بالله وطمع في فضله، اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثير من الأسقام القلبية والبدنية، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه.

7- قراءة القرآن بتدبر فإنه ربيع القلوب ونور الصدور وجلاء الأحزان، وذهاب الهموم والغموم والشفاء لجميع الأمراض البدنية والقلبية, قال تعالى: (( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ))[فصلت:44].

فمن قرأ القرآن بتدبر وإقبال ذهبت عنه الهموم والغموم، قال تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28].

المصدر: من كتاب: الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة , بتصرف .


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




الاكليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس