(1)
غادرت المكان
وغابت عن الأعين
وكأن لم تكن
يوما من الأيام
قبلة للحب والأمان
غابت
وأنا أحوج ما أكون
وأنا أضعف ما أكون
غابت
وحتما لن تعود
فمن يذهب هناك
يروق له المكان
ماكنت في يوم أظن
عن ناظري يوما تغيب
كانت لي العمر الجميل
كانت لي البهجة
كانت لي الصدر الحنون
واليوم لي ماض يلوح
ما أروع النسيان
لو كان حقا يستطيع
لو كان حقا يستطيع
(2)
ما أروع النسيان
لو كان فعلا يستطيع
مازلت مشدوها بصدق
هل غادرت
أم أنه حلم كئيب
حلم يحطمني
حلم يجرعني ألوان العذاب
أم أنه العلم اليقين
ماكان من فرح بهيج
قد صار شيئا من سراب
هل غادرت
ما أروع النسيان
لو كان فعلا يستطيع
(3)
ما أروع النسيان
لو كان فعلا يستطيع
لو كان يدري مايكون
لو كان يدري أن عهدي بالسكون
أن عهدي بالسعادة والفرح
قد غاب مع تلك العيون
أن عهدي بالطفولة والمرح
قد غاب مع تلك العيون
وغدوت محترق الفؤاد
أبكي كشيخ غاب من عينيه الرقاد
يرجو طعاما للصغار
يخشى الصباح
يخشى صغيرا باكيا
ملأ المكان من الصياح
قد هده الجوع البغيض
(4)
غابت وتعلم جيدا
أن العذاب هو أن تغيب
غابت وتعلم جيدا
أني أكون مبعثرا
وأكون أشبه بالطريد
وأكون جرحا غائرا
يئس النجاة
يئس الحياة
قد صار حلما أن يطيب
غابت وتعلم جيدا
أن العذاب هو أن تغيب
أن الحياة في عيني غدت
سجن جديد
سجن تباح فيه كرامتي
سجن يحطمني
من الوريد إلى الوريد
(5)
غابت وتعلم جيدا
حجم الضياع
وتعلم جيدا كم هزني
ذاك الوداع
كم عاث بي ذاك الشعور
كم كان جدا موحشا
ذاك الوداع
للألم بقايا
تقبلوا تحياتي