أستاذ مسفر.....
أنا متابع لكل حرف كتبته في هذه الواحة التربوية الورافة التي تجاوزت فيها دوحة" التنظير" إلى أرض "التطبيق"....
هذه تأملات كتبتها على عجل حول هذه الذكريات الجميلة......
أولاً : لا حظت ردة فعلك الإيجابية والمتميزة لمواقف ميدانية مفاجئة فعلى سبيل المثال : المعلم الذي أراد الوشاية بزميله , بدلاً من أن تقدم له النصيحة المباشرة سارعت لضرب مشهد مستقبلي يصل فيها المعلم نفسه إلى فداحة ما فعله وهو عرضك عليه أن تشكره في الطابور الصباحي أو مكان عام , وقريباً منه موقف المعلم الذي رفض دخولك فصله ثم نجحت بسرعة بديهتك إلى اختراق قسوة طباعه وصدوده , ولا أدري هل هذه المهارة اكتسبتها من كثرة الممارسة أم أن هذه المهارة سبقتها دراسة نظرية ؟؟
ثانياً : قدرتك في موضوع الاضراب العام على التجرد من كافة النوازع البشرية الطبعية في رد الإساءة بنوع من العقوبة فبمجرد شعور المعلمين بخطئهم , واصلاح الخلل سارعت بإعطائهم كافة الحوافز , ولو أردت أن تلتمس لنفسك المغضبة بعض المسوغات لحرمانهم لوجدت من ذلك الكثير , ألا ترى أستاذي الفاضل أن هذا يحتاج لاستعداد فكري وأخلاقي لا يستهان به , لا سيما وأن النفس قد تلومك بعد ذلك وتتهمك بالعجز أو الجبن والخور .
ثالثاً : في موضوع الطفل الضحية أبصرت الجانب الانساني , وقدرة المشرف على طرح أنموذج عملي عندم عكفت طوال حصتين لتعليم ذلك الطفل بعض الحروف , متجاوزاً تلك الصورة النمطية للمشرف التربوي الذي لا يجيد سوى إلقاء التوجيهات النظرية ؟
رابعاً : في موضوع التدين الكاذب مع تحفظي على العنوان ولكن تجنبا للخوض في موضوع فلسفي عن حقيقة التدين أقول اختصاراً : أن المشرف المتميز قد يعجز عن حل مشكلة إذا كانت حلقات العملية التعليمية من مدير أو رئيس لا تتعاون معه في إصلاح الخلل , وهذه ليست دعوة لليأس والاحباط ولكنه فيه إلماحة للواقعية البعيدة عن تطبيع الخطأ التي ينبغي أن يتحلى بها المشرف التربوي والقائد الميداني......
أستاذنا أبا ناصر , عذراً للإطالة ولكن روعة ما سطرته أناملك تجبر محبيك على مساحة من البوح...
أخوك المحب
"عبدالرحيم"