عرض مشاركة واحدة
قديم 19-10-2009, 05:09 PM   #1
عبدالرحيم سلطان
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: 29-09-2009
المشاركات: 11
معدل تقييم المستوى: 17
عبدالرحيم سلطان is on a distinguished road
افتراضي (( قراءة تأملية في مقالات الأستاذ مسفر القحطاني ))

قراءة تأملية في مقالات الأستاذ مسفر القحطاني



مشاعر متباينة رافقتني مع كتابة هذه القراءة , شعور عارم اعتراني , وإحساس ملح يدفع أصابعي لتضرب على لوحة المفاتيح , ومشاعر أخرى تجيش في الخاطر لإمساكها ومنعها من البوح لئلا يساء الظن بصاحبها ولو بعد حين , وفي النهاية طغت قناعتي الشخصية في أن يلقي المرء كلمته ويمضي وألا تشكّل ردود أفعال الآخرين مهما كانت مكانتهم " بوصلة" تحرك قلمك في هذا الاتجاه أو ذاك , لست من مقدسي الرموز والقادة ولكني كلما أبصرت معلماً متميزاً أو قائداً تربوياً موهوباً أو مصلحاً اجتماعيا مبدعاً عزّ علي ألا تُبرز مواهبهم ولا تُستدعى إلا عند الحاجة إليها , وألا يستلهم الناس ما فيها من تجارب حياتية , وإشراقات تربوية , ومنجزات وظيفية , ومكمن الخلل في تقديري أن الكثير من الناس يظنون أن إسباغ المدائح وعبارات الشكر والوفاء تشكل أقصى ما يمكن أن يقدموه لأولئك المبدعين والقادة , والحقيقة أن ترجمة أفكار ورؤى أولئك القادة في واقعنا وبيان أثرها في تشكيل أو تهذيب رؤيتنا وأدائنا تعد " أكليل الوفاء" الذي يملأ قلوبهم سعادة وسروراً .




لا زلت أستاذي " أبا ناصر" أحبو في ميدان فسيح جديد عليّ , وأشعر بضخامة المسؤولية , وبحماس مشوب بالقلق والتوتر , ولكني لست قلقاً بشكل مَرضي إذ أن القفزة النوعية التي اجتزتها بسبب لقياك والقراءة لك كانت كفيلة بتحريك مياه راكدة منذ سنوات , أحسب أنها لن تعود لركودها ما دام في العمر بقية مهما تكدرت منابع النهر أو أغُلقت بسدود الصوارف والأحداث , فاسمح لي في هذه القراءة لبعض مقالاتك أن أجليّ لزوار هذا المنتدى العامر شيئاً مما أظن فيه فائدة أو ذكرى لكافة مرتاديه من أهل التربية والتعليم , ولعلك تستدرك على صاحبها بما يفتح الله عليك.





تأملات في مقالة " الانتحار من غير ألم"



في مقالة " الانتحار من غير ألم" يشخص الأستاذ مسفر بعبارة رشيقة داءً مستحكماً لدى شريحة غير قليلة من المعلمين والموظفين , لعلي في يوم ما لم أكن بعيداً عنها , ذلك المعلم الذي يتعامل مع يومه بشكل تقليدي فلا تطوير ولا إبداع ولا عطاء , يظل في مدرسته كالعصفور في القفص تحدق عيناه في الساعة بانتظار ساعة الخروج , بغض النظر عن كل ما يمكن أن يقوله المعلم في تشخيص واقعه وهمومه والمصاعب التي قد تسبب له الإحباط أو الدعة والسكون وقد يكون محقاً في شيء منها إلا أن مقالة " الانتحار من غير ألم" تبعث رسالة مختصرة مفادها أنك أيها المعلم والمشرف والموظف مالم يكن ثمة مخطط في حياتك للتطوير والإبداع والتميز فما قيمة حياتك إذاً ؟




إذا أنفقت ثلث يومك وبعملية حسابية بسيطة تستطيع أن تقول " ثلث حياتك" بلا رسالة ولا هدف ولا إبداع ولا طموح ...بل قضيته متأففاً متبرماً متحفزاً كارهاً لهذه الفترة الزمنية الكبيرة من عمرك وحياتك , فأي قيمة للعيش ؟؟




في مقالة " الانتحار" رسالة مفادها أيها المعلم النابه والتربوي الحصيف لا تجعل " الظروف" أو " المدير" أو "الرئيس" سبباً في هدر ثلث عمرك بلا فائدة ولا أثر ولا انتاج , أنتَ... أنت من ينبغي أن يحرص على وقته وعمره ورسالته وأن يذلل أكبر الصعاب ويتكيف مع بعضها الآخر , فإذا رحلت عن مدرستك أو عن دنياك كلها , زار زائر مدرستك أو التقى بأحد طلابك أو شاهد أحد منجزاتك , قيل له بكل فخر واعتزاز " فلان مر من هنا" .




أي قيمة أيها الأستاذ العزيز لربع قرن أو أكثر نقضيها بين ردهات مدارسنا ثم نرحل بعدها بلا بصمة أو تأثير أو ذكرى عطرة نجلل بها هذه السنوات المضنية من العمل والكفاح في مسيرتنا العملية , لقد أوجز " أبو ناصر" بقوله:



" سنوات ويموت ذاك الجسد

ويبكي المحبون ذاك الجسد
فلا حراك
وما علموا أن الموت


طاف به من زمن بعيد"




هل فهمنا الرسالة ؟؟؟ أرجو ذلك



للحديث بقية إن كان في العمر بقية وأذن لنا صاحب المكان ...



عبدالرحيم


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




__________________
"ونحن صغار كان شيخ الحارة يضربنا لنحفظ..ولما كبرنا صار الشرطي يضربنا لننسى..!"
محمدالماغوط
عبدالرحيم سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس