عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-2009, 03:43 PM   #6
عبدالرحيم سلطان
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: 29-09-2009
المشاركات: 11
معدل تقييم المستوى: 15
عبدالرحيم سلطان is on a distinguished road
افتراضي رد: (( قراءة تأملية في مقالات الأستاذ مسفر القحطاني ))

قراءة تأملية في مقالة" دكتوراه بطعم الليمون"


" الوجاهة الاجتماعية " مطلب يتكلف الكثير من الناس لتحصيله , وطرائق تحصيلها تتعدد ما بين ثراء فاحش يُحني الكثير من الجباه ذُلاً لصاحبه ولو لم يضع صاحب الثراء في جيوب الآخرين قرشاً واحداً , أو منصب اجتماعي عبر بوابة القبيلة والأسرة أو منصب وظيفي عبر بواباتها المتعددة في عالمنا العربي , وتعد فكرة الحصول على درجة العالمية " الدكتوراه " في أي علم من العلوم مدخلاً رئيساً لتحصيل مثل هذه الوجاهة المأمولة , ولا إشكال أو عيب أن يطمح الإنسان في الترقي والتميز في حدود الشرع والخُلق , ولكن مأساتنا التي طفت على سطح المجتمع مؤخراً وأشار إليها باقتدار أستاذنا مسفر في مقالة " دكتوراه بطعم الليمون " ...تلك المكاتب والفروع الوهمية لجامعات غربية التي افتتحت في بعض المدن التي تعطي شهادات الماجستير والدكتوراه ببضعة آلاف من الريالات بلا أدنى مجهود من صاحب الرسالة
" الأكذوبة".




إنها ظاهرة " النخب المزيفة" كما يسميها الأستاذ محمد بودي , أو ظاهرة " دكتوراه بالدعم الفني" كما يسميها الدكتور علي الموسى الكاتب في صحيفة الوطن , التي تجعل ذلك " الدكتور المزيف" يتبختر بكل صفاقة ليحمل لقباً علمياً لم يقرأ في سبيل تحقيقه كتاباً أو يريق في تسويده دواة حبر, إنها حالة مؤلمة من التردي العلمي والأخلاقي التي تكشف عن سقوط غير محسوب المسافة قد تفشل رادارات القيم والمبادئ عن رصده وتحديد مكانه فضلاً عن تقييمه ومحاسبته.



يلحظ المتابع أن الكثير من الألقاب العلمية , والمسميات الشريفة , تم امتهانها بسبب كثرة الدخلاء عليها ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله , لا بد من لأصحاب الرأي والفكر من أمثال أستاذنا الفاضل / أبو ناصر , أن يسارعوا في تنقية دوحة العلم وحدائقها الغنّاء مما يكدر صفوها ونقاءها , ونحن وإن كنا قد نعجز عن توفير ذلك النقاء بشكل كامل ولكننا سنفعل ما بوسعنا ليظل للعلم وأهله مكانتهم اللائقة , والتي تستلزم على أقل الأحوال تقدير ذلك الجهد الذي بذلوه في تحصيل هذه المرتبة العلمية المتقدمة.



يبقى أن أقول : كم أتطلع أستاذي أبا ناصر لمقال جديد بعنوان " دكتوراه بختم التحنيط" , فشريحة لا يستهان بها من حملة الدكتوراه المعتمدة يقف تحصيلها العلمي عند يوم مناقشة الرسالة , حتى أصبح بعضهم كالجثث المحنطة في متحف مصر الوطني بقاهرة المُعز, حيث ترى عن كثب تلك الجثث الفرعونية متكاملة الأعضاء , ولكنها بلا روح ولا إبداع ولا تأثير ولا إنجاز.

لو سألت ذلك الدكتور الذي حاز على شهادته منذ عقد أو ربع قرن حتى ظن بعض شانئيه أنه من فصيلة الديناصورات , لو سألته : كم كتاباً ألفت بعد الدكتوراه ؟ كم مشروعاً علمياً قدمت ؟ كم ورقة بحثية كتبتها لإنماء مجتمعك وتطويره ؟ بل لو سألته عن بعض تفاصيل تخصصه العلمي لحار الجواب في فمه , فالعهد بكتب العلم بعيد ؟ وصروف الحياة قذفته على شاطئ التآكل والتحلل الذاتي !! .

لقد أصبح اليوم " كُنتياً" من ألفه إلى يائه يحدّث من حوله عن أمجاده الغابرة وعصوره البائدة , حتى سأم الناس اسطوانته المشروخة , وضجرت مسامعهم من أخبار انجازاته العلمية التي لم يروا آثارها ولم يقفوا ساعة على أطلالها .



عبد الرحيم




__________________
"ونحن صغار كان شيخ الحارة يضربنا لنحفظ..ولما كبرنا صار الشرطي يضربنا لننسى..!"
محمدالماغوط
عبدالرحيم سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس