عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2011, 01:49 PM   #1
abu meshal
 
تاريخ التسجيل: 20-01-2008
الدولة: حيث أجد ذاتي
المشاركات: 253
معدل تقييم المستوى: 17
abu meshal is on a distinguished road
افتراضي بارقة من ومض الحياة


بسم الله الرحمن الرحيم
بارقة من ومض الحياة

إذا كنت قد أخطأت في فهم طبيعة هذه الحياة فينبغي أن تبادر إلى تصحيح هذا الخطأ –نظريا- قبل أن تكرهك الأحداث المفاجئة على تغييره – علميا –
ليست الحياة شيئًا سهل المنال قليل الأعباء . ولكنها شيء صعب الإدراك كثير العقد جـم التكاليف .
وإذا لم يوطن المرء نفسه على أن يكون شديد المتن أيد الظهر , فهيهات أن يشق طريقه إلى غاية قريبة أو بعيدة , وقد أدرك الكثيرون هذه الحقيقة , وإن اختلفت مواقفهم منها بعد إدراكها , والمتشائمون العابسون يمدون أبصارهم إلى مباهج الحياة وهي مولية فانية , أو إلى مشكلاتها وهي مقبلة هاجمة ثم يقول قائلهم :



تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْجَـ - - - ــبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ

والمكافحون الدائبون يرمقون ما في هذه الدنيا من صراع متعاقب الأدوار متصل الحلقات ويقدرون نصيب كل فرد من حراك هذه المعركة الثائرة , ثم يقول قائلهم :


بَصُرتَ بِالراحَةِ الكُبرى فَلَم تَرَها - - - تُنالُ إِلّا عَلى جِسرٍ مِنَ التَعَبِ

وتكون الخلاصة أن هذه المتاعب وحدها سبيل التفاوت والتفاضل ومحك المبادئ والفضائل , وهي كذلك الأحجار التي يعثر فيها الضعاف فيسقطون , وينتهي عندها الأدعياء فيقفون :


لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ - - - الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ

والقرآن الكريم يُعرِّفُ أبناءه صورة هذه الحياة على حقيقتها , ويبصرهم بمتاعبهم , ولا يهون من قيمتها ويذكرهم بأن هذه المتاعب مفروضة على الجميع .
فمن الحمق الفرار من متاعب الحياة , لأنها ستلاحق من لا يواجهها وتفرض نفسها عليه طوعا أو كرها .


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




abu meshal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس