[مسفر ناصر]

لست دكتورا
ليست على وزن( لست مجرما ) تلك الرواية المشهورة.
نعم لست دكتورا
يناديني البعض بكلمة دكتور
ويردد البعض أثناء حواراتنا كلمة دكتور
ويجتهد البعض بحسن نية ويلصق بجوار اسمي الدكتور حال اعلانه عن برامجه التدريبية التي أكون أحد مدربيها.
وتقرأ أحد المبدعات مقالاإبداعيا للدكتور مسفر بن علي القحطاني فتظنه لي وتقول محسنة الظن بأخيها لايكتبه إلا أنت فتجد أنني أنسبه لأبيه أقصد الدكتور مسفر بن علي.
ويقابلني أحد المشرفين التربويين في مدرسة أهلية فيقابلني بالأحضان مباركا الدكتوراه ويصدم عندما أقول ليس بعد.
ويسألني المتدربون والمتدربات خلال البرامج التدريبية ويسبقون سؤالهم ب يادكتور فأنبه على أنني لست دكتورا فلا يلتفتون إلي ولا يعبؤون بي ويستمرون.
لكل هؤلاء أقول أنني مازلت في المراحل الأولى من دراسة الدكتوراه ....ولكن ليس لأجل هذا كتبت الموضوع بل لأن أحد الإخوة الفضلاء هو صاحب الفضل في الفكرة وهو أخي (ناقد) عندما تناول في بعض أسطره واقع الدكاترة وشيئا من أحوالهم.
لذا أقول قبل أن أبدا أن من سأتكلم عنه ليسوا أولئك الدكاترة المبدعين الذين لهم بصمات رائعة أينما حلوا أو قروا ...ليس عن أولئك الذين بارك الله لهم في أعمارهم وأعمالهم ....ليس عن أولئك النافعين للعباد والبلاد....ليس عن أولئك الذين إذا جالستهم خرجت منهم بعلم وخلق....ليس عن أولئك الذين لم تزده الدكتوراه إلا تواضعا وبذلا وعلما وفضلا.....ليس عن أولئك الذين تبتهج النفوس بالجلوس معهم ...........
إنني أتحدث عن أولئك الذين فرحوا بها فرح الصغير بلعبته فقلبت كيانهم وسلوكهم وظنوا أنها كافية لينالوا تقدير الناس واحترامهم ......وقد غاب عنهم أن الناس ليسوا هم الناس فقد تغيروا وأصبحوا يفرقون بين الدكتور المتورم والدكتور ذي العافية ......بدأوا يفرقون بين الدكتور صاحب الخلق الرفيع وبين الدكتور المتهالك في أخلاقه.....بدأوا يفرقون بين الدكتور الغني بعلمه وفهمه وتصوراته وبين الدكتور المعدم الفقير الذي يقتات على لذة مناداة الناس له بهذه العبارة.
كم أتمنى أن يفتح المجال للجميع ليكونوا دكاترة ليتساقط أولئك المخدوعون والمتكبرون على الناس ويصبح الرنين ليس لكلمة دكتور بل لما يقدمه هذا الدكتور من خدمات للمجتمع
ولست في مقام بيان كم سيكون النفع عندما يفتح المجال للجميع ؟
كم نخسر من باحثين بسبب هذا القبول القليل العدد لمن يريد مواصلة دراسته ؟
كم نخسر الكثير عندما يبحث أولئك المبدعون عن كرسي فلايجدون ثم يضطر بعضهم لقبول المكاتب المشبوهة وهو أعلم الناس بكذبهم وخداعهم وقرصنتهم ...
كم نخسر الكثير ونحن نرى الجامعات بمبانيها العظيمة وهي عاجزة عن تقديم برنامجين أو ثلاثة دكتوراه .
كم نخسر ونخسر عندما يذهب البعض إلى الأردن والبحرين واليمن والسودان رغبة في مواصلة دراستهم .
أعتقد أن فتح المجال بشكل موسع في الدراسات العليا يصعد بالبلد ويرتفع بها وعندها لايجد ذلك الدكتور المتورم مجالا للترفع على عباد الله لأنه سيجد في كل مجلس خمسة أو ستة دكاترة سيكون الجديرمنهم بالاحترام من إذا تكلم نفع وإذا كتب أبدع وإذا حاور أسمع وإذا.......عندها وعندها فقط يتوارى أو يقوم ببناء نفسه من جديد.
ياسادة علمتني الحياة أن أعظم شهادة هي العلم النافع والخلق الرفيع .
كم من واحد لايملك شهادة عليا لكنه يملك فكرا ورؤية ونظرة عليا .
وكم من واحد يملك شهادة عليا ولا غير.
يبقى ماطرحته مجرد وجهة نظر قابلة لكل شيء من التعديل والتحسين بل والحذف والتراجع.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك