عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-2011, 11:50 AM   #1
ابراهيم الدريعي
المجموعة المتميزة
 
تاريخ التسجيل: 21-08-2006
الدولة: الرياض
المشاركات: 586
معدل تقييم المستوى: 18
ابراهيم الدريعي is on a distinguished road
افتراضي تعامل الآباء مع الأبناء

تعامل الآباء مع الأبناء
وردني سؤال مهم من إحدى الأخوات الفاضلات مفاده ( كيف يحافظ الآباء على علاقة طبيعية مع أبنائهم ؟ بحيث لاتصل هذه العلاقة إلى وضع سيء نتيجة التباعد والجفوة بين الابن وأبيه أو الاتصاق الدائم بين الابن والأب ، أي عدم الاستقلالية من قبل الولد .
والإجابة على هذا التساؤل في الواقع تعتمد على شخصية الأب ومدى فهمه لمراحل النمو التي يمربها الابن فالطفل الصغير علاقته بأبيه تختلف عن علاقة الشاب أو المراهق بأبيه ، فبمقدار مالدى الأب من وعي وحنكة وتعقل وادراك وتفهم لشخصية ابنه ينجح بلاشك في كسب مودة ابنه ومحبته وهيبته ، أهم شيء يكون الأب محترما محبا ودودا رحيما بابنه فلا قسوة ولا استهتار ولا تدليل زائد للابن ، يجب أن يخاطب الأب ابنه المراهق كما لو أنه يخاطب رجلا يصغي إليه ويستمع لحديثه يحترم رأيه يثق فيه فيولية مسئولية ودور في الأسرة ويعتمد عليه في بعض الأمور التي يستطيع أن يفعلها الابن ،وأن يحسن مخاطبته إذا حدثه، أنا يعجبني حقيقة أسلوب العرض في الطلب بدون الأمر مثال لو أردت أيها الأب كأسا من الماء ممكن تقول لابنك إذا ماعندك مانع تحضر لي كأسا من الماء وسترى سحر هذه الكلمات الرقيقة التي يشوبها الود والحنان كيف تسري في عروق ابنك فتجعله ينطلق بسرعة ليلبي طلبك بكل سروروبهجة أفضل من الكلام الجاف الخالي من الرومانسية مثل قم عطني ماء ( أسلوب الأمر المقيت الخالي من الرومانسية و الذي يتضمن الاستعلاء الذي يكرهه الإنسان ).
أسلوب التعامل مع الأبناء فن جميل القليل- مع الأسف - من يطبقه في مجتمعنا ومن هنا نرى مع الأسف المشاكل الخطرة التي تقع بين الأبناء بسبب التعامل السيء من آبائهم ، كثير من المراهقين يفرون من بيوتهم نتيجة قسوة آبائهم عليهم ولكن إلى أين إلى رفقاء السؤ الذين يحتضنونهم ويلبون مطالبهم ، كثيرا ما نسمع من المراهق أو المراهقة أهلي لايحبونني أهلي لاينصتون إلي أهلي لايفهمونني ، أساليب النصيحة والأوامر والنواهي أساليب عقيمة عفا عليها الزمن فلا بد أن ننتبه لأبنائنا ونعاملهم معاملة طيبة لنجنو ثمارا طيبة .
إذا أعجب الابن بابيه والبنت بأمها فلا شك أن هذا مؤشر جيد يدل على أن الأبوين يسيران في الاتجاه الصحيح والعكس صحيح ، قال الشاعر :
بابه اقتدى عدي بالكرم **** ومن يشابه أبه فما ظلم
إذا لابد أن نكون قدوة صالحة لأبنائنا ليقتدوا بنا ، فالرسول الكريم كان يعلم الناس بسلوكه الرائع من دون أمر ولانهي فرسولنا الكريم قدوة لنا جميعا فل نسر على طريقته ،ولنقرأ سيرة رسولنا الكريم لنستنبط منها الأساليب الرائعة في التعامل الإنساني مع الأبناء ومع الزوجات ومع الأصحاب ومع الخدم ومع كل من تربطنا به روابط قوية ،والله أعلم .


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




ابراهيم الدريعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس