[مسفر ناصر]

اتصل بي أحد الفضلاء الذين لهم في نفسي منزلة عظيمة وقال لو تدري مافعل بي ( ما أروع النسيان ) يقول كنت أقرؤه وقد بلغ بي من التأثر الشيء الكبير حتى أنني لم أتمالك نفسي من البكاء وأنا أتنقل بين أسطره قلت : وكيف ذلك ؟ قال : تذكرت ابتسامة والدي رحمه الله....نعم غابت وغادرت المكان تلك الابتسامة التي تقطر عذوبة ورحمة.....تلك الابتسامة التي غابت فغابت معها كل مهج الدنيا....تلك الابتسامة التي كنت أهفو إليها وأستظل بظلها.....تلك الابتسامة التي لا يعوضني عنها شيء.....تلك الابتسامة التي كأني أراها تلوح أمام ناظري فلا أستطيع أن أغالب دموعي حزنا لفقدها.
ومازال يحدثني بصوت متهدج مبحوح من التأثر وإذا به ينفجر باكيا تتلاطم الكلمات على لسانه ....هزتني دموعه لعلمي بقوته وجبروته ....زلزلني حديثه عن والده فغدوت أشاركه البكاء وكنت أظنني أكثر جلدا وحزما فإذا بي وقد علتني مشاعر وأحاسيس أكبر من أن تحبس.
قال لي من ضمن كلامه منذ السطر الأول كنت أعلم أن الموضوع أكثر عمقا من أن تتحدث عن فتاة غادرت وقد تعود أو لا تعود.
نعم ياأباعبدالله الأمر أعمق من ذلك فليست صاحبتي حسناء تموج بالحسن والدلال .....بل قد تكون ابتسامة عذبة كابتسامة أبيك ( أسأل الله الا يحرمك رؤية ابتسامته في الجنة) وقد تكون تلك التي غابت أما رحوما كانت تملأ البيت سرورا وبهجة وحبورا فغدا البيت بعدها قبرا موحشا.....أما كانت تملأ البيت رحمة وحنوا وشفقة وعطفا .....أو قد تكون جدة كانت منبعا للدعوات والصلوات والتسابيح يجد الجميع عند سجادتهاأنسا وروحانية .....أو أختا كانت رمزا للطهر والعفاف فغدت ذكرى......أو صديقا يفيض بالنبل والوفاء ......
للحديث بقايا
تقبلوا تحياتي