ما أروع النسيان !!!

[منى عبداللطيف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

غابت وتعلم جيدا

ان العذاب هو أن تغيب

لازال قلم الكاتب يشتكي ويأن عن تجاوزها الحدود

معللا

هي

صوتا له مسموعا بما يفكر به

تعلم غاية مايريد

ثقافتها فهمها له بلا قيود

علمها تشربها لشخصه

تعلم تركيبة كينونيته

صاغت له جزيئات نفسه

الآن

هي

تتسابق مع جزيئاته بالرحيل عنه


تتسابق بالرحيل عن هويته

جزيئاته

تفوز

جائزته

مبعثرا من جديد

طريدا للوحدته اليأسه

يلوكه جرحا غائرا

اصدر رحيلها وساما يتجنعه الجبين

يقراءه كل من يرا ه

كتب فيه

الا دواء له

اصبح سجين

لن يتحرر القيود

تحتويه العزلة وألم الجوع

جوع الفكر والروح

كانت لتركيبته كمال

الآن سجين نقص كماله

فهولايرى ماينقصه فيه الا فقدانها

وأشد ضروب جنونه

انها لوكانت

شهادة علم لكافح لأخذها

ولوانها مركزا لناضل له

لو كانت قوتا

لسعى له

لكنها

شيئ اخر

لايباع ....ولا يؤخذ من الميادين

من مميزاته

هو

لم يسعى لشيئ الا شكر ربه ممتنا

أعطاه مايريد سهلا يسيرا راغما

هي

اختلفت معها الموازين

لهذا

شعر ولأول مرة

بشيئ لم يعهده من قبل

شعر بقيمتها

عرف أنها

لا معدود لها ثمن

لهذا

لم يستطع

دفع لها كفالته

بقي سجينا

بل تجاوزت الحدود

غابت وهي تعلم جيدا

أن رحيلها يحطمه

من الوريد الى الوريد

ماأصعب النسيان لديه

هل تلبي نداءه الصامت بعد أن رفض النسيان ؟


أم تتجرعه الألام ؟


هذا في طيات قلم الكاتب المبدع مشكورا

تحياتي

[بنت أبوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسفر ناصر

غابت وتعلم جيدا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسفر ناصر

أن العذاب هو أن تغيب

غابت وتعلم جيدا
أني أكون مبعثرا
وأكون أشبه بالطريد
وأكون جرحا غائرا
يئس النجاة
يئس الحياة
قد صار حلما أن يطيب
غابت وتعلم جيدا
أن العذاب هو أن تغيب
أن الحياة في عيني غدت
سجن جديد
سجن تباح فيه كرامتي
سجن يحطمني
من الوريد إلى الوريد

تحطيم خلجات العمالقة ( أمر صعب )
ولا يكون إلا بهزة شعورية أوبركان عاطفي غير مألوف

بــدايــــة

أعذب باقات الشكر للأخت مني عبداللطيف
لقد أصبحت أقرا تعليقك غاليتي بدل ما أقرا نص الموضوع
ولا يهون ( كاتبنا المبدع )

<<<< دمتي متميزة -- واصلي ابداعاتك >>>>

نعود للنص

بالأمس التبس علي فهم آخر مقطع بالنص وهو
( سجن يحطمني من الوريد إلى الوريد )

وكان سؤالي ( ماعلاقة التحطيم بالوريد ؟ )
فسألت ( ناقد ) فقال بما معناه :
( أن قطع الوريد واصابته من أعظم الجروح التي يصاب بها الإنسان )

وهذه كناية على
( شدة عذاب الكاتب عند غياب عصفورته واحساسه بقمة الجرح والألم كما لو كان وريده مصاب - لاقدر الله )

إضافة إلى أنني بحث بالنت
لأجد أنه أحيانا قد يموت الإنسان بمجرد اصابة وريده بجرح طفيف
فالشرايين والأوردة هي الأنابيب الموصلة للدم وبدونهم
( لا دم - لا حياة - لا كرامة ) << كما أشار الكاتب

يبدو :
أن الكاتب مازال في صراع
ومازال في مرحلة اضطراب
ومازال محبط ومتخبط

لو جينا نتأمل ( أن الحياة في عيني غدت سجن جديد )

أهااااا << هنا نستنتج استنتاج
يبدو أن الكاتب ( قد اعتاد على سجن الحب الراحل )
فلم يكن هذا العذاب جديد عليه
فكلما وجد ( الحب ) لابد أن يجد ( العوائق )
والعائق في هذه المرة ( غياب هذه المخلوقة - التي تعذب جدا من اجلها )
وخاصة فإنها على حد قوله << هي التي جمعت كيانه المبعثر وكانت الدواء لخلجاته والمرهم لآهاته

أنت تقول يا أستاذ ( غابت وتعلم جيدا )
< سؤال تعجبي >
كيف استطعت أن تتأكد بأنها كانت تعلم بأن رحيلها سوف يعذبك
لعلها لم تفكر هكذا - ولعلك تكون أنت السبب في رحيلها ؟؟

استفهامات ( حائرة ) << اللي حبيت اني أتوصل إليه من خلالها

أن الكاتب لم يتعذب هكذا إلا لأنه يشعر بأنه ( هــو ) سبب رحيلها
لذلك يهون على نفسه العذاب بعنوان ( مااااا أروع النسياااان )

فهو يشعر بتأنيب الضمير
ويلجأ إلى جلد الذات
وكأنه يعاقب نفسه
حتى وإن كانت اساءته
( بسيطة وليست بالحجم الكبير )

ومرة أخرى أقول << فعلا ( ما أروع النسان )

تتوقعون

هل ( رحيلة الكاتب ) ستسمع نداءاته ؟
هل ستكون فعــلا الدواء لجروحه وأزماته ؟
هل ستزيل آهاته وتجبر عثراته ؟
هل ستكون واقع في حياته ؟
أم أنها مجرد حلم متى ما استيقظ الكاتب حذفها من ذاته

ياترى هل ستعود ؟؟

الله أعلم

خلونا نتابع

حماااااااااااااااااااااااااااس

[مسفر ناصر]

غابت وتعلم جيدا
حجم الضياع
وتعلم جيدا كم هزني
ذاك الوداع
كم عاث بي ذاك الشعور
كم كان جدا موحشا
ذاك الوداع

[منى عبداللطيف]

استاذ مسفر والله اتألم مع قلمك

الله يسعدك خلهم يلتقون حتى لو كان في خيال قلمك كنوع من الهروب من الألم

قلبي يتألم وأنا أبحر بين سطور قلمك

ولا استطيع منع نفسي من قراءة ابداعاتك

اعذرني أنا لااختار ما تكتب ولكننا نعيش بين اسطر كتاباتك لحظة بلحظة بمآسيها

ومن بليغ كتابتك أشعر وكان داحس والغبراء قامت وشوي الا وقلبي يدعو للفرج القريب .... تخيل الى مدى بلغت مبلغها في نفسي كتابتك ل ما أروع النسيان

انتظار ابداعات قلمك
تحياتي

[مسفر ناصر]

أختي ( منى )
كما شاركتني ( بنت أبوي ) في موضوع الزوج الحمامة وكانت نجمة ذاك الموضوع .
أرى أنك شاركتيني في هذا الموضوع الذي كشف مالديك من مواهب وقدرات....وبالفعل كنت نجمة هذا الموضوع.
تحياتي لشخصكم الكريم

[منى عبداللطيف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذ مسفر

من أجمل عبارات الثناء ما سطر قلمك في خصوصية ردي وتعليقي

فمن يكون تلميذا في مدرسة بنت أبوي الله يسعدها يكن له شهادة تقدير

ارجو ترحم وريقات كتاباتك

دموع حبر قلمك لم يريد ان يجف

أخاف عليها من تلك السيول

أن تمحو تضاريس أوراقك

تحياتي

[بنت أبوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسفر ناصر

غابت وتعلم جيدا
حجم الضياع
وتعلم جيدا كم هزني
ذاك الوداع
كم عاث بي ذاك الشعور
كم كان جدا موحشا
ذاك الوداع

يصر ( أخونا مسفر ) أن رحيلته ( تعلم جيدا بعذابه )

(بديت آخذ منها موقف )

يذكر الكاتب أنه من سبب غيابها تحولت حياته إلى ظلمة موحشة
فهذا دليل أن نورها هو مصدر الإشراق في عينيه

الوداع << معلومة جديدة ؛؛
الذي فهمته من البداية انها غادرت فجأة من دون سابق انذار
والآن بما أنك ذكرت الوداع
هذا يعني ان لحظة الوداع كانت قوية وكان سببها
( خلاف أو مشكلة حاصلة أو اختلاف وجهات نظر !! صح ؟؟ )

لأن الوداع مايأتي من الهواء المعتدل
بل لا يأتي إلا من العاصفة المحملة بالشوائب والأتربة

وهنا نلاحظ أن هذه العاصفة لم تهدأ بعد
وإنما بحاجة إلى أن يأتي الربيع
لتزهر به الأعماق وتصفو به الأفئدة وتعظم به المحبة

متى ستأتي أيها الربيع وتعود العصفورة إلى قفص الواقع ؟؟

[منى عبداللطيف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اوخيتي بنت ابوي مع اشراقة الصباح

اهدي لك نصيحة

لا تتكلمي عن رحيلة الكاتب الا بما يرضي كاتبنا

يكفي انها رحلت عنه

لا لا مافي احد زعلان منها

أبدا....أبدا

بكيفها

تسوي اللي تبي

إلا أني مولعة منها بقوة

وهى

إلا إلا مصرة في عنادها

استاذ مسفر

الله يخليك خلهم يلتقون تعبونا

اعذروا لي تجاوزاتي

صباح مشرق للجميع

تحياتي

[مسفر ناصر]

لا أدري لماذا كثرت التساؤلات حول هذا الموضوع حيث حادثني بعض المحبين حوله
فمنهم من يقول نحبك كاتبا لا متشاعرا
ومنهم من يقول يبدو أنك تحكي تجربة حقيقيقة مرت بك
ومنهم من يقول هذا الموضوع من أجمل موضوعاتك
ومنهم من يقول ........
وأقول من قال لكم أني شاعر .....إنما أردت أن أدرب نفسي على بعض المفردات لزيادة النسيج اللغوي لدي .
أما من يقول أنها تجربة فأقول بحمد الله وفقت بزوجة لم تترك في نفسي ولا عيني ولا قلبي مساحة للتجربة مع كائن من كان .
أما من يقول أن هذا الموضوع من أجمل موضوعاتي فشكرا لك لكن تأكد أنك تمثل الفريق الذي يراه الأجمل لكن لاتنس أن هناك فريقا يراه الأكثر سوءا بين موضوعاتي.
تقبلوا تحياتي

[منى عبداللطيف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استاذ مسفر

ثناؤك لزوجك المصون أسال الله به أن يكون بشرى عاجل المؤمن

فيكون لها من البشرى التي تسعد بها جعلها من سعداء الدارين

ويكون لها موعدا مع ماتعمل وتقدم في الجنان

اما عن تعليق بعض قراء كتاباتك وتساؤلاتهم هل الكاتب يعيش تجربة في الرحيل ؟

هذا نوع من الاطراء الثقيل ولكن ألتمس لهم العذر

فقد بلغ الابداع التصويري للكاتب في وصف المشاعر

غاية في الابداع

والذي أخذ بقراءك تفاعلا ليس له حدود وشعور بألم قلمك

لدرجة نقل هذا التفاعل الى توهم انها حقيقة

رفقا بقارئ سطورك

فقد لامس شعورا وألم من نوع خاص

كما ارجو من الكاتب أن يسمح لي بكل

تجاوزاتي

فلم أمنع نفسي ان أرسم لوحة في إطار مانثرته السطورالاخيرة لقلمك المبدع

وهذا بعد تشجيعك السامي

تحياتي

[منى عبداللطيف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت بنت ابوي أحببت أن أوضح بعض تساؤلاتك والتي أذكر بها القارئ

كيف يؤكد الكاتب علمها بما يحدث له برغم أنها رحلت

هذا يعود إلى من تكون هي له ؟

هي

من احتوت مشاعره

تشربت شخصه

احتواءها كيانه

ترجمان رغباته

صدقه و كذبه

تقلبات مزاجه

فكره المسموع

آهاته وأحزانه

العصب الحسي له


تعلم رموزية انفعالاته

غضبه حلمه

محصلة لذاته

إنها هو

فيما يكمله

تمازجا فكونا مزيجا رائعا

هي

تعرفه غاية المعرفة

تشعر به

ولو

كان

من بعيد

و


و


و

..........................

<< الآن أعود إلى النص الأخير >>

غابت وتعلم جيدا

حجم الضياع

وتعلم جيدا كم هزني

ذاك الوداع

كم عاث بي ذاك الشعور

كم كان جدا موحشا

ذاك الوداع


بدأ الكاتب يحكي ما ألم به

لم تودعه

أرسلت له رسالة

لم يحملها له أحد

لكنها وصلت

عرف المصدر

فرح بها واستبشر

وأخذ يتأمل

من المصدر ؟

وكأنه لايعلم

تغمره السعادة

قرأ بداية الرواية

همهم واستوجع

لا ... لا


آآآه آه

ليست هي المصدر

إنها رسالة خاطئة

فقد توازنه فتأرجح

خار فوق فراشه المعهود

أغمض جفونه

لعلى يرى إنه

حلما كئيبا

ثم جال بصره

نظر إلى سقفه وجدرانه

وكل من كان حوله

أنتفضت ورتعشت أساريره

أعلنت الحقيقة

ليس حلما


هتز وجدانه

تحطم كيانه

وتعذب فؤاده

ونهالت أوجاعه

مسح وجهه بيديه

وكأنه يزيل الحقيقة

نظر إلى أجواء غرفته

شعر بالوحشة والخوف

من كل الأركان والزوايا

كأنها تطبق عليه

كمخلوق مفترس

عاث به ما شاء

لم يتركه ليعيش

أو يرحمه فيموت

تركه يتجرع الألم

ذاك هو الوداع

حتى الإنتظار

لم يسلم منه

لعلى فيه رجعه

أو من بعده مزحه

مزحه ولو كانت ثقيلة

لكنه


ذاك الإنتظار


أهداه ألم الفراق

بدأت الأيام

تلو

الأيام

لتوضح

وضوح الشمس

حقيقة

وداع


لا


رجعة


فيه


ارجو أني وفقت لرسم لوحة من خلالها يتأمل القارئ ماشاء في إطارسطور إبداعات الكاتب ورموز قلمه المتميز


تحياتي

[أميرة الكلمة]

[align=center]
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

خاطرة أدبية

وبقلم من ؟

الأستاذ مسفر ناصر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


سلمت يداك التي خطت هذه الخاطرة

ولكنني تعودت على شموخ فكرك المنقطع النظير والذي جعل الجميع يقف احتراماً أمام مقالاتك التربوية والاجتماعية

فأنت عبقري جداً في هذه المقالات

في حين أنني الآن أجد نفسي أمام شخصية تختلف تماماً

ولكن هذا لايمنع أن ينوع الإنسان في كتاباته

وماذكرته مجرد استغراب

أو لأنني أحببت كثيراً تلك المقالات التي ميزتك عن الكثيييييييييير

وقد تكون هذه الخاطرة بداية لتميز قادم للأستاذ مسفر ناصر

أشكرك على كل ماقدمته للمنتدى وللناس من كتابات أثرت في حياتهم
[/align]

[مسفر ناصر]

الأخت الكريمة ( أميرة الكلمة)
أولا : يبدو والله العالم أنك أديبة وتربوية في آن واحد وهذا يتضح لي من خلال أسطرك.....أتمنى الا أكون مخطئا.
ثانيا: أسعدتني كلماتك لا لكونها ثناء على كتاباتي ...... الذي أبهجني أن يكون ممن يقرأ لي من هم في مستوى ووعي أميرةالكلمة.
ثالثا : لم أخرج في هذا الموضوع عن خطي التربوي والاجتماعي بل هو الموضوع التربوي والاجتماعي الأول.
سأتناول تفسير هذا الكلام في التعليق القادم لبيان أن الأمر أعمق مما تصوره البعض.
تحياتي لشخصكم الكريم

[إبن دوس]

رائع ماسطرت أناملك يا أبا ناصر
لقد كنت أقرأ رائعتك وأنا في لحظات هدوء واسترخاء وبعد أن واصلت القراءة أحستت بحمى المشاعر واتقادها في كل جسمي،لقد تعايشت من النص بمنظور خاص فاسمح لي بذلك......


ما أروع النسيان لكن من يستطيعه؟!!!
عندما فقدتها أدركت أني دوما ًسأذكرها....
وإن غابت عن خاطري استدعيتها شوقا إليها....
لتحرك مشاعري فأتلذذ بألم فراقها.....
وإذا عادت _ولن تعود_استمتعت بها استمتاع طفل بزهرة يقطع أوراقها ....
ينظر إليها عله يعيدها ليستمتع ثانية بها ،ولن يستطيع......
لم أعي معنى السعادة بقربها ألا بعد رحيلها .....
يدمرني أنينها....
يستهويني النظر دوما لبهجتها.....
هنا كانت ومن هنا فقدتها....
مايجعلني أكره نسيانها أني وبوفائها عجزت أن أنساها....
كيف أنساها وكل حي وميت يذكرني بها؟!
كيف أنساها وفي دمي وأنفاسي هي تجري؟!
كيف أنساها قل لي بربك وفي أطفالي أراها؟!
كيف يكون النسيان رائعا ً وبنسيانها بديهيا ً لن أراها؟!

لذلك لن ولن أنساها وبدمع عيني سأعيش يا صاحبي ذكراها....



لقد أبدعت يا صاحبي بنصك وبصاحبك وبغيره أثرت ،فلك مني كل تقدير واحترام ...
وبرغم ذلك أعدها أنني لن أنساها.

[مسفر ناصر]

اتصل بي أحد الفضلاء الذين لهم في نفسي منزلة عظيمة وقال لو تدري مافعل بي ( ما أروع النسيان ) يقول كنت أقرؤه وقد بلغ بي من التأثر الشيء الكبير حتى أنني لم أتمالك نفسي من البكاء وأنا أتنقل بين أسطره قلت : وكيف ذلك ؟ قال : تذكرت ابتسامة والدي رحمه الله....نعم غابت وغادرت المكان تلك الابتسامة التي تقطر عذوبة ورحمة.....تلك الابتسامة التي غابت فغابت معها كل مهج الدنيا....تلك الابتسامة التي كنت أهفو إليها وأستظل بظلها.....تلك الابتسامة التي لا يعوضني عنها شيء.....تلك الابتسامة التي كأني أراها تلوح أمام ناظري فلا أستطيع أن أغالب دموعي حزنا لفقدها.
ومازال يحدثني بصوت متهدج مبحوح من التأثر وإذا به ينفجر باكيا تتلاطم الكلمات على لسانه ....هزتني دموعه لعلمي بقوته وجبروته ....زلزلني حديثه عن والده فغدوت أشاركه البكاء وكنت أظنني أكثر جلدا وحزما فإذا بي وقد علتني مشاعر وأحاسيس أكبر من أن تحبس.
قال لي من ضمن كلامه منذ السطر الأول كنت أعلم أن الموضوع أكثر عمقا من أن تتحدث عن فتاة غادرت وقد تعود أو لا تعود.
نعم ياأباعبدالله الأمر أعمق من ذلك فليست صاحبتي حسناء تموج بالحسن والدلال .....بل قد تكون ابتسامة عذبة كابتسامة أبيك ( أسأل الله الا يحرمك رؤية ابتسامته في الجنة) وقد تكون تلك التي غابت أما رحوما كانت تملأ البيت سرورا وبهجة وحبورا فغدا البيت بعدها قبرا موحشا.....أما كانت تملأ البيت رحمة وحنوا وشفقة وعطفا .....أو قد تكون جدة كانت منبعا للدعوات والصلوات والتسابيح يجد الجميع عند سجادتهاأنسا وروحانية .....أو أختا كانت رمزا للطهر والعفاف فغدت ذكرى......أو صديقا يفيض بالنبل والوفاء ......
للحديث بقايا
تقبلوا تحياتي