التعلم الذاتي

[فهد العماري]

ثانيًا: التعلّم الذاتي:
يُعد هذا الأسلوب أحد أساليب التعليم، التي يسعى فيه الطالب إلى تحقيق أهداف عن طريق تفاعله مع المادة التعليمية، يسير فيها وفق قدراته واستعداداته وإمكاناته الخاصة بأقل توجيه من المعلم، قد يتم هذه التعليم بصورة فردية أو في مجموعات تحت إشراف المعلم، أو بصورة غير نظامية عن طريق التعليم المبرمج أو برامج التعلّم عن بعد، أي أن أسلوب التعلّم الذاتي يقوم على أساس الطالب، فهو الذي يختار المادة الدراسية، وهو الذي يحدد نقطة البداية والنهاية، كما أنه يحدد أسلوب التقويم الذي يتم تقويمه من خلاله، وقد ظهر هذا الأسلوب نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل في جميع المجالات ونتيجة للزيادة في المعرفة، ويقصد بالتعلّم الذاتي: أن يعلّم الطالب نفسه من خلال استخدام مصادر التعلّم المتنوعة دون الحاجة إلى معلم يقوم بتعليمه بطريقة مباشرة.
أهمية استراتيجية التعلّم الذاتي:
استراتيجية التعلّم الذاتي من استراتيجيات التعلّم النشط التي تتيح فرصة توظيف المهارات بفاعلية عالية, مما يسهم في تطوير الطالب سلوكيًا ومعرفيًا ووجدانيًا, وتزويده بسلاح هام يمكِّنه من استيعاب معطيات العصر القادم, وهو نمط من أنماط التعلّم الذي يُعَلَّمُ فيه الطالب كيف يتعلّم ما يريد هو بنفسه أن يتعلمه.
وتتضح أهميه هذه الإستراتيجية من خلال النقاط الآتية:
1. إن التعلم الذاتي كان وما زال يلقى اهتمامًا كبيرًا من علماء النفس والتربية, باعتباره أسلوب التعلّم الأفضل, ويعتمد على دافعيته للتعلّم.
2. يأخذ الطالب دورا إيجابيًا ونشيطًا في التعلّم.
3. يُمَكِّن التعلّم الذاتي الطالب من إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه, ويستمر معه مدى الحياة.
4. إعداد الأبناء للمستقبل وتعويدهم تحمل مسؤولية تعلّمهم بأنفسهم.
5. يعمل على معالجة الضعف والتأخر الدراسي، وإثارة اهتمام الطلاب بالدراسة.
6. تدريب الطلاب على حل المشكلات وإيجاد بيئة خصبة للإبداع.
7. إن العالم يشهد انفجارًا معرفيًا متطورًا باستمرار لا تستوعبه نظم التعلّم التقليدية وطرائقها, مما يُحَتِّمُ وجود استراتيجية تُمَكِّن الطالب من إتقان مهارات التعلّم الذاتي؛ ليستمر التعلّم معه خارج المدرسة, ومدى الحياة؛ حتى يَتَمَكَّن من مسايرة ما يستجد من المعارف والعلوم.
8. تنمية الوعي بالذات والثقة بها والتقبل الإيجابي لها.
معوقات استخدام التعلّم الذاتي:
يوجد العديد من المعوقات التي تحول دون تحقيق التعلّم الذاتي أهدافه، من أبرزها:
1. عدم تحديد مفهوم التعليم الذاتي وإطار النظام الذي يشكل أو يحدد نمط هذا التعليم.
2. وضع البرامج لموضوعات التعلّم الذاتي تحتاج وقتًا وإعدادًا طويلاً وتخطيطًا جيدًا.
3. توفير الوسائل والتقنيات التعليمية اللازمة للتعلّم الذاتي.
4. طريقة تنظيم العمل بين أفراد المجموعة الصغيرة والكبيرة بحيث تحافظ على فردية الطالب ولا نحرمه في الوقت نفسه من ثمرة العمل الجماعي والتعاون والمشاركة وغير ذلك.
ومما سبق يتبين أن التعلّم الذاتي يُعد من الأساليب الحديثة والفاعلة في عمليات التعلّم في جميع المراحل التعليمية بعامة، والمرحلة الثانوية بخاصة، وجميع المقررات الدراسية بما فيها مقررات العلوم الشرعية، وهو نوع من أنواع التعليم يكون فيه الطالب المسؤول عن التخطيط للدرس وللمادة العلمية التي يرغب تعلّمها، وفي التنفيذ والتقويم، كل حسب قدراته وإمكاناته واستعداداته وميوله، فهو نمط من التعليم المخطط والموجه ذاتيًا أو فرديًا، والذي يمارس فيه الطالب النشاطات التعليمية بمفرده، مستعينًا في ذلك بالتقويم الذاتي وإرشادات المعلم وتوجيهاته.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك