وضع الرجل المناسب في المكان المناسب(الإرشاد المهني)

[ابراهيم الدريعي]

وضع الرجل المناسب في المكان المناسب
الإرشاد المهني

لاتزال كلمات الدكتور/ أحمد التوجري – وفقه الله- ترن في أذني منذ أن كان عميدا لكلية التربية في جامعة الملك سعود فقد قام بافتتاح لقاء التوجيه والإرشاد الذي نظمته الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية ( جستن) بالرياض عندما قال للحاضرين :لو سألت كل واحد منكم هذا السؤال ، هل أنت راض عن عملك الذي تمارسه الآن ؟، فسيكون جواب أكثركم لا ، معنى ذلك أنك الرجل المناسب في المكان غير المناسب ، كم موظف الآن يمارس العمل من أجل الوظيفة والراتب؟ أما إنتاجه فقليل ، الشركات التي تعتمد على الإنتاج والأرباح ، تخسر الملايين مع أشخاص يعملون في الشركة بدون رغبة أو ميل للعمل ، لماذا الموظفون يتغيبون عن أعمالهم ؟، هل يفيد الحسم من الراتب أو الفصل من العمل ؟ طبعا الحسم يخيف الموظف أو العامل -إلى حد ما - لكنه لايقضي على المشكلة ،فالقضاء على المشكلة لابد من اجتثاث جذورها،والقضاء على أسبابها،هناك مشاكل كثيرة ترتبت على عدم الاهتمام بوضع الموظف في المهنة التي تناسب قدراته وميوله من أبرزها التسرب من الوظيفة والتسكع في الطرقات والبطالة مما يترتب على ذلك مشاكل أخلاقية وتخريبية ،ونفسية، كما أن الطالب الذي لايوضع في دراسة تتناسب مع ميوله وقدراته فإنه سوف يتسرب من الدراسة ويفشل في دراسته ويبقى عاطلا وسيكون وبالا على أهله ومجتمعه، لو أن الشركات والمؤسسات وظفت لديها مرشدين مهنيين يتولون البحث عن أسباب الغياب في الشركة والوصول إلى الأسباب الحقيقية التي سببت غياب الموظف ومعالجة هذه الأسباب أعتقد بل أجزم أن الشركة ستكسب مكاسب طائلة ، وسيزداد إنتاجها وترتفع أرباحها ،وستوفر على نفسها الجهد والمال بدلا من فصل الموظف أو العامل أو الحسم عليه ، لأن الحسم أو الفصل من الوظيفة لايغيران من الأمرشيئا إنما هو مجرد تخويف مؤقت ،ولو أن وزارة التربية والتعليم اهتمت بالإرشاد الطلابي في مدارسها لخفت نسبة الرسوب وخفت نسبة المشكلات السلوكية ، وقدمت الوزارة للجامعة طلابا ينعمون بالصحة النفسية ،والثقة في النفس، ولن يواجهوا –بإذن الله – أي مشكلة تعيق تقدمهم الدراسي والمهني، عموما وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو الأسلوب الأمثل لزيادة الانتاجية في أي عمل ، لأن الموظف الذي يحب عملة سيكرس كامل جهوده فيه وسيبدع أيما إبداع فيه وأعتقد أن هذا هوا لهدف الذي تسعى إليه الشركات والمؤسسات والدوائر الحكومية لأن انتاجها سيتضاف ، وستجد مسوقين مهره يدفعهم حب العمل والرغبة فيه إلى الجد والاجتهاد والمثابرة والطموح..
إن مما يؤسف له أنك ترى في المجتمع أناسا يحملون شهادات عليا في تخصصات علمية دقيقه ، و هم يمارسون أعمالا لاتمت لتخصصهم بصله.
أول من فكر في التوجيه المهني عالم أمريكي هو فرانك برسن عام 1908م إذ وضع كتابه اختيار المهنة وبناه على أساسين مهمين .
الأول : إحصاء المهن الموجودة في المجتمع ووضع مواصفات لها .
الثاني : معرفة قدرات واستعدادات الفرد ومدى ملاءمته للوظيفة المتقدم لها، وكأنه بذلك يريد أن يحقق التناسب بين القدرات والميول للشخص المتقدم للوظيفة وبين الوظيفة.
قام هذا العالم بالعمل على اختبار للقدرات والميول ، وطبق هذا الاختبار على عشرين شابا تقدموا لوظيفيتين ميكانيكيتين ، وعندما طبق هذا الاختبار عليهم أظهر هذا الاختبار أن اثنين منهم فقط صالحان لهاتين الوظيفين والباقين استبعدوا ، ومن هنا نقول إن هاذين الشابين وضعا في مكانهما المناسب لقدراتهما واستعداداتهما فهل دوائر التوظيف ووزارة الخدمة المدنية لدينا تطبق مثل هذه الاختبارات على المتقدمين على الوظائف لتختار الرجل المناسب في المكان المناسب ، ومتى سوف تفعل ذلك ؟.
كتبت جريدة الرياض في عددها15641في 17/5/1432هـ مقالا حول الإرشاد المهني للطالب الجامعي هذه مقتطفات منه ( تدور الموضوعات التي تتناولها الورشة حول أربعة محاور هي:إرشاد الطالب للتعرف على سماته واهتماماته الشخصية ذات العلاقة باختيار التخصص في المرحلة الجامعية وإرشاده إلى الخطوات العملية والعلمية لاتخاذ القرار المناسب لاختيار التخصص ، وتعريف الطالب على البدائل المتاحة للتعليم العالي وكيفية الحصول على معلومات عنها؟، وتعريف الطالب بكيفية البدء منذ مرحلة الدراسة الجامعية للتخطيط لمساره الوظيفي والمهني؟ )والله ولي التوفيق.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك