قلوب ام ...حروف

[أميس ران]

الصوت الهادئ أقوى من الصراخ
قد تختلف القلوب في صفاتها وقد تتحد وتتآلف وتتجانس كما
هو حال الحروف فللحروف ميزان ومقياس زمني ومعيار كمعيار
الذهب فالحروف المتحركة كلها متساوية في الميزان الصوتي والزمني
فأذا قلنا بالضم والنصب والخفض .. .
قا....قو....قي ....وهو حرف من حروف الشده(أجد قط بكت)
وشا....شي ....شو .....من حروف الهمس الضعيفة الرخوة(فحثه شخص سكت)
وعا... عو.... عي ..من حروف البينية الوسطية (لن عمر)
نلاحظ أنها متساوية في الزمن الصوتي حال النطق بها وهي متحركة
أما في حالة السكون فتتغير موازين القوى وتطيش بسكونها الموازين
فيصبح الضعيف قويا لا يجارى والقوي ضعيفا يكاد يذوب في زمنه
فأذا قلنا
أشْ......فهو يحتاج الى جريان النفس معه لبيانه فهو ضعيف فيكون زمنه طويل
أقْ..... لا يحتاج الى جريان الصوت معه لأنه قوي أصلا
أع ......يحتاج الى جريان الصوت بزمن يسير لأنه وسطي
فنلاحظ أن زمن (أش) هو أطول من زمن( أق ) وزمن( أع )هو أقصر
من زمن (أش) ,اطول من زمن( أق)عند النطق بها
أنظر كيف فعل السكون بالحروف فخفتت أصوات وطالت وعلت أصوات
هكذا يفعل السكون بالحروف ولا يميزها ألا الحذاق في هذا الفن
هكذا القلوب الساكنة الواثقةتبقى تخفي كثيرا من ألا سرار ا علوا وسموا
فلا تحسب تلك القلوب خاملة أو نائمة بل هي بصيرة ولو تحركت ونطقت لعلت وأرتقت
على ما دونها من المتشدقين وتلك البحار الساكنه وتلك العيون التي تبقى في نظراتها
تخفي سكونا وكلاما تتسمر عنده عيون الناظرين ويتحير بوصفها كل من جاد مقولا
مع أن كثيرا من الناس اليوم تجده صاحب حركة وتفاعل مع الحياة حال الحروف
مع الكلمات وحركاتها ألا أنه ينكسر ويصيبه الضعف الوهن
وتجد منهم ساكن في ذاته مطمئن بسكونه وثقته العالية بنفسه وبمن حوله فلا
يعتريه خوف أو خور من طوارق ألايام
السكون الصمت ما أجملها من ميزة مخيمة على القلوب والعيون.. ترتقي بها دون أن تعلم
وتحصنك دون ان تتكلف ..وكلمك يسمع دون أن تتفوه بحرف... فتصبح كالبحرظاهر في سكونه
قد طاب نسيمه وأبتسم لعشاقه قد أرخى أمواجه وباطنه زاخر يعج بالحياة والنشاط فلا تحسبه جامد
فهو كالعيون الساحرة تخفي سرها في سكونها وتتحير في وصفها أبلغ الكلمات
يبقى السكون والهدوء في سره اقوى وأصلب من الصراخ مهما على به اصحابه

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك