تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة في عمر الانسان - موضوع رااائع !


رحيل
18-06-2007, 03:58 PM
http://www.asmilies.com/smiliespic/ar_welcome/aaa0asmilies.gif

رحلة في عمر الإنسان

-------------------------------

لن تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع منها: وعن عمره فيما أفناه.
هذا ما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض أسئلة يوم القيامة التي يجب على المسلم أن يحسب لها ألف حساب،
ويظن الإنسان أن حياته الدنيا هي عمره فقط، متناسياً ملايين من سنين أخرى بل مليارات السنين التي عاشها وسيعيشها فيما بعد،
يلعب ويلهو ويعبث، ويضيع الأوقات بحجة أنه يريد أن يعيش سعيداً، ويأخذ حظه من الحياة، بل ثبت أن كثيراً من الجيوش، تعطي جنودها كل ما يطلبون من خمور ونساء، ووعود قبل أن يلقوا بهم إلى أتون الجحيم.
ومن رحمة الله أنه يرسل الرسل بين الحين والآخر مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.
وليعلم الإنسان أن عمره ينقسم إلى خمسة أطوار (أو مراحل) لكل مرحلة أحوال وأطوار ليست مشابهة للأخرى، وله فيها نشأة مختلفة "وننشئكم فيما لا تعلمون".
ويظل الإنسان بحقيقته هو هو وإن اختلفت به الأحوال، وتعاقبت به الأطوار، وله شعور بنفسه وبما يجري من حوله من خير وشر وثواب وعقاب.
وجملة الأعمار التي يمر بها الإنسان خمسة أعمار لكل منها أجل وهي:

1. إن العمر الأول منها:

منذ خلق الله آدم عليه السلام، وفي ظهره الذرية السعداء منهم والأشقياء، فلم يزل ينتقل من صلب إلى رحم ومن رحم إلى صلب، إلى أن خرج كل واحد منهم من بين أبيه وأمه.

2. العمر الثاني:

من حين خروج الإنسان من بين أبويه إلى الدنيا، إلى حين موته وخروجه من الدنيا.

3. العمر الثالث:

من حين خروج الإنسان من الدنيا بالموت إلى أن يبعثه الله بالنفخ في الصور، وتلك مدة البرزخ.

4. العمر الرابع:

من حين خروج الإنسان من قبره، أو من حيث شاء الله بالنفخ في الصور، ليوم البعث والنشور، إلى الحشر إلى الله والوقوف بين يدي الله للوزن والحساب، والمرور على الصراط وأخذ الكتاب، إلى غير ذلك من أحوال وأهوال يوم القيامة.

5. العمر الخامس:

من وقت دخول الإنسان إلى الجنة إلى الأبد أو من حين دخول أهل النار النار.

فيا أيها الإنسان الغافل، الجاهل، يجب عليك اليقظة الدائمة والعمل الدءوب، والجهاد المستمر طوال عمرك الدنيوي حتى تعيش سعيداً باقي أعمارك، وإلا فالويل والخسران المبين في الدنيا والآخرة.
ونصحبك أيها الإنسان في رحلة مع مراحل عمرك .

العمر الأول:

وهو من حين خلق الله آدم عليه السلام، وأودع الذرية في صلبه المبارك، أهل اليمين وأهل الشمال، وهم أهل القبضتين من اليدين المقدستين، وقد استخرج الله هذه الذريّة من ظهر آدم بعد أن أودعها فيه، حين أخرجهم دفعة واحدة، لأخذ الميثاق عليهم بالإقرار بالوحدانية والربوبية وذلك بنعمان واد قريب من عرفات.
كما ورد في ذلك قوله تعالى ((وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين)). سورة الأعراف آية 172.
ولا شك أن ذلك يقتضي وجوداً وسمعاً ونطقاً ولكنه في مرتبة أخرى من مراتب الوجود، ليست من الوجود الدنيوي.
وقد كانت الذرية في ظهر آدم لا محالة حتى في الجنة ويدل عليه ما ذكر في حديث الشفاعة، وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم. ومن محاجة موسى لآدم عليهما السلام، أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بخطيئتك. (الحديث).
ورد في الأثر أن الله تعالى لما استخرج الذرية من ظهر آدم عليه السلام فرأتهم الملائكة عليهم السلام، وقد ملئوا السهل والوعر، قالوا يا ربنا لا تسعهم الدنيا، فقال تعالى، إني جاعل موتاً، فقالوا إذا لا يهنئهم العيش، فقال تعالى إني جاعل أملاً.

العمر الثاني:

وهو من حين خروج الإنسان من بطن امه بالوضع إلى حين خروجه من الدنيا بالموت، وهو أوسط الأعمار ومقصودها، وفيه مدة التكليف بالأمر والنهي الإلاهيين اللذين يترتب عليهما الثواب والعقاب والنعيم المؤبد في جوار الله عز وجل، والعذاب المخلد والبعد عن الله عز وجل، ومقدمة هذا العمر مرحلة الجنين وهي تشبه البرزخ الأخروي، ويمر الجنين بمراحل يبينها القرآن الكريم ((يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفه ثم من علقة ثم من مضغه مخلقة وغير مخلقه لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمّى)).
ويخرج الإنسان من بطن أمه ليبدأ عمره الدنيوي، يقول الحق سبحانه وتعالى: ((ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً)).
فالإنسان في هذا العمر ينتقل من حال الطفولة إلى حال البلوغ بالسن ثم إلى حال الشباب، ثم حال الكهولة، ثم حال شيخوخة وكبر إلى حال هرق وخرف.
وقسم أبن الجوزي العمر الدنيوي إلى خمسة مواسم فقال :-

الموسم الأول: الصبا، وهو إلى أن يبلغ الإنسان خمس عشرة سنة.
الموسم الثاني: الشباب، وهو إلى أن يبلغ الإنسان خمساً وثلاثين سنة.
الموسم الثالث: الكهولة، وهو إلى أن يبلغ الإنسان خمسين سنة.
الموسم الرابع: الشيخوخة، وهو إلى أن يبلغ الإنسان سبعين سنة.
الموسم الخامس: الكبر، وهو إلى آخر العمر.

ويجب أن يعرف الإنسان أن هذا العمر مقدمة لما بعده، فإذا كان عمله صالحاً نافعاً، فإنه سيكون سعيداً في الحياة البرزخية ويوم القيامة، ثم في جنات النعيم. أما إذا قضاها في لهو وفساد فله الويل والثبور وعظائم الأمور في باقي عمره.
ومن الغريب والعجيب أننا نرى كثيراً من الناس يأتون إلى هذه الدنيا ويذهبون منها دون أن يعلموا حقيقة وجودهم، ولا الهدف من إيجادهم، ولا مهمتهم في الحياة، وذلك لا نستغرب قول الحق سبحانه في بعضهم ((. . . أولئك كالأنعام بل هم أضل))، بعد أن قال سبحانه ((لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها . . .)) ولا غرابة في النهاية السوداء للكفار والمنافقين ((إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية . . . )).
ونجد الإنسان الذي كرمه الله وقومه تنتكس فطرته، وينغمس في الطين، فلا غرابة أن يرده الله أسفل سافلين في جهنم ونرى من قومنا من بلغ من العمر عتيا ومع ذلك يضيع باقي عمره، في الحدائق والفنادق والمقاهي، والتلفاز والمذياع ومطالعة الصحف والمجلات، بل إننا نترك أولادنا يلعبون طيلة حياتهم، فإذا كان الولد قبل الخامسة عشرة، وقلنا لوالده لم لا يصلي ويصوم ويتعلم، قال إنه طفل ويجب أن يتمتع بطفولته، وإذا زاد عمره إلى الثلاثين، تركه والده يلهو ويلعب. بحجة أنه شاب ويجب أن يتمتع بشبابه وبعد ذلك يتزوج ويصير رجلاً مشغولاً بزوجته وأولاده وعمله، وإذا ذكرناه بواجباته الإسلامية ومهمته الأساسية، وهي عبادة الله وتعبيد الأرض كلها لله، قال إنه مشغول، وبعد ذلك يرد إلى أرذل العمر، ولم يقم بدوره في رفع راية لا إله إلا الله، وإذا كان الشاب معتدلاً، فإننا نجده يضيع ثلث عمره في النوم وثلثه في العمل. وجزء آخر في الطعام وآخر في الواجبات اليومية ولا يبقي لربه ودينه إلاّ الفضل من وقته وجهده، وبعد ذلك يتصور أنه على خير.
ولهذا نجد العارفين بالله يدركون هذه الحقائق منهم الشيخ عبد الوهاب الشعراني القائل "في البحر المورود" : أخذ علينا العهود إذا بلغنا الأربعين سنة أن نطوي فراش النوم إلا غلبه، ولا نغفل عن كوننا مسافرين إلى الآخرة في كل نفس، حتى لا يكون لنا في الدنيا قرار قط وأن نرى اللحظة الواحدة تعدل مائة عام، ولا يكون لنا بعد الأربعين راحة ولا مزاحمة، ولا فرج بشيء من الدنيا، كل ذلك لضيق العمر بعد الأربعين، وعدم مناسبة الغفلة والسهو واللعب لمن أشرف على معترك المنايا.
وقال وهب بن منبه رحمه الله تعالي، قرأت في بعض الكتب، أن منادياً ينادي في السماء الرابعة كل صباح: أبناء الأربعين أنتم زرع قررنا حصاده، أبناء الخمسين ماذا قدمتم، وماذا أخرتم؟ أبناء الستين لا عذر لكم، ليت الخلق لم يخلقوا، وإذا خلقوا علموا لماذا خلقوا، قد أتتكم الساعة خذوا حذركم.

يقول الشاعر :-

تمـر بنـا الأيام تـترى وإنـما
نساق إلى الأحداث والعين تنظـر
فلا عائد ذاك الشباب الذي مضى
ولا زائل هذا المشيـب المكـدر

وبعد العمر المديد، نهاية حتمية وهي الموت يقول الحق سبحانه وتعالى : ((قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم، ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة، فينبئكم بما كنتم تعملون)).
فهو أمر مكتوب على جميع الأنام، وقضاء الحقوق بين الخاص والعام، وقد سوى الله فيه بين القوي والضعيف، والوضيع والشريف، وقهر به الجبابرة، وقصم به القياصرة، وكسر به الأكاسرة، وجعله واحة للمؤمنين، وحسرة للكافرين والمنافقين.
فسبحانه من ملك جبار متفرد قهار، قد توحد بالدوام والبقاء وتنزه عن الموت والفناء
((كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)) .

لكم كل التقدير
دموع السحاب

اعجبني الموضوع فنقلته إليكم لمشاركتي قراءته

® رحــــال ®
19-06-2007, 11:31 AM
دموع السحااااااااااب

شكراً لك اختي الكريمة وجزاك الله خيرا

مشاركة رائعة...

تقبلي مروري

الشبكة الاسلامي
20-06-2007, 04:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك """ دموع السحاب """"" وبارك الله فيك ومتعك وبالعافية والصحة وبارك لك في عمرك ، اللهم آمين
اخوك الشبكة الاسلامي
ارجو ان تكون قرأت مشاركتي وكلي فخر بذلك
:14::14::14::14:
:28::28::28::28::28::28:

رحيل
21-06-2007, 07:01 AM
اخي الكريم رحال

شرفت متصفحي بحضورك بارك الله فيك

واشكرك على ردك - وربي يعافيك ويسعدك

ويجزاك الجنة

دمت بكل الخير

رحيل
21-06-2007, 07:07 AM
اخي الفاضل الشبكة الاسلامي

تشرف متصفحي بحضورك ورد الجميل

وتشرفت انا بقراءة ردك ربي يسعدك

الله يعطيك العافية ويسلمك من كل شر - ولا يحرمنا تواصلك الطيب

دمت بكل الخير والعافية

بومرحب
21-06-2007, 05:53 PM
دموع السحااااااااااب

شكراً لك اختي الكريمة وجزاك الله خيرا

مشاركة رائعة...

تقبلي مروري

حيدرة علي
21-06-2007, 09:57 PM
هذا العمر الذي سوف يندم كل منا يوم القايمة على التفريط فيه, فهل من متعظ؟

بنت أبوي
22-06-2007, 01:21 AM
يقول الشاعر :-

تمـر بنـا الأيام تـترى وإنـما
نساق إلى الأحداث والعين تنظـر
فلا عائد ذاك الشباب الذي مضى
ولا زائل هذا المشيـب المكـدر


شكراااا لك أختي العزيزة (دموع السحاب)
الله يجزاك خير على هذا الموضوع المميز
بارك الله فيك
الله يجزاك الجنة

رحيل
25-06-2007, 07:01 PM
اخي الكريم بو مرحب

الله يعطيك العافية ويسعدك على طيب المداخلة والمرور

لك كل الشكر والتقدير وجزاك الله خير

حفظك الله

تميز
26-06-2007, 12:31 PM
مشكووووووووووووووره اختي الغاليه
عالموضوع الحلو..

Joore flower
29-06-2007, 08:34 PM
شـــــــكـــراً لـــكِ اخــتـــــي الــــكــــريـــــمـــــة ..... وجـــــــــــــزاكِ الله خــــــيـــــــــراً.....

همـ الإبداع ـس
13-07-2007, 04:15 AM
جزاك الله الفردوس الأعلى

عاشق الصحراء
13-07-2007, 04:22 AM
يعطيك العافية دموع السحاب موضوع رائع

اهلاوي2222
14-07-2007, 02:10 PM
جوزيتي خيراً ، وبورك فيكي ، وفالكِ خير إن شاء الله.

رحيل
02-08-2007, 03:50 AM
حيدرة علي
شكرا على مرورك الطيب

رحيل
02-08-2007, 03:53 AM
بنت ابوي

التميز في حضورك الغالي

جزاك الله خيرا - ويعطيك العافية

رحيل
02-08-2007, 03:56 AM
تميز

اشكر لك مرورك الطيب بارك الله فيك

رحيل
02-08-2007, 04:03 AM
جوري

الشكر موصول لك اختي على المرور - عافاك الله

رحيل
02-08-2007, 04:10 AM
همس الابداع
أشكر لك طيبك مرورك والله يجزاك الجنة
دمت بخير

رحيل
02-08-2007, 04:17 AM
عاشق الصحراء

يعافيك ربي على عذب المرور ويجزاك الجنة

لك كل الشكر

رحيل
02-08-2007, 04:22 AM
اهلاوي 2222

مشكور اخوي على طيب المرور الله يجزاك الجنة

والخير في وجهك اخوي - دمت بعافية

الأميرة الناعمة
02-08-2007, 04:27 PM
مشكوره عزيزتي دموووع السحاب


والله يعطيك العافية

أبوعبدالرحمن
03-08-2007, 12:20 AM
http://www.br2h.com/uploads/12e3812b1d.gif (http://www.br2h.com)

11111
03-08-2007, 02:18 PM
تمـر بنـا الأيام تـترى وإنـما
نساق إلى الأحداث والعين تنظـر
فلا عائد ذاك الشباب الذي مضى
ولا زائل هذا المشيـب المكـدر

رحيل
05-08-2007, 09:05 AM
الاميرة الناعمة

اشكر لك مرورك الكريم ربي يسعدك ويعطيك العافية

رحيل
05-08-2007, 09:17 AM
اخي الكريم ابو عبدالرحمن

اشكر لك مرورك الطيب الله يعطيك العافية والجنة

رحيل
29-12-2008, 10:24 PM
11111

شكراا عالمرور - وان لم تعلق عالموضوع