miss math
05-09-2007, 11:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبت هذه المقالة الوصفية كأول واجب لي في حصة الإنشاء
أول واجب إنشاء في المرحلة الثانوية...
كما كنت ذلك اليوم..
لعل ذاكرتي لا تقبل ، بل و تأبى أن تنسى ذلك اليوم يوم قيل لي : أنت طالبة الصف الثالث المتوسط ،
أنت مقبلة على المرحلة الثانوية ، أنت مقبلة على التخرج... كنا فرحين و الكل يغبطنا....
و تمر الأيام .. ايوم يتبعه اليوم و الشهر يتلوه الشهر ، حتى علمنا ببدأ التجهيزات لحفل التخرج.
يومها شعرنا أننا نخطو الخطوة الثالثة من عتبات المرحلة المتوسطة . لم تدر بخلدي هكذا فكرة
يومها ، و قد تكون مرت بي و لم أعر لها بالا..
شغلنا يوم الحفل هذا شهرا كاملا قبله و كل ذلك ليكون متكاملا بل مدهشا ، و لكنني حرصت على أن يكون
إعداديا لا تقديميا ؛ حتى أتمكن من مشاهدة الحفل بكامل تفاصيله و أشعر بكل خفقة أثناءه ..
حتى كان ذلك اليوم .
كانت الأعين ترتقب و الكل يقوم بدوره . المسرح ـ الضيوف ـ الط\البات ـ المخرجات ـ الأضواء ـ الهدايا
ـ برنامج الحفل ...إلخ كنا نجمات ذك اليوم ، كنا محور الحفل و محط الأنظار.
الأمهات يترقبن بناتهن ، و المتخرجات يفخرن بأمهاتهن ، الكل في شأنه يهيم و يسرح . و إذا بي تغرورق عيناي
بدون أن أعرف كيف و لماذا ؟ أهو شعور صادق خالجني ؟ الشعور الذي أكنه لمعلماتي و كل من عرفته بين جنبات
هذا الصرح ، لم أكن كعادي أضحك ، و تنساب من الطرائف من بين خدي ، غلب عي الصمت يومها و التأمل .
كنت أحس بكل شيء من حولي ، بكل لمسة من لمسات المكان و كل حركة ترصدها عيناي ، لا أريد أن أفقد أي احساس
في ذلك اليوم .
و صلت الأوشحة ، كتب عليها (خريجات المتوسطة الثانية بالمبرز لعام 1426 هـ 1427هـ)..
ارتديت الوشاح و لعلي كآخر من ارتداه ؛ كنت اساعد زميلاتي في وضعه و تثبيته ، و عرفت شعور أكثرهن .
فمنهن من ارتسمت عليها ملامح الجدية و الإعتزاز ، و منهن من كانت غير آبهة بأهمية ذلك اليوم سوى انه يوم للإحتغال .
توجهنا إلى مكان الإستعداد و كنا نسمع كل ما يدور في الحفل من غير أن نشاهده ، كانت العبارات تنهال علينا بالمدح و الثناء
و حسن السيرة و لمسلك الخلقي و الإجتهاد حتى فتح الباب و صدح النشيد .....
طارت آخر فراشتي الطفولة من أمامنا ، إيذانا ببدأ مرحلة جديدة من الحياة _مرحلة بناء المستقبل_ سرنا في خطى مدروسة و ابتسامات مشهودة ، و مع أن كل من تريد أن تقول : أنا متخرجة أنا اصنع مستقبلي الآن ، إلا أن هناك طفلة في داخل كل واحدة منا تقول (أين أمي ؟) و ما إن تراها حتى تتسع ابتسامة و لاتقاس فرحة بها ..
جلست كل منا في مقعدها ـ المحدد مسبقاـ تبحث عن أسعد إحساس يبث له بواسطة الأعين بسبب تخرجها ، و لعلي لم أجده سوى في عيني أمي . لا أعرف كيف كانت تفكر و لكني وجدت في عينيها سيل حنان و حب و اعتزاز....
استضاءت القاعة بضوء شاشة العرض ، أسماء المتخرجات ، كلمة المديرة ، كلمة مشرفتي النشاط ، احساس طالبة يوم تخرجها كلمة طالبة لأمها ...إلخ. و لكن أكثر ما ترك بل و حفر كلماته في قلبي ، كلمات معلماتي ، فبعد أيام و أشهر من التعب و الإجهاد في سبيل التدريس ، ترى كل منهن حصاد بذرها و قد كبر و أينع حتى غدا طالبة متخرجة ، متسلحة بسلاح العلم ، متجملة بجمال الدين و الخلق و الأدب .((لعل من الحصاد من كان معتلا و لكن الفرحة بالعفي ستسود ))..
اعتلينا المنصة لأداء انشودة الوداع ، في بادئ الأمر كنا قد استأنا لكون الأنشودة ليست حديثة عهد بالأسماع و لكن عندما بدأت الأصوات تنبثق من الحناجر بقولها :
هل يا ترى حان الوداع
فترقرقت منا الدموع
إذا بي تنهال من مقلتي كأنها بذلك النشيد تشدوا مع الطالبات و بها اكتفيت ..
حتى سمعت صوت معلمتي يقول :تغريد السويلم ، و الأيادي تصفق ، فما كان باستطاعتي احتمال ذلك فشرعت بالهروب إلى مكاني إذا بمعلمتي تمسك بذراعي و ما شعرت بنفسي إلا و أنا بين أحضان احداهن و غزارة دموعي تزداد ..
جاءت أمي ... و انتشلتني من غمرة مشاعر الحزن الصادقة التي انتابتني ، و قبلت وجنتي و ضمتني إليها و كلي شوق لهكذا شعور في ذلك اليوم على وجه الخصوص .
هنا انتهى ذلك اليوم و هنا بدأت صناعة المستقبل ....
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يا ابن آدم أحبب من شئت فإنك مفارقه و اعمل ما شتت فإنك ملاقيه )..
طالبة المرحلة الثانوية :تغريد عبد الله السويلم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبت هذه المقالة الوصفية كأول واجب لي في حصة الإنشاء
أول واجب إنشاء في المرحلة الثانوية...
كما كنت ذلك اليوم..
لعل ذاكرتي لا تقبل ، بل و تأبى أن تنسى ذلك اليوم يوم قيل لي : أنت طالبة الصف الثالث المتوسط ،
أنت مقبلة على المرحلة الثانوية ، أنت مقبلة على التخرج... كنا فرحين و الكل يغبطنا....
و تمر الأيام .. ايوم يتبعه اليوم و الشهر يتلوه الشهر ، حتى علمنا ببدأ التجهيزات لحفل التخرج.
يومها شعرنا أننا نخطو الخطوة الثالثة من عتبات المرحلة المتوسطة . لم تدر بخلدي هكذا فكرة
يومها ، و قد تكون مرت بي و لم أعر لها بالا..
شغلنا يوم الحفل هذا شهرا كاملا قبله و كل ذلك ليكون متكاملا بل مدهشا ، و لكنني حرصت على أن يكون
إعداديا لا تقديميا ؛ حتى أتمكن من مشاهدة الحفل بكامل تفاصيله و أشعر بكل خفقة أثناءه ..
حتى كان ذلك اليوم .
كانت الأعين ترتقب و الكل يقوم بدوره . المسرح ـ الضيوف ـ الط\البات ـ المخرجات ـ الأضواء ـ الهدايا
ـ برنامج الحفل ...إلخ كنا نجمات ذك اليوم ، كنا محور الحفل و محط الأنظار.
الأمهات يترقبن بناتهن ، و المتخرجات يفخرن بأمهاتهن ، الكل في شأنه يهيم و يسرح . و إذا بي تغرورق عيناي
بدون أن أعرف كيف و لماذا ؟ أهو شعور صادق خالجني ؟ الشعور الذي أكنه لمعلماتي و كل من عرفته بين جنبات
هذا الصرح ، لم أكن كعادي أضحك ، و تنساب من الطرائف من بين خدي ، غلب عي الصمت يومها و التأمل .
كنت أحس بكل شيء من حولي ، بكل لمسة من لمسات المكان و كل حركة ترصدها عيناي ، لا أريد أن أفقد أي احساس
في ذلك اليوم .
و صلت الأوشحة ، كتب عليها (خريجات المتوسطة الثانية بالمبرز لعام 1426 هـ 1427هـ)..
ارتديت الوشاح و لعلي كآخر من ارتداه ؛ كنت اساعد زميلاتي في وضعه و تثبيته ، و عرفت شعور أكثرهن .
فمنهن من ارتسمت عليها ملامح الجدية و الإعتزاز ، و منهن من كانت غير آبهة بأهمية ذلك اليوم سوى انه يوم للإحتغال .
توجهنا إلى مكان الإستعداد و كنا نسمع كل ما يدور في الحفل من غير أن نشاهده ، كانت العبارات تنهال علينا بالمدح و الثناء
و حسن السيرة و لمسلك الخلقي و الإجتهاد حتى فتح الباب و صدح النشيد .....
طارت آخر فراشتي الطفولة من أمامنا ، إيذانا ببدأ مرحلة جديدة من الحياة _مرحلة بناء المستقبل_ سرنا في خطى مدروسة و ابتسامات مشهودة ، و مع أن كل من تريد أن تقول : أنا متخرجة أنا اصنع مستقبلي الآن ، إلا أن هناك طفلة في داخل كل واحدة منا تقول (أين أمي ؟) و ما إن تراها حتى تتسع ابتسامة و لاتقاس فرحة بها ..
جلست كل منا في مقعدها ـ المحدد مسبقاـ تبحث عن أسعد إحساس يبث له بواسطة الأعين بسبب تخرجها ، و لعلي لم أجده سوى في عيني أمي . لا أعرف كيف كانت تفكر و لكني وجدت في عينيها سيل حنان و حب و اعتزاز....
استضاءت القاعة بضوء شاشة العرض ، أسماء المتخرجات ، كلمة المديرة ، كلمة مشرفتي النشاط ، احساس طالبة يوم تخرجها كلمة طالبة لأمها ...إلخ. و لكن أكثر ما ترك بل و حفر كلماته في قلبي ، كلمات معلماتي ، فبعد أيام و أشهر من التعب و الإجهاد في سبيل التدريس ، ترى كل منهن حصاد بذرها و قد كبر و أينع حتى غدا طالبة متخرجة ، متسلحة بسلاح العلم ، متجملة بجمال الدين و الخلق و الأدب .((لعل من الحصاد من كان معتلا و لكن الفرحة بالعفي ستسود ))..
اعتلينا المنصة لأداء انشودة الوداع ، في بادئ الأمر كنا قد استأنا لكون الأنشودة ليست حديثة عهد بالأسماع و لكن عندما بدأت الأصوات تنبثق من الحناجر بقولها :
هل يا ترى حان الوداع
فترقرقت منا الدموع
إذا بي تنهال من مقلتي كأنها بذلك النشيد تشدوا مع الطالبات و بها اكتفيت ..
حتى سمعت صوت معلمتي يقول :تغريد السويلم ، و الأيادي تصفق ، فما كان باستطاعتي احتمال ذلك فشرعت بالهروب إلى مكاني إذا بمعلمتي تمسك بذراعي و ما شعرت بنفسي إلا و أنا بين أحضان احداهن و غزارة دموعي تزداد ..
جاءت أمي ... و انتشلتني من غمرة مشاعر الحزن الصادقة التي انتابتني ، و قبلت وجنتي و ضمتني إليها و كلي شوق لهكذا شعور في ذلك اليوم على وجه الخصوص .
هنا انتهى ذلك اليوم و هنا بدأت صناعة المستقبل ....
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يا ابن آدم أحبب من شئت فإنك مفارقه و اعمل ما شتت فإنك ملاقيه )..
طالبة المرحلة الثانوية :تغريد عبد الله السويلم ..