كيف ننساهم
30-09-2007, 10:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أيام شدتني تلك الفكرة الرائعة التي اطلقتها جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي والتي تتضمن أن يرسل المتبرع رسالة فارغة عبر هاتفه الجوال على الرقم 5060ليسجل تبرعاً بعشرة ريالات للجمعية.
ورغم أن الإعلان كان صغيراً في إحدى الصحف، وفي أسفل الزاوية في الصفحة الأخيرة إلا أنني لحظتها أرسلت الرسالة الفارغة وفي ثوان جاءني الشكر على التبرع البسيط ..
الفكرة في حد ذاتها جميلة وإنسانية وتليق بالأمم المتحضرة، وينبغي دعمها بشدة من كافة الأوساط الإعلامية والاجتماعية والمهنية، من خلال تكثيف تواجدها وتبنيها من كافة أفراد المجتمع والذين أعتقد أنهم لن يتأخروا عن دعمها خصوصاً وأن ريعها يذهب إلى عشرات الآلاف ممن يعانون من الفشل الكلوي، والذين لا تستوعبهم المستشفيات أحياناً، وينتشرون في أغلب مناطق المملكة. وتشكل المعاناة حياتهم اليومية لارتفاع قيمة الغسيل في المستشفيات الخاصة، ولتكدس المرضى في مستشفيات الحكومة.
وكما قال الزميل صالح الشيحي إذا وجد مليون مواطن لديهم القناعة بالعمل الخيري ولديهم الرغبة في مد يد العون إلى مرضى الفشل الكلوي، وأرسل هؤلاء رسالة واحدة شهرياً فسيصبح في حساب الجمعية عشرة ملايين ريال شهرياً.
ومن منطلق آخر هناك كثير من المواطنين اعتادوا التبرع لموتاهم ولوالديهم وقد يبحثون أحياناً عن مسجد يقبل تبرعهم ببرادة أو مكيف، هذا البحث تبدو معالمه أكثر وضوحاً الآن لمن وصلته الفكرة ومن خلال ضخ هذه المبالغ في حساب الجمعية لإنقاذ من يحتاجون كل يوم إلى الغسيل أو زرع الكلى الذي يكلف مئات الألوف.
الفكرة الرائعة أيضاً تحتاج إلى دعم إعلامي كبير من خلال الصحف ومجاني ومن خلال التلفزيون، والإذاعة المسموعة، حتى نحفز المواطن، وغيره على التبرع بعشرة ريالات.
فماذا تعني عشرة ريالات إذا دعمنا هذا العمل بقوة، وتفاعل، وثقافة تمنح كل إنسان متبرع حق الانتساب لهذه التجربة الإنسانية؟.
ماذا تعني عشرة ريالات لأسرة تتسوق بمئات الريالات في جولة واحدة؟
وماذا تعني عشرة ريالات لسهرة ملاهي ومطاعم تتجاوز المئات؟
وماذا تعني إن تبرع الأب، أو الأم لأبنائه كل منهم بعشرة ريالات؟
بلا شك سيشكل ذلك امتداداً لحقيقة الإنسان المحب بطبعه لفعل الخير، والداعم له.
ينبغي أن تكون هناك حملة في الشوارع، وفي اللوحات الإعلانية، لمن يقف أمام الإشارة لتحفزه على التبرع.
ينبغي أن نتحرر من واقع فردي لنعيش داخل واقع جماعي يشجع على دعم الأفكار الجميلة، ويخلق المسافة بينها وبين التنفيذ الفعلي لمفرداتها.
على كل فرد يؤمن بهذه الأفكار التي تقفز بنا إلى الأمام، وتجعلنا قادرين على استيعاب الآخر، وهمومه، والإحساس به، أن يتفاعل مع هذه الأفكار وأن يخرجها من مقاييسها المألوفة، إلى مقاييس أكثر اتساعاً، إلى فكرة حقيقية قابلة للبقاء،تتصادم مع الصمت الذي اعتدناه، وتكسر حاجز السلبية الذي ضرب بقوة داخل جدار أحلامنا الإنسانية.
علينا أن نساهم في دعمها، ونشرع أجنحتها بين من نعرف من الأصدقاء، والأقارب، وأن نجعل أفقها غير محدود. من منطلق أن كل نجاح، وكل فكرة يبدأن من خلال حقل إنساني مشترك، وليس فردياً، وأن كل المشاريع الجميلة، والناجحة قامت على الأحلام التي تحولت إلى واقع جميل ساهم في إسعاد آلاف البشر.
ملاحظة : الموضوع منقول من جريدة الرياض للكاتبة نجوى هاشم
منذ أيام شدتني تلك الفكرة الرائعة التي اطلقتها جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي والتي تتضمن أن يرسل المتبرع رسالة فارغة عبر هاتفه الجوال على الرقم 5060ليسجل تبرعاً بعشرة ريالات للجمعية.
ورغم أن الإعلان كان صغيراً في إحدى الصحف، وفي أسفل الزاوية في الصفحة الأخيرة إلا أنني لحظتها أرسلت الرسالة الفارغة وفي ثوان جاءني الشكر على التبرع البسيط ..
الفكرة في حد ذاتها جميلة وإنسانية وتليق بالأمم المتحضرة، وينبغي دعمها بشدة من كافة الأوساط الإعلامية والاجتماعية والمهنية، من خلال تكثيف تواجدها وتبنيها من كافة أفراد المجتمع والذين أعتقد أنهم لن يتأخروا عن دعمها خصوصاً وأن ريعها يذهب إلى عشرات الآلاف ممن يعانون من الفشل الكلوي، والذين لا تستوعبهم المستشفيات أحياناً، وينتشرون في أغلب مناطق المملكة. وتشكل المعاناة حياتهم اليومية لارتفاع قيمة الغسيل في المستشفيات الخاصة، ولتكدس المرضى في مستشفيات الحكومة.
وكما قال الزميل صالح الشيحي إذا وجد مليون مواطن لديهم القناعة بالعمل الخيري ولديهم الرغبة في مد يد العون إلى مرضى الفشل الكلوي، وأرسل هؤلاء رسالة واحدة شهرياً فسيصبح في حساب الجمعية عشرة ملايين ريال شهرياً.
ومن منطلق آخر هناك كثير من المواطنين اعتادوا التبرع لموتاهم ولوالديهم وقد يبحثون أحياناً عن مسجد يقبل تبرعهم ببرادة أو مكيف، هذا البحث تبدو معالمه أكثر وضوحاً الآن لمن وصلته الفكرة ومن خلال ضخ هذه المبالغ في حساب الجمعية لإنقاذ من يحتاجون كل يوم إلى الغسيل أو زرع الكلى الذي يكلف مئات الألوف.
الفكرة الرائعة أيضاً تحتاج إلى دعم إعلامي كبير من خلال الصحف ومجاني ومن خلال التلفزيون، والإذاعة المسموعة، حتى نحفز المواطن، وغيره على التبرع بعشرة ريالات.
فماذا تعني عشرة ريالات إذا دعمنا هذا العمل بقوة، وتفاعل، وثقافة تمنح كل إنسان متبرع حق الانتساب لهذه التجربة الإنسانية؟.
ماذا تعني عشرة ريالات لأسرة تتسوق بمئات الريالات في جولة واحدة؟
وماذا تعني عشرة ريالات لسهرة ملاهي ومطاعم تتجاوز المئات؟
وماذا تعني إن تبرع الأب، أو الأم لأبنائه كل منهم بعشرة ريالات؟
بلا شك سيشكل ذلك امتداداً لحقيقة الإنسان المحب بطبعه لفعل الخير، والداعم له.
ينبغي أن تكون هناك حملة في الشوارع، وفي اللوحات الإعلانية، لمن يقف أمام الإشارة لتحفزه على التبرع.
ينبغي أن نتحرر من واقع فردي لنعيش داخل واقع جماعي يشجع على دعم الأفكار الجميلة، ويخلق المسافة بينها وبين التنفيذ الفعلي لمفرداتها.
على كل فرد يؤمن بهذه الأفكار التي تقفز بنا إلى الأمام، وتجعلنا قادرين على استيعاب الآخر، وهمومه، والإحساس به، أن يتفاعل مع هذه الأفكار وأن يخرجها من مقاييسها المألوفة، إلى مقاييس أكثر اتساعاً، إلى فكرة حقيقية قابلة للبقاء،تتصادم مع الصمت الذي اعتدناه، وتكسر حاجز السلبية الذي ضرب بقوة داخل جدار أحلامنا الإنسانية.
علينا أن نساهم في دعمها، ونشرع أجنحتها بين من نعرف من الأصدقاء، والأقارب، وأن نجعل أفقها غير محدود. من منطلق أن كل نجاح، وكل فكرة يبدأن من خلال حقل إنساني مشترك، وليس فردياً، وأن كل المشاريع الجميلة، والناجحة قامت على الأحلام التي تحولت إلى واقع جميل ساهم في إسعاد آلاف البشر.
ملاحظة : الموضوع منقول من جريدة الرياض للكاتبة نجوى هاشم