أبو همس
20-11-2007, 10:53 PM
هذا شرح الجزء الخامس والأخير من الحديث المدهش :
واعلم أن النصر مع الصبر :.أي أن من يصبر ويثبت في كل المواقف فإن الله ينصره خاصة في الجهاد كما قال تعالى :{ قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلةٍ غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين } .. سواء كان جهاد هوى ، أو جهاد عدو ، أو جهاد نفس ، فمن صبر في مجاهدة العدو ، أو في مجاهدة نفسه وهواه ، حصل له النصر والظفر ، ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك غُلب وقُهر وأُسر ، وصار ذليلاً .
فالله عز وجل دعا إلى الصبر في مواطن المثابرة والعبادة بقوله جل من قائل :{ فاعبده واصطبر لعبادته } وقوله تعالى :{ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } ، فالصلاة تحتاج لصبر ، والزكاة وإخراج المال يحتاج لصبر ، والصيام يحتاج لصبر ..... وهكذا سائر العبادات .
وترك الشهوات يحتاج لصبر ، ومجاهدة النفس لترك الغناء والملاهي والمحرمات يحتاج كذلك لصبر .
ومن الصبر أيضاً الصبر في مواطن البلاء قال تعالى :{ ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم }.، وعدد الله أنواع البلاء في قوله تعالى :{ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا :إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون} .
ومن أنواع الصبر :.
الصبر على الطاعة ـ والصبر عن المعصية ـ والصبر على أقدار الله .
أما مراتب الصبر :.
فهي كظم الغيظ ـ والعفو ـ والإحسان مع الإساءة .
جُمعت في قوله تعالى :{ والكاظمين الغيظ ، والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين } ـ نسأل الله الكريم من فضله وأن يجعلنا مع المحسنين ـ
وإذا عرتك بليةٌ فاصـبرلها صبر الكريم فإنـه بك أعـلمُ
وإذا شكوتَ إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ
فالفائز الحقيقي هو الذي يصبر على ما أصابه ، ويعلم أن النصر والظفر الحقيقي لا يأتي إلا مع الصبر ، ويكفيه أجر الصبر في الآخرة حتى وإن لم ينل مراده في الدنيا .
قال أحد الصالحين : لو لم يكن للصبر إلا قوله تعالى :{إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} لكفى ..
وأن الفرج مع الكرب :.
قال الشاعر :
يا صاحب الهم إن الهم منفرجٌ ابشر بخيــر فإن الفارج اللهُ
اليأس يقطع أحياناً بصاحبه لا تيأسـن فـإن الفـارج اللهَ
إذا بليت فثق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو اللهَ
الله حسبك مما عذتُ به ومن أمنع ممن عـذتُ به اللهُ
الله يُحدث بعد العسر ميسرة لا تجزعنَّ فإن الكـافـي اللهُ
واللهِ مالك غيرُ الله من أحدٍ فحسبك الله في كـلٍّ لـك اللهُ
هذا مثل قوله تعالى :{ فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزَّل عليهم من قبله لمبلسين }. فتفريج الكربات من الله عز وجل ، وقد قص الله علينا قصص تفريج الكربات عن أبنائه عندما تناهى الكرب كإنجاء نوح من قومه ، وإنجاء إبراهيم من النار، وأيوب من المرض ، ويونس من بطن الحوت،والنبي صلى الله عليه وسلم من الكافرين واليهود .
فعلى العاقل أن يعلم أن تفريج الكربات لا يكون إلا من الله عز وجل ، فإذا همَّ به أمر ، وضاق به الصدر رفع يديه إلى السماء وقال : يارب ، ودعا الله بما شاء فإن الله سيُفرج همه .
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهم اجعل لي من كل هم أوغم أصبحت أو أمسيت فيه فرجاً ومخرجاً " .
واسمعوا معي إلى التوكل على الله والاستعانة به في تفريج الكربات ، وفي أضيق الأزمات .
نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار ، ورمي بالمنجنيق استقبله جبريل فقال : يا إبراهيم ألك حاجة ؟ فقال: أما إليك فلا [ انظر النار أمامه ومعه الوحي من الله ولكن إيمانه يرفض أن يعتمد عليه ويترك الله جل وعلا ] فقال : أما إليك فلا ، فقال جبريل : فاسأل ربك فقال إبراهيم : حسبي من سؤال علمه بحالي فأنزل الله أمره ورحمته إلى النار فقال جل وعلا :{ قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم } ولو جعلها برداً لهلك وإنما جعلها برداً وسلاماً.
قال ابن عباس : لما ألقي إبراهيم جعل خازن المطر يقول : متى أؤمر بالمطر فأرسله ، قال : فكان أمر الله أسرع من أمره .
وأن مع العسر يسراً :. كما قال جل وعلا :{ سيجعل الله بعد عسر يسراً } ، فمهما ينزل بامرئٍ من شدة يجعل الله بعدها فرجاً ولن يغلب عسرٌ يسرين .قال تعالى :{ إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً } والخطاب فيه تأكيد من الله عز وجل .
ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر :
1 / أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى حصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين ، وتعلق قلبه بالله وحده ، وهذا حقيقة التوكل ، والله يكفي من توكل عليه {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
2 / إن المؤمن إذا استبطأ الفرج وأَيِسَ منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة : لو كان فيك خيراً لأُجبت ، وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير الطاعات، فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه ، واعترافه له بأنه أهل لما نزل به من البلاء ، فلذلك تُسرع إليه حينئذٍ إجابة الدعاء وتفريج الكرب .
قال صلى الله عليه وسلم :"إن العبد ليحرم الرزق من الذنب يصيبه " ... إذاً فتفريج الكربات وتيسير الأمور مداره على الأعمال الصالحة ، وقد قال عز من قائل في قصة يونس عليه السلام: { فلولا أن كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } . وفي قصة زكريا يقول عز وجل: { فاستجبنا له ووهبنا له يحي وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً ، وكانوا لنا خاشعين } .
أخيراً :
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الحافظين لأوامره ، الذاكرين له المتعرفين عليه في الرخاء والشدة ، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
للفائدة : للأستاذ دكتور : فالح الصغير سلسلة كتب : أحاديث في الدعوة والتوجيه ومن ضمنها شرح كامل لهذا الحديث . حقيقة هي جديرة بالقراءة لروعتها وسعرها زهيد جداً أمام ما تحمله من خير ... نسأل الله أن يجزي الجميع خيراً ، وأن يجعل عمل الجميع في ميزان حسناتهم ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
واعلم أن النصر مع الصبر :.أي أن من يصبر ويثبت في كل المواقف فإن الله ينصره خاصة في الجهاد كما قال تعالى :{ قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلةٍ غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين } .. سواء كان جهاد هوى ، أو جهاد عدو ، أو جهاد نفس ، فمن صبر في مجاهدة العدو ، أو في مجاهدة نفسه وهواه ، حصل له النصر والظفر ، ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك غُلب وقُهر وأُسر ، وصار ذليلاً .
فالله عز وجل دعا إلى الصبر في مواطن المثابرة والعبادة بقوله جل من قائل :{ فاعبده واصطبر لعبادته } وقوله تعالى :{ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } ، فالصلاة تحتاج لصبر ، والزكاة وإخراج المال يحتاج لصبر ، والصيام يحتاج لصبر ..... وهكذا سائر العبادات .
وترك الشهوات يحتاج لصبر ، ومجاهدة النفس لترك الغناء والملاهي والمحرمات يحتاج كذلك لصبر .
ومن الصبر أيضاً الصبر في مواطن البلاء قال تعالى :{ ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم }.، وعدد الله أنواع البلاء في قوله تعالى :{ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا :إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون} .
ومن أنواع الصبر :.
الصبر على الطاعة ـ والصبر عن المعصية ـ والصبر على أقدار الله .
أما مراتب الصبر :.
فهي كظم الغيظ ـ والعفو ـ والإحسان مع الإساءة .
جُمعت في قوله تعالى :{ والكاظمين الغيظ ، والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين } ـ نسأل الله الكريم من فضله وأن يجعلنا مع المحسنين ـ
وإذا عرتك بليةٌ فاصـبرلها صبر الكريم فإنـه بك أعـلمُ
وإذا شكوتَ إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ
فالفائز الحقيقي هو الذي يصبر على ما أصابه ، ويعلم أن النصر والظفر الحقيقي لا يأتي إلا مع الصبر ، ويكفيه أجر الصبر في الآخرة حتى وإن لم ينل مراده في الدنيا .
قال أحد الصالحين : لو لم يكن للصبر إلا قوله تعالى :{إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} لكفى ..
وأن الفرج مع الكرب :.
قال الشاعر :
يا صاحب الهم إن الهم منفرجٌ ابشر بخيــر فإن الفارج اللهُ
اليأس يقطع أحياناً بصاحبه لا تيأسـن فـإن الفـارج اللهَ
إذا بليت فثق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو اللهَ
الله حسبك مما عذتُ به ومن أمنع ممن عـذتُ به اللهُ
الله يُحدث بعد العسر ميسرة لا تجزعنَّ فإن الكـافـي اللهُ
واللهِ مالك غيرُ الله من أحدٍ فحسبك الله في كـلٍّ لـك اللهُ
هذا مثل قوله تعالى :{ فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزَّل عليهم من قبله لمبلسين }. فتفريج الكربات من الله عز وجل ، وقد قص الله علينا قصص تفريج الكربات عن أبنائه عندما تناهى الكرب كإنجاء نوح من قومه ، وإنجاء إبراهيم من النار، وأيوب من المرض ، ويونس من بطن الحوت،والنبي صلى الله عليه وسلم من الكافرين واليهود .
فعلى العاقل أن يعلم أن تفريج الكربات لا يكون إلا من الله عز وجل ، فإذا همَّ به أمر ، وضاق به الصدر رفع يديه إلى السماء وقال : يارب ، ودعا الله بما شاء فإن الله سيُفرج همه .
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهم اجعل لي من كل هم أوغم أصبحت أو أمسيت فيه فرجاً ومخرجاً " .
واسمعوا معي إلى التوكل على الله والاستعانة به في تفريج الكربات ، وفي أضيق الأزمات .
نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار ، ورمي بالمنجنيق استقبله جبريل فقال : يا إبراهيم ألك حاجة ؟ فقال: أما إليك فلا [ انظر النار أمامه ومعه الوحي من الله ولكن إيمانه يرفض أن يعتمد عليه ويترك الله جل وعلا ] فقال : أما إليك فلا ، فقال جبريل : فاسأل ربك فقال إبراهيم : حسبي من سؤال علمه بحالي فأنزل الله أمره ورحمته إلى النار فقال جل وعلا :{ قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم } ولو جعلها برداً لهلك وإنما جعلها برداً وسلاماً.
قال ابن عباس : لما ألقي إبراهيم جعل خازن المطر يقول : متى أؤمر بالمطر فأرسله ، قال : فكان أمر الله أسرع من أمره .
وأن مع العسر يسراً :. كما قال جل وعلا :{ سيجعل الله بعد عسر يسراً } ، فمهما ينزل بامرئٍ من شدة يجعل الله بعدها فرجاً ولن يغلب عسرٌ يسرين .قال تعالى :{ إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً } والخطاب فيه تأكيد من الله عز وجل .
ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر :
1 / أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى حصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين ، وتعلق قلبه بالله وحده ، وهذا حقيقة التوكل ، والله يكفي من توكل عليه {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
2 / إن المؤمن إذا استبطأ الفرج وأَيِسَ منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة : لو كان فيك خيراً لأُجبت ، وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير الطاعات، فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه ، واعترافه له بأنه أهل لما نزل به من البلاء ، فلذلك تُسرع إليه حينئذٍ إجابة الدعاء وتفريج الكرب .
قال صلى الله عليه وسلم :"إن العبد ليحرم الرزق من الذنب يصيبه " ... إذاً فتفريج الكربات وتيسير الأمور مداره على الأعمال الصالحة ، وقد قال عز من قائل في قصة يونس عليه السلام: { فلولا أن كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } . وفي قصة زكريا يقول عز وجل: { فاستجبنا له ووهبنا له يحي وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً ، وكانوا لنا خاشعين } .
أخيراً :
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الحافظين لأوامره ، الذاكرين له المتعرفين عليه في الرخاء والشدة ، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
للفائدة : للأستاذ دكتور : فالح الصغير سلسلة كتب : أحاديث في الدعوة والتوجيه ومن ضمنها شرح كامل لهذا الحديث . حقيقة هي جديرة بالقراءة لروعتها وسعرها زهيد جداً أمام ما تحمله من خير ... نسأل الله أن يجزي الجميع خيراً ، وأن يجعل عمل الجميع في ميزان حسناتهم ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .