بهمتي أرتقي بأمتي
09-12-2007, 05:00 PM
عذراً... أيها القناع المبتسم
كآبة ورغبة عارمة في البكاء، ولكن عيناها لا تريدان ذرف الدموع، لكن لماذا؟ لماذا تمثل هي دائماً أمام الناس أنها سعيدة مرتدية قناع الوجه المبتسم المقبل على الحياة ببشاشة، وكل هذا فقط أمام الناس،
وعندما تخلو بنفسها تبدأ الأسئلة عن سبب هذه الكآبة الدائمة، ولماذا لا يتجسد القناع المبتسم فيها ويصبح جزءا منها؟ وتتساءل كثيرا عن سبب ما هي فيه لكن دون جواب، وينتهي كل شيء بنزول الدموع من عينيها أو من تلك الجمرتين الحمراوين- إن صح التعبير- اللتين أخذتا تشتعلان لتتساقط منهما تلك السكاكين التي تمزق كل ما تبقى من آثار للقناع المبتسم، وبعد كل هذا تخمد الثورة ولا يتبقى سوى الظلام والاستسلام، لقد أصبحت تكره الجلوس مع الناس، فكل من يراها وهي ترتدي قناعها المبتسم وتحسن أداء دورها في تمثيليتها الصغيرة أمامها يظنها بالفعل سعيدة، وهم لا يعلمون أن خلف قناع السعادة اللعين هذا يعيش شبح مخيف يمثل ما تبقى من أحاسيسها التي ماتت منذ زمن طويل.. انعزلت عن الناس وصارت تعشق الجلوس وحدها، فهي على الأقل لا تتظاهر بفعل أي شيء، وتستطيع عمل كل ما تريده دون أن يلومها أحد أو يوقفها.. تبكي.. تصرخ.. تشد شعرها.. تقضم أظفارها إلى أن تدمي على رغم إحساسها بالألم، ولكن هذا الإحساس بدأ يقل يوما بعد يوم وهي تبتسم تلك الابتسامة الحزينة وتطلق تلك الضحكات المخيفة استهتارا بالحال التي وصلت إليه نفسها، فقد أصبحت في هستيريا دائمة لا تكاد تفارقها، ومضت أيام وهي على هذه الحال إلى أن أتى يوم أمعنت النظر فيه بسجنها أو ما يسمى حجرتها ليلفت نظرها كتاب قد وضع بين كتبها المبعثرة، والتي أصبحت تحفظها عن ظهر قلب من كثرة ما تأملت فيها أثناء جلوسها في سجنها المشؤوم، ولكنها لم تنتبه يوما لهذا الكتاب.. ذهبت لتراه بدافع الفضول على رغم أنه لم يعد هناك ما يثير فضولها في هذه الحياة، سحبته وعادت به إلى زاويتها.. فتحته فلفتت نظرها عبارة جمّدت الدم في عروقها، وأحست وقتها بأن عضلات ذقنها أخذت تتقلص، وهي تعض على شفتها السفلي، وبأن هناك شيئاً يقف في حلقها يريد الخروج، غطت وجهها بكلتا يديها، وأخذت تلك القطرات التي اعتادت على نزولها من عينيها في النزول، ولكنها تختلف هذه المرة فهي حارة، وكأنها تريد بحرارتها أن تعيد الحياة لوجهها البارد الميت، بكت وبكت وبكت حتى أحست أن دموعها قد انتهت.. توجهت نحو المرآة بسرعة بعد أن تملكها شعور غريب دفعها لفعل ذلك.. أمعنت النظر جيداً في المرآة فوجدت نفسها مبتسمة وحالتها الآن تشبه حالتها وهي ترتدي ذلك القناع المبتسم.. أعادت النظر مرة أخرى فرأت أن تلك العينين بدأتا تعودان إلى وضعهما الطبيعي بعد أن ظهرت عليهما لمعة بسيطة جميلة، ورأت وجهها قد عاد إليه نشاطه وحيويته، وبالطبع زادت ابتسامتها بعد أن اكتشفت أنها لم ترتدي في يوم ما قناع السعادة المبتسم، بل كانت ترتدي قناع الكآبة طوال الوقت دون أن تحس بأنه قتل أحاسيس سعادتها ووجهها المبتسم، وها هي الأيام تمر وهي ما زالت تحس بتلك السعادة ولم تعد الكآبة تتسلل إليها كما في الماضي لأنها وجدت حلا دائماً لها بعدما قرأت تلك الآية، وهي قوله تعالى: ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) وها هي تقول كلما نظرت إلى المرآة: عذرا أيها القناع المبتسم.
منقول مع مودتي
كآبة ورغبة عارمة في البكاء، ولكن عيناها لا تريدان ذرف الدموع، لكن لماذا؟ لماذا تمثل هي دائماً أمام الناس أنها سعيدة مرتدية قناع الوجه المبتسم المقبل على الحياة ببشاشة، وكل هذا فقط أمام الناس،
وعندما تخلو بنفسها تبدأ الأسئلة عن سبب هذه الكآبة الدائمة، ولماذا لا يتجسد القناع المبتسم فيها ويصبح جزءا منها؟ وتتساءل كثيرا عن سبب ما هي فيه لكن دون جواب، وينتهي كل شيء بنزول الدموع من عينيها أو من تلك الجمرتين الحمراوين- إن صح التعبير- اللتين أخذتا تشتعلان لتتساقط منهما تلك السكاكين التي تمزق كل ما تبقى من آثار للقناع المبتسم، وبعد كل هذا تخمد الثورة ولا يتبقى سوى الظلام والاستسلام، لقد أصبحت تكره الجلوس مع الناس، فكل من يراها وهي ترتدي قناعها المبتسم وتحسن أداء دورها في تمثيليتها الصغيرة أمامها يظنها بالفعل سعيدة، وهم لا يعلمون أن خلف قناع السعادة اللعين هذا يعيش شبح مخيف يمثل ما تبقى من أحاسيسها التي ماتت منذ زمن طويل.. انعزلت عن الناس وصارت تعشق الجلوس وحدها، فهي على الأقل لا تتظاهر بفعل أي شيء، وتستطيع عمل كل ما تريده دون أن يلومها أحد أو يوقفها.. تبكي.. تصرخ.. تشد شعرها.. تقضم أظفارها إلى أن تدمي على رغم إحساسها بالألم، ولكن هذا الإحساس بدأ يقل يوما بعد يوم وهي تبتسم تلك الابتسامة الحزينة وتطلق تلك الضحكات المخيفة استهتارا بالحال التي وصلت إليه نفسها، فقد أصبحت في هستيريا دائمة لا تكاد تفارقها، ومضت أيام وهي على هذه الحال إلى أن أتى يوم أمعنت النظر فيه بسجنها أو ما يسمى حجرتها ليلفت نظرها كتاب قد وضع بين كتبها المبعثرة، والتي أصبحت تحفظها عن ظهر قلب من كثرة ما تأملت فيها أثناء جلوسها في سجنها المشؤوم، ولكنها لم تنتبه يوما لهذا الكتاب.. ذهبت لتراه بدافع الفضول على رغم أنه لم يعد هناك ما يثير فضولها في هذه الحياة، سحبته وعادت به إلى زاويتها.. فتحته فلفتت نظرها عبارة جمّدت الدم في عروقها، وأحست وقتها بأن عضلات ذقنها أخذت تتقلص، وهي تعض على شفتها السفلي، وبأن هناك شيئاً يقف في حلقها يريد الخروج، غطت وجهها بكلتا يديها، وأخذت تلك القطرات التي اعتادت على نزولها من عينيها في النزول، ولكنها تختلف هذه المرة فهي حارة، وكأنها تريد بحرارتها أن تعيد الحياة لوجهها البارد الميت، بكت وبكت وبكت حتى أحست أن دموعها قد انتهت.. توجهت نحو المرآة بسرعة بعد أن تملكها شعور غريب دفعها لفعل ذلك.. أمعنت النظر جيداً في المرآة فوجدت نفسها مبتسمة وحالتها الآن تشبه حالتها وهي ترتدي ذلك القناع المبتسم.. أعادت النظر مرة أخرى فرأت أن تلك العينين بدأتا تعودان إلى وضعهما الطبيعي بعد أن ظهرت عليهما لمعة بسيطة جميلة، ورأت وجهها قد عاد إليه نشاطه وحيويته، وبالطبع زادت ابتسامتها بعد أن اكتشفت أنها لم ترتدي في يوم ما قناع السعادة المبتسم، بل كانت ترتدي قناع الكآبة طوال الوقت دون أن تحس بأنه قتل أحاسيس سعادتها ووجهها المبتسم، وها هي الأيام تمر وهي ما زالت تحس بتلك السعادة ولم تعد الكآبة تتسلل إليها كما في الماضي لأنها وجدت حلا دائماً لها بعدما قرأت تلك الآية، وهي قوله تعالى: ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) وها هي تقول كلما نظرت إلى المرآة: عذرا أيها القناع المبتسم.
منقول مع مودتي