محب الأحساء
27-12-2007, 05:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أنه من باب الحرص والتحذير بمناسبة قرب أعياد النصارى الكريسماس ورأس السنة الميلادية .
نرى أن الكثير من المسلمين يقومون بالأحتفال وتهنئة البعض بهذا العيد وحتى لو كان عن طريق المزح والمجاملة .
أنقل إليكم فتوى فضيلة الشيخ الوالد / محمد بن عثيمين عن حكم تهنئة النصارى بأعيادهم
نقلا من كتاب الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات ( ص 306 - 308 )
ما حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم وغير ذلك ?????????????؟
تهنئة المسيحيين والصواب أن نقول ( النصارى ) لأن كلمة ( المسيحيين ) تضفي الشرعية على دينهم ، أي أنهم ينتسبون للمسيح عيسى ابن مريم ، ومن المعلوم أن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام قد بشر بني إسرائيل بمحمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) .
فإذا كفر هؤلاء بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد كفروا بعيسى ، لأنهم ردوا بشارته التي بشرهم بها ، ولهذا نصفهم بما وصفهم الله به في الكتاب ، ووصفهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة ، ووصفهم به علماء المسلمين بهذا الوصف أنهم ( نصارى ) فنقول : إن النصارى إذا كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد كفروا بعيسى ابن مريم .
ولكنهم يقولون : إن عيسى ابن مريم بشرنا برسول يأتي من بعده اسمه أحمد ، والذي جاء اسمه محمد ، فنحن ننتظر أحمد ، أما محمد فليس الذي بشر به عيسى ، فما الجواب على هذا التلبيس ؟
الجواب : أن نقول أن الله سبحانه وتعالى قال ( فلما جاءهم بالبينات ) وجاء فعل ماض دل على أن هذا الرسول قد جاء ، وهل جاءهم أحد غير محمد عليه الصلاة والسلام بعد عيسى ؟
أبدا ما جاءهم بعد عيسى إلا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا كان واجبا عليهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبعيسى أيضا ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من شهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله ) فلا يتم إيماننا إلا بالإيمان بعيسى عليه الصلاة والسلام ، أنه عبد الله ورسوله ، فلا نقول كما قالت النصارى : إنه ابن الله ، ولا أنه إله ، ولا نقول كما قالت اليهود : إنه كاذب ، وليس برسول من عند الله ، لكننا نقول : إن عيسى أرسل إلى قومه ، وأن شريعة عيسى وغيره من النبيين نسخت بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم .
أما تهنئة النصارى أو اليهود بأعيادهم فحرام باتفاق أهل العلم كما ذكر ذلك
ابن القيم رحمه الله في كتاب أحكام أهل الذمة ، وإليك نص كلامه :
قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثما عند الله ، وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل " ا.هـ .
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره ، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى : { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } وقال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } ، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً إلى جميع الخلق ، وقال فيه : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } . وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ،أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من تشبّه بقوم فهو منهم } . قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه : ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " . انتهي كلامه يرحمه الله .
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم . ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 3/369 )
والله أعلم .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أنه من باب الحرص والتحذير بمناسبة قرب أعياد النصارى الكريسماس ورأس السنة الميلادية .
نرى أن الكثير من المسلمين يقومون بالأحتفال وتهنئة البعض بهذا العيد وحتى لو كان عن طريق المزح والمجاملة .
أنقل إليكم فتوى فضيلة الشيخ الوالد / محمد بن عثيمين عن حكم تهنئة النصارى بأعيادهم
نقلا من كتاب الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات ( ص 306 - 308 )
ما حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم وغير ذلك ?????????????؟
تهنئة المسيحيين والصواب أن نقول ( النصارى ) لأن كلمة ( المسيحيين ) تضفي الشرعية على دينهم ، أي أنهم ينتسبون للمسيح عيسى ابن مريم ، ومن المعلوم أن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام قد بشر بني إسرائيل بمحمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) .
فإذا كفر هؤلاء بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد كفروا بعيسى ، لأنهم ردوا بشارته التي بشرهم بها ، ولهذا نصفهم بما وصفهم الله به في الكتاب ، ووصفهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة ، ووصفهم به علماء المسلمين بهذا الوصف أنهم ( نصارى ) فنقول : إن النصارى إذا كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد كفروا بعيسى ابن مريم .
ولكنهم يقولون : إن عيسى ابن مريم بشرنا برسول يأتي من بعده اسمه أحمد ، والذي جاء اسمه محمد ، فنحن ننتظر أحمد ، أما محمد فليس الذي بشر به عيسى ، فما الجواب على هذا التلبيس ؟
الجواب : أن نقول أن الله سبحانه وتعالى قال ( فلما جاءهم بالبينات ) وجاء فعل ماض دل على أن هذا الرسول قد جاء ، وهل جاءهم أحد غير محمد عليه الصلاة والسلام بعد عيسى ؟
أبدا ما جاءهم بعد عيسى إلا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا كان واجبا عليهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبعيسى أيضا ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من شهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله ) فلا يتم إيماننا إلا بالإيمان بعيسى عليه الصلاة والسلام ، أنه عبد الله ورسوله ، فلا نقول كما قالت النصارى : إنه ابن الله ، ولا أنه إله ، ولا نقول كما قالت اليهود : إنه كاذب ، وليس برسول من عند الله ، لكننا نقول : إن عيسى أرسل إلى قومه ، وأن شريعة عيسى وغيره من النبيين نسخت بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم .
أما تهنئة النصارى أو اليهود بأعيادهم فحرام باتفاق أهل العلم كما ذكر ذلك
ابن القيم رحمه الله في كتاب أحكام أهل الذمة ، وإليك نص كلامه :
قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثما عند الله ، وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل " ا.هـ .
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره ، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى : { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } وقال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } ، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً إلى جميع الخلق ، وقال فيه : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } . وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ،أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من تشبّه بقوم فهو منهم } . قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه : ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " . انتهي كلامه يرحمه الله .
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم . ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 3/369 )
والله أعلم .