المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله


رحيل
05-01-2008, 12:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلقنا لنعبده وابتعث محمد صلى الله عليه وسلم بنبوته وائتمنه على رسالته فصدع بأمر ربه وبلّغ بما تَحْمِل رسالته حتى أتاه اليقين ...
صلى الله عليه وسلم وعلى آله صلاة دائمة طيبة و الحمد لله الذي عمد كل حين وزمان بعلماء وحفاظ وأولياء وزهاد وجعل كونهم في حياتهم سبب نجاة الخلق و الأمان وجعل ذكرهم بعد مماتهم سبب الرحمة والغفران..

قال سفيان ابن عيينة:

عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة .

وروي عن أحمد بن مهران أنه قال كنت أماشي أبا مسعود الرازي في سوق أصفهان فتذاكرنا فضائل سفيان الثوري فقال أبو مسعود : أرجو أن الله يغفر لنا بذكر فضائل سفيان.

فبعد هذا ..أحببت أن أكتب سيرة لطيفة خفيفة لشيخ الإسلام ابن تيمية ..جمعتها من كتب من ترجم له ونهاية هذا الموضوع" الذي سيكون بإذن الله عبارة عن حلقات وفقرات" سأذكر المراجع التي اعتمدت عليها إن شاء الله ..


ابن تيمية رحمه الله

اسمه و مولده

حبر الأمة وربانيها الإمام القدوة البارع الورع الزاهد العابد المجتهد المجاهد ناصر الشريعة الحنفية والذاب عن السنة المحمدية شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن شيخ الإسلام شهاب الدين عبد الحليم " أحد كبار الحنابلة" بن شيخ الإسلام أبي البركات عبد السلام ابن تيمية رحمه الله وقدس روحه.

ولد في ربيع الأول سنة 661هـ بحران ثم انتقل هو وأهله إلى دمشق .

نشأته

قال العلامة محمد بن أحمد بن عبد الهادي رحمه الله (ت 744هـ)

"نشأة في تصون تام وعفاف وتأله واقتصاد في الملبس والمأكل ولم يزل على ذلك خلفاً صالحاً سلفياً برًّ بوالديه تقياً ورعاً عابداً ناسكاً صواماً قوّاماً ذاكراً لله تعالى في كل أمر وعلى كل حال رجّاعاً إلى الله تعالى في سائر الأحوال والقضايا وقافاً عند حدود الله تعالى وأوامره ونواهيه آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر لا تكاد نفسه تشبع من العلم ولا تروى من المطالعة و لاتمل من الإشتغال به ولا تكل من البحث وقل أن يدخل في علم من العلوم في باب من أبوابه إلا ويفتح الله له من ذلك الباب أبواب ويستدرك أشياء في ذلك العلم على حُذّاق أهله ..انتهى

يتبع
قصص من حياته يوم صغره

================================================== ====

(2)

قصص من حياته يوم صغره


قال أبو حقص عمر البزار رحمه الله :

" حدثني من أثق به عن شيخه الذي علمه القرآن المجيد قال: قال لي أبوه وهو صبي يعني الشيخ احب إليك أن توصيه وتعده بأنك إن لم تنقطع عن القراءة والتلقين ادفع إليك كل شهر أربعين درهما. قال: ودفع إلي أربعين درهما، وقال أعطه إياها فإنه صغير وربما يفرح بها فيزداد حرصه في الاشتغال بحفظ القرآن ودرسه وقل له لك في كل شهر مثلها. فامتنع من قبولها وقال:
يا سيدي إني عاهدت الله تعالى أن لا آخذ على القرآن أجرا، ولم يأخذها.
فرأيت إن هذا لا يقع من صبي إلا لما لله فيه من العناية.
قلت: وصدق شيخه فإن عناية الله هي التي أوصلته إلى ما وصل من كل خير من صغيره لا من كبر..."انتهى

وقال أيضا رحمه الله :
"وكانت مخايل النجابة عليه في صغره لائحة ودلائل العناية فيه واضحة اخبرني من أثق به عن من حدثه أن الشيخ رضي الله عنه في حال صغره كان إذا أراد المضي إلى المكتب يعترضه يهودي كان منزله بطريقه بمسائل يسأله عنها لما كان يلوح عليه من الذكاء والفطنة وكان يجيبه عنها سريعا حتى تعجب منه ثم انه صار كلما اجتاز به يخبره بأشياء مما يدل على بطلان ما هو عليه فلم يلبث أن اسلم وحسن إسلامه وكان ذلك ببركة الشيخ على صغر سنه.

ولم يزل منذ أبان صغره مستغرق الأوقات في الجهد والاجتهاد وختم القران صغيرا ثم اشتغل بحفظ الحديث والفقه والعربية حتى برع في ذلك مع ملازمة مجالس الذكر وسماع الأحاديث..." انتهى


صفاته الخلقية


قال الذهبي رحمه الله :
"كان الشيخ أبيض أسود الرأس واللحية قليل الشيب شعره إلى شحمة أذنيه كأن عينيه لسانان ناطقان ربعة من الرجال بيعد المنكبين جهوري الصوت فصيحا سريع القراءة ..." انتهى


يتبع
تعبده وزهده

رحيل
05-01-2008, 12:53 AM
( 3 )
تعبده وزهده

قال أبو حفص البزار رحمه الله :

"ولقد اتفق كل من رآه خصوصا من أطال ملازمته أنه ما رأى مثله في الزهد في الدنيا حتى لقد صار ذلك مشهورا بحيث قد استقر في قلب القريب والبعيد من كل من سمع بصفاته على وجهها بل لو سئل عامي من أهل بلد بعيد من الشيخ من كان أزهد أهل هذا العصر وأكملهم في رفض فضول الدنيا وأحرصهم على طلب الآخرة لقال ما سمعت بمثل ابن تيمية رحمة الله عليه"

وقال :

"وكان إذا احرم بالصلاة تكاد تتخلع القلوب لهيبة إتيانه بتكبيرة الإحرام فإذا دخل في الصلاة ترتعد أعضاؤه حتى يميله يمنة ويسرة وكان إذا قرأ يمد قراءته مدا كما صح في قراءة رسول الله وكان ركوعه وسجوده وانتصابه عنهما من اكمل ما ورد في صلاة الفرض وكان يخفف جلوسه للتشهد الأول خفة شديدة ويجهر بالتسليمة الأولى حتى يسمع كل من حضر"


وقال:

"وكان رضي الله عنه كثيرا ما يرفع طرفه إلى السماء لا يكاد يفتر من ذلك كأنه يرى شيئا يثبته بنظره "


أخيه وتعظيمه له


قال ابو حفص البزار رحمه الله :
" وما رأيت أحدا كان أشد تعظيما للشيخ من أخيه هذا أعني القائم بأوده وكان يجلس بحضرته كأن على رأسه الطير وكان يهابه كما يهاب سلطانا، وكنا نعجب منه في ذلك .
ونقول: من العرف والعادة أن أهل الرجل لا يحتشمونه كالأجانب بل يكون انبساطهم معه فضلا عن الأجنبي ونحن نراك مع الشيخ كتلميذ مبالغ في احتشامه واحترامه، فيقول: إني أرى منه أشياء لا يراها غيري أوجبت علي أن أكون معه كما ترون. وكان يسأل عن ذلك فلا يذكر منه شيئا لما يعلم من عدم إيثار الشيخ لذلك."


يتبع
في ذكر بعض كراماته وفراسته





==================================================


( 4 )


كراماته وفراسته

قال أبو حفص عمر البزار رحمه الله :

"أنه جرى بيني وبين بعض الفضلاء منازعة في عدة مسائل وطال كلامنا فيها وجعلنا نقطع الكلام في كل مسألة بأن نرجع إلى الشيخ وما يرجحه من القول فيها

ثم أن الشيخ رضي الله عنه حضر فلما هممنا بسؤاله عن ذلك سبقنا هو وشرع يذكر لنا مسألة مسألة كما كنا فيه وجعل يذكر غالب ما أوردناه في كل مسأله ويذكر أقوال العلماء ثم يرجح منها ما يرجحه الدليل حتى أتى على آخر ما أردنا أن نسأله عنه وبين لنا ما قصدنا أن نستعلمه منه فبقيت أنا وصاحبي ومن حضرنا أولا مبهوتين متعجبين مما كاشفنا به وأظهره الله عليه مما كان في خواطرنا."

وقال أيضا رحمه الله :

"وحدثني الشيخ الصالح المقريء أحمد بن الحريمي أنه سافر إلى دمشق قال فاتفق أنى لما قدمتها لم يكن معي شئ من النفقة البتة وأنا لا اعرف أحدا من أهلها فجعلت أمشي في زقاق منها كالحائر فإذا بشيخ قد أقبل نحوي مسرعا فسلم وهش في وجهي ووضع في يدي صرة فيها دراهم صالحة وقال لي انفق هذه الآن وخلي خاطرك مما أنت فيه فإن الله لا يضيعك ثم رد على أثره كأنه ما جاء إلا من أجلي فدعوت له وفرحت بذلك، وقلت لبعض من رأيته من الناس من هذا الشيخ؟ فقال وكأنك لا تعرفه هذا ابن تيمية لي مدة طويلة لم أره اجتاز بهذا الدرب.

وكان جل قصدي من سفري إلى دمشق لقاءه فتحققت أن الله أظهره علي وعلى حالي فما احتجت بعدها إلى أحد مدة إقامتي بدمشق بل فتح الله علي من حيث لا احتسب واستدللت فيما بعد عليه وقصدت زيارته والسلام عليه فكان يكرمني ويسألني عن حالي فاحمد الله تعالى إليه."

وقال أيضا رحمه الله :

"وحدثني الشيخ العالم المقريء تقي الدين عبد الله ابن الشيخ الصالح المقريء احمد بن سعيد قال سافرت إلى مصر حين كان الشيخ مقيما بها فاتفق أني قدمتها ليلا وأنا مثقل مريض فأنزلت في بعض الأمكنة فلم ألبث أن سمعت من ينادي باسمي وكنيتي فأجبته وأنا ضعيف فدخل إلي جماعة من أصحاب الشيخ ممن كنت قد اجتمعت ببعضهم في دمشق فقلت كيف عرفتم بقدومي وأنا قدمت هذه الساعة فذكروا أن الشيخ أخبرنا بأنك قدمت وأنت مريض وأمرنا أن نسرع بنقلك وما رأينا أحدا جاء ولا أخبرنا بشيء، فعلمت أن ذلك من كرامات الشيخ رضي الله عنه."

وقال أيضا رحمه الله تعالى :

"وحدثني أيضا قال مرضت بدمشق إذ كنت فيها مرضة شديدة منعتني حتى من الجلوس فلم اشعر إلا والشيخ عند رأسي وأنا مثقل مشتد بالحمى والمرض فدعا لي وقال جاءت العافية، فما هو إلا أن فارقني وجاءت العافية وشفيت من وقتي"

وقال أيضا رحمنا الله وإياه :

"وحدثني أيضا قال أخبرني الشيخ ابن عماد الدين المقرئ المطرز قال قدمت على الشيخ ومعي حينئذ نفقة فسلمت عليه فرد علي ورحب بي وأدناني ولم يسألني هل معك نفقة أم لا، فلما كان بعد أيام ونفدت نفقتي أردت أن اخرج من مجلسه بعد أن صليت مع الناس وراءه فمنعني وأجلسني دونهم فلما خلا المجلس دفع إلي جملة دراهم وقال أنت الآن بغير نفقة فارتفق بهذه فعجبت من ذلك وعلمت أن الله كشفه على حالي أولا لما كان معي نفقة وآخرا لما نفدت واحتجت إلى نفقة."

وقال أيضا رحمه الله :

"وحدثني من لا أتهمه أن الشيخ رضي الله عنه حين نزل المغل بالشام لأخذ دمشق وغيرها رجف أهلها وخافوا خوفا شديدا، وجاء إليه جماعة منهم وسألوه الدعاء للمسلمين فتوجه إلى الله ثم قال أبشروا فإن الله يأتيكم بالنصر في اليوم الفلاني بعد ثالثة حتى ترون الرؤوس معبأة بعضها فوق بعض.

قال الذي حدثني فوالذي نفسي بيده أو كما حلف ما مضى إلا ثلاث مثل قوله حتى رأينا رؤوسهم كما قال الشيخ على ظاهر دمشق معبأة بعضها فوق بعض."

وقال أيضا رحمه الله :

"وحدثني الشيخ الصالح الورع عثمان بن احمد بن عيسى النساج أن الشيخ رضي الله عنه كان يعود المرضى بالبيمارستان بدمشق في كل أسبوع فجاء على عادته فعادهم فوصل إلى شاب منهم فدعا له فشفي سريعا وجاء إلى الشيخ يقصد السلام عليه فلما رآه هش له وأدناه ثم دفع إليه نفقة وقال قد شفاك الله فعاهد الله أن تعجل الرجوع إلى بلدك أيجوز أن تترك زوجتك وبناتك أربعا ضيعة وتقيم هاهنا؟ فقبل يده وقال يا سيدي أنا تائب إلى الله على يدك وقال الفتى وعجبت مما كاشفني به وكنت قد تركتهم بلا نفقة ولم يكن قد عرف بحالي أحد من أهل دمشق."

وقال ايضا رحمه الله :

"وحدثني من أثق به أن الشيخ رضي الله عنه أخبر عن بعض القضاة انه قد مضى متوجها إلى مصر المحروسة ليقلد القضاء وأنه سمعه يقول حال ما اصل إلى البلد قاضيا احكم بقتل فلان رجل معين من فضلاء أهل العلم والدين قد أجمع الناس على علمه وزهده وورعه ولكن حصل في قلب القاضي منه من الشحناء والعداوة ما صوب له الحكم بقتله فعظم ذلك على من سمعه خوفا من وقوع ما عزم عليه من القتل لمثل هذا الرجل الصالح وحذرا على القاضي أن يوقعه الهوى والشيطان في ذلك فيلقى الله متلبسا بدم حرام وفتك بمسلم معصوم الدم بيقين وكرهوا وقوع مثل ذلك لما فيه من عظيم المفاسد فأبلغ الشيخ رضي الله عنه هذا الخبر بصفته، فقال إن الله لا يمكنه مما قصد ولا يصل إلى مصر حيا فبقى بين القاضي وبين مصر قدر يسير وأدركه الموت فمات قبل وصولها كما أجرى الله تعالى على لسان الشيخ رضي الله عنه."انتهى
قلت : سبحان الله الذي جعل الكرامة في الإستقامة ...وقد نص ذلك الشيخ تقي الدين ابن تيمية في كتابه " التحفة العراقية"
فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته ورفع درجاته

يتبع
وفاته رحمه الله

رحيل
05-01-2008, 01:13 AM
( 5 )

وفاته رحمه الله ..


قال الشيخ علم الدين البرزالي في تاريخ: عند سنة 728هـ

" وفي ليلة الاثنين العشرين من ذي العقدة توفي الشيخ الامام العالم العلم العلامة الفقيه الحافظ الزاهد العابد المجاهد القدوة شيخ الاسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن شيخنا الامام العلامة المفتي شهاب الدين ابي المحاسن عبدالحليم ابن الشيخ الامام شيخ الاسلام ابي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم محمد بن الخضر بن محمد ابن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني ثم الدمشقي بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوسا بها وحضر جمع كثير إلى القلعة وأذن لهم في الدخول عليه"انتهى

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية :

" وكنت فيمن حضر هناك مع شيخنا الحافظ ابي الحجاج المزي رحمه الله وكشفت عن وجه الشيخ ونظرت إليه وقبلته وعلى رأسه عمامه بعذب مغروزة وقد علاه الشيب أكثر مما فارقناه وأخبر الحاضرين أخوه زين الدين عبد الرحمن أنه قرأ هو والشيخ منذ دخل القلعة ثمانين ختمة وشرعا في الحادية والثمانين فانتهينا فيها إلى آخر اقتربت الساعة إنالمتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر فشرع عند ذلك الشيخان الصالحان الخيران عبد الله بن المحب وعبد الله الزرعي الضرير وكان الشيخ رحمه الله يحب قراءتهما فابتدآ من أول سورة الرحمن حتى ختموا القرآن وأنا حاضر أسمع وأرى
ثم شرعوا في غسل الشيخ وخرجت إلى مسجد هناك ..... ودخلوا بالجنازة إلى الجامع الأموي والخلائق فيه بين يدي الجنازة وخلفها وعن يمينها وشمالها مالا يحصى عدتهم إلا الله تعالى فصرخ صارخ وصاح صائح: هكذا
تكون جنائز أئمة السنة فتباكى الناس وضجوا عند سماع هذا الصارخ ووضع الشيخ في موضع الجنائز مما يلي المقصورة وجلس الناس من كثرتهم وزحمتهم على غير صفوف بل مرصوصين رصا لا يتمكن أحد من السجود إلا بكلفة جو الجامع ويرى الأزقة والاسواق وذلك قبل اذان الظهر بقليل وجاء الناس من كل مكان وقوى خلق الصيام لأنهم لا يتفرغون في هذا اليوم لمأكل ولا لشرب وكثر الناس كثرة لا تحد ولا توصف" انتهى


يتبع / ثناء العلماء عليه

رحيل
05-01-2008, 01:33 AM
( 6 )
ثناء العلماء عليه رحمه الله
قال العلامة أحمد ابن إبراهيم الواسطي المعروف بـابن شيخ الخزامين ت711 هـ
"شيخنا السيد الإمام الهمام محيي السنة وقامع البدعة ناصر الحديث ومفتي الفرق الفاتق عن الحقائق ومؤصلها بالأصول الشرعية للطالب الذائق الجامع بين الظاهر والباطن فهو يقضي بالحق ظاهرا وقلبه في العلى قاطن أُنموذج الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين الذين غابت عن القلوب سيرهم ونسيت الأمة حذوهم وسبلهم فذكرهم بها الشيخ فكان في دارس نهجهم سالكا ولموات حذوهم محييا ولأعنة قواعدهم مالكا الشيخ الإمام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية ……. والله ثم والله ثم والله لم أرى تحت أديم السماء مثله علما وعملا وحالا وخلقا واتباعا وكرما وحلما في حق نفسه وقياما في حق الله عند انتهاك حرماته .."اهـ
وقال الشيخ الحافظ أبو الحجاج :
ما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه.
وقال ابن الزملكاني :ماذا يقول الواصفون له وصفاته جلّت عن الحصر
هو حـجـة الله قـــاهــرة هو بيننا أُعجوبة الــدهـــر
هو آية في الخلق ظاهرة أنوارها أربت على الفجر
هذا الثناء السابق عندما كان عمره 30 سنة
وقال الإمام الحافظ أبوعبد الله شمس الدين الذهبي (ت 748) وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
"كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك رأساً في معرفة الكتاب والسنة، والاختلاف، بحراً في النقليات، هو في زمانه فريد عصره علماً وزهداً وشجاعة وسخاء وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وكثرة التصانيف وقرأ وحصل وبرع في الحديث والفقه وتأهل للتدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة وتقدم في علم الأصول وجميع علوم الإسلام: أصولها وفروعها، ودقها وجلها سوى علم القراءات فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه، وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق، وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا وسرد وأُبلسوا واستغنى وأفلسوا وإن سمي المتكلمون فهو فردهم، وإليه مرجعهم، وإن لاح ابن سيناء يقدم الفلاسفة فلَّهم وتيَّسهم وهتك أستارهم وكشف عوراهم وله يد طولى في معرفة العربية والصرف واللغة، وهو أعظم من أن يصفه كلمي أو ينبه على شأوه قلمي، فإن سيرته وعلومه ومعارفه ومحنه وتنقلاته تحتمل أن توضع في مجلدتين وهو بشر من البشر له ذنوب فالله يغفر له ويسكنه أعلى الجنة فإنه كان رباني الأمة فريد الزمان وحامل لواء الشريعة وصاحب معضلات المسلمين، وكان رأسا في العلم يبالغ في إطراء قيامه في الحق، والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبالغة ما رأيتها ولا شاهدتها من أحد، ولا لحظتها من فقيه.
وقال في مكان آخر: قلت: وله خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفة بفنون الحديث وبالعالي والنازل وبالصحيح وبالسقيم مع حفظه لمتونه الذي انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته، ولا يقاربه وهو عجب في استحضاره واستخراج الحجج منه وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند بحيث يصدق عليه أن يقال: "كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث" لكن الإحاطة لله غير أن يغترف من بحر، وغيره من الأئمة يغترفون من السواقي.
وأما التفسير فمسلم إليه، وله في استحضار الآيات من القرآن - وقت إقامة الدليل بها على المسألة - قوة عجيبة، وإذا رآه المقرئ تحير فيه، ولفرط إمامته في التفسير وعظم إطلاعه يبين خطأ كثير من أقوال المفسرين ويوهي أقوالاً عديدة وينصر قولاً واحدًا موافقاً لما دل عليه القرآن والحديث.ويكتب في اليوم والليلة من التفسير أو من الفقه أو من الأصلين أو من الرد على الفلاسفة والأوائل نحوًا من أربعة كراريس أو أزيد، وما أبعد أن تصانيفه الآن تبلغ خمسمائة مجلدة، وله في غير مسألة مصنف مفرد في مجلد.." اهـ
وقال ابن دقيق العيد رحمه الله لابن تيمية لما رأى تلك العلوم منه : "
ما أظن بقي يخلق مثلك" اهـ
يتبع
=====================================
( 7 )
تابع
ثناء العلماء عليه
قال أبو عبد الله محمد الصفي الحريري الأنصاري الحنفي :
" إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام فمن؟!!"
قال العلامة عبد القادر محمد النعيمي ت(927) في الدّارس في تاريخ المدارس :
" وكان كثير المحاسن فارغا عن شهوات المأكل والملبس والجماع لا لذه له في غير نشر العلم وتدوينه , عُرض عليه القضاة قبل التسعين وستة مئة وعمره دون الثلاثين , ومشيخة الشيوخ فلم يقبل شيئاً من ذلك .." اهـ
وقال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد :
" سمعت شيخنا شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ونور ضريحه يقول:
إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة وقال لي مرة :
ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري أين رحت فهي معي لا تفارقني أنا حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة .
وكان في حبسه في القلعة يقول :
لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة أو قال : ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير أو نحو هذا..
وقال ابن القيم رحمه الله :
" وعلم الله ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منه قط مع ما كان فيه من الحبس و التهديد والإرجاف وهو مع ذلك أطيب الناس عيشا وأشرحهم صدراً وأقواهم قلباً وأسرهم نفسا تلوح نضرة النعيم على وجهه وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب عنا ذلك كله وينقلب إنشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة فسبحان الله من أشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها في دار العمل فأتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها ...." اهـ
انتهت هذه السلسة
وأسأل الله أن يتقبلها
جزى الله خيراا من نقلت عنه هذه السلسلة خير الجزاء
يتبع المراجع
================================================

رحيل
05-01-2008, 01:46 AM
( 8 )





المراجع

1- تاريخ الإسلام للإمام الذهبي رحمه الله

2- البداية والنهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله

3- العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية للإمام محمد ابن عبد الهادي رحمه الله

4- ذيل طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب رحمه الله

5- الأعلام العلية قي سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية لأبي حفص البزار رحمه الله

وعندما شارفت على الإنتهاء من جمع سيرة شيخ الإسلام وقعت على سلسلة آثار ابن تيمية رحمه الله تحت إشراف بكر أبو زيد ووجدت معها:

6- كتاب "جامع سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية "


دمتم بخير وعافية - وفي امان الله

دموع السحاب

منقووول

همسة قمر
09-01-2008, 09:22 PM
ماشاء الله عليكِ

جزاكِ الله خيرا

اللهم أغفرله
اللهم أمين

أبوعبدالرحمن
10-01-2008, 02:53 PM
الاخت الكريمة دموع السحاب

بحث كامل عن العالم الجليل ابن تيمية رحمه الله تعالى

جزاك الله الجنة على هذا الموضوع الرائع لعالمنا الزاهد

لهفة خواطر
10-01-2008, 05:42 PM
شكــرآ لك على البح ــث

[..الــرائــع..]

amr1001
10-01-2008, 07:04 PM
ماشاء الله سيرة عطرة لشيخ فاضل من بنت أجواد بارك الله فيك وألف مبروك على التميز

رحيل
11-01-2008, 10:38 PM
اختي بنت ثاني اول

سررت لاطلالتك البهية وتواصلك الراقي

لله يعطيك العافية ويسعدك في الدنيا والآخرة

ووفقك المولى الكريم

رحيل
11-01-2008, 10:43 PM
اخي الكريم ابو عبد الرحمن

تشرفت صفحتي بمرورك الجميل وعذب تعليقك
الله يبارك في هالحضور المميز
ويعطيك الصحة والعافية ويجزاك الجنة
دمت بكل السعادة لا عدمناااك
ولك احتراامي وتقديري

اختك/ دموع السحاب

رحيل
11-01-2008, 10:46 PM
لهفة خواطر

اشكر لك مرورك الطيب ربي يسعدك

جزاك الله الجنة ووفقك

واحتراامي لك

رحيل
11-01-2008, 10:50 PM
amr1001

اخي الفاضل

شرفني عذب مرورك ورقي ردك الكريم

ربي يسعدك ويوفقك على كلامك الطيب

والله يبارك في عمرك وعقبالك ‘ والفال لك

تقبل تقديري واحتراامي لاعدمنااك

دمت بخير

بنت أبوي
26-04-2008, 12:42 PM
http://img80.imageshack.us/img80/8383/8a16a241e9sv5.gif

رحيل
26-04-2008, 10:12 PM
اختي بنت ابوي



جزاك الله الجنة على مرورك العاطر


ولك كل تحية وتقدير


اتك / دموع السحاب

زهرة الكويت
27-04-2008, 08:12 PM
جزاك الله خيرا

® رحــــال ®
29-04-2008, 06:03 PM
شكرا لك

تقبلي مروري

BLORH
01-05-2008, 09:35 PM
مشكوره

رحيل
12-05-2008, 08:40 PM
زهرة الكويت


اشكرك يا الغلا على روعة مرورك

الله يعطيك العافية ويسعدك

رحيل
12-05-2008, 08:41 PM
اخي رحال


الف شكر لك على المرور الطيب

والله يسعدك في الدنيا والاخرة

لك تقديري وفيض احتراامي

رحيل
12-05-2008, 08:43 PM
BLORH


هلا ومرحبا يا الغلا

اشكرك على المرورك

والله يعطيك العافية