تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : احذروا السب واللعن فإنهما من المهلكات


حبيب قلبي
06-01-2008, 06:45 PM
احذروا السب واللعن فإنهما من المهلكات


من الامور التي يتغاضى الناس عنها النيل من الآخرين بالسب واللعن سواء كان مزحا أو قصدا وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر” وقوله “لا يكون اللعانون شهداء ولا شفعاء” والسب يقسم إلى أقسام فمنه ما يرجع إلى الله تعالى من تداول قد لا يقصد الناس منه الاساءة لكنه ممنوع شرعا ومنه ما يعود إلى الناس فيما بينهم ومنه ما يعود إلى المخلوقات الأخرى من دواب وهوام وجمادات وإليك بيان الأمر:

أولاً: ما يعود إلى الله تعالى: اذ يستسيغ البعض نوعا من الكلام على سبيل السخرية من هوان الأمور وما جرى ويجري من انتكاس في الحياة فيسب احدهم الزمن وربما لعن الآخر هذا الدهر وهي من الأمور التي صرح النبي صلى الله عليه وسلم بأنها تؤذي الله تعالى، فعن سب الدهر جاء في الحديث القدسي ان الله تعالى يقول “يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب ليله ونهاره” وكذلك ما يصاغ من نكات فيها مزح ربما مس الذات الإلهية او الانبياء أو الملائكة مما يظنه البعض لهوا مباحا وقد غلظ القرآن النكير فقال تعالى “ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين” (التوبة: 65 - 66).

ثانياً: ما يعود إلى الانسان وكله بذيء إلا أن أخطر انواع السب والشتم كلمة اللعن فمن حيث يتهاون بها الناس إلا أنها من الأمور الخطيرة فكلمة اللعن لا تذهب سدى والناس منهم من يستخدمها في معرض المدح كقولهم (لعنه الله ما اشجعه) وهو كلام ربما لا يؤاخذ المرء عليه إلا أن اخطره ان يكون لعنا بصيغة الدعاء كقولهم (الله يلعنك) أو (اللهم العنه) أو (لعنة الله) أو (يلعن ابوك) لذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “إن العبد اذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق ابواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق ابوابها دونها ثم تأخذ يميناً وشمالا فإن لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لُعن فإن كان اهلا لها وإلا رجعت إلى قائلها”. وحينئذ فان صدور اللعن من الانسان لا يذهب في مهب الرياح ولا بد من رسوخه في الانسان الذي وجه إليه اللعن أو أنه يعود إلى صاحبه لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم “لعن المؤمن كقتله” ولعل استخدام اللعن في السب والدعاء بين الناس يفسر لنا الكثير من حالات العقوق والشطط التي يعاني منها الجيل الجديد من الناحية الاجتماعية.

ثالثاً: ما يعود على المخلوقات الأخرى: الاسلام يعلمنا دوما ان ننطق بالجميل من الكلام والكملة إما لك واما عليك قال تعالى “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد” (ق: 18) لذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله “والكلمة الطيبة صدقة” فليس للانسان ان يستخدم السيئ من الكلام حتى مع الدواب من الحيوانات لذلك لما لعنت امراة ناقتها وسمعها النبي صلى الله عليه وسلم امر بتجريد الناقة مما عليها وقال إنها ناقة ملعونة يقول الصحابي: وكنت انظر إلى تلك الناقة تسير بين الناس لا يتعرض لها أحد وربما كان ذلك لاعتقادهم بنزول اللعنة بها ولذلك ينبغي للمسلم ان يحذر من لعن سيارته إذا تعثرت أو أي وسيلة مما يستخدم فإن ما يصدر منه من الدعاء باللعن لا يهوي وبالتالي فقد ينقلب عليه وبالا، بل ان النبي صلى الله عليه وسلم اتلف العجين الذي عمله اصحابه في أحد الأماكن التي لعنها الله تعالى من ديار قوم صالح واخبرهم بقوله “انكم بواد ملعون” وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن بعض الحيوانات لخصوصية لها كالديك والبرغوث فقد لعن رجل الديك فقال عليه الصلاة والسلام “لا تلعنه فإنه يدعو إلى الصلاة” وكذلك ما حدث من ان رجلا لعن برغوثا لدغته فقال “لا تلعنها فإنها ايقظت نبيا للصلاة” وكذلك لا يجوز سب الريح، إذ ربما اضرت احيانا إلا أنها جندي من جنود الله تعالى تأتي بالخير كما تأتي بالضر احياناً لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم “الريح من روح الله تعالى تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله من خيرها واستعيذوا بالله من شرها” ومثل ذلك الامراض فلا يجوز سب كل ما يصيب الانسان من مرض فبعضه يكون تطهيرا للمسلم من ذنوبه لذلك لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم السائب فقال لها: مالك يا أم السائب قالت: الحمى لا بارك الله فيها فقال صلى الله عليه وسلم “لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد” ولذا ينبغي الانتباه الى ما يصدر من الانسان من ألفاظ تتعلق بالسب او الشتم سواء كان للإنسان أو لمخلوقات اخرى اذ ان ذلك كله يعود بالسوء على الانسان مما هو مستصغر في النظر ومن الجدير بالذكر ان ننوه إلى مسألة مهمة عند حدوث خلل في وسيلة من وسائل العمل فقد يلجأ البعض إلى سب الشيطان وهو امر يفرح الشيطان لأنه يعتقد أنه هو الفاعل المؤثر في ذلك الحدث ولذلك فقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا تعثرت به ناقته فقال تعس الشيطان فقال: “لا تقل تعس الشيطان فإنك اذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول بقوتي، ولكن قل بسم الله فإنك اذا قلت ذلك يتصاغر حتى يكون مثل الذباب” والله المستعان.



__________________

أبوعبدالرحمن
07-01-2008, 12:02 AM
بارك الله فيك على ما نقلت

ويعطيك العافية

® رحــــال ®
09-01-2008, 10:50 PM
شكراً لك وجزاك الله خيرا

شمعة وفااا
09-01-2008, 11:07 PM
يسلمووووووو على طرح الموضوع

في ميزان حسناتك ان شاء الله

يعطيك ربي العافيه

تحيتي لك......