محب الأحساء
01-02-2008, 02:13 PM
ترى هل تبادر إلى مخيلتكم في يوم من الأيام تلك الكلمة، ترى هل طرقت تلك المسامع فحركت تلك المشاعر فجاشت النفوس بالزفرات
وحلقت العقول في الخيال وتبارى التصوير والتحوير في الأذهان فتوقفت الكلمات وحبست الأنفاس ، ترى هل توصلتم لتلك الصورة التي
هي من أمر الله ...!
إن الجمال لا يمكن أن يحد أو يصور فلا تحده كلمات ولا يستوعبه تعريف فهو في كل شيء ، وهو أساس كل شيء ، وهو كالترمومتر
المتحرك صعودا ً وهبوطنا في أذهان البعض ، فلا يحد ولا يلمس ، وهو أنواع واصناف مختلفة المشارب فهو في الطبيعة ، وهو في الخلق
وهو في الجماد ، وهو في النفس ، وهو في الكلمات ، فهو كل شي وفي كل شيء متى ما كانت النفوس قادرة على الإدراك فهو سر من
الإسرار، يقول أبو ماضي في ذلك :
وأجس مؤتلق الجمال بإصبعي ......... في زرقة الأفق الجميل العاري ..!
ويبين لي كنه المهابة في الربا ........ والسرّ في جذل الغدير الجاري ...!
والسحر في الألوان و الأنغام ........ والأنداء والأشذاء والأزهار ...!
وبشاشة المرج الخصيب ووحشة الوادي ..... الكئيب وصولة التيــّار ...!
وإذا الدجى أرخى علي ّ سدوله ........ أدركت ما في الليل من أسرار ِ ...!
فلكم نظرت إلى الجمال فخلته ....... أدنى إلى بصري من الاشفار ... !
فطلبته فإذا المغالق دونه ....... وإذا هنالك ألـــف ، ألــــف ، ســتار ..؟
باد ٍ ويعجز خاطري إدراكه .... وأفتني بالظاهر المتواري ...!
إن كان الفلاسفة قد بحثوا في ماهية الجمال وأنواعه وربط بعضهم الجمال بالحكمة مثل ارسطوا ، بينما الآخرين من أمثال كانت رأى أن
الجمال غاية لا وسيلة، وهي ترتبط بالمتعة والراحة للصورة الجميلة التي تثير في النفس والعقل ذلك الشعور الجميل بالارتياح والانشراح
النفسي حيث تكون العين مالكة نصاب الجمال ، فالإنسان الذي يرى الجمال هو من يحسه ، بينما من حرم تلك النعمة حرم تلك الجزئية من
الجمال ، فهو قيمة مثل القيم الأخرى ...!
رابط تعريفي جميل :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84
لكن ، وإن صدقت نبوءة الرؤيا الجمالية تلك ألا تعتقدون بأن الجمال أيضا حالة نفسية ترتبط بالنفس والشعور، ألا يشعر فاقد البصر بالجمال
ألا تستشعر روحة جمال الكلمة ، ألا تكون تلك المعادلة مقسّمة بين القلب ، والعين ، يقول الدكتور جاسم المطوع في إحدى محاضراته التالي
(( فالأعمى يستشعر بالجمال من خلال اللمس وقد نتساءل هل يحب الأعمى؟ والجواب نعم يحب.. لأن الحب لا يكون بالنظر فقط بل للحب وسائل ثلاثة هي: حب
البصر و حب العقل و حب الروح فإذا أخذ البصر 33% والعقل والروح نفس النسبة يكون الإجمالي لدينا 100% فالأعمى يفقد الثلث فقط لكنه يملك الأغلبية. ))
من هذا نستقري أن العاهات الخلقية لا تنزع من النفس الشعور بالجمال بل قد تستنقص من المعادلة...!
لرسولنا الكريم قول في تلك الحقيقة فهو استعاذ بالله من كآبةِ المنظر في حديثه عن السفر فقد قال في جزء منه ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وعْثَاءِ
السَّفَرِ ، وكآبةِ المنظَرِ ..... )) .. وهذا دليل على أن الصور والمناظر غير الجميلة تؤذي النفس وتؤثر فيها ....!
يقول الأستاذ الدكتور فريد الأنصاري (( أن "الجمال" في الإسلام أصل أصيل، سواء من حيث هو قيمة دينية: عَقَدِيَّةٌ وتشريعية، أو من حيث هو مفهوم كوني
وكذا من حيث هو تجربة وجدانية إنسانية. ومن هنا كان تفاعل الإنسان المسلم مع قيم الجمال ممتدا من مجال العبادة إلى مجال العادة، ومن كتاب الله المسطور إلى
كتاب الله المنظور! ))
وللفهم أفضل أوصي بهذا الرابط لتلك الرؤية .
http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=8&ISSUE=1
للجمال أقوال وأسرار وتجليات في فكر العظماء من الكتاب والأدباء ومن خلدهم التاريخ ، فهذه القيمة تجعل النفس تبحر الرحلة في الصورة
فقد توصلها وقد توصل جزئية منها لنا ، لكننا في النهاية نتفق على أن تلك القيمة العظيمة التي هي سر من أسرار الله التي تتجلى لنا في عظمة
خلقة توصلنا إلى عظمة هذا الخالق المبدع الذي صورنا فأحسن صورنا ، فتبارك في علاه ، وتقدس عمن سواه ، سبحان من لا تدركه الأبصار
وهو يدرك الأبصار وهو السميع العليم ...!
لترو الجمال وتستشعروه فهو هناك ماثل أمامكم ، انتم من يستطيع ايجادة ،وانتم من سيطيع خلقة فمتى كانت نفوسكم جميلة فإنها ترتقي
لتلامس الجمال في كل شي ، على قول ابي ماضي ((والذي نفسه بغير جمال ... لا يرى في الوجود شيئاً جميلا .))
والقصيدة كاملة على هذا الرابط :
http://www.alriyadh.com/2005/06/09/article70919_s.html
لترتقي أرواحنا ، ولتعانق الجمال وتستمتع به فهو من أعظم ما ، منّ به الخالق على الإنسان ، وللننظف النفس من درن الحقد فهو آفة تستحوذ
على الشعور ، وتسيطر على النفوس فلا ترى النصف المملوء من الكوب ، يقول نزار قباني ((الحب في الأرض بعض من تخيلنا ............. لو لم
نجده عليها لاخترعناه ((….
هل توصلت إلى الجمال ، هل رحلت أرواحكم فيه ، هل لامست تلك الشفافية وذلك الجوهر ، فوضحت لكم الرؤى ، فعشتم فيه ، وعشتم به
فهو منكم ولكم خلق ، وانتم أصله ، فخذوه كما أمرتم ، واستمتعوا به قبل أن تفارقوه ، فأنتم عنه مسئولون يوم لا ينفع مال ٌ ولا بنون إلا من
أتى الله بقلب سليم ...!
وحلقت العقول في الخيال وتبارى التصوير والتحوير في الأذهان فتوقفت الكلمات وحبست الأنفاس ، ترى هل توصلتم لتلك الصورة التي
هي من أمر الله ...!
إن الجمال لا يمكن أن يحد أو يصور فلا تحده كلمات ولا يستوعبه تعريف فهو في كل شيء ، وهو أساس كل شيء ، وهو كالترمومتر
المتحرك صعودا ً وهبوطنا في أذهان البعض ، فلا يحد ولا يلمس ، وهو أنواع واصناف مختلفة المشارب فهو في الطبيعة ، وهو في الخلق
وهو في الجماد ، وهو في النفس ، وهو في الكلمات ، فهو كل شي وفي كل شيء متى ما كانت النفوس قادرة على الإدراك فهو سر من
الإسرار، يقول أبو ماضي في ذلك :
وأجس مؤتلق الجمال بإصبعي ......... في زرقة الأفق الجميل العاري ..!
ويبين لي كنه المهابة في الربا ........ والسرّ في جذل الغدير الجاري ...!
والسحر في الألوان و الأنغام ........ والأنداء والأشذاء والأزهار ...!
وبشاشة المرج الخصيب ووحشة الوادي ..... الكئيب وصولة التيــّار ...!
وإذا الدجى أرخى علي ّ سدوله ........ أدركت ما في الليل من أسرار ِ ...!
فلكم نظرت إلى الجمال فخلته ....... أدنى إلى بصري من الاشفار ... !
فطلبته فإذا المغالق دونه ....... وإذا هنالك ألـــف ، ألــــف ، ســتار ..؟
باد ٍ ويعجز خاطري إدراكه .... وأفتني بالظاهر المتواري ...!
إن كان الفلاسفة قد بحثوا في ماهية الجمال وأنواعه وربط بعضهم الجمال بالحكمة مثل ارسطوا ، بينما الآخرين من أمثال كانت رأى أن
الجمال غاية لا وسيلة، وهي ترتبط بالمتعة والراحة للصورة الجميلة التي تثير في النفس والعقل ذلك الشعور الجميل بالارتياح والانشراح
النفسي حيث تكون العين مالكة نصاب الجمال ، فالإنسان الذي يرى الجمال هو من يحسه ، بينما من حرم تلك النعمة حرم تلك الجزئية من
الجمال ، فهو قيمة مثل القيم الأخرى ...!
رابط تعريفي جميل :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84
لكن ، وإن صدقت نبوءة الرؤيا الجمالية تلك ألا تعتقدون بأن الجمال أيضا حالة نفسية ترتبط بالنفس والشعور، ألا يشعر فاقد البصر بالجمال
ألا تستشعر روحة جمال الكلمة ، ألا تكون تلك المعادلة مقسّمة بين القلب ، والعين ، يقول الدكتور جاسم المطوع في إحدى محاضراته التالي
(( فالأعمى يستشعر بالجمال من خلال اللمس وقد نتساءل هل يحب الأعمى؟ والجواب نعم يحب.. لأن الحب لا يكون بالنظر فقط بل للحب وسائل ثلاثة هي: حب
البصر و حب العقل و حب الروح فإذا أخذ البصر 33% والعقل والروح نفس النسبة يكون الإجمالي لدينا 100% فالأعمى يفقد الثلث فقط لكنه يملك الأغلبية. ))
من هذا نستقري أن العاهات الخلقية لا تنزع من النفس الشعور بالجمال بل قد تستنقص من المعادلة...!
لرسولنا الكريم قول في تلك الحقيقة فهو استعاذ بالله من كآبةِ المنظر في حديثه عن السفر فقد قال في جزء منه ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وعْثَاءِ
السَّفَرِ ، وكآبةِ المنظَرِ ..... )) .. وهذا دليل على أن الصور والمناظر غير الجميلة تؤذي النفس وتؤثر فيها ....!
يقول الأستاذ الدكتور فريد الأنصاري (( أن "الجمال" في الإسلام أصل أصيل، سواء من حيث هو قيمة دينية: عَقَدِيَّةٌ وتشريعية، أو من حيث هو مفهوم كوني
وكذا من حيث هو تجربة وجدانية إنسانية. ومن هنا كان تفاعل الإنسان المسلم مع قيم الجمال ممتدا من مجال العبادة إلى مجال العادة، ومن كتاب الله المسطور إلى
كتاب الله المنظور! ))
وللفهم أفضل أوصي بهذا الرابط لتلك الرؤية .
http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=8&ISSUE=1
للجمال أقوال وأسرار وتجليات في فكر العظماء من الكتاب والأدباء ومن خلدهم التاريخ ، فهذه القيمة تجعل النفس تبحر الرحلة في الصورة
فقد توصلها وقد توصل جزئية منها لنا ، لكننا في النهاية نتفق على أن تلك القيمة العظيمة التي هي سر من أسرار الله التي تتجلى لنا في عظمة
خلقة توصلنا إلى عظمة هذا الخالق المبدع الذي صورنا فأحسن صورنا ، فتبارك في علاه ، وتقدس عمن سواه ، سبحان من لا تدركه الأبصار
وهو يدرك الأبصار وهو السميع العليم ...!
لترو الجمال وتستشعروه فهو هناك ماثل أمامكم ، انتم من يستطيع ايجادة ،وانتم من سيطيع خلقة فمتى كانت نفوسكم جميلة فإنها ترتقي
لتلامس الجمال في كل شي ، على قول ابي ماضي ((والذي نفسه بغير جمال ... لا يرى في الوجود شيئاً جميلا .))
والقصيدة كاملة على هذا الرابط :
http://www.alriyadh.com/2005/06/09/article70919_s.html
لترتقي أرواحنا ، ولتعانق الجمال وتستمتع به فهو من أعظم ما ، منّ به الخالق على الإنسان ، وللننظف النفس من درن الحقد فهو آفة تستحوذ
على الشعور ، وتسيطر على النفوس فلا ترى النصف المملوء من الكوب ، يقول نزار قباني ((الحب في الأرض بعض من تخيلنا ............. لو لم
نجده عليها لاخترعناه ((….
هل توصلت إلى الجمال ، هل رحلت أرواحكم فيه ، هل لامست تلك الشفافية وذلك الجوهر ، فوضحت لكم الرؤى ، فعشتم فيه ، وعشتم به
فهو منكم ولكم خلق ، وانتم أصله ، فخذوه كما أمرتم ، واستمتعوا به قبل أن تفارقوه ، فأنتم عنه مسئولون يوم لا ينفع مال ٌ ولا بنون إلا من
أتى الله بقلب سليم ...!