بنت أبوي
21-02-2008, 03:56 AM
هل من الممكن ان يكون الصمت ابلغ من الكلام ؟ و هل هناك مفردات نفهم بها لغة الصمت ؟ لا تنزعجوا اعزائى اعضاء المنتدى من هذه الاسئله و دعونى انقل لكم هذا المقال الذى يرد على كل الاسئله و التساؤلات حول هذه اللغه و مفرداتها
****
إن الصمت رغم ما يقال من أنه سلوك سلبي وأنه لا يحمل تعبيراً عن شيء، هو في واقع أمره غير ذلك تماماً، فالصمت على ما يبدو ظاهراً من سلبيته هو في حقيقته أداة تعبير فعالة. ولعل أبلغ ما يقوم به الصمت أحياناً هو الإعلان عن عدم وجود ما يمكن أن يُقال في لحظة من اللحظات، إما لروعة اللحظة فلا يوجد تعبير يمكن أن يرقى إلى روعتها، وإما عكس ذلك لإبداء اللامبالاة المتناهية والتعبير عن عدم وجود ما يستحق أن يُقال بشأن ذلك. كما أنه أحياناً قد يكون خير ستار لحجب الانفعالات غير المرغوب إظهارها والتي قد يكون لها وقع يسيء إلى اللحظة ويعكر صفوها أو يشوه ما فيها من جمال.
**
فالصمت هنا ليس مجرد تعبير عن تعطل لغة الكلام، أو إقرار بعجز اللسان عن إيصال المعاني، وإنما هو أكبر من هذا، هو يقوم بدور أكثر بلاغة من نطق الكلمات ومخاطبة الآذان، هو يذهب مباشرة إلى الأذهان فيخاطبها. ولعل أبلغ ما يكون الصمت حين يستخدم أداة سلمية للتعبير عن مشاعر الضيق أو الألم النفسي كما يحدث في بعض الحالات حين يمتنع الإنسان عن الحديث احتجاجاً، أو تعبيراً عن عدم الرضا، أو إمعاناً في الضغط، أو التماساً للهرب من أمر محرج.
**
وهذا الصمت الإرادي مختلف تماماً عن ذلك الصمت القسري الذي يفرض على الناس أحياناً من طرف أعلى، ففي الصمت القسري يتم فرض عدم النطق قسراً، حيث يلجم اللسان بكوابح الخوف ومقارع التهديد، فتطبق الشفتان حذر الموت وابتغاء العافية. أما الصمت الإرادي فإنه حال عفوية تتلبس الناس من غير وعي منهم، وإذا كان الصمت القسري ضعفاً وعجزاً، فإن الصمت الإرادي غير ذلك، فنحن حين نعزف عن الكلام ونلجأ إلى الصمت، نفعل ذلك بمحض إرادتنا مدركين أن الصمت الذي اخترناه أداة اتصال بديلة، هو أبلغ في التعبير عن ما نريد قوله من ألف حرف ننطق به.
*****
و الى هنا تنتهى حروف المقال و تفسح المجال لاناملكم لكى تصيغ اجمل الكلمات و اروع الردود
منقوول
لكم حبي وتقديري واحترامي
****
إن الصمت رغم ما يقال من أنه سلوك سلبي وأنه لا يحمل تعبيراً عن شيء، هو في واقع أمره غير ذلك تماماً، فالصمت على ما يبدو ظاهراً من سلبيته هو في حقيقته أداة تعبير فعالة. ولعل أبلغ ما يقوم به الصمت أحياناً هو الإعلان عن عدم وجود ما يمكن أن يُقال في لحظة من اللحظات، إما لروعة اللحظة فلا يوجد تعبير يمكن أن يرقى إلى روعتها، وإما عكس ذلك لإبداء اللامبالاة المتناهية والتعبير عن عدم وجود ما يستحق أن يُقال بشأن ذلك. كما أنه أحياناً قد يكون خير ستار لحجب الانفعالات غير المرغوب إظهارها والتي قد يكون لها وقع يسيء إلى اللحظة ويعكر صفوها أو يشوه ما فيها من جمال.
**
فالصمت هنا ليس مجرد تعبير عن تعطل لغة الكلام، أو إقرار بعجز اللسان عن إيصال المعاني، وإنما هو أكبر من هذا، هو يقوم بدور أكثر بلاغة من نطق الكلمات ومخاطبة الآذان، هو يذهب مباشرة إلى الأذهان فيخاطبها. ولعل أبلغ ما يكون الصمت حين يستخدم أداة سلمية للتعبير عن مشاعر الضيق أو الألم النفسي كما يحدث في بعض الحالات حين يمتنع الإنسان عن الحديث احتجاجاً، أو تعبيراً عن عدم الرضا، أو إمعاناً في الضغط، أو التماساً للهرب من أمر محرج.
**
وهذا الصمت الإرادي مختلف تماماً عن ذلك الصمت القسري الذي يفرض على الناس أحياناً من طرف أعلى، ففي الصمت القسري يتم فرض عدم النطق قسراً، حيث يلجم اللسان بكوابح الخوف ومقارع التهديد، فتطبق الشفتان حذر الموت وابتغاء العافية. أما الصمت الإرادي فإنه حال عفوية تتلبس الناس من غير وعي منهم، وإذا كان الصمت القسري ضعفاً وعجزاً، فإن الصمت الإرادي غير ذلك، فنحن حين نعزف عن الكلام ونلجأ إلى الصمت، نفعل ذلك بمحض إرادتنا مدركين أن الصمت الذي اخترناه أداة اتصال بديلة، هو أبلغ في التعبير عن ما نريد قوله من ألف حرف ننطق به.
*****
و الى هنا تنتهى حروف المقال و تفسح المجال لاناملكم لكى تصيغ اجمل الكلمات و اروع الردود
منقوول
لكم حبي وتقديري واحترامي