عبدالله آل سليمان
17-03-2008, 12:32 AM
قال رحمه الله في كتابه الماتع النافع صيد الخاطر في فصل : في العالم العامل :_
" لقيت مشايخ أحوالهم مختلفة ، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم . و كان أنفعهم لي في صحبته العامل منهم بعلمه ، و إن كان غيره أعلم منه .
و لقيت جماعة من علماء الحديث يحفظون و يعرفون و لكنهم كانوا يتسامحون بغيبة يخرجونها مخرج جرح و تعديل ، و يأخذون على قراءة الحديث أجرة ، و يسرعون بالجواب لئلا ينكسر الجاه و إن وقع خطأ .
و لقيت عبدالوهاب الأنماطي فكان على قانون السلف لم يسمع في مجلسه غيبة ، و لا كان يطلب أجراً على سماع الحديث ، و كنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقائق بكى و اتصل بكاؤه .
فكان - و أنا صغير السن حينئذ - يعمل بكاؤه في قلبي و يبني قواعد . و كان على سمت المشايخ الذين سمعنا عنهم في النقل .
و لقيت الشيخ أبا منصور الجواليقي فكان كثير الصمت شديد التحري فيما يقول متقناً محققاً .
و ربما سئل المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه ، فيتوقف فيها حتى يتيقن . و كان كثير الصوم و الصمت ، فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما . ففهمت من هذه الحالة أن الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول .
و رأيت مشايخ كانت لهم خلوات في انبساط و مزاح ، فراحوا عن القلوب و بدد تفريطهم ما جمعوا من العلم فقلَ الانتفاع بهم في حياتهم ، و نسوا - بضم النون - بعد مماتهم ، فلا يكاد أحد أن يلتفت إلى مصنفاتهم .
فالله الله في العمل بالعلم فإنه الأصل الأكبر . و المسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به ، ففاتته لذَات الدنيا و خيرات الآخرة فقدم مفلساً مع قوة الحجة عليه " .
انتهى كلامه رحمه الله
" لقيت مشايخ أحوالهم مختلفة ، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم . و كان أنفعهم لي في صحبته العامل منهم بعلمه ، و إن كان غيره أعلم منه .
و لقيت جماعة من علماء الحديث يحفظون و يعرفون و لكنهم كانوا يتسامحون بغيبة يخرجونها مخرج جرح و تعديل ، و يأخذون على قراءة الحديث أجرة ، و يسرعون بالجواب لئلا ينكسر الجاه و إن وقع خطأ .
و لقيت عبدالوهاب الأنماطي فكان على قانون السلف لم يسمع في مجلسه غيبة ، و لا كان يطلب أجراً على سماع الحديث ، و كنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقائق بكى و اتصل بكاؤه .
فكان - و أنا صغير السن حينئذ - يعمل بكاؤه في قلبي و يبني قواعد . و كان على سمت المشايخ الذين سمعنا عنهم في النقل .
و لقيت الشيخ أبا منصور الجواليقي فكان كثير الصمت شديد التحري فيما يقول متقناً محققاً .
و ربما سئل المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه ، فيتوقف فيها حتى يتيقن . و كان كثير الصوم و الصمت ، فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما . ففهمت من هذه الحالة أن الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول .
و رأيت مشايخ كانت لهم خلوات في انبساط و مزاح ، فراحوا عن القلوب و بدد تفريطهم ما جمعوا من العلم فقلَ الانتفاع بهم في حياتهم ، و نسوا - بضم النون - بعد مماتهم ، فلا يكاد أحد أن يلتفت إلى مصنفاتهم .
فالله الله في العمل بالعلم فإنه الأصل الأكبر . و المسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به ، ففاتته لذَات الدنيا و خيرات الآخرة فقدم مفلساً مع قوة الحجة عليه " .
انتهى كلامه رحمه الله