نبراس المعرفه
20-05-2008, 10:08 PM
[center]http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/jEx10355.jpg (http://www.arb-up.com/)
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد …
فلسطين .. أرض الأنبياء ، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حاصرها كبار الصحابة ، وفتحها صاحب البغلة الهزيلة والثياب المرقّعة المعفّرة بالطين والتراب: أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .. كانت كالعروس قروناً من الزمان يزينها خلفاء المسلمين بأبهى الحُلل ، ويقصدها وجهاء المسلمين وعوامهم تعظيماً لبيتها وتشريفا دون كلل ، حتى سلبها النصارى من أيدي المسلمين في زمنِ الإنحطاط وانتكاس راية الجهاد فنحروا على أعتاب أقصاها 70 ألف نفسٍ مسلمة ، وما توقفوا إلا لتعبهم من القتل .. بقيت سجينة حزينة مأسورة بيد الصليبيين قرابة الـ 90 سنة حتى ضج المسجد الأقصى فأرسل برسالة من وراء القضبان لقائد المسلمين ومُحطّم الصُّلبان ، مفادها:
يا أيها الملك الذي ..... لمعالم الصلبان نكَّس ْ
لقد أتتكَ ظِلامةٌ .... تسعى من البيت المقدَّسْ
كلٌ المساجد طُهِّرت .... وأنا على شَرفي منجَّسْ
فما رُؤي بعدها السلطان "صلاح الدين" مبتسماً حتى حرر المسجد الأقصى ، وعادت فلسطين حاضرة من حواضر المسلمين.
أراد اليهود مساومة خليفة المسلمين العثماني "عبد الحميد" (وليس السلطان كما يزعمون) على تراب فلسطين فكان له – رحمه الله - موقف سجله التاريخ بمداد من نور .. عم بعده الإنحلال من ربقة الدين ، وارتفعت شعارات الجاهلية والكفر المبين ، وخسر العرب دينهم ثم دنياهم ، فسقطت فلسطين مرة أُخرى في أيدي الصليبيين ، وبمؤامرة دنيئة خسيسة (من قبل حكام مصر وسوريا والأردن والعراق وغيرهم) سُلِّمت فلسطين لليهود على طبق نضح بدماء أهلها ، وجعل المتآمرون "وعد بلفور" شمّاعة تعلَّق عليها خياناتهم. [وقد كتبت في هذا مقالة بعنوان "يا أهل العراق: هكذا سقطت فلسطين" ]
أكثر من 50 سنة واليهود يقتلون ويعذّبون ويشرّدون أبناء الأرض المباركة ، والمسلمون منصرفون بقلوبهم وعقولهم عن قضيتهم الأولى وكأن الذي يحدث في فلسطين ضرب من القصص والخيال الذي لا وجود له في الواقع المحسوس.
لماذا لا يتأثر المسلمون بما يحصل في فلسطين وهم يرون كل يوم على شاش ات التلفاز وصفحات الجرائد والمجلات صور القتلى والجرحى من النساء والأطفال والشيوخ !! بيوت تُهدّم ، ومزارع تُحرق ، وأقصى يُدنّس ، والمسلمون لاهون عن أولى القبلتين وثالث المسجدين (وليس ثالث الحرمين ، لأن المسجد الأقصى ليس بحرم كما قرر العلماء) !!
بعد البحث والنظر ، والسؤال والاستقراء ، خرجت بمجموعة من الأسباب التي قد تُعيننا على فهم واقع المسلمين السلبي تجاه أهم قضيّة من قضاياهم المصيرية ، هذا الواقع الأليم الذي قُتل فيه الإحساس ، وغابت عنه النخوة ، ووؤدت فيه المروءة .. ثم ثنيته بما رأيت أنه يصلح أن يكون باعثاً للقضية وموقضاً للقلوب الأبيّة.
من أهم أسباب انصراف قلوب المسلمين عما يجري في فلسطين:
1- تكرار المشهد: حيث يألف الإنسان مشاهد الدماء والأشلاء ، ويعتاد سماع الأخبار عن القتلى والجرحى فتكتسب نفسه مناعة ضد التأثر بالأحداث التي تمر عليه مرور من سئمها فتحصل عنده رتابة نفسية يتبلّد على إثرها حسه ويموت إحساسه.
2- إنشغال المسلمين بطعامهم وشرابهم وشهواتهم عن قضاياهم المصيرية ، بل عن دينهم ، وهذا مما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "إِذَا ضَنَّ النَّاسُ بالدِّينَار والدِّرْهَم، وَتَبَايَعُوا بالعِينَةِ، واتَّبَعُوا أذْنَابَ البَقَرِ، وَترَكُوا الجِهَادَ في سَبِيلِ الله، أنْزَلَ الله بِهِمْ بَلاَءً، فلم يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينهُم" (أبو داود \ حسن) .. إن الله لم يجعل في جوف امرئ قلبين ، فمن انشغل بدنياه ولم يكن همه الإسلام ورفع رايته فإن قلبه لا يحترق ولا يتأثر لما يحصل لإخوانه في العقيدة ، وهذا شأن أكثر عوام المسلمين اليوم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
3- ضعف الإيمان في قلوب المسلمين ، وبالتالي ضعف الرابطة الأخوية بينهم .. إن علاقة الإسلام بالإيمان علاقة العام بالخاص: فكل مؤمن مسلم ، وليس كل مسلم مؤمن ، وأغلب التكاليف العملية الشاقة في القرآن يخاطب بها المؤمن وليس المسلم (كالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) .. إن رابطة الإيمان أقوى من أية رابطة في الأرض ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى" (متفق عليه). فإذا غاب الإيمان تقطعت الأعضاء وانفرط عقد الجسد ، وهذا من أعظم أسباب انصراف قلوب المسلمين عن قضاياهم .. فالله المستعان.
4- إنصراف فلسطينيي المهجر في البلاد العربية وغيرها عن قضية بلادهم أعطى انطباعاً سلبياً لكثير من الناس مفاده ، أنه: إذا انصرف أصحاب الحق عن الإشتغال بقضيتهم فلماذا ينشغل بها غيرهم !! وهذا من جهل عوام الناس بالقضية التي هي إسلامية عقدية وليست فلسطينية أو عربية .
5- دفن أوراق القضية في مقبرة المنظمات الدولية التي يتحكم فيها النصارى والصهيونية .. هذه المنظمات الكفرية لم ولن تحل أي مشكلة إسلامية ، وهي إنما وُضعت لقهر الشعوب الغير "نصراصهيونية" بأقل الخسائر ، وكل قضية إسلامية عُرضت في هذه المنظمات كان مصيرها الخراب (كما حصل للقضية الأفغانية الأولى في مؤتمر "جنيف" الذي أعد بنوده يهودي خبيث) .. وللأسف: لا زال هناك من يُعلّق آمالاً على هذه المنظمات التدميرية التخريبية ، فينتظر القرارات ويصدّق ما يُرفع من الشعارات فتضيع القضية وسط هذا الكم الهائل من الترهات !! نسأل الله للمسلمين الهداية ..
6- قامت بعض الأجهزة الإعلامية بصرف قلوب المسلمين عن هذه القضية بطريقة خبيثة شيطانية ، حيث تعمد إلى عقد لقاءات مع أناس لا خلاق لهم ولا دين عُرفوا بفسقهم وفجورهم ليُبدوا رأيهم في قضايا المسلمين (راقصات ، مغنيات ، ممثلات وممثلين ..) ، وهذا يخلق نوع من النفرة الباطنية في قلوب المسلمين الصادقين الذين ترتبط صورة الأقصى وخريطة فلسطين - لا شعورياً - في قلوبهم بهؤلاء الماجنين ..
7- أصبحت قضية المسلمين كرة يتقاذفها ساسة الكفار من فوق رؤوس المسلمين حتى أصابها الدوران ..
أما كيفية إحياء القضية ، فأرى أنه لا بد من :
1- إعادة بعث المفاهيم العقدية من مصادرها الأصلية: كالولاء والبراء ، والحب والبغض في الله ، والجهاد في سبيل الله ، ومفهوم وحدة الأمة ، وحقيقة وعد الله ناصري دينه بالنصر والتمكين
2- تربية الأبناء تربية إيمانية بعيدة عن فلسفات التيارات التمييعية
3- تميز الراية الإسلامية عن الرايات الكفرية الموسومة بالقومية والديمقراطية وما إلى ذلك ، وبهذا تتضح الصورة ويعرف المسلمون أعدائهم
4- يجب على الفلسطينيين في كل مكان (المسلمين منهم .. ولا شأن لنا بغيرهم) أن يدركوا بأن أنظار المسلمين ترمقهم ، وأنهم مخاطبون بهذا قبل غيرهم لأن عوام الناس يتأثرون بموقفهم ، فعليهم أن يتقوا الله ويُدركوا تبعات تصرفاتهم وانشغالهم عن مسرى رسولهم.
5- وقبل هذا وذاك: لا بد من الرجوع إلى الله والتوكل عليه والعمل بإخلاص على نُصرة دينه ، فلا نصر ولا تمكين ولا بقاء بغير توفيق ومدد من الله سبحانه وتعالى .
وبعد:
اللهم انصر المسلمين ، وادحر أهل الكفر العناد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ، اللهم صب عليهم سوط عذاب ، وكن لهم بالمرصاد .. اللهم عذبهم عذاباً لا يُعذّبَه أحد ، وأوثقهم بوثاق لا يوثِقه غيرك أحد ، يا جبار السموات والأرض ، يا ذا القوة المتين ..
رسالة إلــى فلسطين
سلاما أيها الوطن المسافر في نبضات القلب ونور العين ،والرابض فوق صفحات الذاكرة 00
تأتينا ذكراك دوما كتراتيل الصباح ،وفي كل صحوة من صحوات الطبيعة ، نتذكرك أيها الوطن
كلما أزهر النوار ،وكلما تدنت قطوف العنب منادية للقطاف ،وكلما جمعت الصبايا أوراقها ،ولا ننساك إذا ما ازداد حمل أشجار الزيتون وأقبل الشتاء معلنا موعد القطاف والخيرات0
هذه اللحظة تفوح في المكان رائحة ( الفطير) الذي أحاول إعداده وخبزه 00تعلمين لماذا سيدتي فلسطين؟ لأنه يذكرني بك 00وبجمعة الأهل حول إبريق الشاي وحول الصينية التي تخرج للتو من الفرن أو ( الطابون )حاولت هذا اليوم جاهدة أن أصنعه 00لم تعلمني إياه أمي لأنها كانت منشغلة على الدوام بتعليمنا الأدب والكتابة وتنمية موهبتنا الشعرية وصقلها 00أعددتنا من الداخل والخارج وزودتنا بالثقة00والشموخ والكبرياء وكانت تقرأ لنا القصائد الوطنية التي كانت تعلمها أيضا لطالباتها 00فإذا دخلت أحد صفوفها وجدته وكأنه واحة يستظل الشعر والوطن والذكرى فيها0
كنت أنظر لجدتي حين كانت تعد (الفطير ) فأحاول تعلمه 00جدتي التي رغم بعادها عنك00فلسطين00إلا أنها حتى الآن تحمل كل الذكريات في صميمها ،وما زالت حتى الآن تزاول كل عاداتها كما لو أنها هناك 0
واليوم حين فـاحـت رائحة الوطن فــي ذاكــرتي هرعت لبعض أوراق الزعتر التي وصلتني من أرضك فلسطين كي أصنع منها فطيرا أنعش بــه رتـابة الحــياة والاغتراب فالذكريات كالأكسجين تنعشنا لنبقى أحيــــاء
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد …
فلسطين .. أرض الأنبياء ، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حاصرها كبار الصحابة ، وفتحها صاحب البغلة الهزيلة والثياب المرقّعة المعفّرة بالطين والتراب: أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .. كانت كالعروس قروناً من الزمان يزينها خلفاء المسلمين بأبهى الحُلل ، ويقصدها وجهاء المسلمين وعوامهم تعظيماً لبيتها وتشريفا دون كلل ، حتى سلبها النصارى من أيدي المسلمين في زمنِ الإنحطاط وانتكاس راية الجهاد فنحروا على أعتاب أقصاها 70 ألف نفسٍ مسلمة ، وما توقفوا إلا لتعبهم من القتل .. بقيت سجينة حزينة مأسورة بيد الصليبيين قرابة الـ 90 سنة حتى ضج المسجد الأقصى فأرسل برسالة من وراء القضبان لقائد المسلمين ومُحطّم الصُّلبان ، مفادها:
يا أيها الملك الذي ..... لمعالم الصلبان نكَّس ْ
لقد أتتكَ ظِلامةٌ .... تسعى من البيت المقدَّسْ
كلٌ المساجد طُهِّرت .... وأنا على شَرفي منجَّسْ
فما رُؤي بعدها السلطان "صلاح الدين" مبتسماً حتى حرر المسجد الأقصى ، وعادت فلسطين حاضرة من حواضر المسلمين.
أراد اليهود مساومة خليفة المسلمين العثماني "عبد الحميد" (وليس السلطان كما يزعمون) على تراب فلسطين فكان له – رحمه الله - موقف سجله التاريخ بمداد من نور .. عم بعده الإنحلال من ربقة الدين ، وارتفعت شعارات الجاهلية والكفر المبين ، وخسر العرب دينهم ثم دنياهم ، فسقطت فلسطين مرة أُخرى في أيدي الصليبيين ، وبمؤامرة دنيئة خسيسة (من قبل حكام مصر وسوريا والأردن والعراق وغيرهم) سُلِّمت فلسطين لليهود على طبق نضح بدماء أهلها ، وجعل المتآمرون "وعد بلفور" شمّاعة تعلَّق عليها خياناتهم. [وقد كتبت في هذا مقالة بعنوان "يا أهل العراق: هكذا سقطت فلسطين" ]
أكثر من 50 سنة واليهود يقتلون ويعذّبون ويشرّدون أبناء الأرض المباركة ، والمسلمون منصرفون بقلوبهم وعقولهم عن قضيتهم الأولى وكأن الذي يحدث في فلسطين ضرب من القصص والخيال الذي لا وجود له في الواقع المحسوس.
لماذا لا يتأثر المسلمون بما يحصل في فلسطين وهم يرون كل يوم على شاش ات التلفاز وصفحات الجرائد والمجلات صور القتلى والجرحى من النساء والأطفال والشيوخ !! بيوت تُهدّم ، ومزارع تُحرق ، وأقصى يُدنّس ، والمسلمون لاهون عن أولى القبلتين وثالث المسجدين (وليس ثالث الحرمين ، لأن المسجد الأقصى ليس بحرم كما قرر العلماء) !!
بعد البحث والنظر ، والسؤال والاستقراء ، خرجت بمجموعة من الأسباب التي قد تُعيننا على فهم واقع المسلمين السلبي تجاه أهم قضيّة من قضاياهم المصيرية ، هذا الواقع الأليم الذي قُتل فيه الإحساس ، وغابت عنه النخوة ، ووؤدت فيه المروءة .. ثم ثنيته بما رأيت أنه يصلح أن يكون باعثاً للقضية وموقضاً للقلوب الأبيّة.
من أهم أسباب انصراف قلوب المسلمين عما يجري في فلسطين:
1- تكرار المشهد: حيث يألف الإنسان مشاهد الدماء والأشلاء ، ويعتاد سماع الأخبار عن القتلى والجرحى فتكتسب نفسه مناعة ضد التأثر بالأحداث التي تمر عليه مرور من سئمها فتحصل عنده رتابة نفسية يتبلّد على إثرها حسه ويموت إحساسه.
2- إنشغال المسلمين بطعامهم وشرابهم وشهواتهم عن قضاياهم المصيرية ، بل عن دينهم ، وهذا مما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "إِذَا ضَنَّ النَّاسُ بالدِّينَار والدِّرْهَم، وَتَبَايَعُوا بالعِينَةِ، واتَّبَعُوا أذْنَابَ البَقَرِ، وَترَكُوا الجِهَادَ في سَبِيلِ الله، أنْزَلَ الله بِهِمْ بَلاَءً، فلم يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينهُم" (أبو داود \ حسن) .. إن الله لم يجعل في جوف امرئ قلبين ، فمن انشغل بدنياه ولم يكن همه الإسلام ورفع رايته فإن قلبه لا يحترق ولا يتأثر لما يحصل لإخوانه في العقيدة ، وهذا شأن أكثر عوام المسلمين اليوم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
3- ضعف الإيمان في قلوب المسلمين ، وبالتالي ضعف الرابطة الأخوية بينهم .. إن علاقة الإسلام بالإيمان علاقة العام بالخاص: فكل مؤمن مسلم ، وليس كل مسلم مؤمن ، وأغلب التكاليف العملية الشاقة في القرآن يخاطب بها المؤمن وليس المسلم (كالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) .. إن رابطة الإيمان أقوى من أية رابطة في الأرض ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى" (متفق عليه). فإذا غاب الإيمان تقطعت الأعضاء وانفرط عقد الجسد ، وهذا من أعظم أسباب انصراف قلوب المسلمين عن قضاياهم .. فالله المستعان.
4- إنصراف فلسطينيي المهجر في البلاد العربية وغيرها عن قضية بلادهم أعطى انطباعاً سلبياً لكثير من الناس مفاده ، أنه: إذا انصرف أصحاب الحق عن الإشتغال بقضيتهم فلماذا ينشغل بها غيرهم !! وهذا من جهل عوام الناس بالقضية التي هي إسلامية عقدية وليست فلسطينية أو عربية .
5- دفن أوراق القضية في مقبرة المنظمات الدولية التي يتحكم فيها النصارى والصهيونية .. هذه المنظمات الكفرية لم ولن تحل أي مشكلة إسلامية ، وهي إنما وُضعت لقهر الشعوب الغير "نصراصهيونية" بأقل الخسائر ، وكل قضية إسلامية عُرضت في هذه المنظمات كان مصيرها الخراب (كما حصل للقضية الأفغانية الأولى في مؤتمر "جنيف" الذي أعد بنوده يهودي خبيث) .. وللأسف: لا زال هناك من يُعلّق آمالاً على هذه المنظمات التدميرية التخريبية ، فينتظر القرارات ويصدّق ما يُرفع من الشعارات فتضيع القضية وسط هذا الكم الهائل من الترهات !! نسأل الله للمسلمين الهداية ..
6- قامت بعض الأجهزة الإعلامية بصرف قلوب المسلمين عن هذه القضية بطريقة خبيثة شيطانية ، حيث تعمد إلى عقد لقاءات مع أناس لا خلاق لهم ولا دين عُرفوا بفسقهم وفجورهم ليُبدوا رأيهم في قضايا المسلمين (راقصات ، مغنيات ، ممثلات وممثلين ..) ، وهذا يخلق نوع من النفرة الباطنية في قلوب المسلمين الصادقين الذين ترتبط صورة الأقصى وخريطة فلسطين - لا شعورياً - في قلوبهم بهؤلاء الماجنين ..
7- أصبحت قضية المسلمين كرة يتقاذفها ساسة الكفار من فوق رؤوس المسلمين حتى أصابها الدوران ..
أما كيفية إحياء القضية ، فأرى أنه لا بد من :
1- إعادة بعث المفاهيم العقدية من مصادرها الأصلية: كالولاء والبراء ، والحب والبغض في الله ، والجهاد في سبيل الله ، ومفهوم وحدة الأمة ، وحقيقة وعد الله ناصري دينه بالنصر والتمكين
2- تربية الأبناء تربية إيمانية بعيدة عن فلسفات التيارات التمييعية
3- تميز الراية الإسلامية عن الرايات الكفرية الموسومة بالقومية والديمقراطية وما إلى ذلك ، وبهذا تتضح الصورة ويعرف المسلمون أعدائهم
4- يجب على الفلسطينيين في كل مكان (المسلمين منهم .. ولا شأن لنا بغيرهم) أن يدركوا بأن أنظار المسلمين ترمقهم ، وأنهم مخاطبون بهذا قبل غيرهم لأن عوام الناس يتأثرون بموقفهم ، فعليهم أن يتقوا الله ويُدركوا تبعات تصرفاتهم وانشغالهم عن مسرى رسولهم.
5- وقبل هذا وذاك: لا بد من الرجوع إلى الله والتوكل عليه والعمل بإخلاص على نُصرة دينه ، فلا نصر ولا تمكين ولا بقاء بغير توفيق ومدد من الله سبحانه وتعالى .
وبعد:
اللهم انصر المسلمين ، وادحر أهل الكفر العناد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ، اللهم صب عليهم سوط عذاب ، وكن لهم بالمرصاد .. اللهم عذبهم عذاباً لا يُعذّبَه أحد ، وأوثقهم بوثاق لا يوثِقه غيرك أحد ، يا جبار السموات والأرض ، يا ذا القوة المتين ..
رسالة إلــى فلسطين
سلاما أيها الوطن المسافر في نبضات القلب ونور العين ،والرابض فوق صفحات الذاكرة 00
تأتينا ذكراك دوما كتراتيل الصباح ،وفي كل صحوة من صحوات الطبيعة ، نتذكرك أيها الوطن
كلما أزهر النوار ،وكلما تدنت قطوف العنب منادية للقطاف ،وكلما جمعت الصبايا أوراقها ،ولا ننساك إذا ما ازداد حمل أشجار الزيتون وأقبل الشتاء معلنا موعد القطاف والخيرات0
هذه اللحظة تفوح في المكان رائحة ( الفطير) الذي أحاول إعداده وخبزه 00تعلمين لماذا سيدتي فلسطين؟ لأنه يذكرني بك 00وبجمعة الأهل حول إبريق الشاي وحول الصينية التي تخرج للتو من الفرن أو ( الطابون )حاولت هذا اليوم جاهدة أن أصنعه 00لم تعلمني إياه أمي لأنها كانت منشغلة على الدوام بتعليمنا الأدب والكتابة وتنمية موهبتنا الشعرية وصقلها 00أعددتنا من الداخل والخارج وزودتنا بالثقة00والشموخ والكبرياء وكانت تقرأ لنا القصائد الوطنية التي كانت تعلمها أيضا لطالباتها 00فإذا دخلت أحد صفوفها وجدته وكأنه واحة يستظل الشعر والوطن والذكرى فيها0
كنت أنظر لجدتي حين كانت تعد (الفطير ) فأحاول تعلمه 00جدتي التي رغم بعادها عنك00فلسطين00إلا أنها حتى الآن تحمل كل الذكريات في صميمها ،وما زالت حتى الآن تزاول كل عاداتها كما لو أنها هناك 0
واليوم حين فـاحـت رائحة الوطن فــي ذاكــرتي هرعت لبعض أوراق الزعتر التي وصلتني من أرضك فلسطين كي أصنع منها فطيرا أنعش بــه رتـابة الحــياة والاغتراب فالذكريات كالأكسجين تنعشنا لنبقى أحيــــاء