ربوبهـ
22-07-2008, 02:11 AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ باللـه من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا، من يهده اللـه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له.
وأشهد أن لا إله إلا اللـه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
: أسباب عذاب القبر:
والحديث عنها له وجهان مجمل ومفصل، أما المجمل فإن معصية اللـه عز وجل
أصل لكل بلاء وعلى رأس هذه المعاصي الشرك، فإن أعظم زاد تلقى اللـه به
هو التوحيد، وإن أبشع وأعظم ذنب تلقى اللـه به هو الشرك، قال اللـه:
إنَّ الشِّركَ لَظُلمُُ عَظيِمُُ [ لقمان:13].
أما التفصيل فقد ذكر النبي كما ذكرت آنفا أن النميمة من أسباب عذاب القبر،
وهناك الآن أناس متخصصون في النميمة.
فالنميمة سبب من أسباب عذاب القبر، وأيضا عدم الاستتار من البول،
وعدم التنزه منه وهذا ما ذكره النبي في حديثه الذي كنا بصدده من قبل.
أيضا من أسباب عذاب القبر الكذب والربا وهجر القرآن كما في حديث سمرة بن جندب الطويل
الذي رواه البخاري الذي لا يتسع المقام لذكره الآن لقد ذكر فيه النبي
من أسباب عذاب القبر الكذب والرياء وهجر القرآن والزنا، والغلول (كل شئ يأخذ
من الغنيمة قبل أن تقسم ) ويدخل تحت الغلول السحت والحرام.
فعن أبي هريرة رضي اللـه عنه قال: خرجنا مع رسول اللـه إلى خيبر
ففتح اللـه علينا، فلم نغنم ذهباً، ولا وَرِقاً، غنمنا المتاع والطعام والثياب،
ثم انطلقنا إلى الوادي يعنى وادي القرى ومع رسول اللـه عبد له،
وهبه له رجل من جذام يدعى رفاعة بن يزيد من بني الضُّبيب،
فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول اللـه يَحُلُّ رحله، فرمي بسهم،
فكان فيه حتفه فقلنا: هنيئاً له الشهادة يا رسول الله،
فقال رسول اللـه : ((كلا والذى نفسى محمد بيده، إن الشَّمْلَة
(إزار يتشح به) لتلتهب عليه ناراً، أخذها من الغنائم يوم خيبر،
لم يصبها المقاسم)) قال: ففزع الناس فجاء رجل بشراك أو شراكين (الشراك:
سير من سيور النعل) فقال: أصبته يوم خيبر فقال رسول اللـه : ((شراك من نار،
أو شراكان من نار))([1]).
أيها الأحباب: والسؤال الآن فما السبيل للنجاة من عذاب القبر؟!
: السبيل للنجاة من عذاب القبر:
أقول لك بإيجاز شديد، أعظم سبيل للنجاة من عذاب القبر أن تستقيم
على طاعة اللـه جل وعلا وأن تتبع هدى النبي .
قال اللـه عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللـه ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ
أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [فصلت:30-32].
ومن أنفع الأسباب كذلك للنجاة من عذاب القبر ما ذكره الإمام ابن القيم
في كتابه القيم (الروح)، قال: ومن أنفعها أن يتفكر الإنسان قبل نومه
ساعة ليذكر نفسه بعمله، فإن كان مقصراً زاد في عمله وإن كان عاصياً تاب إلى اللـه،
وليجدد توبة قبل نومه بينه وبين اللـه.
فإن مات من ليلته على هذه التوبة فهو من أهل الجنة ،
نجاه اللـه من عذاب القبر ومن عذاب النار.
ومن أعظم الأسباب التي تنجي من عذاب القبر:
أن تداوم على العمل الصالح كالتوحيد، والصلاة، والصيام، والصدقة، والحج،
وحضور مجالس العلم والعلماء التي ضيعها أناس كثيرون وانشغلوا عنها بلهو قتل الوقت.
أيضا من أعظم الأسباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين،
وصلة الأرحام، كل عمل يرضي الرب فهو عمل صالح ينجي صاحبه من عذاب القبر والنار.
وأبشركم... أن من أعظم الأعمال التي تنجي صاحبها من عذاب القبر
الشهادة في سبيل اللـه ورد في الحديث الذي رواه الحاكم وحسن
إسناده الشيخ الألباني أن النبي قال: ((للشهيد عند اللـه ست خصال،
الأولى: يغفر له مع أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، الثانية:
ينجيه اللـه عز وجل من عذاب القبر، الثالثة: يأمنه اللـه يوم الفزع الأكبر،
الرابعة: يلبسه اللـه تاج الوقار، الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها،
الخامسه : يزوجه اللـه بثنتين وسبعين زوجة من الحور العين،
السادسة: يشفعه اللـه في سبعين من أهله)).
ولن أترك مكاني هذا إلا بعد أن أزف إليكم حديثا يملأ القلب أملا ورضا،
والحـديث رواه الـحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي وصحح إسـناده
الشـيخ الألباني في مشكاة المصابيح عن ابن مسعود رضي اللـه عنه قال :
((سورة الملك، تبارك الذي بيده الملك، هي المانعة وهى المنجية تنجيه من عذاب القبر))([2]).
-------------------------------------------------
([1]) أخرجه البخارى رقم (4234) ، في المغازى ، باب غزوة خيبر ، ومسلم رقم (115) ،
في الإيمان ، باب غلظ تحريم الغلول ، الموطأ (2/459) في الجهاد ، باب ما جاء في الغلول،
وأبو داود رقم (2711) في الجهاد ، باب في تعظيم الغلول ، النسائى (4/24) في الإيمان والنذور .
([2]) رواه الترمذى رقم (2892) في ثواب القرآن وصحح إسناده شيخنا الألبانى .
تقبلووووووو تحيااااتي...
ربوبهـ...
أعمالنا، من يهده اللـه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له.
وأشهد أن لا إله إلا اللـه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
: أسباب عذاب القبر:
والحديث عنها له وجهان مجمل ومفصل، أما المجمل فإن معصية اللـه عز وجل
أصل لكل بلاء وعلى رأس هذه المعاصي الشرك، فإن أعظم زاد تلقى اللـه به
هو التوحيد، وإن أبشع وأعظم ذنب تلقى اللـه به هو الشرك، قال اللـه:
إنَّ الشِّركَ لَظُلمُُ عَظيِمُُ [ لقمان:13].
أما التفصيل فقد ذكر النبي كما ذكرت آنفا أن النميمة من أسباب عذاب القبر،
وهناك الآن أناس متخصصون في النميمة.
فالنميمة سبب من أسباب عذاب القبر، وأيضا عدم الاستتار من البول،
وعدم التنزه منه وهذا ما ذكره النبي في حديثه الذي كنا بصدده من قبل.
أيضا من أسباب عذاب القبر الكذب والربا وهجر القرآن كما في حديث سمرة بن جندب الطويل
الذي رواه البخاري الذي لا يتسع المقام لذكره الآن لقد ذكر فيه النبي
من أسباب عذاب القبر الكذب والرياء وهجر القرآن والزنا، والغلول (كل شئ يأخذ
من الغنيمة قبل أن تقسم ) ويدخل تحت الغلول السحت والحرام.
فعن أبي هريرة رضي اللـه عنه قال: خرجنا مع رسول اللـه إلى خيبر
ففتح اللـه علينا، فلم نغنم ذهباً، ولا وَرِقاً، غنمنا المتاع والطعام والثياب،
ثم انطلقنا إلى الوادي يعنى وادي القرى ومع رسول اللـه عبد له،
وهبه له رجل من جذام يدعى رفاعة بن يزيد من بني الضُّبيب،
فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول اللـه يَحُلُّ رحله، فرمي بسهم،
فكان فيه حتفه فقلنا: هنيئاً له الشهادة يا رسول الله،
فقال رسول اللـه : ((كلا والذى نفسى محمد بيده، إن الشَّمْلَة
(إزار يتشح به) لتلتهب عليه ناراً، أخذها من الغنائم يوم خيبر،
لم يصبها المقاسم)) قال: ففزع الناس فجاء رجل بشراك أو شراكين (الشراك:
سير من سيور النعل) فقال: أصبته يوم خيبر فقال رسول اللـه : ((شراك من نار،
أو شراكان من نار))([1]).
أيها الأحباب: والسؤال الآن فما السبيل للنجاة من عذاب القبر؟!
: السبيل للنجاة من عذاب القبر:
أقول لك بإيجاز شديد، أعظم سبيل للنجاة من عذاب القبر أن تستقيم
على طاعة اللـه جل وعلا وأن تتبع هدى النبي .
قال اللـه عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللـه ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ
أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [فصلت:30-32].
ومن أنفع الأسباب كذلك للنجاة من عذاب القبر ما ذكره الإمام ابن القيم
في كتابه القيم (الروح)، قال: ومن أنفعها أن يتفكر الإنسان قبل نومه
ساعة ليذكر نفسه بعمله، فإن كان مقصراً زاد في عمله وإن كان عاصياً تاب إلى اللـه،
وليجدد توبة قبل نومه بينه وبين اللـه.
فإن مات من ليلته على هذه التوبة فهو من أهل الجنة ،
نجاه اللـه من عذاب القبر ومن عذاب النار.
ومن أعظم الأسباب التي تنجي من عذاب القبر:
أن تداوم على العمل الصالح كالتوحيد، والصلاة، والصيام، والصدقة، والحج،
وحضور مجالس العلم والعلماء التي ضيعها أناس كثيرون وانشغلوا عنها بلهو قتل الوقت.
أيضا من أعظم الأسباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين،
وصلة الأرحام، كل عمل يرضي الرب فهو عمل صالح ينجي صاحبه من عذاب القبر والنار.
وأبشركم... أن من أعظم الأعمال التي تنجي صاحبها من عذاب القبر
الشهادة في سبيل اللـه ورد في الحديث الذي رواه الحاكم وحسن
إسناده الشيخ الألباني أن النبي قال: ((للشهيد عند اللـه ست خصال،
الأولى: يغفر له مع أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، الثانية:
ينجيه اللـه عز وجل من عذاب القبر، الثالثة: يأمنه اللـه يوم الفزع الأكبر،
الرابعة: يلبسه اللـه تاج الوقار، الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها،
الخامسه : يزوجه اللـه بثنتين وسبعين زوجة من الحور العين،
السادسة: يشفعه اللـه في سبعين من أهله)).
ولن أترك مكاني هذا إلا بعد أن أزف إليكم حديثا يملأ القلب أملا ورضا،
والحـديث رواه الـحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي وصحح إسـناده
الشـيخ الألباني في مشكاة المصابيح عن ابن مسعود رضي اللـه عنه قال :
((سورة الملك، تبارك الذي بيده الملك، هي المانعة وهى المنجية تنجيه من عذاب القبر))([2]).
-------------------------------------------------
([1]) أخرجه البخارى رقم (4234) ، في المغازى ، باب غزوة خيبر ، ومسلم رقم (115) ،
في الإيمان ، باب غلظ تحريم الغلول ، الموطأ (2/459) في الجهاد ، باب ما جاء في الغلول،
وأبو داود رقم (2711) في الجهاد ، باب في تعظيم الغلول ، النسائى (4/24) في الإيمان والنذور .
([2]) رواه الترمذى رقم (2892) في ثواب القرآن وصحح إسناده شيخنا الألبانى .
تقبلووووووو تحيااااتي...
ربوبهـ...