همسة قمر
03-08-2008, 03:19 PM
جيل لن يتكرر
>
> أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
>
> قال عمر: ما هذا
>
> قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
>
> قال: أقتلت أباهم ؟قال: نعم قتلته
>
> قال : كيف قتلتَه ؟
>
> قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً، وقع على رأسه فمات...
>
> قال عمر : القصاص .... الإعدام.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا
>
> يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لايحابي أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه ..
>
> قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم بأنكسوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
>
> قال عمر : من يكفلك
>
> أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟
>
> فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
>
> ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنهوقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمررأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
>
> قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
>
> قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
>
> فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته
>
> وزهده ، وصدقه ،وقال: يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
>
> قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!
>
> قال: أتعرفه ؟
>
> قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟
>
> قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاءالله
>
> قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
>
> قال: الله المستعان يا أمير
>
> المؤمنين ...
>
> فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودعأطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....
>
> وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصرنادى في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذروجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!
>
> وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكتالصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
>
> صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أرادلكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...
>
> وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمونمعه
>
> فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك !!
>
> قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..
>
> وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
>
> فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
>
> فقال أبو ذر :
>
> خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
>
> فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
>
> قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..
>
> وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !
>
> قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ..... جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّيوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله خيراً أيها الرجللصدقك ووفائك ... وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....
>
> قال أحد المحدثين :
>
> والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر!!.
>
> وجزى الله خيرا للذين نقلوا لنا هذا البريد
>
> وجزى الله خيرا للذين ينقلونه للآخرين .
>
>
>
>
>
>
>
> ________________________________
>
> أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
>
> قال عمر: ما هذا
>
> قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
>
> قال: أقتلت أباهم ؟قال: نعم قتلته
>
> قال : كيف قتلتَه ؟
>
> قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً، وقع على رأسه فمات...
>
> قال عمر : القصاص .... الإعدام.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا
>
> يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لايحابي أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه ..
>
> قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم بأنكسوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
>
> قال عمر : من يكفلك
>
> أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟
>
> فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
>
> ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنهوقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمررأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
>
> قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
>
> قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
>
> فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته
>
> وزهده ، وصدقه ،وقال: يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
>
> قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!
>
> قال: أتعرفه ؟
>
> قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟
>
> قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاءالله
>
> قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
>
> قال: الله المستعان يا أمير
>
> المؤمنين ...
>
> فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودعأطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....
>
> وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصرنادى في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذروجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!
>
> وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكتالصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
>
> صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أرادلكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...
>
> وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمونمعه
>
> فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك !!
>
> قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..
>
> وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
>
> فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
>
> فقال أبو ذر :
>
> خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
>
> فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
>
> قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..
>
> وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !
>
> قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ..... جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّيوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله خيراً أيها الرجللصدقك ووفائك ... وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....
>
> قال أحد المحدثين :
>
> والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر!!.
>
> وجزى الله خيرا للذين نقلوا لنا هذا البريد
>
> وجزى الله خيرا للذين ينقلونه للآخرين .
>
>
>
>
>
>
>
> ________________________________