صاحبة الجمال
21-09-2008, 03:19 AM
قصة قصيرة
دارت به أرجاء الغرفة، وبدأت ضربات قلبه تتباطأ بسرعة، وهو يتأوه بألم ترجمته دموعه
الغزيرة التي عزفت لحنا مأساويا داميا، وابتسم ابتسامة حزينة أخيرة وهو يتمتم: الآن سيعرفون
لماذا تهربت وترددت!!. وعادت به الذاكرة إلى مدرسته وهو يصرخ في فرح:هيا.. أريد خروجا
عسكريا مزعجا، فيتطاير الطلاب من حوله كأنهم عاصفة هوجاء فرحين سعداء بهذا المدرس
الغريب المزعج.. وكالعادة يقترب منه طالبه المقرب (معاذ) وهو يقول : هل أرافقك في الخروج
يا استاذ؟!..فيبتسم مدرسه قائلا: لا بأس ولكن بعد لحظات، ثم يدخل إلى غرفة المدرسين ويغيب فيها لحظات.
لم يدر (معاذ) حينها ما وراء الأكمة!!. وبعد دقائق خرج استاذه وهو يمسك صدره بيده اليسرى
وحقيبته في اليد الأخرى وهو يترنح في مشيته، فهرول (معاذ) نحو أستاذه قائلا: خيرا يا استاذ؟ّ. يبتسم أستاذه
ابتسامته الحزينة المعتاده ويقول: لا شيء... غير أني أصلح قميصي قبل الخروج من المدرسة، وكأن
هذه الإجابة الفاشلة لم تشف غليل (معاذ).. فعاد يقول: استاذ!!.. ارجوك هل تعاني من شيء؟
فيصمت الأستاذ لحظات ثم يهتف ضاحكا : هل سمعت ىخر نكته؟...فيشاركه (معاذ) الابتسامة.
’’ لماذا لم تتزوج إلى الآن؟!..’’ أقوى سؤال كان يؤرقه وقض مضجعه، وخاصة أن الكل في حارته
ومدرسته ومسجده يمطرونه بهذا السؤال صباحا ومساء.. وما عرفوا سره الدفين.. الذي
خبأه مع (ألمه) المزمن...’’ظروف عائلية..لم أجد بنت الحلال بعد... قريبا غن شاء الله.. انا خاطب منذ سنة
حتى يعود والدي من الغربة’ كانت تلكم إجاباته المختلفة التي يغالط بها الحقيقة المؤلمة.. والأقسى
على قلبه كيفية إقناع اسرته بتأجيل زواجه بحجة الجامعة مرة، وعدم التهيؤ النفسي ثانية..وهكذا
دواليك.. والأم تلح عليه ’’ارجوك يابني. لقد تزوج أخوك الصغير ولم يبق إلا أنت.. أريد أن أرى
أطفالك، وأسعد بك وسأجعل عرسك عرسا تاريخيا لا مثيل له يتحدث عنه القاصي والداني..’’ وهو يتعلل
بأنها أيا وينفذ طلبها ويقر عينها بعرسه الميمون.. كان يغالط نفسه كثيرا فيضحك باستمرار في المدرسة والسوق
والمنزل ومع الأصدقاء وحتى في المسجد كانت الابتسامة لا تفارقه حتى حسده الجميع وعرفوه...
(بالشاب صاحب النكتة والابتسامة الظريفة).. وما عرفوا سره الدفين....
ها هو السر سيفضح...
(صباح العيد)..
بدأت نبضاته تتباطأ شيئا فشيئا...
ها هو يستقبل آخر لحظاته في الدنيا....
نعم!!!
حاول العلاج... ولكنه لم يستطع، فقد أخبره الطبيب أن الجراحة خطرة
ونسبة نجاحها ضئيلة...
إضافة إلى تكاليفها الباهضة خلا تكاليف السفر المخيفة..
عندها عرف أن العيش بقلب مريض خير من أن يقلق اسرته ومحبيه
معه...
وتذكر أهله وأسرته..
واقشعر جسده وهو يتخيل انامل والدته الحنون.. وهي تسرح رأسه وتمسح على صدره برفق.
ثم
طافت به صور إخوته وأخواته وهو يلوحون له.. مودعين الوداع الأخير...
فاغرورقت عيناه بالدمع الساخنة..
(نعم.. سيتألمون لأني أخفيت عنهم الحقيقة.. ولكنها الأقدار)
وهنا سطع وجه طالبه العزيز (معاذ) وهو يسأله السؤال المعتاد: أستاذ..
هل تشكو من شيء؟؟؟ فتنهد في نفسه وقال: نعم اشكو فراقك وفراق أمثالك.. وأغمض عينيه وهو
يتمتم بصوت خافت : وداعا حبيبي لا لقاء إلى الحشر وإن كان في قلبي عليك لظى الجمر وبدأت انفاسه تتسارع
وشهق شهقتة.. هلل بعدها وتشهد...
ثم لفظ أنفاسه المعذبة وهو يبتسم ابتسامته الأخيرة ..
قرع الجرس معلنا الحصة الثالثة..(عربي).. ودخل المدرس الجديد وسلم وبدأ يقدم نفسه..
سمع الجميع شهقتة تبعها بكاء حار فالتفتوا إلى (معاذ) وهو يبكي أستاذه الغائب!!.. ربت
المدرس الجديد على كتفه وهو يقول: رويدك يا بني لله ما أخذ ولله ما اعطى، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا..
ولكن هيهات.. فدموعه كانت ابلغ من أي تعزية.. وظل (معاذ) حدث نفسه ودموعه تشاركه: هل سأحرم من دخول الأستاذ المرح..؟! من مزاحه وضحكته؟ّ وكيف سأشارك في المناسبات المسرحية واستاذي غائب؟! آه لو تدري يا أستاذ
أي ألم زرعته في نفسي برحيلك ما كذبت علي قط... آه..ليتك صارحتني.. عبى الأقل كنت شاركتك
آلامك وخففت عنك حزنك...
رحمك الله يا أستاذي، وعوضنا خيرا بفقدك، ولك الله في وحشت وعالمك الجديد!!!!!
كل عام وأنتم بلا أستاذ!!!
منقول من مجلة الأسرة
دارت به أرجاء الغرفة، وبدأت ضربات قلبه تتباطأ بسرعة، وهو يتأوه بألم ترجمته دموعه
الغزيرة التي عزفت لحنا مأساويا داميا، وابتسم ابتسامة حزينة أخيرة وهو يتمتم: الآن سيعرفون
لماذا تهربت وترددت!!. وعادت به الذاكرة إلى مدرسته وهو يصرخ في فرح:هيا.. أريد خروجا
عسكريا مزعجا، فيتطاير الطلاب من حوله كأنهم عاصفة هوجاء فرحين سعداء بهذا المدرس
الغريب المزعج.. وكالعادة يقترب منه طالبه المقرب (معاذ) وهو يقول : هل أرافقك في الخروج
يا استاذ؟!..فيبتسم مدرسه قائلا: لا بأس ولكن بعد لحظات، ثم يدخل إلى غرفة المدرسين ويغيب فيها لحظات.
لم يدر (معاذ) حينها ما وراء الأكمة!!. وبعد دقائق خرج استاذه وهو يمسك صدره بيده اليسرى
وحقيبته في اليد الأخرى وهو يترنح في مشيته، فهرول (معاذ) نحو أستاذه قائلا: خيرا يا استاذ؟ّ. يبتسم أستاذه
ابتسامته الحزينة المعتاده ويقول: لا شيء... غير أني أصلح قميصي قبل الخروج من المدرسة، وكأن
هذه الإجابة الفاشلة لم تشف غليل (معاذ).. فعاد يقول: استاذ!!.. ارجوك هل تعاني من شيء؟
فيصمت الأستاذ لحظات ثم يهتف ضاحكا : هل سمعت ىخر نكته؟...فيشاركه (معاذ) الابتسامة.
’’ لماذا لم تتزوج إلى الآن؟!..’’ أقوى سؤال كان يؤرقه وقض مضجعه، وخاصة أن الكل في حارته
ومدرسته ومسجده يمطرونه بهذا السؤال صباحا ومساء.. وما عرفوا سره الدفين.. الذي
خبأه مع (ألمه) المزمن...’’ظروف عائلية..لم أجد بنت الحلال بعد... قريبا غن شاء الله.. انا خاطب منذ سنة
حتى يعود والدي من الغربة’ كانت تلكم إجاباته المختلفة التي يغالط بها الحقيقة المؤلمة.. والأقسى
على قلبه كيفية إقناع اسرته بتأجيل زواجه بحجة الجامعة مرة، وعدم التهيؤ النفسي ثانية..وهكذا
دواليك.. والأم تلح عليه ’’ارجوك يابني. لقد تزوج أخوك الصغير ولم يبق إلا أنت.. أريد أن أرى
أطفالك، وأسعد بك وسأجعل عرسك عرسا تاريخيا لا مثيل له يتحدث عنه القاصي والداني..’’ وهو يتعلل
بأنها أيا وينفذ طلبها ويقر عينها بعرسه الميمون.. كان يغالط نفسه كثيرا فيضحك باستمرار في المدرسة والسوق
والمنزل ومع الأصدقاء وحتى في المسجد كانت الابتسامة لا تفارقه حتى حسده الجميع وعرفوه...
(بالشاب صاحب النكتة والابتسامة الظريفة).. وما عرفوا سره الدفين....
ها هو السر سيفضح...
(صباح العيد)..
بدأت نبضاته تتباطأ شيئا فشيئا...
ها هو يستقبل آخر لحظاته في الدنيا....
نعم!!!
حاول العلاج... ولكنه لم يستطع، فقد أخبره الطبيب أن الجراحة خطرة
ونسبة نجاحها ضئيلة...
إضافة إلى تكاليفها الباهضة خلا تكاليف السفر المخيفة..
عندها عرف أن العيش بقلب مريض خير من أن يقلق اسرته ومحبيه
معه...
وتذكر أهله وأسرته..
واقشعر جسده وهو يتخيل انامل والدته الحنون.. وهي تسرح رأسه وتمسح على صدره برفق.
ثم
طافت به صور إخوته وأخواته وهو يلوحون له.. مودعين الوداع الأخير...
فاغرورقت عيناه بالدمع الساخنة..
(نعم.. سيتألمون لأني أخفيت عنهم الحقيقة.. ولكنها الأقدار)
وهنا سطع وجه طالبه العزيز (معاذ) وهو يسأله السؤال المعتاد: أستاذ..
هل تشكو من شيء؟؟؟ فتنهد في نفسه وقال: نعم اشكو فراقك وفراق أمثالك.. وأغمض عينيه وهو
يتمتم بصوت خافت : وداعا حبيبي لا لقاء إلى الحشر وإن كان في قلبي عليك لظى الجمر وبدأت انفاسه تتسارع
وشهق شهقتة.. هلل بعدها وتشهد...
ثم لفظ أنفاسه المعذبة وهو يبتسم ابتسامته الأخيرة ..
قرع الجرس معلنا الحصة الثالثة..(عربي).. ودخل المدرس الجديد وسلم وبدأ يقدم نفسه..
سمع الجميع شهقتة تبعها بكاء حار فالتفتوا إلى (معاذ) وهو يبكي أستاذه الغائب!!.. ربت
المدرس الجديد على كتفه وهو يقول: رويدك يا بني لله ما أخذ ولله ما اعطى، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا..
ولكن هيهات.. فدموعه كانت ابلغ من أي تعزية.. وظل (معاذ) حدث نفسه ودموعه تشاركه: هل سأحرم من دخول الأستاذ المرح..؟! من مزاحه وضحكته؟ّ وكيف سأشارك في المناسبات المسرحية واستاذي غائب؟! آه لو تدري يا أستاذ
أي ألم زرعته في نفسي برحيلك ما كذبت علي قط... آه..ليتك صارحتني.. عبى الأقل كنت شاركتك
آلامك وخففت عنك حزنك...
رحمك الله يا أستاذي، وعوضنا خيرا بفقدك، ولك الله في وحشت وعالمك الجديد!!!!!
كل عام وأنتم بلا أستاذ!!!
منقول من مجلة الأسرة