صاحبة الجمال
21-09-2008, 05:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة..
الآيات والأحاديث الواردة في الكبر وتحريمة من شأنها أن تجعل المسلم ذا
القلب الحي والإيمان الصادق والضمير اليقظ يقف صاغرا أمام عظمة الله وجلاله
ويندم خاشعا ذليلا على كل ما فرط منه من كبر أو عجب او خيلاء ويضرع غلى الله تائبا
منيبا راجيا إياه أن يرحم ضعفه ويشفى من مرض الكبر نفسه ويرزقه التواضع للحق
والتطامن للخاق وأن ينير له طريق الهدى ويرده عن أسباب الهلاك والردى...
حقيقة الكبر..
الكبر نوعان: باطن وظاهر.
الباطن: خلق في نفس الإنسان.
الظاهر: أعمال تصدر عن الجوارح.
وهذه الأعمال الظاهرة هي ثمرات لما في الباطن، فالباطن هو الأصل والظاهر فرع منه.
الكبر الباطني:
أن يرى المتكبر نفسه فوق من يتكبر عليه بحيث يصير كالعقيدة عنده فيفرح به ويركن إليه ويعتز في نفسه بسببه.. وذلك هو خلق الكبر.
ويتواجد الكبر من 3 أمور...
أن يرى لغيره منزلة.
ويرى لغيرة منزلة.
ولنفسه منزلة فوق منزلة غيره...بهذا يصبح لدى الإنسان
...(كبر باطني).
قال تعالى { إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إن هو السميع البصير}.
{ وكنتم عن آياته تستكبرون}.
وقال صلى الله عليه وسلم:( من تعظم في نفسه، واختال في مشييه، لقي الله وهو عليه غضبان).
في الأدلة السابقة..
يذكر الكبر بأنه حالة نفسية، وأحيانا بمعنى الآثار المترتبة على ما في النفس، وأحيانا يذكر الأمران معا.
وأنواع التكبر ومظاهره وآثاره في الناس كثيرة لا يمكن إحصاؤها وهي تختلف من فرد لآخر ومن بيئة إلى آخرى، ومن عصر لعصر...
فالولد الذي يأنف أن يسمع لأبيه ويخضع له لأنه تعلم أكثر من أبيه غهو إنسان عاق بسسب التكبر على والده
ومأواه النار إلا أن يعفو عنه أبو ويغفر له.
والطالب الذي يتعالى على أستاذه بسبب عناه أو منصب والده هو مكتبر دنيء النفس.
والزوجة التي تأنف أن تخضع لزوجها وتطيعه وتلين له بسبب أنها موظفة مثله أو أنها غنية بمالها أو بجمالها تعتبر متكبرة عليه وعاصية له ومحرم عليها أن تدخل الجنة حتى تعذب في جهنم أو يسامحها زوجها أو يتفضل الله عليها فيغفر لها.
والعالم الذي ينتظر من الناس أن ينحنوا له ويقبلوا يديه ويحملوا حذاءه هو عالم ركبه الكبر فصار أجهل الناس خيرا منه.
والمدير الذي يركب رأسه متجها في عمله إلى الأخطاء الضار ة بالأمة وإذا نصح أعرض وسخط على من نصحه هو إنسان دمر الكبر جانب الخير فيه حتى صار لا يستحق الورق الذي يوقع عليه باسمه.
والكثير الكثير من الأمثال التي نراها في عصرنا..
حكايات عن المتكبرين
1-
عن أُبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: إن رجلين تفاخرا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما للآخر:أنا
فلان بن فلان حتى عد تسعة، فمن أنت لا أم لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (افتخر رجلان عند موسى عليه السلام، فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام : قل للذي افتخر: بل التسعة من أهل النار وأنت عاشرهم)
. زوائد المسند بإسناد صحيح كما قال العراقي في التخريج على الإحياء الغزالي.
2- وروى أن رجلا في بني إسرائيل أتى عابدا من بني إسرائيل، فوطئ على رقبته وهو ساجد، فقال العابد: ارفع فو الله لا يغفر الله لك ، فأوحى الله إليه (على لسان نبيه): "أيها المتأللي علي: بل أنت لا يغفر الله لك".
رواه أبو داود بغير هذا السياق: قال العراقي و إسناده حسن.
3- وروى أن رجلا ذُكر بخير للنبي صلى الله علي وسلم، فأقبل ذات يوم، فقالوا يا رسول الله هذا الذي ذكرناه لك. فقال:(إني أرى في وجهه سفعة من الشيطان. فسلم ووقف على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أسألك بالله ،حدثتك نفسك أن ليس في القوم أفضل منك؟ قال: اللهم نعم).
رواه أحمد والبزار والدار قطني - ولم يضعفه العراقي.
وأخيرا..
اللهم لا تجعلنا من المتكبرين...
قمت بتلخيصه..
من كتاب :السلوك الإجتماعي في الإسلام
للمؤلف فضيلة الشيخ : حسن أيوب
مقدمة..
الآيات والأحاديث الواردة في الكبر وتحريمة من شأنها أن تجعل المسلم ذا
القلب الحي والإيمان الصادق والضمير اليقظ يقف صاغرا أمام عظمة الله وجلاله
ويندم خاشعا ذليلا على كل ما فرط منه من كبر أو عجب او خيلاء ويضرع غلى الله تائبا
منيبا راجيا إياه أن يرحم ضعفه ويشفى من مرض الكبر نفسه ويرزقه التواضع للحق
والتطامن للخاق وأن ينير له طريق الهدى ويرده عن أسباب الهلاك والردى...
حقيقة الكبر..
الكبر نوعان: باطن وظاهر.
الباطن: خلق في نفس الإنسان.
الظاهر: أعمال تصدر عن الجوارح.
وهذه الأعمال الظاهرة هي ثمرات لما في الباطن، فالباطن هو الأصل والظاهر فرع منه.
الكبر الباطني:
أن يرى المتكبر نفسه فوق من يتكبر عليه بحيث يصير كالعقيدة عنده فيفرح به ويركن إليه ويعتز في نفسه بسببه.. وذلك هو خلق الكبر.
ويتواجد الكبر من 3 أمور...
أن يرى لغيره منزلة.
ويرى لغيرة منزلة.
ولنفسه منزلة فوق منزلة غيره...بهذا يصبح لدى الإنسان
...(كبر باطني).
قال تعالى { إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إن هو السميع البصير}.
{ وكنتم عن آياته تستكبرون}.
وقال صلى الله عليه وسلم:( من تعظم في نفسه، واختال في مشييه، لقي الله وهو عليه غضبان).
في الأدلة السابقة..
يذكر الكبر بأنه حالة نفسية، وأحيانا بمعنى الآثار المترتبة على ما في النفس، وأحيانا يذكر الأمران معا.
وأنواع التكبر ومظاهره وآثاره في الناس كثيرة لا يمكن إحصاؤها وهي تختلف من فرد لآخر ومن بيئة إلى آخرى، ومن عصر لعصر...
فالولد الذي يأنف أن يسمع لأبيه ويخضع له لأنه تعلم أكثر من أبيه غهو إنسان عاق بسسب التكبر على والده
ومأواه النار إلا أن يعفو عنه أبو ويغفر له.
والطالب الذي يتعالى على أستاذه بسبب عناه أو منصب والده هو مكتبر دنيء النفس.
والزوجة التي تأنف أن تخضع لزوجها وتطيعه وتلين له بسبب أنها موظفة مثله أو أنها غنية بمالها أو بجمالها تعتبر متكبرة عليه وعاصية له ومحرم عليها أن تدخل الجنة حتى تعذب في جهنم أو يسامحها زوجها أو يتفضل الله عليها فيغفر لها.
والعالم الذي ينتظر من الناس أن ينحنوا له ويقبلوا يديه ويحملوا حذاءه هو عالم ركبه الكبر فصار أجهل الناس خيرا منه.
والمدير الذي يركب رأسه متجها في عمله إلى الأخطاء الضار ة بالأمة وإذا نصح أعرض وسخط على من نصحه هو إنسان دمر الكبر جانب الخير فيه حتى صار لا يستحق الورق الذي يوقع عليه باسمه.
والكثير الكثير من الأمثال التي نراها في عصرنا..
حكايات عن المتكبرين
1-
عن أُبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: إن رجلين تفاخرا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما للآخر:أنا
فلان بن فلان حتى عد تسعة، فمن أنت لا أم لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (افتخر رجلان عند موسى عليه السلام، فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام : قل للذي افتخر: بل التسعة من أهل النار وأنت عاشرهم)
. زوائد المسند بإسناد صحيح كما قال العراقي في التخريج على الإحياء الغزالي.
2- وروى أن رجلا في بني إسرائيل أتى عابدا من بني إسرائيل، فوطئ على رقبته وهو ساجد، فقال العابد: ارفع فو الله لا يغفر الله لك ، فأوحى الله إليه (على لسان نبيه): "أيها المتأللي علي: بل أنت لا يغفر الله لك".
رواه أبو داود بغير هذا السياق: قال العراقي و إسناده حسن.
3- وروى أن رجلا ذُكر بخير للنبي صلى الله علي وسلم، فأقبل ذات يوم، فقالوا يا رسول الله هذا الذي ذكرناه لك. فقال:(إني أرى في وجهه سفعة من الشيطان. فسلم ووقف على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أسألك بالله ،حدثتك نفسك أن ليس في القوم أفضل منك؟ قال: اللهم نعم).
رواه أحمد والبزار والدار قطني - ولم يضعفه العراقي.
وأخيرا..
اللهم لا تجعلنا من المتكبرين...
قمت بتلخيصه..
من كتاب :السلوك الإجتماعي في الإسلام
للمؤلف فضيلة الشيخ : حسن أيوب