مرحبا وأهلا بحبيب جاء على فاقة ,,,

[أبوعبدالرحمن]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبعد
عندما تكتمل دورة الفلك ويشرق على الدنيا هلال رمضان حينئذ تهفو النفوس وتتطلع شوقا لمدرسته هذه المدرسة التي تعيد للقلوب صفاءها وللضمائر نقاءها .
إن بلوغ رمضان نعمة ظيمة ومنة جسيمة والذي ياتي بعد غياب ويعود بعد فراق فكان حبيبا جاء على فاقة , فاحمد الله أن مد في عمرك وجعلك تدرك هذا الشهر فكم غيب الموت من صاحب ووارى الثرى من حبيب , اجعل من رمضان جنة من جنان الرضا والتسليم , زد فيه غراسك وكثر وروده وفتق أكمامه وشق أنهاره وعظم أزهاره .
يا لجلال رمضان ويا لروعته , الأرض والسماء في فرحة استقبال رمضان والبهجة به , سبحانك ربي ما أعظمك ... في رمضان تتجلى روح الاخاء والمساواة والتعاطف جلية كالشمس ناصعة كالبدر , وحدة في الشعور والمشاعر وحدة في الهدف والغاية وحدة في القول والعمل .
فكن أيها الصائم أملاً في رمضان تتحقق فيه الأمنية وتتم فيه العطية بصفحة نقية وأعمال مرضية وعطية ربانية وحياة روحانية , تذوق فيه حلاوة الطاعة ولذة الايمان والأنس بالواحد الديان , كن مع آمال رمضان مسارعا للخيرات , محافظا على الصلوات , بعيدا عن السيئات , منطرحا بين يدي جبار الأرض والسموات .
فهيا إلى رمضان على أن تكون من أهلها وإياك ثم إياك من آلام التفريط ونذر الحسرة فإن كثرة الذنوب تحجب الأنس بعلام الغيوب وتمنع السعادة بالايمان .
تقرب إلى الله فإن رمضان أمل وأمنية همة وطموح فأهلا وسهلا بأشرف الشهور الذي يأتي بعد طول غياب ولهفة واشتياق .
رمضان أيها الصائم ـ أمل المحبين لكتاب الله تلاوة وتدبرا وعملا بحدوده وحروفه , ليعيشوا معه ويأنسون به , فقد كان جبريل عليه السلام يدارس نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان وكان عثمان رضي الله عنه يختم في قيام رمضان كل يوم مرة وبعضهم كل ثلاث أو سبع أو عشر,
وما هذا الاجتهاد إلا لأن للقرآن في رمضان طعم ومذاق خاص فهو يعيد ذكرى النزول وأيام التدارس وأوقات اهتمام السلف .