تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة الاعتذار الراقية؟


بدوررر
02-01-2009, 11:59 AM
نعيش: في هذه الحياة وكأننا ولدنا بلا أخطاء،
فكما أننا نعيش أياماً سعيدة مع أشخاص يكنــــون
لنا المحبة والتقدير، ويراعون مشاعرنا فلا يبدون
إلا ما يسرنا، ويضيئون شموس أيامنا بالفرح فلا
يظهرون إلا مــــــا يسعدنا، ويوقدون أقمار ليالينا
بالسرور، إلا أن ثمة أياماً تعيسة لابدوأن تعترضنا
فيجرح بعض أولئك الأحباء مشـــاعرنا ويؤذونها؛
إما بالكــــــــــــلام القاسي أو التصرفات الحمقاء،
فتنقلب تلك السعادة المشرقة في نفوسنا إلى بؤس
وشقـــاء حالك يخيم على قلوبنا فيصبغها بالسواد،
بل قـــــد تتحول العلاقة الجميلة إلى كره وبغضاء،
فيكتسي نهارنا بالدجى بعد أن كان ليلنا يضيء
بقناديل الحب والعطاء.
ومن الطبيعي أن نغضب ونحزن، وقد نتكــــور عــلى ذواتنا،
تتحلب المرارة في أفواهنا، وتستمطر نفــــــوسنا الحـــــــزن
فترتوي بغيث الوحدة، وتشتعل بالغضب، وتتأجج بنار الحنق!
وجميل أن نعطي قلوبنا المساحة الكافية بما تحتاجــــــــــــه
من شتى أنـــــــــواع الأسى حتــــــــــى الارتــــــواء، فالنفس
تجنح للحـــــــزن وتميل لاستجـــــــــلاب الأسى حين تصاب
بالخيبة، هكذا خُلقت وهكذا ستظــــــــــــل!! وفي الوقت الذي
ينبغي أن نبقى على اتصال مع ما يجــــــــــــري داخل قلوبنا،
يحسن بنا ألا نستمرئ ذلك الحزن حتى لا يتحول إلى كآبة ويأس.
وبالمقابل قد نكون نحن الأبطال في مسرحية جرح المشاعر،
بيد أننا قد لا نعترف أبداً بقيامنا بهذا الدور الــــــــــــوحشي،
ولا نقـــــــــــر بشراستنا تجـــــــاه الآخرين. وإن اعترفنــا
فإن لدينا ما يكفـــــــــي من دواع ٍوأسباب ٍللقيام بهذا العمل،
وعندنا الكثير من المبررات والدوافع التي تخول
لنا جـــــرح الآخرين، ومــــــن ثـــــم فإننا قد
نتجاهل مشـــــــــــــــــــاعر الألم لديهم،لنجد أنفسنا أقدر
مـــــــــــن يقدم الأعذار ويبررها،
بينما نتردد ونحجم عن تقــــــديم الاعتذار،
بل لا نعرف أبسط أدبياته أو أدق أبجدياته إما بسبب المكــــــــــابرة أو الشموخ
أو بسبب النزعة الذاتية المسيطرة داخل نفوسنا تسقيها جداول
من ضعف الايمان وضعف الثقة بالنفس وقليل من تذوق جمال الاعتراف بالخطأ.
وكثير منا يرى أن الاعتذار هزيمة رغم أنه يشكل
القوة في المقدرة على كبح جماح النفس. ودحر الهوى،
بل إنه أكبر مذيب لدهون الغضب، ومطهر لجروحها، وعلاج
لتسمم النفوس، ورباط لكسورها ومرمم لتصدعاتها.
إن الاعتذار ثقافة راقية لا يجيد ممارستها الكثيرون،
وفن جميل لا يحسنون تذوقه، ويقصر
عن فهمه ذوو النفوس الجبانة الذين لا يستطيعون
مواجهة أخطائهم بسهولة، وبالتالي لا يستطيعون
تحمل مسؤولية تبعاتها، فضلاً عن أنهم لا يقيمون لعلاقاتهم
الإنسانية مع الآخرين أدنى اهتمام، ولا يعولون عليها أهميـــــة.
فإن جرحوا عزيزاً، أو آذوا حبيباً، أو أضروا غالياً عليهم
فلا ترى أرواحهم تذهب حسرات لفقدهم إياه! ولا تذوب
قلوبهم أسى عليه، ولا تعزف أوتار أفئدتهم حنيناً إليه،
ولا تسقط أوراق أشجار حياتهم وجعاً فتتوسد
الأرض حزناً عليه، ولا تتحول لديهم ألوان الطيف
للــــون واحد شاحب حين تشـــــــرق شمس يوم دون
تواجده أو سماع صوته أو استرجاع ضحكاته.

هؤلاء كيف يتعلمون
ثقافة الاعتذار الراقية؟
وكيف يجيدون ذلك
الفن الإنساني البديع؟!!

رووح الغلا
02-01-2009, 06:14 PM
برأيي أن (الإعتراف بالخطأ والندم عليه والعزم على عدم تكراره) أهم بكثير من الإعتذار نفسه

البعض يعتذر بطريقة تزيد الموقف سوءا ، فهو يعتذر (قسرا) فقط كي لا يخسر الموقف

لا يهمني الإعتذار بقدر اعتراف الشخص بغلطته وندمه الصادق عليها

هنا .. لا أهتم إن قدم اعتذاره أم لا .. فاعترافه وندمه وتوبته هو كل ما يهمني لعودة المياه لمجاريها.

يبدو أنني خرجت عن المطلوب في الموضوع
لكنني فقط أحببت أن أوضح هذه النقطة لأني أراها في غاية الأهمية

**********************

نعود للإعتذار .. بالنسبة لي ..

أرى أن الشخص الواثق من نفسه لا يتردد في الإعتذار عن أخطائه بوضوح وتهذيب

وهو ليس بحاجة لتذكيره بخطئه وبضرورة اعتذاره

والعكس صحيح .. صاحب الشخصية الضعيفة هو من يرى في اعتذاره إهانة له وجرح لكرامته

********************
الإعتذار فن لايُـتقنه
الا القليل ..ومن منا يجيد
الإعتذار بـصيغه واضحه ؟
بالتأكد هناك أُناس يجيدون هذا الفن ..
لاكن متى يكون الإعتذار صادق من القلب ؟
ربما يكون هذا هو فَــنُ الإعتذار ..


عافاك الله

بدوررر
02-01-2009, 09:34 PM
أسعدني مرورك ووجهة نظرك الاكثر من رائعه تعابير وكلمات مبدعه

رحيل
06-01-2009, 03:28 PM
اختي الكريمة

ان الاعتذار هو قمة الثقة بالنفس , وهودليل على رقي
الانسان وصراحته وصدقه مع نفسه ,, بل هو القوة لا الضعف كما يظن البعض
" كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون "
والتوبه اماتكون باقلاع عن معصية او تقدير اعتذار
لمن ارتكب بحقه الخطأ
تسلمين على جمال الطرح

رحيل