تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : انها لحظة الوداع


مريخي
03-02-2009, 10:14 AM
قبل الفجر ...
قبل ان ينادي المنادي { الصلاة خير من النوم }
في الليل ...
استيقضت الام على صوت موسيقى منبه السيارة { الهادئ }..
نظرت من نافذة المنزل ...

تأملت ...
وتألمت ...
والصوت حزن ...
والحال ألم ..
نعم ...
انها سيارة نقل المعلمات ..
انها الخطر ...
انها اصعب الامر ..
وبعد ان جهزت الام ملابسها وادواتها ..
اتجهت لطفلها الصغير ..
حملته على صدرها وضمته ضمة وداع ..

وهمست في اذنه وقالت .... أحبك
ووضعته بجوار والده وهي تقول وداعاً فأنا احبك ..
ثم اتجهت الى حجرة ابنائها الاخرين ..
تقبّل هذا على جبينه وهذا ودموعها تسيل على وجهها ..
تقبل ابنتها على وجنتها بكل شفقه ..
وتبتعد عنهم قليلاً وتقول .... || أنا أحبكم || ...
وتنظر إليهم نظرة الوداع ..
وبكل صعوبة تتجه لباب المنزل خارجة الى سيارة النقل ...
ثم تتردد وتعود مسرعة الى فلذات كبدها وتقبلهم بقوه وتقول وداعاً احباب قلبي وداعاً ...
وتخرج بعدها الى سيارة الموت ..
الى طريق الهلاك ..
الى درب الخوف ..
نعم هو درب الموت فسالكه مفقود والعائد منه مولودٌ مولود ..
السائق بشر ..
لجسده عليه حق والنوم من اعظم حقوق الجسد ..
والطريق رعب ..
طريق حفر و منعطفات و مطبات و منحنيات خطرة و مسار ضيّق ..
والوقت ليل ..
ظلام داكن ..
رهبة وخوف ..
والمسافة ثلاثمائة كيلو متر والوقت المتبقي ساعاتان ...
والوظيفة مسؤولية ..
والحياة صعبة لابد لها من كد وكدح ..
انطلقت رحلة الموت..
وبعد ساعة وفي ظلمة الليل حصل ما كان على الحسبان ..
حااااااادث ....
اجساد طاهرة تتمزق ...
ورود تناثرت على الازفلت ..
امهات رحلن عن الحياة ..

رحلت الام وهي في الخامسة والعشرين من عمرها ..
رحلت قبل ان تشرح ما دونته بالامس في دفتر تحضير دروسها ..
رحلت والحبر في مذكراتها يختلط بدم الحنان المسكوب ..
رحلت وفراخها في عشها لازالوا يبحثون عن دفئها وحنانها ..
رحلت وفي مخيلتها افكار و طموح و مقاصد و اهداف لم ترى النور ..
رحلت وخلفها ام عجوز تبكي فراق ابنة يافعه ...
رحلت وورائها زوج حنون طيب <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

عاد الابناء من المدرسة ليحدثوا امهم بما فعلوا وما وجدوا في المدرسه ..
ليرونها دفاترهم وماذا كان نصيبهم من اشادة معلميهم ..
ليقولوا لها نحبك ...
ليقبلوا يديها الطاهرتين حباً واحتراماً وطاعة ..
لكن للأسف ..
امهم ذهبت لبيت اخر ..
امهم في الصباح الباكر وهم نائمون سال دمها على ازفلت العناء ...
ووظيفة امهم اهدتهم اليتم منذ نعومة اظافرهم ..
وما اقساها من لحظة اتدرون ماهي ...
انها لحظة الوداع ...انها لحظة الوداع<o:p></o:p>
منقول

رحيل
09-02-2009, 05:11 PM
اخي مريخي
عافاك الله على طرحك
ورحم الله جميع المعلمات اللاتي رحن ضحية لحوادث
السير وهن متجهات لاجلّ مهنة في المناطق النائية
ولكن مانؤمن به ان لكل اجل كتاب

حفظنا الله واياكم اجمعين

ر:30:حيـــــــل

® رحــــال ®
09-02-2009, 08:54 PM
اشكرك أخوي

ويعطيك الله العافية

بنت أبوي
10-02-2009, 05:31 PM
:5::5::5::5::5::5: موضوع يخوف :5::5::5::5::5::5:
لحظة أصادفها يوميا ( الله يستر )
ياترى ماذا نفعل ؟؟؟ :16: