همسة قمر
28-02-2009, 10:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بداية الكلام إذا لم يكن للداخل همة لإكمال الموضوع فلسنا بحاجة له هنا
فموضوعنا اليوم سيكون عن الهمة العالية و ضرورتها في الحياة
و الهمة هي الباعث على الفعل و يطلق عليها إسم العزيمة أو الإرادة
ولا يكفي في الهمة أن تكون قلبية فلا بد لها أن تظهر على الجوارح ليصبح الإنسان " صاحب همة "
و الهمة التي سأهتم بها هنا همتنا على الأعمال التي تقرب للأخرة وليس لأعمال الدنيا
فهمتنا في الدنيا والركض فيها ليس بحاجة إلى رفع و إهتمام فهو محل إهتمامنا أصلاً
فبالساعة السادسة يستيقظ معظم الناس لكي يذهبوا إلى أعمالهم ولا يستطيع أن يستيقظ قبل ذلك بنصف ساعة ليصلي الفجر جماعة ..!!
ولكي نفرق بين الهمة بالحياة الدنيا والاخرة نقول :
همتنا في الدنيا تنتهي بمنال الهدف فمن يسعى بهمته للترقيه أو إنهاء الدراسه فعندما ينال مبتغاه تنتهي عندها همته
ولكن الهمة في العمل بالدنيا لنوال الأخرة لا تنتهي همته إلا بإنتهاء عمره لينتقل إلى الدار الآخرة
ليقطف ثمرة همته ألا وهي الجنة .... ولكن ....
( ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة )
فالغالي لا يُشترى بالنوم عن صلاة الفجر ولا بترك الحجاب ولا بهجر القرأن و لا ...ولا ... ولا ...من ترك الأوامر و إنتهاك المحرمات
ولكن السلعة الغالية تحتاج إلى عمل مستفيض و جهد كبير لا يقوم به إلا صاحب الهمة
وعقيدة أهل السنة والجماعة في الإيمان بأنه يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي
ولا شك أن الهمة مربوطة بالإيمان فكلما زاد الإيمان زادت الهمة على الطاعات و قلت إنتهاكات المحرمات
وكلما نقص الإيمان قلت الهمة عن الطاعات وضعف الإنسان أمام المعاصي وتهاون بها
لذا فقيمة الإنسان في الأخرة تزداد بإزدياد همته
وفي الجنة درجات يتفرق فيها أصحاب الهمم العاليه عن غيرهم فتزداد الدرجة بإزدياد الهمة
ومن الناس من لا يصلي ويقول : لم تأتيني الهداية ..!! وعليهم نقيس ..
فماذا ينتظر أولئك , أن تأتيهم الملائكة لتصب عليهم الماء ليتوضؤا و لتحملهم إلى المساجد ليصلوا ..!!
هل يعتقد أولئك بأن الهداية والهمة العالية كأس من الشراب يتجرعه أم رزق على الباب يجده ..!!
ألم تسمعوا قول سيد البشر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي :
( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم
يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم .. )
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 4345 في صحيح الجامع
فالهداية و الإستطعام والكسوة و الإستغفار لا تتم بالإسترخاء و بالخمول ولكن بالإستهمام والهمة
و لنتأمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض
والفردوس أعلى الجنة وأوسطها وفوقه عرش الرحمن ومنها يتفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس )
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 3121 في صحيح الجامع
فحتى في الدعاء فكن صاحب همة وأنظر إلى أعلى المنازل و أطلبها من الله سبحانه وتعالى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها )
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 1890 في صحيح الجامع
فالهمة كلما ارتفعت وعلت بعدت عن الافات وكلما دنت وتدنت كلما قربت من الافات
ومن أهم البواعث على علو الهمة محبة الله و الخوف من الله و معرفته حق المعرفة بأسماءه وصفاته
ولا يكون ذلك إلا بالعلم
و لننهي كلامنا بنقل من كتاب مفتاح السعادة ص 46 لإبن القيم
( ولما كان هذا العهد الكريم والصراط المستقيم والنبأ العظيم لا يوصل اليه ابدا إلا من باب العلم والارادة فالارادة باب الوصول اليه والعلم مفتاح ذلك الباب المتوقف فتحه عليه
وكمال كل انسان إنما يتم بهذين النوعين همة ترقّيه وعلم يبصّره ويهديه
فإن مراتب السعادة والفلاح إنما تفوت العبد من هاتين الجهتين او من احداهما اما ان لا يكون له علم بها فلا يتحرك في طلبها او يكون عالما بها ولا تنهض همته اليها
فلا يزال في حضيض طبعه محبوسا وقلبه عن كماله الذي خُلق له مصدودا منكوسا .. واستلان فراش العجز والكسل
ولما كان كمال الارادة بحسب كمال مرادها وشرف العلم تابع لشرف معلومه كانت نهاية سعادة العبد الذي لا سعادة له بدونها ولا حياة له إلا بها
....وأن تكون إرادته متعلقة بالمراد الذي لا يبلى ولا يفوت وعزمات همته مسافرة الى حضرة الحي الذي لا يموت ولا سبيل له إلى هذا المطلب الاسني والحظ الاوفى
الا بالعلم الموروث عن عبده ورسوله وخليله وحبيبه الذي بعثه لذلك داعيا وأقامه على هذا الطريق هاديا وجعله واسطة بينه وبين الانام وداعيا لهم بإذنه الى دار السلام
وأبى سبحانه ان يفتح لاحد منهم الاعلى يديه او يقبل من احد منهم سعيا الا ان يكون مبتدأ منه ومنتهيا اليه )
إنتهى كلامه رحمه الله وجعل الجنة مثواه
و أرجو من الجميع كتابة الأمور التي إما تزيد من علو الهمة أو تثبط منها لنتشارك في الأفكار و نخرج بالماء الزلال
وإني أعتبر أحد آفات علو الهمة التسويف والتي تجعل الإنسان يؤجل العمل الصالح حتى ينساه أو يتناساه... والباقي عندكم
اللهم إن كان ماكتبت حقاً فمن الله وحده و إن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان
والله ولي التوفيق
في بداية الكلام إذا لم يكن للداخل همة لإكمال الموضوع فلسنا بحاجة له هنا
فموضوعنا اليوم سيكون عن الهمة العالية و ضرورتها في الحياة
و الهمة هي الباعث على الفعل و يطلق عليها إسم العزيمة أو الإرادة
ولا يكفي في الهمة أن تكون قلبية فلا بد لها أن تظهر على الجوارح ليصبح الإنسان " صاحب همة "
و الهمة التي سأهتم بها هنا همتنا على الأعمال التي تقرب للأخرة وليس لأعمال الدنيا
فهمتنا في الدنيا والركض فيها ليس بحاجة إلى رفع و إهتمام فهو محل إهتمامنا أصلاً
فبالساعة السادسة يستيقظ معظم الناس لكي يذهبوا إلى أعمالهم ولا يستطيع أن يستيقظ قبل ذلك بنصف ساعة ليصلي الفجر جماعة ..!!
ولكي نفرق بين الهمة بالحياة الدنيا والاخرة نقول :
همتنا في الدنيا تنتهي بمنال الهدف فمن يسعى بهمته للترقيه أو إنهاء الدراسه فعندما ينال مبتغاه تنتهي عندها همته
ولكن الهمة في العمل بالدنيا لنوال الأخرة لا تنتهي همته إلا بإنتهاء عمره لينتقل إلى الدار الآخرة
ليقطف ثمرة همته ألا وهي الجنة .... ولكن ....
( ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة )
فالغالي لا يُشترى بالنوم عن صلاة الفجر ولا بترك الحجاب ولا بهجر القرأن و لا ...ولا ... ولا ...من ترك الأوامر و إنتهاك المحرمات
ولكن السلعة الغالية تحتاج إلى عمل مستفيض و جهد كبير لا يقوم به إلا صاحب الهمة
وعقيدة أهل السنة والجماعة في الإيمان بأنه يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي
ولا شك أن الهمة مربوطة بالإيمان فكلما زاد الإيمان زادت الهمة على الطاعات و قلت إنتهاكات المحرمات
وكلما نقص الإيمان قلت الهمة عن الطاعات وضعف الإنسان أمام المعاصي وتهاون بها
لذا فقيمة الإنسان في الأخرة تزداد بإزدياد همته
وفي الجنة درجات يتفرق فيها أصحاب الهمم العاليه عن غيرهم فتزداد الدرجة بإزدياد الهمة
ومن الناس من لا يصلي ويقول : لم تأتيني الهداية ..!! وعليهم نقيس ..
فماذا ينتظر أولئك , أن تأتيهم الملائكة لتصب عليهم الماء ليتوضؤا و لتحملهم إلى المساجد ليصلوا ..!!
هل يعتقد أولئك بأن الهداية والهمة العالية كأس من الشراب يتجرعه أم رزق على الباب يجده ..!!
ألم تسمعوا قول سيد البشر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي :
( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم
يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم .. )
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 4345 في صحيح الجامع
فالهداية و الإستطعام والكسوة و الإستغفار لا تتم بالإسترخاء و بالخمول ولكن بالإستهمام والهمة
و لنتأمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض
والفردوس أعلى الجنة وأوسطها وفوقه عرش الرحمن ومنها يتفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس )
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 3121 في صحيح الجامع
فحتى في الدعاء فكن صاحب همة وأنظر إلى أعلى المنازل و أطلبها من الله سبحانه وتعالى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها )
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 1890 في صحيح الجامع
فالهمة كلما ارتفعت وعلت بعدت عن الافات وكلما دنت وتدنت كلما قربت من الافات
ومن أهم البواعث على علو الهمة محبة الله و الخوف من الله و معرفته حق المعرفة بأسماءه وصفاته
ولا يكون ذلك إلا بالعلم
و لننهي كلامنا بنقل من كتاب مفتاح السعادة ص 46 لإبن القيم
( ولما كان هذا العهد الكريم والصراط المستقيم والنبأ العظيم لا يوصل اليه ابدا إلا من باب العلم والارادة فالارادة باب الوصول اليه والعلم مفتاح ذلك الباب المتوقف فتحه عليه
وكمال كل انسان إنما يتم بهذين النوعين همة ترقّيه وعلم يبصّره ويهديه
فإن مراتب السعادة والفلاح إنما تفوت العبد من هاتين الجهتين او من احداهما اما ان لا يكون له علم بها فلا يتحرك في طلبها او يكون عالما بها ولا تنهض همته اليها
فلا يزال في حضيض طبعه محبوسا وقلبه عن كماله الذي خُلق له مصدودا منكوسا .. واستلان فراش العجز والكسل
ولما كان كمال الارادة بحسب كمال مرادها وشرف العلم تابع لشرف معلومه كانت نهاية سعادة العبد الذي لا سعادة له بدونها ولا حياة له إلا بها
....وأن تكون إرادته متعلقة بالمراد الذي لا يبلى ولا يفوت وعزمات همته مسافرة الى حضرة الحي الذي لا يموت ولا سبيل له إلى هذا المطلب الاسني والحظ الاوفى
الا بالعلم الموروث عن عبده ورسوله وخليله وحبيبه الذي بعثه لذلك داعيا وأقامه على هذا الطريق هاديا وجعله واسطة بينه وبين الانام وداعيا لهم بإذنه الى دار السلام
وأبى سبحانه ان يفتح لاحد منهم الاعلى يديه او يقبل من احد منهم سعيا الا ان يكون مبتدأ منه ومنتهيا اليه )
إنتهى كلامه رحمه الله وجعل الجنة مثواه
و أرجو من الجميع كتابة الأمور التي إما تزيد من علو الهمة أو تثبط منها لنتشارك في الأفكار و نخرج بالماء الزلال
وإني أعتبر أحد آفات علو الهمة التسويف والتي تجعل الإنسان يؤجل العمل الصالح حتى ينساه أو يتناساه... والباقي عندكم
اللهم إن كان ماكتبت حقاً فمن الله وحده و إن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان
والله ولي التوفيق