المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد والعبر من قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز


سحااابة شوق
05-04-2009, 06:10 PM
<CENTER></CENTER><CENTER>الفوائد والعبر من قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز</CENTER>
<!-- / icon and title --><!-- message -->http://www.alahsaa.net/vb/imgcache/13059.imgcache.gif

يقول الإمام ابن القيّم الجوزية رحمه الله : ونختم الجواب بفصل متعلق بعشق الصور وما فيه من المفاسد العاجلة والآجلة وإن كانت أضعاف ما يذكره ذاكر فإنه يفسد القلب بالذات وإذا فسد القلب فسدت الإرادات والأقوال والأعمال وفسد ثغر التوحيد كما تقدم وسنقرره أيضا إن شاء الله تعالى ... والله سبحانه وتعالى إنما حكى هذا المرض عن طائفتين من الناس وهم اللوطية والنساء فأخبر عن عشق امرأة العزيز ليوسف وما راودته وكادته به وأخبر عن الحال التي صار إليها يوسف بصبره وعفته وتقواه مع إن الذي ابتلي به أمر لا يصبر عليه إلا من صبره الله عليه فإن موافقة الفعل بحسب قوة الداعي وزوال المانع وكان الداعي ها هنا في غاية القوة وذلك من وجوه :

أحدها : ما ركب الله سبحانه في طبع الرجل من ميله الى المرأة كما يميل العطشان الى الماء والجائع الى الطعام ، حتى إن كثيرا من الناس يصبر عن الطعام والشراب ولا يصبر عن النساء وهذا لا يذم اذا صادف حلالا ، بل يحمد عليه.

الثاني : أن يوسف عليه السلام كان شابا وشهوة الشباب وحدته أقوى .

الثالث : أنه كان عزبا لا زوجة له ولا سرية تكسر قوة الشهوة .

الرابع : أنه كان في بلاد غربة يتأتى للغريب فيها من قضاء الوطر ما لا يتأتى لغيره في وطنه وأهله ومعارفه .

الخامس : أن المرأة كانت ذات منصب وجمال ، بحيث أن كل واحد من هذين الامرين يدعو الى مواقعتها .

السادس : أنها غير ممتنعة ولا آبية ، فإن كثيرا من الناس يزيل رغبته في المرأة إباؤها وامتناعها لما يجد في نفسه من ذلك الخضوع والسؤال لها ، وكثير من الناس يزيده الأباء والإمتناع إرادة وحبا ، كما قال الشاعر :

وزادني كلفا في الحب أن منعت = أحب شيء الى الإنسان ما منعا
<SCRIPT type=text/javascript>doPoem(0)</SCRIPT>
فطباع الناس مختلفة فمنهم من يتضاعف حبه عند بذل المرأة ورغبتها ويضمحل عند إبائها وإمتناعها ، وأخبرني بعض القضاة أن إرادته وشهوته تضمحل عند إمتناع امرأته أو سريته وإبائها ، بحيث لا يعاودها ، ومنهم من يتضاعف حبه وإرادته بالمنع فيشتد شوقه كلما منع ، ويحصل له من اللذة بالظفر بالضد بعد إمتناعه ونفاره ، واللذة بإدراك المسألة بعد إستصعابها وشدة الحرص على إدراكها .

السابع : أنها طلبت وأرادت وراودت وبذلت الجهد ، فكفته مؤنة الطلب وذل الرغبة إليها بل كانت هي الراغبة الذليلة وهو العزيز المرغوب إليه .

الثامن : أنه في دارها وتحت سلطانها وقهرها ، بحيث يخشى إن لم يطاوعها من أذاها له ، فاجتمع داعي الرغبة والرهبة .

التاسع : أنه لا يخشى أن تنمّ عليه هي ولا أحد من جهتها فإنها هي الطالبة والراغبة ، وقد غلقت الأبواب وغيبت الرقباء .

العاشر : أنه كان مملوكا لها في الدار ، بحيث يدخل ويخرج ويحضر معها ولا ينكر عليه ، وكان الأنس سابقا على الطلب ، وهو من أقوى الدواعي كما قيل لامرأة شريفة من أشراف العرب ما حملك على الزنا ؟ قالت : قرب الوساد وملول السواد ، تعني قرب وساد الرجل من وسادتي وطول السواد بيننا .

الحادي عشر : أنها استعانت عليه بأئمة المكر والإحتيال ، فأرته إياهن وشكت حالها إليهن لتستعين بهن عليه فاستعان هو بالله عليهن فقال ( وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ) .

الثاني عشر : أنها تواعدته بالسجن والصغار وهذا نوع إكراه ، إذ هو تهديد من يغلب على الظن وقوع ما هدد به ، فيجتمع داعي الشهوة وداعي السلامة من ضيق السجن والصغار .

الثالث عشر : أن الزوج لم يظهر من الغيرة والنخوة ما يفرق به بينهما ويبعد كلا منهما عن صاحبه ، بل كان غاية ما قابلها به أن قال ليوسف ( أعرض عن هذا ) وللمرأة ( واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين ) وشدة الغيرة للرجل من أقوى الموانع .

وهنا لم يظهر منه غيرة !ّ ومع هذه الدواعي كلها فآثر مرضات الله وخوفه وحمله حبه لله على أن اختار السجن على الزنا فقال ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) وعلم أنه لا يطيق صرف ذلك عن نفسه ، وأن ربه تعالى إن لم يعصمه ويصرف عنه كيدهن صبا إليهن بطبعه وكان من الجاهلين ، وهذا من كمال معرفته بربه وبنفسه وفي هذه القصة من العبر والفوائد والحكم ما يزيد على الألف فائدة

® رحــــال ®
05-04-2009, 08:06 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

لحن لأمل
06-04-2009, 08:02 PM
يسلمووووووووووو ... جدااا استمتعت بقراءة هذه الفوائد .. جزيتي الجنان

سحااابة شوق
07-04-2009, 02:04 PM
مشكورين ع لمرور:30::30:

شمعة وفااا
07-04-2009, 05:17 PM
جزاك الله خير ..وبارك الله فيك
جعل الله ماكتبتيه في موازيين حسناتك ان شاء الله
دمتي بحفظ الرحمن..