منى عبداللطيف
17-01-2010, 07:34 PM
محطـــــات عدّة....
كم أكره تجاهل الأمكنة عندما أُصاب بثرثرة..!
وكم يزعجزني عدم إكتراثها بي , أشعر وكأنه حق عليها أن تسمعني..!
فبحكم وحدتي قد ألزمت عليها عمل الإصغاء...
وكم أكره تمردها في بعض الأحيان , ولكن لا مفر ممن إحتوى ذاتك بكل
حماقاتها /هزائمها ..
فأقل مايجب أن تقدمه هو البقاء وهو ماأرغب به..!
ذات انكسار...
كنتُ أرغب في أن أسكبه حبر على ورق ليسكن قلبي قليلاً..
**اعتدنا على قبض القلم حال إنطفاء شمعة ما في حياتنا حتى وإن اختلفت
أسباب ذاك الإنطفاء..
مسكتُ قلمي..بدأتُ بالكتابة..كتبتُ حروفاً عدة لمعنى واحــد..!
الوحدة , والذاكرة المتعبة...
وكأن قلمي جُبل على تسطيرهما..! حقيقة ماقرأته ذات يوم..
(( نحن لا نشفى من ذاكرتنا..وإضافة مني لانستغني عن واقعنا..! ))
لذا كانت الوحدة والذاكرة تملأنني حــد الإستئناس بهما...
...
لاأعلم سبب إصراري على قراءة نفس الرواية في ظروف كهذه..تلك الرواية
التي أدهشتني بعظمة حزنها وقد أوجعتني حد البكاء..!
لماذا اقرأها الآن بالتحديد..؟!
حتى اضطرابات آخر متاعبي لم تسكن بعد!
في هذه المرة أيضا لم ينسَ الحزن أن يقف معي ...!
أقدر وفاءه كثيراً...
,,,,,,,
حدث أن حلمتْ..
أن نطقت بـ ( أتمنى ) .. أن تحايلت على الزمن لأهب لنفسي قدراً آخر غير قدري هذا..حدث أن سعيت
وراء حلمي طلباً في تحقيقه..
وحدث أن أيقنت به..!
لكن لا أظن أن للمحال أن يصبح ممكناً..!
يلزمني ثمة مقولة هنا..
خُلقتْ الأحلام كي لا تتحقق .
وكتعزية لهمتي المحطمة , مازالت أجمع فتات أمل تبقى لي منذ زمن لم أعد
أذكره تماما..
لأعتاد على تقبيل يد الحلم ليمدني بمزيد من الوقت كي لايموت..!
غريب....
هل نحن مرغمين على الإنكسار من أجل حلم؟
ربما فهناك أوطان لا تنكسر فقط بل يُقتل أبناؤها ظلما ومن أجل حلم الحرية!
ومن الجانب الآخر للحياة..
هناك فتية لن أقول في مقتبل العمر بل هم العمر بأكمله, ينكسرون أمام
أكثر من دائرة حكومية وأكثر من صرح للتعليم والتدريس ومن أجل حلم وظيفة!
أليس الأمر مثير للشجون..؟!
,,,,,,,
غرفة متوسطة .. يملأ أكثر زواياها الفراغ..!
ومكتبة صغيرة رتبت كتبها بكثير من التهذيب الواضح..إضافة لأريكة جميلة مع كونها بسيطة جداً..
عدة أوراق هنا وهناك قد امتلأت بحبره الذي لايقاوم بياضها...
هذا فقط .. مايحتاجه ليعيش عالمه ...المثالي... كما يردد دائماً !!
ذات مساء زرته دون أن أخبره بذلك..
**أفضل اللقاء بلا موعد..
وخلاف ذلك لا مكان له بين صديقين.!
رأيته كما عهدته..غارقا في قراءة كتاب أو منكبًا على أوراقه..
ولا ثمة أعمال أخرى..
هذه المرة كان يقرأ...
سألته : أقطعت عليك؟
- أبداً .
أخذت لي مقعدا ..
كيف أنت؟
- كما ترى بين قلم وكتاب .
أسعيد بها؟!
- كثيراً .
أحلام..ماأخبارها؟!
-أخبارها...لم تصلني منذ زمن بعيد !
ولمَ؟
- أرجوك..أكره التفصيل.
ألم تكن الأجمل لديك؟!
- مخطئ كانت شيء جميل أسعدني ذات ملل .
صمت قليلا ثم أكمل...
لا أكثر / لا الأجمل .
لمَ لا تنظر إلى الحياة قليلا ؟
أجاب وهو يبتسم..
- لأني لا أُجيدها .
قلت بشيء من الغضب :
ليس صحيحا أنت تدعي ذلك فقط!
- قال بصوت من يقنع :
في الماضي أما الآن فحقا لاأُجيدها .
أرهقني منظره الذي لا يتبدل أو يتغير .
عدت إليه بإلحاح :
ولمَ لا تحاول؟
- لستُ مستعداً لمزيد من الأعباء , سأكتفي بألم فراقنا الأخير
بعد أيام.
طرقت دمعة ما بعيني ..تجاهلتها أو ربما حاولت ذلك..
نظر إليَّ باهتمام وقال :
صديقي .. شعور غامض متأرجح يراودني حين أنقب عن سعادتي فلا أجدها
إلا معك.
وآخر عندما أحتاج للقوة فأبحث في أراضينا لأجد كل شيء في نصب.
مللت من تفاؤل لايجدي , مللت التخاذل الذي يسود في كل القلوب.
مللت المجاهدة أو مايسميه البعض الصمود أمام هفوات الزمن.
اخترت الاستسلام لأسعد بما تبقى لي من روح , اخترت غرفتي هذه لأسلم
من متاعب لأظن أني سأطيقها.
ماأجمل أن تقضي وقتك بين قراءة فلسفة أو جامع للأدب أو... أو...
والأجمل من ذلك أن تمارس الحرف فتكتبه بكل جوارحك ..وتقرأه كل ليلة
حتى يوصلك لمحبته فتعيد الكرة من جديد رغبة في زيادة حصيلتك من الكتابة..
مالي ومال الدنيا .. دعني أعيش سعادتي دون تذكر أني على قيد حياة..
بقيت أصغي إليه دون مقاطعة.
أدركت مسبقا أني لا أقوى على قناعاته وأنه على حق في كل ما يقول.
انتهى لقاؤنا ذلك اليوم بأحاديث مختلفة..
خرجت منه وعدة أفكار تعبرني , وتساؤلات أعلم أنها ستوصلني إلى التعاسة .
,,,,,,,,,,,
هذه بعض من محطات ..
قد يكون سبب وضعها هنا هو إفراغ مساحة لمحطات أخرى.
وربما لآخر !
بقلم مجهول
منـــى
كم أكره تجاهل الأمكنة عندما أُصاب بثرثرة..!
وكم يزعجزني عدم إكتراثها بي , أشعر وكأنه حق عليها أن تسمعني..!
فبحكم وحدتي قد ألزمت عليها عمل الإصغاء...
وكم أكره تمردها في بعض الأحيان , ولكن لا مفر ممن إحتوى ذاتك بكل
حماقاتها /هزائمها ..
فأقل مايجب أن تقدمه هو البقاء وهو ماأرغب به..!
ذات انكسار...
كنتُ أرغب في أن أسكبه حبر على ورق ليسكن قلبي قليلاً..
**اعتدنا على قبض القلم حال إنطفاء شمعة ما في حياتنا حتى وإن اختلفت
أسباب ذاك الإنطفاء..
مسكتُ قلمي..بدأتُ بالكتابة..كتبتُ حروفاً عدة لمعنى واحــد..!
الوحدة , والذاكرة المتعبة...
وكأن قلمي جُبل على تسطيرهما..! حقيقة ماقرأته ذات يوم..
(( نحن لا نشفى من ذاكرتنا..وإضافة مني لانستغني عن واقعنا..! ))
لذا كانت الوحدة والذاكرة تملأنني حــد الإستئناس بهما...
...
لاأعلم سبب إصراري على قراءة نفس الرواية في ظروف كهذه..تلك الرواية
التي أدهشتني بعظمة حزنها وقد أوجعتني حد البكاء..!
لماذا اقرأها الآن بالتحديد..؟!
حتى اضطرابات آخر متاعبي لم تسكن بعد!
في هذه المرة أيضا لم ينسَ الحزن أن يقف معي ...!
أقدر وفاءه كثيراً...
,,,,,,,
حدث أن حلمتْ..
أن نطقت بـ ( أتمنى ) .. أن تحايلت على الزمن لأهب لنفسي قدراً آخر غير قدري هذا..حدث أن سعيت
وراء حلمي طلباً في تحقيقه..
وحدث أن أيقنت به..!
لكن لا أظن أن للمحال أن يصبح ممكناً..!
يلزمني ثمة مقولة هنا..
خُلقتْ الأحلام كي لا تتحقق .
وكتعزية لهمتي المحطمة , مازالت أجمع فتات أمل تبقى لي منذ زمن لم أعد
أذكره تماما..
لأعتاد على تقبيل يد الحلم ليمدني بمزيد من الوقت كي لايموت..!
غريب....
هل نحن مرغمين على الإنكسار من أجل حلم؟
ربما فهناك أوطان لا تنكسر فقط بل يُقتل أبناؤها ظلما ومن أجل حلم الحرية!
ومن الجانب الآخر للحياة..
هناك فتية لن أقول في مقتبل العمر بل هم العمر بأكمله, ينكسرون أمام
أكثر من دائرة حكومية وأكثر من صرح للتعليم والتدريس ومن أجل حلم وظيفة!
أليس الأمر مثير للشجون..؟!
,,,,,,,
غرفة متوسطة .. يملأ أكثر زواياها الفراغ..!
ومكتبة صغيرة رتبت كتبها بكثير من التهذيب الواضح..إضافة لأريكة جميلة مع كونها بسيطة جداً..
عدة أوراق هنا وهناك قد امتلأت بحبره الذي لايقاوم بياضها...
هذا فقط .. مايحتاجه ليعيش عالمه ...المثالي... كما يردد دائماً !!
ذات مساء زرته دون أن أخبره بذلك..
**أفضل اللقاء بلا موعد..
وخلاف ذلك لا مكان له بين صديقين.!
رأيته كما عهدته..غارقا في قراءة كتاب أو منكبًا على أوراقه..
ولا ثمة أعمال أخرى..
هذه المرة كان يقرأ...
سألته : أقطعت عليك؟
- أبداً .
أخذت لي مقعدا ..
كيف أنت؟
- كما ترى بين قلم وكتاب .
أسعيد بها؟!
- كثيراً .
أحلام..ماأخبارها؟!
-أخبارها...لم تصلني منذ زمن بعيد !
ولمَ؟
- أرجوك..أكره التفصيل.
ألم تكن الأجمل لديك؟!
- مخطئ كانت شيء جميل أسعدني ذات ملل .
صمت قليلا ثم أكمل...
لا أكثر / لا الأجمل .
لمَ لا تنظر إلى الحياة قليلا ؟
أجاب وهو يبتسم..
- لأني لا أُجيدها .
قلت بشيء من الغضب :
ليس صحيحا أنت تدعي ذلك فقط!
- قال بصوت من يقنع :
في الماضي أما الآن فحقا لاأُجيدها .
أرهقني منظره الذي لا يتبدل أو يتغير .
عدت إليه بإلحاح :
ولمَ لا تحاول؟
- لستُ مستعداً لمزيد من الأعباء , سأكتفي بألم فراقنا الأخير
بعد أيام.
طرقت دمعة ما بعيني ..تجاهلتها أو ربما حاولت ذلك..
نظر إليَّ باهتمام وقال :
صديقي .. شعور غامض متأرجح يراودني حين أنقب عن سعادتي فلا أجدها
إلا معك.
وآخر عندما أحتاج للقوة فأبحث في أراضينا لأجد كل شيء في نصب.
مللت من تفاؤل لايجدي , مللت التخاذل الذي يسود في كل القلوب.
مللت المجاهدة أو مايسميه البعض الصمود أمام هفوات الزمن.
اخترت الاستسلام لأسعد بما تبقى لي من روح , اخترت غرفتي هذه لأسلم
من متاعب لأظن أني سأطيقها.
ماأجمل أن تقضي وقتك بين قراءة فلسفة أو جامع للأدب أو... أو...
والأجمل من ذلك أن تمارس الحرف فتكتبه بكل جوارحك ..وتقرأه كل ليلة
حتى يوصلك لمحبته فتعيد الكرة من جديد رغبة في زيادة حصيلتك من الكتابة..
مالي ومال الدنيا .. دعني أعيش سعادتي دون تذكر أني على قيد حياة..
بقيت أصغي إليه دون مقاطعة.
أدركت مسبقا أني لا أقوى على قناعاته وأنه على حق في كل ما يقول.
انتهى لقاؤنا ذلك اليوم بأحاديث مختلفة..
خرجت منه وعدة أفكار تعبرني , وتساؤلات أعلم أنها ستوصلني إلى التعاسة .
,,,,,,,,,,,
هذه بعض من محطات ..
قد يكون سبب وضعها هنا هو إفراغ مساحة لمحطات أخرى.
وربما لآخر !
بقلم مجهول
منـــى