تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رقي البيان وأناقة الكلمة....


منى عبداللطيف
06-04-2010, 02:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
من أَجَلِّ نِعَمِ الله على الإنسان نعمة البيان، قال : {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} .
ومِن ثَمّ كان على الإنسان أن يُحْسِنَ استخدام هذه النعمة، فلا يكون نطقه إلاَّ ما فيه طاعةٌ لله، وإلاَّ فالصمت أَوْلَى؛ وذلك لأن للثرثرة ضجيجًا يَذْهَب معه الرشدُ، ويقلُّ معه الصواب؛
ولذلك فالإسلام يُوصي بالصمت ويعدُّه وسيلة ناجحة من وسائل التربية المهذَّبة، إذ استقامة اللسان من علامات استقامة القلب،
قال الرسول صلوات ربي وسلامه عليه : "لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ"

إن ديننا من الجمال بالدرجة التي يُعنى فيها بالكلمة ويحرص على أن تكون أنيقة في أذن سامعها يقول الله تعالى في هذا المعنى " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن "
ولم يأمرهم بالحسن وإنما أمرهم بما هو أرفع وأعلى وأجل وأكبر أثراً بالكلام الأحسن ،
إن الإنسان وهو يتحدث قد يجد مترادفات تؤدي نفس المعنى لكن قد يكون منها ما هو أبلغ أثراً وأعمق في النفس ، وحين
يعرف المتكلّم الكلمة الأحسن من الكلمة الحِسنة فهو مأمور من الله تعالى بالكلمة الأحسن لأنها الأعمق أثراً في نفس سامعها وهي مقصود ديننا أولاً .

الإسلام يكره التفاهات وسفاسف الأمور فقد كره اللغو ونهى عنه، وجعل الإعراض عنه من صفات المؤمنين، قال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} .
و كثرة الكلام بلا فائدة مضيعةً للعمر في غير ما خُلِقَ الإنسانُ له من جدٍّ وإنتاج، وبقدر تنزُّه المسلم عن اللغو، تكون درجته عند الله.

وكلما كان الإنسان أنيقاً في اختيار عباراته كان أكثر قبولاً في أوساط الناس ، وأعظم تأثيراً في حياتهم ، وحسبك بذلك غنيمة
وهذا يدل دلالة عميقة على أناقة هذا الدين وجماله وروعته ليس في الكلمة فحسب ، وإنما في كل شيء
وإنما قربت لك هذا الجمال بالكلمة ...
إن كل إنسان تراه معك في حيّز هذه الأرض هو إنسان له مشاعر وأحاسيس يستنشق هواء سعادته من خلال كلمة ، ويبني مستقبله في لحظات كثيرة بكلمة ،
وتكتب عليه أحزان الزمن وملمات الدهر وكواهل الحياة كلمة .. ذلك إنه إنسان !
إن الكلمة مهما قصرت ألفاظها تظل لها مدلولات تعانق بإنسان الفضاء فرحاً وتألقاً ، وترمي بآخر في غياهب الأحزان والأمراض والمشكلات النفسية والاجتماعية
ما لا يمكن تخيله إلا لمن سبر أحوال الناس وعاش قضاياهم .
وقد قيل :
وكائن ترى من صامت لك معجب ... زيادتـه أو نقصـه في التكلم .

إنك ترى في حياتك اليومية شخصاً يبدو في ظاهره أنيقاً للدرجة التي تأسرك على الإعجاب به فما أن يتكلم حتى تمنيت أنه لم ينطق بكلمة
ذهب كل ذلك البهاء في لحظة ، ولم يغن عنه بعد كلمته ملبس جميل وأناقة ظاهرة جميلة
لـ ( مشعل بن عبدالعزيز الفلاحي )

سؤالي لك أيها القارئ الكريم
كيف تتعايش إذا كانت تلك الشخصية شريكأ معك في السراء والضراء وزوجا لك تغتني بوجوده بالحلال عن الحرام
وأنت تتمنى ألا تجمعك معه حتى مجرد النطق بالكلمة ومهما بلغ من البهاء والاناقة الظاهرة
مع المحافظة على دينك الذي هو أغلى ما تملك و وجود الكثير من المعايير تمنع من اتخاذ منحنى آخر....؟؟؟
كيف هي معيشتهم ؟؟؟؟ مع الأسف الشديد النماذج منهم كثيرة !

منى عبداللطيف

توتا 2007
06-04-2010, 08:23 PM
http://alahsaa.net/vb/mwaextraedit4/extra/108.gif

Rahf22
07-04-2010, 09:54 AM
يعطيك العافيه