ابراهيم الدريعي
18-08-2010, 03:19 PM
غازي القصيبي الإنسان
لم أكن أعرف الدكتور غازي القصيبي إلا عن طريق أعماله وإخلاصه لوطنه ودينه ومليكه وكتاباته ومؤلفاته ، وليس شرطا أن ترى الرجل وتجتمع معه حتى تعرفه ، ولكن الإنتاج الجيد كما يقولون يفرض نفسه والدكتور غازي فرض محبته على الجميع بصدق نواياه وحبه للوطن وللناس ، لدى الدكتور غازي شخصية فذة يندر وجودها في كثير من البشر هذه الشخصية الإنسانية التي تشعر بالناس وتقدرهم فالفقير والغني عنده سواسية ومن هنا صعب خروجه من الدنيا وصعب على الناس فقده ، الدكتور غازي الإنسان الذي جمع بين الأدب والإنسانية والشعور بالمسئولية ولكن ماطاب مادام كما يقولون ، لم تكن وفاة الدكتور غازي شيئا مألوفا فبكاه الفقير قبل الغني والصغير قبل الكبيروكسب محبة الناس في كل مكان وزمان ومن ينسى أفعاله ونزاهته وأقواله وأشعاره التي تقطر حيوية وإنسانية ومن أحبه الله أحبه الناس وهذا هو الدكتور غازي بحق، فمن المواقف المشرفة التى وقفها الدكتور غازي والتي تسطر بماء من الذهب أنه عندما كان مديرا للمؤسسة العامة لسكة الحديد وكان يعمل عنده في الورشة أحد عمال الميكانيكا فطلب هذا العامل من مدير الورشة رخصة 5أيام لظروفه الصعبة حيث كانت زوجته على وشك ولادة ولكن مدير الورشة رفض السماح له فدخل على الدكتور غازي في مكتبه فوجد الدكتور غازي مشغولا يهاتف أحد الناس فأشار الدكتور غازي إلى العامل أن يجلس على الكنب ، ولكنه استمر واقفا أمامه فلما انتهى الدكتور غازي من مكالمته قال للعامل : لماذا لم تجلس على الكرسي ؟ فقال العامل ياد كتور غازي إن بدلتي ملطخة بالزيت وأخشى أوسخ الكنبة ، فقال الدكتور غازي كلمة تدل على تقديسه للعمل المهني: (اجلس فلو كان هذه الكرسي يتكلم لقال لك وبكل فخر إجلس علي ) فتعجب العامل عند سماعه هذا الكلام فهو لم يسمع مثل هذا من قبل ، ثم سأل الدكتور غازي العامل عن سبب مجيئه فقال العامل : إنني طلبت من مدير الورشة السماح لي 5أيام لأن زوجتي على وشك ولادة وأنا مضطر يادكتورغازي ، فقال الدكتور غازي : اذهب ياولدي واقض حاجتك وخذ هذه خمسة آلاف ريال سماوه من غازي وخمسة الآف من المؤسسة فبكى العامل وهزع على رأس الدكتور غازي وقبله وخرج من عنده مسرورا ويقال إن هذا العامل بعد انتقال الدكتور غازي من سكة الحديد ترك هذا العامل المؤسسة ولما سئل لماذا؟ قال مكان لايوجد به الدكتور غازي لايمكنني البقاء فيه هذه هي الإنسانية وهذا هو التعامل الصحيح فهل تلومون من سمع بهذه الحادثة ألا يبكي هذا الرجل ويترحم على فقده ، لم أكن في العادة أن أكتب عن أحد بعد وفاته ولكني هذه المرة ومن غير ما اشعر كتبت عن هذا الرجل لأنه يستحق أن يكتب عنه ، يستحق أن يشاد به ففقده والله مصيبة كبرى على البلاد ،غريبة هذه الدنيا أناس تبكيهم وتترحم عليم وتحزن لفقدهم وأناس لاتحس بفقدهم ولكننا لانقول إلا كما يقول المؤمنون الصادقون ( إنا لله وإنا إليه راجعون)اللهم اغفر له وأرحمه أكرم نزله ووسع مدخله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وأرزقه زوجا خيرا من زوجه ودارا خيرا من داره ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ياسميع يامجيب.
لم أكن أعرف الدكتور غازي القصيبي إلا عن طريق أعماله وإخلاصه لوطنه ودينه ومليكه وكتاباته ومؤلفاته ، وليس شرطا أن ترى الرجل وتجتمع معه حتى تعرفه ، ولكن الإنتاج الجيد كما يقولون يفرض نفسه والدكتور غازي فرض محبته على الجميع بصدق نواياه وحبه للوطن وللناس ، لدى الدكتور غازي شخصية فذة يندر وجودها في كثير من البشر هذه الشخصية الإنسانية التي تشعر بالناس وتقدرهم فالفقير والغني عنده سواسية ومن هنا صعب خروجه من الدنيا وصعب على الناس فقده ، الدكتور غازي الإنسان الذي جمع بين الأدب والإنسانية والشعور بالمسئولية ولكن ماطاب مادام كما يقولون ، لم تكن وفاة الدكتور غازي شيئا مألوفا فبكاه الفقير قبل الغني والصغير قبل الكبيروكسب محبة الناس في كل مكان وزمان ومن ينسى أفعاله ونزاهته وأقواله وأشعاره التي تقطر حيوية وإنسانية ومن أحبه الله أحبه الناس وهذا هو الدكتور غازي بحق، فمن المواقف المشرفة التى وقفها الدكتور غازي والتي تسطر بماء من الذهب أنه عندما كان مديرا للمؤسسة العامة لسكة الحديد وكان يعمل عنده في الورشة أحد عمال الميكانيكا فطلب هذا العامل من مدير الورشة رخصة 5أيام لظروفه الصعبة حيث كانت زوجته على وشك ولادة ولكن مدير الورشة رفض السماح له فدخل على الدكتور غازي في مكتبه فوجد الدكتور غازي مشغولا يهاتف أحد الناس فأشار الدكتور غازي إلى العامل أن يجلس على الكنب ، ولكنه استمر واقفا أمامه فلما انتهى الدكتور غازي من مكالمته قال للعامل : لماذا لم تجلس على الكرسي ؟ فقال العامل ياد كتور غازي إن بدلتي ملطخة بالزيت وأخشى أوسخ الكنبة ، فقال الدكتور غازي كلمة تدل على تقديسه للعمل المهني: (اجلس فلو كان هذه الكرسي يتكلم لقال لك وبكل فخر إجلس علي ) فتعجب العامل عند سماعه هذا الكلام فهو لم يسمع مثل هذا من قبل ، ثم سأل الدكتور غازي العامل عن سبب مجيئه فقال العامل : إنني طلبت من مدير الورشة السماح لي 5أيام لأن زوجتي على وشك ولادة وأنا مضطر يادكتورغازي ، فقال الدكتور غازي : اذهب ياولدي واقض حاجتك وخذ هذه خمسة آلاف ريال سماوه من غازي وخمسة الآف من المؤسسة فبكى العامل وهزع على رأس الدكتور غازي وقبله وخرج من عنده مسرورا ويقال إن هذا العامل بعد انتقال الدكتور غازي من سكة الحديد ترك هذا العامل المؤسسة ولما سئل لماذا؟ قال مكان لايوجد به الدكتور غازي لايمكنني البقاء فيه هذه هي الإنسانية وهذا هو التعامل الصحيح فهل تلومون من سمع بهذه الحادثة ألا يبكي هذا الرجل ويترحم على فقده ، لم أكن في العادة أن أكتب عن أحد بعد وفاته ولكني هذه المرة ومن غير ما اشعر كتبت عن هذا الرجل لأنه يستحق أن يكتب عنه ، يستحق أن يشاد به ففقده والله مصيبة كبرى على البلاد ،غريبة هذه الدنيا أناس تبكيهم وتترحم عليم وتحزن لفقدهم وأناس لاتحس بفقدهم ولكننا لانقول إلا كما يقول المؤمنون الصادقون ( إنا لله وإنا إليه راجعون)اللهم اغفر له وأرحمه أكرم نزله ووسع مدخله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وأرزقه زوجا خيرا من زوجه ودارا خيرا من داره ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ياسميع يامجيب.