تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كسر القلوب


بومرحب
23-08-2006, 08:49 PM
كسر القلوب

إن القلوب اذا تنافر ودها
مثل الزجاجة كسرها لا يشعب

ما زلت اذكر هذا البيت منذ ان كنا صغارا نقرأه في كتبنا المدرسية، وكان يردد على أسماعنا بهدف أن نكون حذرين في تعاملنا مع الآخرين خشية أن نتسبب في جرح مشاعرهم فنفقد حبهم الى الأبد، بحجة أن القلوب الجريحة لا يلتئم جرحها أبدا.
لكني اذكر ان وقع هذا البيت في نفوسنا كان له اثر سيئ على سلوكنا عكس ما كان متوقعا، فهو لم ينجح في تحفيزنا على حسن التعامل والحرص على عدم الاساءة لمن نحبهم، قدر ما كان يملأ قلوبنا باليأس من استمرار العلاقة الطيبة مع من كنا نخطئ احيانا في حقهم. وصدور الاساءة من الناس تجاه بعضهم البعض، هي أمر وارد فنحن بشر معرضون للتنازع واحتداد الانفعالات وقد تبدر من أحدنا أقوال أو أفعال تجرح القلوب بغلظة وفي العمق، فيأتي هذا البيت ليقطع الأمل في أي اصلاح لما تلف من روابط المودة، رافعا شعاره المحذر وقاعدته التي يقرها بأن لا أمل في محو الاساءة متى وقعت، فكنا متى وقع خلاف بيننا وجرح أحد منا شعور الآخر أصابنا اليأس من اصلاح ما أتلفناه، ولم يخطر ببالنا أن نعود لنستميل قلباً نراه أشاح عنا مبتعداً مهما بلغ حبنا لمن تخاصمنا معه، ومهما قويت رغبتنا في استعادته فلا نجد أمامنا سوى المضي في القطيعة يائسين مسلمين مع الشاعر (الحكيم) ان القلب الجريح هو زجاج مكسور لا يمكن استعادته.
لقد أراد اولئك المربون ان يحسنوا فأساءوا. لقد أساءوا حين اتكلوا على بيت شعر قاله إنسان في لحظة يأس أو ألم، وجعلوه قاعدة سلوكية يعلمونها لأولادهم في الكتب، وتركوا ما هو أفضل وأصدق، ما علمنا إياه ربنا في قوله: (ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، (إن الحسنات يذهبن السيئات).
إن الكلمة الطيبة والاعتذار والاعتراف بالخطأ كلها صابون يغسل الجروح ويطهرها، ومن الخير أن يتعلم الناس كيف يتنبهون لأخطائهم، وكيف يعتذرون عنها، وكيف يتسامحون مع من يخطئ في حقهم، وكيف يقبلون عذر من يعتذر، فذلك افضل من سد الطريق أمامهم واشاعة القطيعة بينهم بتيئيسهم من استعادة المودة بعد وقوع الاساءة.

د.عزيزة المانع

البندر
24-08-2006, 02:06 AM
تسلم ما ماكتبت يا بومرحب

ويمال العافيه

ونحن بنتظار جديدك

بومرحب
24-08-2006, 02:44 AM
الله يسلمك ياخوي البندر
والجديد جاي في الطريق أنشاء الله
بس لا تنسونا من دعائكم