اداريه مبدعة
19-11-2010, 10:50 AM
نعم اختي واخي المسلم ان الناس في قيادة النفس على قسمين :<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
قسم أرخى للنفس قيادتها، وتركها تسير على هواها وما تشتهيه، فأوردته المهالك والخسران في الدنيا والآخرة.<o:p></o:p>
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى : ( الناس على قسمين : قسم ظفرت به نفسه ، فملكته وأهلكته ، وصار طَوْعاً لها تحت أوامرها ، وقسم ظفروا بنفوسهم ، فقهروها ، فصارت طوعاً لهم منقادة لأوامرهم.<o:p></o:p>
قال بعض العارفين : انتهى سفر الطالبين إلى الظفر بأنفسهم ، فمن ظفر بنفسه أفلح وأنجح ، ومن ظفرت به نفسه خسر وهلك .<o:p></o:p>
قال الله تعالى : (فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).<o:p></o:p>
وأما من ملك نفسه وغلبها ؛ فصارت منقادة له ومنهم من بالغ في قهرها حتى ظلمها ، كمن يعاقب نفسه على المعاصي بإهلاك نفسه أو جزءً منها ، فقد حدث أن رجلاً من بني إسرائيل حوَّل رحله لينـزل إلى امرأة ، ففكر وقال : ماذا أردت أن تصنع ؟ فلما أراد أن يعيد رجله قال : هيهات ! رجل خرجت إلى معصية الله لا ترجع معي، فتركها حتى تقطَّعت بالمطر والرياح، وآخر نظر إلى امرأة، فلطم عينه حتى بُقرت، فهذا كلُّه خطأ وجهل.<o:p></o:p>
وفي ذلك يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى :<o:p></o:p>
( رُبّ شدٍّ أوجب استرخاءً ، ورُبَّ مضيِّق على نفسه فرَّت منه ، فصعب عليه تلافيها ، وإنَّما الجهاد لها كجهاد المريض العاقل يحملها على مكروهها في تناول ما ترجو من العافية ، ويُذَوِّب في المرارة قليلاً من الحلاوة ، فكذلك المؤمن العاقل لا يترك لجامها ولا يهمل مقودها ، بل ليرخي لها في وقت ، والطول بيده ، فما دامت على الجادة لم يضايقها في التضييق عليها ، فإذا رآها قد مالت ردّها باللطف ، فإذا وَنتْ وأَبتْ فبالعنف )<SUP> </SUP>.<o:p></o:p>
وهنا لا بأس من الإشارة إلى المعاقبة المحمودة والمذمومة .<o:p></o:p>
فالعقوبة المذمومة هي : معاقبة النفس بما يؤدي إلى ضرر بالجسم أو إيذاء له ، مثل الامتناع عن الطعام ، وتعذيب عضو من الجسد كما ذكرنا .<o:p></o:p>
وأما العقوبة المحمودة: فهي إلزام النفس بشيء يشقُّ عليها فعله ويترتب على ذلك الفعل أجرٌ.<o:p></o:p>
كأن يكون عملاً صالحاً؛ مثل الصدقة والصيام أو قيام ساعات من الليل أو الذكر ونحو ذلك.<o:p></o:p>
ودليل ذلك ما ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خرج ذات يوم إلى بستان له وانشغل به ففاتته صلاة الجماعة عصراً، فتصدَّق بذلك البستان كله.<o:p></o:p>
والمنهج القويم هو: الاعتدال والتوسط.<o:p></o:p>
وقد قال : سلمان الفارسي لأبي الدرداء رضي الله عنهما : إنَّ لربك عليك حقاً، وإنَّ لأهلك عليك حقاً، وإنَّ لنفسك عليك حقاً، فأعْطِ كلَّ ذي حق حقَّه فقال صلى الله عليه وسلم : ( صدق سلمان ).<o:p></o:p>
وفي الحديث المتفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوَّلُنا بالموعظة مخافة السآمة علينا.<o:p></o:p>
أي : أنه يراعي الأوقات في تذكيرهم وموعظتهم ، ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا يملوا ، والضابط في ذلك الحاجة مع مراعاة وجود النشاط. وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبِّي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنَّ الدِّين يُسْرٌ ، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه ، فسدِّدوا وقَارِبُوا وأبْشروا واستعينوا بالَغدْوة والرَّوْحة وشيء من الدُلجة<SUP> </SUP>، والقصْدَ القصْدَ تبلغوا ).<o:p></o:p>
أي : استعينوا على طاعة الله عز وجل بالأعمال في وقت نشاطكم وفراغ قلوبكم ، بحيث تستلذون العبادة ولا تسأمون وتبلغون مقصودكم ، كما أن المسافر الحاذق يسير في هذه الأوقات ويستريح في غيرها حتى يصل إلى مقصوده بغير تعب .<o:p></o:p>
وحديث الثلاثة الذين جاؤوا يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم .<o:p></o:p>
روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: <o:p></o:p>
جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أُخبروا كأنهم تَقَالّوها . <o:p></o:p>
فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. <o:p></o:p>
قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً.<o:p></o:p>
وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر . <o:p></o:p>
وقال آخر: أنا اعتزل النساء فلا أتزوج أبداً.<o:p></o:p>
فجاء إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أنتم الذين قلتم كذا وكذا ، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )<SUP> </SUP>.
قسم أرخى للنفس قيادتها، وتركها تسير على هواها وما تشتهيه، فأوردته المهالك والخسران في الدنيا والآخرة.<o:p></o:p>
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى : ( الناس على قسمين : قسم ظفرت به نفسه ، فملكته وأهلكته ، وصار طَوْعاً لها تحت أوامرها ، وقسم ظفروا بنفوسهم ، فقهروها ، فصارت طوعاً لهم منقادة لأوامرهم.<o:p></o:p>
قال بعض العارفين : انتهى سفر الطالبين إلى الظفر بأنفسهم ، فمن ظفر بنفسه أفلح وأنجح ، ومن ظفرت به نفسه خسر وهلك .<o:p></o:p>
قال الله تعالى : (فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).<o:p></o:p>
وأما من ملك نفسه وغلبها ؛ فصارت منقادة له ومنهم من بالغ في قهرها حتى ظلمها ، كمن يعاقب نفسه على المعاصي بإهلاك نفسه أو جزءً منها ، فقد حدث أن رجلاً من بني إسرائيل حوَّل رحله لينـزل إلى امرأة ، ففكر وقال : ماذا أردت أن تصنع ؟ فلما أراد أن يعيد رجله قال : هيهات ! رجل خرجت إلى معصية الله لا ترجع معي، فتركها حتى تقطَّعت بالمطر والرياح، وآخر نظر إلى امرأة، فلطم عينه حتى بُقرت، فهذا كلُّه خطأ وجهل.<o:p></o:p>
وفي ذلك يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى :<o:p></o:p>
( رُبّ شدٍّ أوجب استرخاءً ، ورُبَّ مضيِّق على نفسه فرَّت منه ، فصعب عليه تلافيها ، وإنَّما الجهاد لها كجهاد المريض العاقل يحملها على مكروهها في تناول ما ترجو من العافية ، ويُذَوِّب في المرارة قليلاً من الحلاوة ، فكذلك المؤمن العاقل لا يترك لجامها ولا يهمل مقودها ، بل ليرخي لها في وقت ، والطول بيده ، فما دامت على الجادة لم يضايقها في التضييق عليها ، فإذا رآها قد مالت ردّها باللطف ، فإذا وَنتْ وأَبتْ فبالعنف )<SUP> </SUP>.<o:p></o:p>
وهنا لا بأس من الإشارة إلى المعاقبة المحمودة والمذمومة .<o:p></o:p>
فالعقوبة المذمومة هي : معاقبة النفس بما يؤدي إلى ضرر بالجسم أو إيذاء له ، مثل الامتناع عن الطعام ، وتعذيب عضو من الجسد كما ذكرنا .<o:p></o:p>
وأما العقوبة المحمودة: فهي إلزام النفس بشيء يشقُّ عليها فعله ويترتب على ذلك الفعل أجرٌ.<o:p></o:p>
كأن يكون عملاً صالحاً؛ مثل الصدقة والصيام أو قيام ساعات من الليل أو الذكر ونحو ذلك.<o:p></o:p>
ودليل ذلك ما ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خرج ذات يوم إلى بستان له وانشغل به ففاتته صلاة الجماعة عصراً، فتصدَّق بذلك البستان كله.<o:p></o:p>
والمنهج القويم هو: الاعتدال والتوسط.<o:p></o:p>
وقد قال : سلمان الفارسي لأبي الدرداء رضي الله عنهما : إنَّ لربك عليك حقاً، وإنَّ لأهلك عليك حقاً، وإنَّ لنفسك عليك حقاً، فأعْطِ كلَّ ذي حق حقَّه فقال صلى الله عليه وسلم : ( صدق سلمان ).<o:p></o:p>
وفي الحديث المتفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوَّلُنا بالموعظة مخافة السآمة علينا.<o:p></o:p>
أي : أنه يراعي الأوقات في تذكيرهم وموعظتهم ، ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا يملوا ، والضابط في ذلك الحاجة مع مراعاة وجود النشاط. وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبِّي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنَّ الدِّين يُسْرٌ ، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه ، فسدِّدوا وقَارِبُوا وأبْشروا واستعينوا بالَغدْوة والرَّوْحة وشيء من الدُلجة<SUP> </SUP>، والقصْدَ القصْدَ تبلغوا ).<o:p></o:p>
أي : استعينوا على طاعة الله عز وجل بالأعمال في وقت نشاطكم وفراغ قلوبكم ، بحيث تستلذون العبادة ولا تسأمون وتبلغون مقصودكم ، كما أن المسافر الحاذق يسير في هذه الأوقات ويستريح في غيرها حتى يصل إلى مقصوده بغير تعب .<o:p></o:p>
وحديث الثلاثة الذين جاؤوا يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم .<o:p></o:p>
روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: <o:p></o:p>
جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أُخبروا كأنهم تَقَالّوها . <o:p></o:p>
فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. <o:p></o:p>
قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً.<o:p></o:p>
وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر . <o:p></o:p>
وقال آخر: أنا اعتزل النساء فلا أتزوج أبداً.<o:p></o:p>
فجاء إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أنتم الذين قلتم كذا وكذا ، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )<SUP> </SUP>.