@حفـ الأميرـيدة@
02-11-2006, 07:27 AM
جلســــــــة على شاطــئ البحــر .. عجيـــبة !
***********
بســم الله الرحمن الرحيــم .
سماء صافية تسبح فيها سحبٌ رقيقة ، وبحر هادئ تتحرّك فيه أمواجٌ خفيفة ، وهواء عليل تسيّره أنغام
الرياح الباردة ، بأصوات القوارب الصغيرة ، والأسماك المتلاعبة ..حول تلك النافورة العالية المذهلة !
أما الشمس ، فحدّث عن جمالها ولا حرج ، إنّها في لحظات الغروب ..
عجيب أمرها ! جميلة هي في الغروب كالشروق !
في تلك اللحظات جلست أرقب ذلك المنظر الذي أبدعه الإله ، إنّها مناظر تتسلل برّقة إلى الفكر ؛ لتدغدغ ذكرياته ،
وتسيطر على الكيان ؛ لتحرّك أشجانه ..
لقد تغيّر لون البحر في دقائق الغروب تلك ، فلمحت ذلك التغيّر صغيرتي ( جودي ) ،
فقالت لي : ( ماما ، ليه البحر كان لونه أحمر صار أخضر ؟!! )
طبعًا لصغر سنّها لا تميز الألوان .. قلت لها ؛ إيجازًا للكلام ، وتعظيمًا للرحمن : سبحان الله .. وسكت ؛
رغبةً في الرجوع إلى تأمّل تلك اللوحة الفنّية الرائعة ..
أتدرون ماذا تمنّيت ساعتها ؟
تمنّيت أن أملك ورقة وقلمًا ؛ لأنقل تلك اللوحة البديعة كما رأتها مشاعري ، وصاغتها عباراتي .
وما أن أطلت النظر حتى حملتني هذه الطبيعة إلى السماء ؛ لتريني الكون من تحتي صغيرًا عجيبًا ، وياعجبي مما رأيت !!
رأيتُ صنوفًا من الأحوال ، كلّها تحمل علامات الاستفهام ، فكلٌّ كما قيل :
يغني على ليلاه ، ويندب حظّه في الحياة !!
رأيت أسرة ظهرت لي أنّها من أصل بدوي ، فسيارتهم (وانيت ) بغمارتين ، ولهجتهم قوية غامضة ، وملابسهم متميزة .
رجل في الخمسين تقريبًا ، بجانبه امرأتين ، إنّه رجل مسكين ! إذ لا أجانب الحقيقة إن قلت :
إنّ سياط الظروف قد قسمت ظهره !!
فتلكما المرأتان هما ضرّتان - كما بدا لي - فأحدهما قــد كشّرت عن أنيابها ، تراها حينًا تشير باليد متوعدة ،
وحينًا رافعة للصوت مهددة ، والأخرى تهدئ الوضع ، تارة تدخل السيارة ،
وتارة تعود بعد أن يطول الانتظار ، فتجد من العقاب ما لقيت في المرة الأولى .
أمّا الزوج ، فإنّك لا تسمع من صوته إلا الهمسات ، قد أعجزه الرد على تلك المتسلّطة ، وأشكل عليه الحكم في الأمر
قلت : عجيييب !! صدق من قال : (( يا من شرى له من حلاله عله ))!! .
ورأيت تلك الأسرة الباكستانية البسيطة ، وقد جلست على الرصيف بدون أن تفترش سجادًا لتجلس عليه ،
أسرة يمتلك أفرادها الخفّة والنشاط ، وسرعة فائقة في الكلام !!
عجبت كيف يمكنهم أن يلتقطوا تلك المفردات ليردّوا عليها !! بل الأعجب من ذلك ...ذلك العدد الهائل من الأطفال الذي
لا يتجاوز أكبرهم السنوات الخمس ! عجيييب !! كيف لهذين الأبوين أن يحسنا التربية ؟!
ورأيت ذلك الستيني جالسًا على كرسي ، وقد أجلس بجانبه شابة لا تزيد عن الثلاثين إن لم يكن أقل ، كم كان حاله معها
عجيبًا !!
ولايمكن أن تكون غير زوجته كما يبدو ! إذ يخشى عليها من النظرات ! ، عجيييب !! هل هو عريس ؟!
ورأيت تلك المتبرجة التي كشفت عن يديها ورجليها وأظهرت مالا داع له مما حول العينين ، وأخذت بتصوير صغير لها ،
أمام منظر الغروب البديع ! عجيييب !! أين غيرة ذلك الزوج القابع في السيارة ؟!
ورأيت بائعة الألعاب النارية ، تغدو من أمامي وتروح ، لا نهاية للطريق ، ولا توقف عن المسير ، عجيببب !!
لا أعرف بعد كل هذا أين سينتهي بها المصير؟!!
كل تلك الأحوال أمامي وقريبة مني ، مما يجبرني على رؤيتها وسماع لغتها ... شعرت وسط معمعة تلك الأحوال
بأني أحلم ، وتمنيت أن أستمر في الأحلام ، لربما تظهر لي أحلامًا أخرى وردية ..
ثم عدت بالنظرات إلى صغيرتي المتأملة لهذه الأحوال مثلي ، فقلت لعلي أحادثها فتقطع حبل أحلامي العجيبة ،
( قلت لها بالعامي ) : ( طالعي- يا جودي - في البحر، ليه الموية تطلع إلى فوووق ، وبعدين تنزل )
قصدت تلك النافورة العجيبة ..أجابت وبسرعة البرق ، وبنغمة التعجب المذهلة في المــد :
مـــــــــااادري ، سبحاااااان الله .
قلت : ماذا ؟ سبحان الله .
أمـّــا هذا فعجيـــــــــــــــــــــــب فعلا !!
***********
بســم الله الرحمن الرحيــم .
سماء صافية تسبح فيها سحبٌ رقيقة ، وبحر هادئ تتحرّك فيه أمواجٌ خفيفة ، وهواء عليل تسيّره أنغام
الرياح الباردة ، بأصوات القوارب الصغيرة ، والأسماك المتلاعبة ..حول تلك النافورة العالية المذهلة !
أما الشمس ، فحدّث عن جمالها ولا حرج ، إنّها في لحظات الغروب ..
عجيب أمرها ! جميلة هي في الغروب كالشروق !
في تلك اللحظات جلست أرقب ذلك المنظر الذي أبدعه الإله ، إنّها مناظر تتسلل برّقة إلى الفكر ؛ لتدغدغ ذكرياته ،
وتسيطر على الكيان ؛ لتحرّك أشجانه ..
لقد تغيّر لون البحر في دقائق الغروب تلك ، فلمحت ذلك التغيّر صغيرتي ( جودي ) ،
فقالت لي : ( ماما ، ليه البحر كان لونه أحمر صار أخضر ؟!! )
طبعًا لصغر سنّها لا تميز الألوان .. قلت لها ؛ إيجازًا للكلام ، وتعظيمًا للرحمن : سبحان الله .. وسكت ؛
رغبةً في الرجوع إلى تأمّل تلك اللوحة الفنّية الرائعة ..
أتدرون ماذا تمنّيت ساعتها ؟
تمنّيت أن أملك ورقة وقلمًا ؛ لأنقل تلك اللوحة البديعة كما رأتها مشاعري ، وصاغتها عباراتي .
وما أن أطلت النظر حتى حملتني هذه الطبيعة إلى السماء ؛ لتريني الكون من تحتي صغيرًا عجيبًا ، وياعجبي مما رأيت !!
رأيتُ صنوفًا من الأحوال ، كلّها تحمل علامات الاستفهام ، فكلٌّ كما قيل :
يغني على ليلاه ، ويندب حظّه في الحياة !!
رأيت أسرة ظهرت لي أنّها من أصل بدوي ، فسيارتهم (وانيت ) بغمارتين ، ولهجتهم قوية غامضة ، وملابسهم متميزة .
رجل في الخمسين تقريبًا ، بجانبه امرأتين ، إنّه رجل مسكين ! إذ لا أجانب الحقيقة إن قلت :
إنّ سياط الظروف قد قسمت ظهره !!
فتلكما المرأتان هما ضرّتان - كما بدا لي - فأحدهما قــد كشّرت عن أنيابها ، تراها حينًا تشير باليد متوعدة ،
وحينًا رافعة للصوت مهددة ، والأخرى تهدئ الوضع ، تارة تدخل السيارة ،
وتارة تعود بعد أن يطول الانتظار ، فتجد من العقاب ما لقيت في المرة الأولى .
أمّا الزوج ، فإنّك لا تسمع من صوته إلا الهمسات ، قد أعجزه الرد على تلك المتسلّطة ، وأشكل عليه الحكم في الأمر
قلت : عجيييب !! صدق من قال : (( يا من شرى له من حلاله عله ))!! .
ورأيت تلك الأسرة الباكستانية البسيطة ، وقد جلست على الرصيف بدون أن تفترش سجادًا لتجلس عليه ،
أسرة يمتلك أفرادها الخفّة والنشاط ، وسرعة فائقة في الكلام !!
عجبت كيف يمكنهم أن يلتقطوا تلك المفردات ليردّوا عليها !! بل الأعجب من ذلك ...ذلك العدد الهائل من الأطفال الذي
لا يتجاوز أكبرهم السنوات الخمس ! عجيييب !! كيف لهذين الأبوين أن يحسنا التربية ؟!
ورأيت ذلك الستيني جالسًا على كرسي ، وقد أجلس بجانبه شابة لا تزيد عن الثلاثين إن لم يكن أقل ، كم كان حاله معها
عجيبًا !!
ولايمكن أن تكون غير زوجته كما يبدو ! إذ يخشى عليها من النظرات ! ، عجيييب !! هل هو عريس ؟!
ورأيت تلك المتبرجة التي كشفت عن يديها ورجليها وأظهرت مالا داع له مما حول العينين ، وأخذت بتصوير صغير لها ،
أمام منظر الغروب البديع ! عجيييب !! أين غيرة ذلك الزوج القابع في السيارة ؟!
ورأيت بائعة الألعاب النارية ، تغدو من أمامي وتروح ، لا نهاية للطريق ، ولا توقف عن المسير ، عجيببب !!
لا أعرف بعد كل هذا أين سينتهي بها المصير؟!!
كل تلك الأحوال أمامي وقريبة مني ، مما يجبرني على رؤيتها وسماع لغتها ... شعرت وسط معمعة تلك الأحوال
بأني أحلم ، وتمنيت أن أستمر في الأحلام ، لربما تظهر لي أحلامًا أخرى وردية ..
ثم عدت بالنظرات إلى صغيرتي المتأملة لهذه الأحوال مثلي ، فقلت لعلي أحادثها فتقطع حبل أحلامي العجيبة ،
( قلت لها بالعامي ) : ( طالعي- يا جودي - في البحر، ليه الموية تطلع إلى فوووق ، وبعدين تنزل )
قصدت تلك النافورة العجيبة ..أجابت وبسرعة البرق ، وبنغمة التعجب المذهلة في المــد :
مـــــــــااادري ، سبحاااااان الله .
قلت : ماذا ؟ سبحان الله .
أمـّــا هذا فعجيـــــــــــــــــــــــب فعلا !!