فية
26-01-2012, 08:18 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2lL46959.gif
( وقل رب زدني علما ً )
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/anyaflower382.gif
كفى الفكر الإسلامي فخراً أنه أعطى العلم وأهله أكمل تكريم ,حيث كان في الجاهلية السيادة للمال والحسب والجاه .
وكانت إحدى دعامتي العلم التي يقوم عليها – القراءة والكتابة – هي أول كلمة من كلمات الوحي ( اقرأ ) , وجعل تلاوة القرآن عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه , ويتعبده بها , وكذلك شرط في صحة بعض العبادات كالصلاة .
وأقسم بالقلم وما يسطرون تعظيماً لشأنها في قوله تعالى : ( ن والقلم وما يسطرون ) .
وعلمنا آداب طالب العلم مع معلمه في سورة الكهف – في قصة موسى – http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/3laih.gif – مع العبد الصالح - في قوله تعالى : ( وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا * فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا * فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا * قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا * قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصاً * فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا * قال إنك لن تستطيع صبرا * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا * قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا * قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكر * فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا * قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا * قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا * فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا * قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا * فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبو أن يضيفوهما فوجدا فبها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لتخذت عليه أجرا * قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا * أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا * وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحما * وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا * ) الكهف : 60- 82 ] .
وأمر الرسول محمد - http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/mohmad1.gif - أن يسأل ربه الزيادة في العلم دون غيره من الأمور ( وقل رب زدني علما ) سورة طه ( 114 ) .
وهنا وقفة جليلة , ينبغي لكل مسلم أن لا يغفل عنها : فالمعروف أن طلب العلم مجهود ذاتي من الإنسان , أو مجموعة من الناس , والله في هذه الآية يوجه رسوله http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/mohmad1.gif لأن يدعوه – تعالى – لزيادة العلم .
إذن زيادة العلم لا يتحصل عليها المرء إلا بتوفيق الله تعالى , وليست بحول المرء وقوته , وليس لها طريق إلا الدعاء .
وقد يقول قائل : إن غير المسلمين في العلوم الحديثة توصلوا إلى أعلى مراتب العلم و دون أن يعبدوا الله , ولا يقرون بعبادة الدعاء .
فنقول : نعم ! وصلوا إلى ما يريدون من العلم , لكن دون توفيق من الله – تعالى – ولم يكن شعارهم ( وقل رب زدني علماً ) , فتحولت كثير من علومهم إلى دمار الإنسانية , وفسادها – بدلاً من خدمتها ورقيها – والعاقل يرى حرمان بركة التوفيق في علومهم .
وأين التوفيق في علوم وصل علماؤها إلى الفضاء , وغاصوا في أعماق البحار , وما زالت فئات في مجتمعاتهم ليست بالقليلة تتسول لقمة العيش , وتحافظ على رمق الحياة من النفايات , والفضلات , لا مما يجود به فئة الأغنياء من الناس , هذه الفئة يقابلهم فيمن قالوا : ( وقل رب زدني علماً ) أولئك الذين ينفقون بالليل والنهار سراً وجهراً ؟! الذين بتوفيق العلم حققوا مراد الله تعالى في قوله : ( والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم ) [ المعارج : 24-25 ] .
هاهي علومهم أهدت للعالم أجمع - وبئس ما أهدت – أسلحة فتاكة , ومخدرات مهلكة , وأمراض خطيرة بسبب الأشعة الضارة وأمثالها من مخلفات علومهم ومصانعهم .
هاهي علومهم التي حققت إنجازات في علوم الطب لا مثيل لها , تقدمها للعالم باليد اليمنى , وتسلبهم الصحة باليد اليسرى , كما في الغش في تصنيع الأدوية للربح , والربح فقط .
هاهي علومهم تقف عاجزة عن حل مشكلة المجاعات في أكثر من موقع في العالم , وذات علومهم تجعلهم يلقون فائض القمح في البحر – جشعاً – بحجة المصالح الاقتصادية .
هاهي علومهم تسمعنا عبر أجهزة الاتصالات المختلفة عن مآسي الحروب , والخطف , والانتحار , والسلب , والنهب , تخبرنا بها .. تزعجنا بمآسيها .. توجع قلوبنا بصورها , لكنها لم تقدم لنا علوماً تخلص العالم منها – بل قدمت علوماً تزيد طينتها بلة – فأين علومهم , وأين عقول مفكريهم ؟ ما الذي ينقصهم ؟
شيء واحد ينقصهم ! أنهم لم يقولوا : ( وقل رب زدني علماً ) فحرموا التوفيق للخير .
أما علومنا – التي ينظر إليها كثير من الجهلة نظرة سخرية واستخفاف – فهي لا تنكر أهمية القيام على أسس النظريات , والمسائل الحديثة , والافتراضات والاكتشافات العلمية المعاصرة , لكنها تدرك – تمام الادراك – أن ذلك كله لا نفع منه ولا جدوى دون شعار (وقل رب زدني علما )
فيوم أن كان رجال علومنا هذا شعارهم قادوا العالم بعلومهم , وقدموا للإنسانية من العلوم ما سار بركابها إلى مراتب العلو والسعادة , فكان علما يبني ولا يهدم , يخدم ولا يستعبد , يعطي ولا يسلب , يحمي ولا يغدر .
نسأل الله تعالى ونقول : رب زدنا علماً .
منقول
( وقل رب زدني علما ً )
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/anyaflower382.gif
كفى الفكر الإسلامي فخراً أنه أعطى العلم وأهله أكمل تكريم ,حيث كان في الجاهلية السيادة للمال والحسب والجاه .
وكانت إحدى دعامتي العلم التي يقوم عليها – القراءة والكتابة – هي أول كلمة من كلمات الوحي ( اقرأ ) , وجعل تلاوة القرآن عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه , ويتعبده بها , وكذلك شرط في صحة بعض العبادات كالصلاة .
وأقسم بالقلم وما يسطرون تعظيماً لشأنها في قوله تعالى : ( ن والقلم وما يسطرون ) .
وعلمنا آداب طالب العلم مع معلمه في سورة الكهف – في قصة موسى – http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/3laih.gif – مع العبد الصالح - في قوله تعالى : ( وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا * فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا * فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا * قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا * قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصاً * فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا * قال إنك لن تستطيع صبرا * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا * قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا * قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكر * فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا * قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا * قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا * فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا * قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا * فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبو أن يضيفوهما فوجدا فبها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لتخذت عليه أجرا * قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا * أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا * وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحما * وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا * ) الكهف : 60- 82 ] .
وأمر الرسول محمد - http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/mohmad1.gif - أن يسأل ربه الزيادة في العلم دون غيره من الأمور ( وقل رب زدني علما ) سورة طه ( 114 ) .
وهنا وقفة جليلة , ينبغي لكل مسلم أن لا يغفل عنها : فالمعروف أن طلب العلم مجهود ذاتي من الإنسان , أو مجموعة من الناس , والله في هذه الآية يوجه رسوله http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/mohmad1.gif لأن يدعوه – تعالى – لزيادة العلم .
إذن زيادة العلم لا يتحصل عليها المرء إلا بتوفيق الله تعالى , وليست بحول المرء وقوته , وليس لها طريق إلا الدعاء .
وقد يقول قائل : إن غير المسلمين في العلوم الحديثة توصلوا إلى أعلى مراتب العلم و دون أن يعبدوا الله , ولا يقرون بعبادة الدعاء .
فنقول : نعم ! وصلوا إلى ما يريدون من العلم , لكن دون توفيق من الله – تعالى – ولم يكن شعارهم ( وقل رب زدني علماً ) , فتحولت كثير من علومهم إلى دمار الإنسانية , وفسادها – بدلاً من خدمتها ورقيها – والعاقل يرى حرمان بركة التوفيق في علومهم .
وأين التوفيق في علوم وصل علماؤها إلى الفضاء , وغاصوا في أعماق البحار , وما زالت فئات في مجتمعاتهم ليست بالقليلة تتسول لقمة العيش , وتحافظ على رمق الحياة من النفايات , والفضلات , لا مما يجود به فئة الأغنياء من الناس , هذه الفئة يقابلهم فيمن قالوا : ( وقل رب زدني علماً ) أولئك الذين ينفقون بالليل والنهار سراً وجهراً ؟! الذين بتوفيق العلم حققوا مراد الله تعالى في قوله : ( والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم ) [ المعارج : 24-25 ] .
هاهي علومهم أهدت للعالم أجمع - وبئس ما أهدت – أسلحة فتاكة , ومخدرات مهلكة , وأمراض خطيرة بسبب الأشعة الضارة وأمثالها من مخلفات علومهم ومصانعهم .
هاهي علومهم التي حققت إنجازات في علوم الطب لا مثيل لها , تقدمها للعالم باليد اليمنى , وتسلبهم الصحة باليد اليسرى , كما في الغش في تصنيع الأدوية للربح , والربح فقط .
هاهي علومهم تقف عاجزة عن حل مشكلة المجاعات في أكثر من موقع في العالم , وذات علومهم تجعلهم يلقون فائض القمح في البحر – جشعاً – بحجة المصالح الاقتصادية .
هاهي علومهم تسمعنا عبر أجهزة الاتصالات المختلفة عن مآسي الحروب , والخطف , والانتحار , والسلب , والنهب , تخبرنا بها .. تزعجنا بمآسيها .. توجع قلوبنا بصورها , لكنها لم تقدم لنا علوماً تخلص العالم منها – بل قدمت علوماً تزيد طينتها بلة – فأين علومهم , وأين عقول مفكريهم ؟ ما الذي ينقصهم ؟
شيء واحد ينقصهم ! أنهم لم يقولوا : ( وقل رب زدني علماً ) فحرموا التوفيق للخير .
أما علومنا – التي ينظر إليها كثير من الجهلة نظرة سخرية واستخفاف – فهي لا تنكر أهمية القيام على أسس النظريات , والمسائل الحديثة , والافتراضات والاكتشافات العلمية المعاصرة , لكنها تدرك – تمام الادراك – أن ذلك كله لا نفع منه ولا جدوى دون شعار (وقل رب زدني علما )
فيوم أن كان رجال علومنا هذا شعارهم قادوا العالم بعلومهم , وقدموا للإنسانية من العلوم ما سار بركابها إلى مراتب العلو والسعادة , فكان علما يبني ولا يهدم , يخدم ولا يستعبد , يعطي ولا يسلب , يحمي ولا يغدر .
نسأل الله تعالى ونقول : رب زدنا علماً .
منقول