ابراهيم الدريعي
14-01-2007, 03:38 AM
تعريف بالإرشاد العقلاني الإنفعالي
إحدى النظريات المهمة في الإرشاد النفسي وصاحب هذه النظرية البرت إلس (albert ellisوتقوم هذه النظرية على أساس أن الإضطراب السلوكي عند الإنسان سببه تفكيره غير المنطقي عن الحياة والكون والإنسان ، ومهمة المرشد النفسي تصحيح مفهوم الفرد عن نفسه وغيره بالهجوم على الأفكار اللاعقلانية وتصحيحها وإعادة الفرد إلى تفكيره السليم والابتعاد عن الأفكار غير المنطقية التي لاتتحقق في الواقع ، وما دام تحقيقها مستحيلا لماذا يتشبث بها المريض فتجره إلى التعاسة والشقاء 0
هناك أربع حطوات يتبعها المرشد العقلاني كي يطبق هذه النظرية نوجزها فيمايلي :
1- أن يثبت المرشد للمسترشد أن تفكيره غير سوي وغير منطقي مثل اعتقاد الشخص أنه يجب أن يكون محبوبا من الجميع ، فما من إنسان مهما علت صفاته الإيجابية أن يملك محبة كل الناس فكل فرد في هذا المجتمع له اصدقاء وله أعداء والشاعر يقول :
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها** كفى المرء فخرا أن تعد معايبه 0
فالأنبياء عليهم السلام لهم أعداء ولهم أصدقاء وهم صفوة الخلق فما بالك بالشخص العادي 0
2- أن يوضح المرشد للمسترشد العلاقه بين تفكيره الخاطيء وما هو فيه من تعاسة وشقاء، وان هذه التعاسة والشقاء سوف تستمر مادام يفكر هذا التفكير غير المنطقي 0
3- أن يجعل المرشد المسترشد يغير أفكاره بمحاولة إقناعه أن ما يؤمن به غير منطقي وغير صحيح ، وهذه الخطوة من اهم الخطوات لأن المسترشد لا يدري أن تفكيره غير منطقي فهو بحاجة إلى من يساعده في إخراجه من هذا النفق المظلم الذي يعيش فيه ويسبب له الشقاء والتعاسة إلى عالم الحياة الرحب ، ألى التفكير السليم الذي يقيه من الأفكار غير المنطقية 0
4- الخطوة الأخيرة لاتقتصر على ما يتمسك به المرشد من أفكار غير عقلانية فقط بل ومحاولة تصحيحهابل يتعدى ذلك إلى المحافظة على ما توصل إليه المسترشد من تحسن في حالته وعدم عودة هذه الأفكار اللاعقلانية إليه مرة أخرىكجانب وقائي ، وبمعنى آ خر تكوين الحصانة الذاتية لدى المسترشد هذه الحصانة التي تحميه من تعرضه لهذه الأفكار الخاطئة و عودتها إليه مرة اخرى 0
وتعتمد طريقة الإرشاد العقلاني على الهجوم المباشرعلى الأفكار الخاطئة وغير المنطقية ، فالمرشد يعتمد على طريقتين في العلاج ، الأولى : التصريح للمسترشد بأن ما يؤمن به خطأ ، وينكر على المسترشد هذه الاعتقادات الزائفة المتأصلة في نفسه الثانية : أن يقوم المرشد بدور المشجع الذي يشجع المسترشد على القيام ببعض الأنشطه التي يخاف منها ، لأنه يعتقد أنها غير منطقية وهي في الواقع منطقية 0
أمثلة للأفكار غير المنطقية :
*اعتقاد الفرد أنه يجب أن يكون محبوبا عند كل الناس0
*اعتقاد الفرد أنه يستطيع أن يفعل كل شيء ، وإذا لم يستطع أصيب بالأحباط 0
*اعتقاد الفرد أنه يجب أن يكون على درجة عالية من الكفاءة 0
*إذا لم تسر الأمور على مايريد الفرد ، اعتقد أنه فاشل واصيب بالأحباط ، وخيبة المل 0
*أنا حظي سيء كلما ضربت طريقا لم يحالفني الحظ0
*الناس كلهم أشرار لذا يجب علي ان أبقى في بيتي ولا أتصل باحد0
*مادمت انني أصبت بهذا المرض فإن نهايتي قريبة 0
*لقد فشل زواجي ، إذن لايوجد رجل صالح أقترن به ويستحقني فالأفضل لي أن ابقى بدون زواج 0
*الرجال كل طبعهم واحد مثل أبي ، لذا فإنني لن اتزوج 0
*إذا أعتقد الشخص أنه يستطيع ان يطفيء الشمس فهو غير عقلاني وغير منطقي 0
مشكلة الذين يعانون من الإعتقاد بأفكار خاطئة وغير منطقية أنهم يعتقدون انها منطقية ، ومن الصعب إقناعهم بالعدول عن هذه الأفكار إلا بعد جلسات عديدة مع المرشد القدير الذي يملك زمام الأمور ولديه الحجج الدامغة على بطلان هذه الإعتقادات التي تدمر الفرد في عمله وفي أسرته وفي مجتمعه ، وما أكثر هؤلاء الأشخاص في المجتمع الذين لايفكرون تفكيرا منطقيا ، ويكون نتيجة ذلك وقوعهم في أخطاء جسيمة تحت تأثير ضغوط نفسية تحيل حياتهم إلى جحيم 0
ومن الملاحظ أن الإرشاد العقلاني لم يكن السابق إليه البرت إلس (albert-ellis) عام 1955 فقط سبق إلى ذلك معلم البشرية الأول محمد –صلى الله عليه وسلم – قبل اربعة عشر قرنا عندما جاءه أعرابي وقال له يامحمد إئذن لي بالزنا ، فأجلسه الرسول بجانبه ولم يعنفه على قوله وقال له : أترضاه لأمك قال الأعرابي لا فقال الرسول وكذلك الناس لايرضونه لأمهاتهم ، أترضاه لأختك ؟ فقال الأعرابي لا فقال الرسول أيضا الناس لاترضاه لأخواتهم ، أترضاه لزوجتك ؟ فقال لا فقال الرسول كذلك الناس لايرضونه لزوجاتهم أ اترضاه لعمتك أترضاه لخالتك ؟ فغير الرسول – صلى الله عليه وسلم – هذه الفكرة الخاطئة بأسلوبه المقنع وبحججه الدامغة ، إذ أن فكرة الزنا مسيطرة عليه ومن الصعب إقناعه بتغيير هذه الفكرة ولكن الرسول المرشد استطاع ان يغير أفكار هذا الإعرابي وخرج من عنده وهو مقتنع أن الزنا حرام ولايمكن فعله 0
المشكلة التي يراها العقلانيون تتجه إلى خلل في الفكر لأن الخلل في الفكر يتحول إلى شعور وانفعال فالخوف والتوتر والإحباط نتيجة الأفكار المسيطرة على نفس الفرد الذي يعاني من المشكلة ، وظهور هذا الإضطراب في السلوك نتيجة هذه الأفكار أيضا ، المشادات الكلامية ، الغياب عن المدرسة التدخين ماهي إلا سلوكيات ناتجة عن اضطراب في الفكر هكذا يفسر العقلانيون اضطراب السلوك ، وواضح أن الهدف من العلاج هو ان يعود الفرد إلى وضعه الطبيعي ويفكر تفكيرا سليما يضمن له العيش السعيد ويبعده عن التوتر والقلق والخوف المرضي 0
بعد هذا قد يسأل سائل فيقول :معنى ذلك أن جميع الناس مرضى نفسانيين ، فأقول لا ليس كل الناس مرضى نفسانيين خلافا لما يقوله بعض علماء النفس الذين يرون أن كل فرد له نصيب ولو قليل من الأمراض النفسية فلا احد يخلوامنها ، وهذا رأي متطرف جدا ، ولكن المرض النفسي هو الذي يؤثر تأثيرا بالغا في حياة الفرد فيمنعه من العمل أو الدراسة ويتسبب في تطليق زوجته كمن يعاني من الوسواس القهري فلديه أفكار غير عقلانية ، كالمبالغة في الوضوء ، وقطع الصلاة لإعتقاده أنه لم يطهر على الرغم من أنه قد توضأ مرات عديدة ، لذا نحن لانقول إن الإنسان مريض نفسي حتى يمنعه مرضه من التكيف مع نفسه ومع بيئته والله أعلم 0
إحدى النظريات المهمة في الإرشاد النفسي وصاحب هذه النظرية البرت إلس (albert ellisوتقوم هذه النظرية على أساس أن الإضطراب السلوكي عند الإنسان سببه تفكيره غير المنطقي عن الحياة والكون والإنسان ، ومهمة المرشد النفسي تصحيح مفهوم الفرد عن نفسه وغيره بالهجوم على الأفكار اللاعقلانية وتصحيحها وإعادة الفرد إلى تفكيره السليم والابتعاد عن الأفكار غير المنطقية التي لاتتحقق في الواقع ، وما دام تحقيقها مستحيلا لماذا يتشبث بها المريض فتجره إلى التعاسة والشقاء 0
هناك أربع حطوات يتبعها المرشد العقلاني كي يطبق هذه النظرية نوجزها فيمايلي :
1- أن يثبت المرشد للمسترشد أن تفكيره غير سوي وغير منطقي مثل اعتقاد الشخص أنه يجب أن يكون محبوبا من الجميع ، فما من إنسان مهما علت صفاته الإيجابية أن يملك محبة كل الناس فكل فرد في هذا المجتمع له اصدقاء وله أعداء والشاعر يقول :
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها** كفى المرء فخرا أن تعد معايبه 0
فالأنبياء عليهم السلام لهم أعداء ولهم أصدقاء وهم صفوة الخلق فما بالك بالشخص العادي 0
2- أن يوضح المرشد للمسترشد العلاقه بين تفكيره الخاطيء وما هو فيه من تعاسة وشقاء، وان هذه التعاسة والشقاء سوف تستمر مادام يفكر هذا التفكير غير المنطقي 0
3- أن يجعل المرشد المسترشد يغير أفكاره بمحاولة إقناعه أن ما يؤمن به غير منطقي وغير صحيح ، وهذه الخطوة من اهم الخطوات لأن المسترشد لا يدري أن تفكيره غير منطقي فهو بحاجة إلى من يساعده في إخراجه من هذا النفق المظلم الذي يعيش فيه ويسبب له الشقاء والتعاسة إلى عالم الحياة الرحب ، ألى التفكير السليم الذي يقيه من الأفكار غير المنطقية 0
4- الخطوة الأخيرة لاتقتصر على ما يتمسك به المرشد من أفكار غير عقلانية فقط بل ومحاولة تصحيحهابل يتعدى ذلك إلى المحافظة على ما توصل إليه المسترشد من تحسن في حالته وعدم عودة هذه الأفكار اللاعقلانية إليه مرة أخرىكجانب وقائي ، وبمعنى آ خر تكوين الحصانة الذاتية لدى المسترشد هذه الحصانة التي تحميه من تعرضه لهذه الأفكار الخاطئة و عودتها إليه مرة اخرى 0
وتعتمد طريقة الإرشاد العقلاني على الهجوم المباشرعلى الأفكار الخاطئة وغير المنطقية ، فالمرشد يعتمد على طريقتين في العلاج ، الأولى : التصريح للمسترشد بأن ما يؤمن به خطأ ، وينكر على المسترشد هذه الاعتقادات الزائفة المتأصلة في نفسه الثانية : أن يقوم المرشد بدور المشجع الذي يشجع المسترشد على القيام ببعض الأنشطه التي يخاف منها ، لأنه يعتقد أنها غير منطقية وهي في الواقع منطقية 0
أمثلة للأفكار غير المنطقية :
*اعتقاد الفرد أنه يجب أن يكون محبوبا عند كل الناس0
*اعتقاد الفرد أنه يستطيع أن يفعل كل شيء ، وإذا لم يستطع أصيب بالأحباط 0
*اعتقاد الفرد أنه يجب أن يكون على درجة عالية من الكفاءة 0
*إذا لم تسر الأمور على مايريد الفرد ، اعتقد أنه فاشل واصيب بالأحباط ، وخيبة المل 0
*أنا حظي سيء كلما ضربت طريقا لم يحالفني الحظ0
*الناس كلهم أشرار لذا يجب علي ان أبقى في بيتي ولا أتصل باحد0
*مادمت انني أصبت بهذا المرض فإن نهايتي قريبة 0
*لقد فشل زواجي ، إذن لايوجد رجل صالح أقترن به ويستحقني فالأفضل لي أن ابقى بدون زواج 0
*الرجال كل طبعهم واحد مثل أبي ، لذا فإنني لن اتزوج 0
*إذا أعتقد الشخص أنه يستطيع ان يطفيء الشمس فهو غير عقلاني وغير منطقي 0
مشكلة الذين يعانون من الإعتقاد بأفكار خاطئة وغير منطقية أنهم يعتقدون انها منطقية ، ومن الصعب إقناعهم بالعدول عن هذه الأفكار إلا بعد جلسات عديدة مع المرشد القدير الذي يملك زمام الأمور ولديه الحجج الدامغة على بطلان هذه الإعتقادات التي تدمر الفرد في عمله وفي أسرته وفي مجتمعه ، وما أكثر هؤلاء الأشخاص في المجتمع الذين لايفكرون تفكيرا منطقيا ، ويكون نتيجة ذلك وقوعهم في أخطاء جسيمة تحت تأثير ضغوط نفسية تحيل حياتهم إلى جحيم 0
ومن الملاحظ أن الإرشاد العقلاني لم يكن السابق إليه البرت إلس (albert-ellis) عام 1955 فقط سبق إلى ذلك معلم البشرية الأول محمد –صلى الله عليه وسلم – قبل اربعة عشر قرنا عندما جاءه أعرابي وقال له يامحمد إئذن لي بالزنا ، فأجلسه الرسول بجانبه ولم يعنفه على قوله وقال له : أترضاه لأمك قال الأعرابي لا فقال الرسول وكذلك الناس لايرضونه لأمهاتهم ، أترضاه لأختك ؟ فقال الأعرابي لا فقال الرسول أيضا الناس لاترضاه لأخواتهم ، أترضاه لزوجتك ؟ فقال لا فقال الرسول كذلك الناس لايرضونه لزوجاتهم أ اترضاه لعمتك أترضاه لخالتك ؟ فغير الرسول – صلى الله عليه وسلم – هذه الفكرة الخاطئة بأسلوبه المقنع وبحججه الدامغة ، إذ أن فكرة الزنا مسيطرة عليه ومن الصعب إقناعه بتغيير هذه الفكرة ولكن الرسول المرشد استطاع ان يغير أفكار هذا الإعرابي وخرج من عنده وهو مقتنع أن الزنا حرام ولايمكن فعله 0
المشكلة التي يراها العقلانيون تتجه إلى خلل في الفكر لأن الخلل في الفكر يتحول إلى شعور وانفعال فالخوف والتوتر والإحباط نتيجة الأفكار المسيطرة على نفس الفرد الذي يعاني من المشكلة ، وظهور هذا الإضطراب في السلوك نتيجة هذه الأفكار أيضا ، المشادات الكلامية ، الغياب عن المدرسة التدخين ماهي إلا سلوكيات ناتجة عن اضطراب في الفكر هكذا يفسر العقلانيون اضطراب السلوك ، وواضح أن الهدف من العلاج هو ان يعود الفرد إلى وضعه الطبيعي ويفكر تفكيرا سليما يضمن له العيش السعيد ويبعده عن التوتر والقلق والخوف المرضي 0
بعد هذا قد يسأل سائل فيقول :معنى ذلك أن جميع الناس مرضى نفسانيين ، فأقول لا ليس كل الناس مرضى نفسانيين خلافا لما يقوله بعض علماء النفس الذين يرون أن كل فرد له نصيب ولو قليل من الأمراض النفسية فلا احد يخلوامنها ، وهذا رأي متطرف جدا ، ولكن المرض النفسي هو الذي يؤثر تأثيرا بالغا في حياة الفرد فيمنعه من العمل أو الدراسة ويتسبب في تطليق زوجته كمن يعاني من الوسواس القهري فلديه أفكار غير عقلانية ، كالمبالغة في الوضوء ، وقطع الصلاة لإعتقاده أنه لم يطهر على الرغم من أنه قد توضأ مرات عديدة ، لذا نحن لانقول إن الإنسان مريض نفسي حتى يمنعه مرضه من التكيف مع نفسه ومع بيئته والله أعلم 0