فية
30-03-2013, 06:59 PM
"صور من حياة الأخفياء"
خرج عمر بن الخطاب يوما في سواد الليل وحيداً، حتى لا يراه أحد ، ودخل بيتاً ، ثم دخل بيتاً آخر، ورآه رجل ، لم يعلم عمر أن هذا الرجل رآه .
رآه طلحة رضي الله عليه وأرضاه .. فظنَّ أن في الأمر شيء .. أوجس طلحة في نفسه ، لماذا دخل عمر لهذا البيت ؟ ولماذا وحده ؟ ولماذا في الليل ؟ ولماذا يتسلل ؟ ولماذا لا يريد أن يراه أحد ؟ ارتاب طلحة في الأمر، والأمر عند طلحة يدعُ إلى الريبة .
ولما كان الصباح ذهب طلحة فدخل ذلك البيت فلم يجد إلا عجوزاً عمياء مقعدة ، فسألها :
ما بال هذا الرجل يأتيك ؟ وكانت لا تعرف أن الرجل الذي يأتيها هو عمر بن الخطاب http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/rada1.gif وأرضاه .. قالت العجوز العمياء المقعدة :
إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا بما يصلحني ، ويخرج الأذى عن بيتي .. أي يكنس بيتها ويقوم بحالها ، ويرعاها عمر http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/rada1.gif وأرضاه .. ولن نعجب أن رئيس الدولة وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب يفعل ذلك ، فكم من المرات فعل ذلك عمر بن الخطاب http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/rada1.gif وأرضاه ..
فهذه المواقف ليست عجباً في حياة عمر.. ولكن نعجب من شدة إخفاء عمر لهذا العمل حتى لا يراه أحد ، وفي الليل ، وفي سواد الليل ، ويمشي لواذاً خشية أن يراه أحد فيفسد عليه عمله الذي هو سر بينه وبين الله .
قالت امرأة حسن بن سنان : كان يجيء - أي حسن - فيدخل معي في فراشي ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيها فإذا علم أني نمت سلَّ نفسه فخرج ، ثم يقوم فيصلي.
قالت فقلت له يا أبا عبد الله، كم تعذب نفسك ، أرفق بنفسك .. فقال اسكتي ويحك ، فيوشك أن أرقد رقدة لا أقوم منها زمانا.. وعن بكر بن ماعز قال : ما رئي الربيع متطوعاً في مسجد قومه قط إلا مرة واحدة .
وفي الصيام : من أعجب المواقف ما ذكره الذهبي في السير، قال الفلاس، سمعت ابن أبي علي يقول : (صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خزازاً يحمل معه غذائه فيتصدق به في الطريق ) ، وكان بعضهم إذا أصبح صائما أدَّهن، ومسح شفتيه من دهنه حتى ينظر إليه الناظر فلا يرى أنه صائم .
أما الأخفياء والبكاء ، فقال محمد بن واسع : ( لقد أدركت رجالا كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة، قد بلَّ ما تحت خده من دموعه لا تشعر امرأته ) .
يقول رحمه الله تعالى : ( إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته لا تعلم ، ولقد أدركت رجال يقوم أحدهم في الصف ، فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه ) .
من شريط ( الأخفياء ) الشيخ إبراهيم الدويش
خرج عمر بن الخطاب يوما في سواد الليل وحيداً، حتى لا يراه أحد ، ودخل بيتاً ، ثم دخل بيتاً آخر، ورآه رجل ، لم يعلم عمر أن هذا الرجل رآه .
رآه طلحة رضي الله عليه وأرضاه .. فظنَّ أن في الأمر شيء .. أوجس طلحة في نفسه ، لماذا دخل عمر لهذا البيت ؟ ولماذا وحده ؟ ولماذا في الليل ؟ ولماذا يتسلل ؟ ولماذا لا يريد أن يراه أحد ؟ ارتاب طلحة في الأمر، والأمر عند طلحة يدعُ إلى الريبة .
ولما كان الصباح ذهب طلحة فدخل ذلك البيت فلم يجد إلا عجوزاً عمياء مقعدة ، فسألها :
ما بال هذا الرجل يأتيك ؟ وكانت لا تعرف أن الرجل الذي يأتيها هو عمر بن الخطاب http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/rada1.gif وأرضاه .. قالت العجوز العمياء المقعدة :
إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا بما يصلحني ، ويخرج الأذى عن بيتي .. أي يكنس بيتها ويقوم بحالها ، ويرعاها عمر http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/rada1.gif وأرضاه .. ولن نعجب أن رئيس الدولة وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب يفعل ذلك ، فكم من المرات فعل ذلك عمر بن الخطاب http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/rada1.gif وأرضاه ..
فهذه المواقف ليست عجباً في حياة عمر.. ولكن نعجب من شدة إخفاء عمر لهذا العمل حتى لا يراه أحد ، وفي الليل ، وفي سواد الليل ، ويمشي لواذاً خشية أن يراه أحد فيفسد عليه عمله الذي هو سر بينه وبين الله .
قالت امرأة حسن بن سنان : كان يجيء - أي حسن - فيدخل معي في فراشي ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيها فإذا علم أني نمت سلَّ نفسه فخرج ، ثم يقوم فيصلي.
قالت فقلت له يا أبا عبد الله، كم تعذب نفسك ، أرفق بنفسك .. فقال اسكتي ويحك ، فيوشك أن أرقد رقدة لا أقوم منها زمانا.. وعن بكر بن ماعز قال : ما رئي الربيع متطوعاً في مسجد قومه قط إلا مرة واحدة .
وفي الصيام : من أعجب المواقف ما ذكره الذهبي في السير، قال الفلاس، سمعت ابن أبي علي يقول : (صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خزازاً يحمل معه غذائه فيتصدق به في الطريق ) ، وكان بعضهم إذا أصبح صائما أدَّهن، ومسح شفتيه من دهنه حتى ينظر إليه الناظر فلا يرى أنه صائم .
أما الأخفياء والبكاء ، فقال محمد بن واسع : ( لقد أدركت رجالا كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة، قد بلَّ ما تحت خده من دموعه لا تشعر امرأته ) .
يقول رحمه الله تعالى : ( إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته لا تعلم ، ولقد أدركت رجال يقوم أحدهم في الصف ، فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه ) .
من شريط ( الأخفياء ) الشيخ إبراهيم الدويش