منى عبداللطيف
12-11-2013, 07:02 PM
فقدتُ حزني مذ "مدة" حينما أصبحَ بشكلٍ ما مُعتاداً إلى ذاك الحد الذي لا أشعرُ به. كل تلك الأسباب التي جعلتني حزيناً نسيتها، فأنا المشبع بالحزن، الذي
أصبح فائضاً، أراهُ تارةً يتساقطُ كبذرٍ ينمو في أرضِ الحلم، تارةً يسببُ فيضاناً في نهر النيل، وأخرى يحولُ ملوحة البحر الأحمر إلى ماءً لا ينصحُ مرضى السكريّ بشربه !
ذاك الإنسان الباحث عن الضوء، إختارَ العتمة كخيارٍ مُتاح، لا شيءَ يستحقُ أن نمضي في طرقٍ أخرى ، أن نداويّ جراحات الخائنين، وأن ننتظر بكل وفاء مُعتقدين " أن" الناس الذين نتظرهم سيفهمون يوماً كم نحنُ أوفياء، و ننسى أنهم ملوثين إلى تلك الدرجة التي تجعلهم مُتصلبين أكثر من جمادات، وحمقى لدرجة أن يضحوا بأغلى ما يملكه إنسان في الدنيا "حُب إنسان آخر له" !
أكتبُ، تتحولُ الكتابة إلى عمليّة محو ممنهج للذاكرة، أنا لا أتذكرُ أولئك الذين كتبتهم، وعندما أفكرُ في قرائتي مرّة، تبدو لي نصوصي كقصص جديدة لم أكتبها، تلهمني لكتابة أخرى تتذكرها يدي النابضة بكل وجع و ألم للعالمين. بشكلٍ ما يتحولُ "الشوق" إلى ضريبة باهظة الثمن لعقاب من لا يستحق الحُب، كل هذا الدفء الذي يُغطي الكرة الأرضية، يرمى به كشيء رديء وبلا قيّمة، وذا بحد ذاته يريني "الحرمان" الذي يعيشهُ الحمقى ، أن يضحوا بمن يشتاق لهم، ليحبوا أخرين يرمون بهم عُرض الحائط !
هكذا يتحولُ الماضي "لشيء" أليم ورتيب إلى درجة ننساه، و تكونُ قلوبنا "كصخرة" صلدة تحتاجُ لكم كبير من الماء لتفتيتها .يا للوجع الذي يضعني خارجَ مُعادلة الوجود للا شيء، أقرأ وتحطُ في يديّ "مشاهد" لموت العشاق، ولتوق الراحلينَ للعودة، هكذا يختارونَ الرحيل إمعاناً في البقاء، وهكذا يشتاقونَ أكثر ليقولون ( على حُبنا السلام ) .
قارئ كتابَ الحياة، أشردُ لحظةً عن وهمٍ سكنَ السطر القديم، و فوج عظيم لآلامهم تسكنُ صدري، هكذا أحنُ لموطني في كل وطن، وهكذا أكونُ عاهل آلام العالمين .
فقدتُ "حزني " كل تلك الأشياء التي تفقدُ ما فقدت حقاً، وكل ما نحس بأنه رحل، هو مُمعن بالبقاء، كل أولئك الذين نتذكرهم، يقولون لنا أنهم "إستحوذوا" على ذاكراتنا، ونخرو نظامنا الفكريّ فأصبحنا لا نفكرُ إلى بهم ولهم، عندما "نعمل" تظهرُ صورهم على أوراق الإجتماعات، في حديث "المُدير" الرتيب جداً، تنعكسُ على القهوة التي نحتسي مع الزملاء في كل صباح، لكلٍ حزنه، تحكيّه عيونه، ويفضحه "فرحه" المُعلب ، كسلوك جاف " وبرتوكول" لا بُد منه . وعندما نُسافر يعلقونَ في حقائب المُسافرين ، في سلمِ الطائرة المُعبئ بالحنين ، في وجوه المدن وأثارها في شبكة القطارات التي تُشبه حزني العميق جداً !
ومع كل ذلك نقول أننا إختارنا الرحيل، وأننا لم نعد نحزن على شيء، وأنهم لا يستحقون أي شيء، هكذا هو الإنسان عندما يكونُ متناقضاً ! .
أي شعور بعدم الثقة يجعلنا ندعي مرّة بعد مرّة الكمال، وكأننا ملائكة ، فنختارُ أننا دوماً على حق، ولتذهب علاقاتنا وحياتنا إلى ما تذهبُ إليه، نختارُ الخسارة، وفقد كل شيء، بدون أي أسباب، لأننا فقدنا الثقة، فقدناها في أنفسنا أولاً فلا نعتذر، وفقدناها بمن يحبنا ونحبه فيجعلنا ذلك نرمي بهم كأي شيء مُستهلك وغير صالح عند أي موقف أو حادثة، ومع ذلك نستمر في ممارسة الألم، و نبقى بندمنا المُتبقى لنا من الحيّاة ! .
سأختارُ أن أحكي ما أريدُ فوقَ كل شيء ، أن أعبرَ عن حُبي للأشخاص و للأشياء، وأن أمضي طرقاً أحببتها وأمنتُ بها ، أن أشتاقَ و ألقى من أردتُ في قلبي، لا لن أطلبَ ، لا لن أحتاجَ ، وسأملئ كوني بالحب و الوفاء ، وأرسلها لكل الآخرين ، الذين سكنوا قلبي ولم أتعرفهم بعد ! .
أصبح فائضاً، أراهُ تارةً يتساقطُ كبذرٍ ينمو في أرضِ الحلم، تارةً يسببُ فيضاناً في نهر النيل، وأخرى يحولُ ملوحة البحر الأحمر إلى ماءً لا ينصحُ مرضى السكريّ بشربه !
ذاك الإنسان الباحث عن الضوء، إختارَ العتمة كخيارٍ مُتاح، لا شيءَ يستحقُ أن نمضي في طرقٍ أخرى ، أن نداويّ جراحات الخائنين، وأن ننتظر بكل وفاء مُعتقدين " أن" الناس الذين نتظرهم سيفهمون يوماً كم نحنُ أوفياء، و ننسى أنهم ملوثين إلى تلك الدرجة التي تجعلهم مُتصلبين أكثر من جمادات، وحمقى لدرجة أن يضحوا بأغلى ما يملكه إنسان في الدنيا "حُب إنسان آخر له" !
أكتبُ، تتحولُ الكتابة إلى عمليّة محو ممنهج للذاكرة، أنا لا أتذكرُ أولئك الذين كتبتهم، وعندما أفكرُ في قرائتي مرّة، تبدو لي نصوصي كقصص جديدة لم أكتبها، تلهمني لكتابة أخرى تتذكرها يدي النابضة بكل وجع و ألم للعالمين. بشكلٍ ما يتحولُ "الشوق" إلى ضريبة باهظة الثمن لعقاب من لا يستحق الحُب، كل هذا الدفء الذي يُغطي الكرة الأرضية، يرمى به كشيء رديء وبلا قيّمة، وذا بحد ذاته يريني "الحرمان" الذي يعيشهُ الحمقى ، أن يضحوا بمن يشتاق لهم، ليحبوا أخرين يرمون بهم عُرض الحائط !
هكذا يتحولُ الماضي "لشيء" أليم ورتيب إلى درجة ننساه، و تكونُ قلوبنا "كصخرة" صلدة تحتاجُ لكم كبير من الماء لتفتيتها .يا للوجع الذي يضعني خارجَ مُعادلة الوجود للا شيء، أقرأ وتحطُ في يديّ "مشاهد" لموت العشاق، ولتوق الراحلينَ للعودة، هكذا يختارونَ الرحيل إمعاناً في البقاء، وهكذا يشتاقونَ أكثر ليقولون ( على حُبنا السلام ) .
قارئ كتابَ الحياة، أشردُ لحظةً عن وهمٍ سكنَ السطر القديم، و فوج عظيم لآلامهم تسكنُ صدري، هكذا أحنُ لموطني في كل وطن، وهكذا أكونُ عاهل آلام العالمين .
فقدتُ "حزني " كل تلك الأشياء التي تفقدُ ما فقدت حقاً، وكل ما نحس بأنه رحل، هو مُمعن بالبقاء، كل أولئك الذين نتذكرهم، يقولون لنا أنهم "إستحوذوا" على ذاكراتنا، ونخرو نظامنا الفكريّ فأصبحنا لا نفكرُ إلى بهم ولهم، عندما "نعمل" تظهرُ صورهم على أوراق الإجتماعات، في حديث "المُدير" الرتيب جداً، تنعكسُ على القهوة التي نحتسي مع الزملاء في كل صباح، لكلٍ حزنه، تحكيّه عيونه، ويفضحه "فرحه" المُعلب ، كسلوك جاف " وبرتوكول" لا بُد منه . وعندما نُسافر يعلقونَ في حقائب المُسافرين ، في سلمِ الطائرة المُعبئ بالحنين ، في وجوه المدن وأثارها في شبكة القطارات التي تُشبه حزني العميق جداً !
ومع كل ذلك نقول أننا إختارنا الرحيل، وأننا لم نعد نحزن على شيء، وأنهم لا يستحقون أي شيء، هكذا هو الإنسان عندما يكونُ متناقضاً ! .
أي شعور بعدم الثقة يجعلنا ندعي مرّة بعد مرّة الكمال، وكأننا ملائكة ، فنختارُ أننا دوماً على حق، ولتذهب علاقاتنا وحياتنا إلى ما تذهبُ إليه، نختارُ الخسارة، وفقد كل شيء، بدون أي أسباب، لأننا فقدنا الثقة، فقدناها في أنفسنا أولاً فلا نعتذر، وفقدناها بمن يحبنا ونحبه فيجعلنا ذلك نرمي بهم كأي شيء مُستهلك وغير صالح عند أي موقف أو حادثة، ومع ذلك نستمر في ممارسة الألم، و نبقى بندمنا المُتبقى لنا من الحيّاة ! .
سأختارُ أن أحكي ما أريدُ فوقَ كل شيء ، أن أعبرَ عن حُبي للأشخاص و للأشياء، وأن أمضي طرقاً أحببتها وأمنتُ بها ، أن أشتاقَ و ألقى من أردتُ في قلبي، لا لن أطلبَ ، لا لن أحتاجَ ، وسأملئ كوني بالحب و الوفاء ، وأرسلها لكل الآخرين ، الذين سكنوا قلبي ولم أتعرفهم بعد ! .