أحمد محمد الفريح
24-11-2015, 09:04 PM
ذات يوم وأثناء تجوالي في إحدى المجمعات التجارية إذا بي أتفاجئ بذلك الطالب والذي سبق أن درسته , فسلم علي بحرارة وعندها سألته أين تعمل وهل تخرجت من الجامعة ؟
أجابني بكل برود بأنه عاطل عن العمل منذ ثلاث سنوات وبأنه يبحث عن عمل ولم يجد ..
عندها استوقفني هذا المشهد فكان من واجبي علي أن أقول :
أخي الشاب : إن شرعنا الحكيم يرسخ أهمية العمل والكسب من عمل اليد وتطوير المهنة التي يعمل بها – وهذا مما نتفق عليه - ففي ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية تظهر مهن في الصدارة ويكثر الطلب عليها , في المقابل تتراجع مهن نظراً للاكتفاء أو التشبع , مما يجعل الشاب الناشئ يفكر في المهن الحاضرة والتي ستكون له مفتاح خير وسعة رزق إذا استغلها بفكر صحيح , وعندما نتأمل واقعنا المعاصر نرى أن هناك مهن قد غفل عنها شبابنا والتي منها : السباكة , الكهرباء , ميكانيكا السيارات و اللحام وما شابهها ..
لقد استغل هذه المهن الضيوف من الوافدين , فأبدعوا وأنتجوا وكسبوا الشيء الكثير , فسؤالي لك أخي الشاب المتخرج من الثانوي ولم تدخل الجامعة بعد , أو المتخرج من الجامعة ولم تجد وظيفة , ومُصّر على أن تتوظف وظيفة مكتبية ! والجلوس خلف مكتب ! فكر معي قليلاً وتأمل .. فجميع المحلات التجارية الكبيرة والصغيرة , وجميع الشركات والمصانع وبيوتنا نحن , كم تحتاج من عمال ومتخصصين في السباكة أو الكهرباء أو ميكانيكا اللحام .. !!
هنا أقول : إلى متى وجميع من يسيطر على هذه المهن هم الوافدون ؟ إلى متى ونحن نظن أن مزاولة الأعمال الحرفية عيب ؟ إلى متى ونحن نفكر أن الرفاهية هي في العمل المكتبي ؟ إلى متى ونحن ننظر إلى أن العمل في هذه المهن من العيب الاجتماعي ؟
لذا تأخرت في خطوات مستقبلك , ونظرت إلى هذه الأمور وتوظفت في وظيفة مكتبية على حسب رغبتك ( مكتبية بمبلغ أربعة ألاف ريال ) وفرحت بها , في المقابل كان بإمكانك أن تتعلم وتتدرب على مهنة من المهن التي سبق أن ذكرتها لتجني آلاف الريالات , في أحدى الشركات الكبرى أو المتخصصة , ولا يخفى عليك حرص قادتنا في السعودة في الوظائف وإلزام الشركات بذلك , بل وإعطاء الامتيازات لمن يحقق نسبة أكبر في توظيف السعوديين .
لذا ومن هذا المقال أوجه لك أخي الشاب رسالة من القلب إلى القلب : فكر وأعمل وطور مهنتك وكن طموح , بإذن الله ستصل إلى القمة .
كم أعجبتني هذه الكلمة : ( أدعو الشباب للانخراط في العمل المهني والتقني والتوظف في نفس المجال الذي درسوا فيه , وأقول أن العمل إن كان شاقاً والمشروع إن كان صغيراً , فلا بد من يوم من الأيام أن يكبر , والإنسان لابد له من الصبر والمثابرة للوصول للنجاح ) .
هذه جزء من كلمة خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله , والتي كانت في الملتقى التقني عندما كان أميراً لمنطقة الرياض .
فخلاصة القول : إلى متى الانتظار وأنت لم تحسم القرار ؟ لا تتردد , أعزم , وتعلم , ومارس , وطور من نفسك , تجد أحلى النتائج بإذن الله .
كتبه : الأستاذ / أحمد بن محمد الفريح
المرشد الطلابي بثانوية الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالحرس الوطني – الأحساء
أجابني بكل برود بأنه عاطل عن العمل منذ ثلاث سنوات وبأنه يبحث عن عمل ولم يجد ..
عندها استوقفني هذا المشهد فكان من واجبي علي أن أقول :
أخي الشاب : إن شرعنا الحكيم يرسخ أهمية العمل والكسب من عمل اليد وتطوير المهنة التي يعمل بها – وهذا مما نتفق عليه - ففي ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية تظهر مهن في الصدارة ويكثر الطلب عليها , في المقابل تتراجع مهن نظراً للاكتفاء أو التشبع , مما يجعل الشاب الناشئ يفكر في المهن الحاضرة والتي ستكون له مفتاح خير وسعة رزق إذا استغلها بفكر صحيح , وعندما نتأمل واقعنا المعاصر نرى أن هناك مهن قد غفل عنها شبابنا والتي منها : السباكة , الكهرباء , ميكانيكا السيارات و اللحام وما شابهها ..
لقد استغل هذه المهن الضيوف من الوافدين , فأبدعوا وأنتجوا وكسبوا الشيء الكثير , فسؤالي لك أخي الشاب المتخرج من الثانوي ولم تدخل الجامعة بعد , أو المتخرج من الجامعة ولم تجد وظيفة , ومُصّر على أن تتوظف وظيفة مكتبية ! والجلوس خلف مكتب ! فكر معي قليلاً وتأمل .. فجميع المحلات التجارية الكبيرة والصغيرة , وجميع الشركات والمصانع وبيوتنا نحن , كم تحتاج من عمال ومتخصصين في السباكة أو الكهرباء أو ميكانيكا اللحام .. !!
هنا أقول : إلى متى وجميع من يسيطر على هذه المهن هم الوافدون ؟ إلى متى ونحن نظن أن مزاولة الأعمال الحرفية عيب ؟ إلى متى ونحن نفكر أن الرفاهية هي في العمل المكتبي ؟ إلى متى ونحن ننظر إلى أن العمل في هذه المهن من العيب الاجتماعي ؟
لذا تأخرت في خطوات مستقبلك , ونظرت إلى هذه الأمور وتوظفت في وظيفة مكتبية على حسب رغبتك ( مكتبية بمبلغ أربعة ألاف ريال ) وفرحت بها , في المقابل كان بإمكانك أن تتعلم وتتدرب على مهنة من المهن التي سبق أن ذكرتها لتجني آلاف الريالات , في أحدى الشركات الكبرى أو المتخصصة , ولا يخفى عليك حرص قادتنا في السعودة في الوظائف وإلزام الشركات بذلك , بل وإعطاء الامتيازات لمن يحقق نسبة أكبر في توظيف السعوديين .
لذا ومن هذا المقال أوجه لك أخي الشاب رسالة من القلب إلى القلب : فكر وأعمل وطور مهنتك وكن طموح , بإذن الله ستصل إلى القمة .
كم أعجبتني هذه الكلمة : ( أدعو الشباب للانخراط في العمل المهني والتقني والتوظف في نفس المجال الذي درسوا فيه , وأقول أن العمل إن كان شاقاً والمشروع إن كان صغيراً , فلا بد من يوم من الأيام أن يكبر , والإنسان لابد له من الصبر والمثابرة للوصول للنجاح ) .
هذه جزء من كلمة خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله , والتي كانت في الملتقى التقني عندما كان أميراً لمنطقة الرياض .
فخلاصة القول : إلى متى الانتظار وأنت لم تحسم القرار ؟ لا تتردد , أعزم , وتعلم , ومارس , وطور من نفسك , تجد أحلى النتائج بإذن الله .
كتبه : الأستاذ / أحمد بن محمد الفريح
المرشد الطلابي بثانوية الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالحرس الوطني – الأحساء